أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جواد الحسون - الموروث وضرورة البناء القيمّي المعاصر














المزيد.....

الموروث وضرورة البناء القيمّي المعاصر


جواد الحسون

الحوار المتمدن-العدد: 3342 - 2011 / 4 / 20 - 11:17
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    



لاشك في ان جميع الامم والشعوب قد لازمت الكثير من العادات والتقاليد الاجتماعية الموروثة عن اسلافها عبر حقب زمنية طويلة وربما هي موغلة في القدم وقد فرضتها عوامل ، اجتماعية وسياسية واقتصادية ودينية وبيئية تباينت تأثيراتها وامتداداتها وطريقة التعامل معها في المجتمعات التي ورثتها وفقا لمراحل التطور التي تعاقبت وسعت اليها هذه الشعوب والمجتمعات . الا اننا ترى وبوضوح ان التمسك بالموروث قد تجذر في مجتمعات ما يسمى بالعالم الثالث بشكل عام والمجتمع العربي بشكل خاص ليصبح بعدها هوية مقدسة لايمكن تركها او تغييرها او المساس بها لتشكل بعد ذلك عائقا كبيرا امام حركة البناء والتطور الحضاري ومؤثرا خطيرا على اداء وسلوكيات المجتمع ورسم سماته ومميزاته القيمية. ان الموروث حسب طبيعته يتضمن الموروث المدروس والموروث المكتسب وهنا يجب عدم الخلط بين الارث الحضاري المشرق الذي ورثه العرب عن اسلافهم ثم عملت الوصاية العالمية والحكومات المسيرة التي تعاقبت على حكم الجتمعات العربية على قطع جميع جذوره واصوله وايهام هذه الشعوب بالابقاء على حالة التغني والافتخار بذلك الماضي الموؤد لسد النقص الحاصل والعجز عن اللحاق بركب الامم المتقدمة ، وبين الموروث البدائي المكتسب والمتخلف الذي زرعته القوى الاستعمارية في المجتمعات العربية ورعته المصالح الفردية والفئوية لتحقيق منافع ايديلوجية ومذهبية آنية وبعيدة المدى ساهمت في ترسيخ قيم وتقاليد اسرت الشخصية العربية وحددت قدراتها وفقا لمقاييس معينة حالت دون استمرار حركة التطور كما انها احطت من حقيقة الشخصية العربية ونمت بداخلها عقدا وامراضا نفسية لا حصر لها ادت بعد ذلك الى اشغالها عن الدور الذي ينبغي الاهتمام به في السعي لتغيير الواقع المتردي لمجتمعاتهم التي تنوء تحت وطئة التخلف والقهر والتسلط.
وبدل من اصرارنا على المغالات والتبجح والافتخار بحضارة وامجاد افلت شمسها وخارت قواها ورحل صانعوها ولم يبقى منها سوى اطلال موحشات احاط بها التصحر والجدب ، علينا البحث في معوقات تقدمنا وتطورنا والتركيزعلى اعادة التكوين وبناء الذات الانسانية وتنقيتها مما علق بها من شوائب وعادات مذلة ومهينة لشخصيتنا العربية وانتزاع الكم الهاهل مما طرح وما يعرض من افكار هدامة وبدائية على اذهان المجتمع بصورة قصدية وماكرة لاجهاض كل محاولات النهوض والتقدم ، والقيام بثورة ثقافية جادة ضد ارهاب العادات والتقاليد الموروثة خطئا في اوساط مجتمعاتنا المبتلية بالتناحر القبلي والاحتراب الفكري والمذهبي ، والتحرر من عقدة حرية المرأة والمساواة ورهاب الفن وارساء لغة الحواروالكف عن استخدام الاسلحة الفتاكة في مواجهة الرأي الاخر والتخلص من نزعة التسلط والعنف الاسريين وفك الحصار المفروض على الثقافة العامة للطفل وفتح ابواب الاختيار والانتقاء والتعبير امام الجميع والعمل وفق حقيقة ان أي موروث لا يدعو الى الابداع والتقدم والرقي وسعادة الانسان فأنه كذبة وخدعة تستتر تحت ما نتشبث به من عادات وتقاليد سراطانية عاقبتها المزيد من الاذعان والتدهور الفكري والانحطاط الاخلاقي والحضاري .



#جواد_الحسون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأجهزة الأمنية هي الأساس في حفظ الأمن ... لكنها ليست الوحيد ...
- الخيال والمتخيل في الأداء الحكومي
- السندباد الحلي
- نظرية الصمت
- الفقر الابداعي والسقوط من الهاوية
- المدينة المحرمة
- ذكريات الزمن الغابر
- لقاء احادي
- السلام عليكم ايها الفقراء -4 (الانحدار)
- رواية الفصول الاربعة
- السلام عليكم ايها الفقراء_3_
- في مهرجان بابل الثقافي ..شح علينا العذر وضاقت بنا الحيّل!!
- في مهرجان بابل الثقافي شح علينا العذر وضاقت بنا الحيل
- رفعة الرأس بابل
- السلام عليكم ايها الفقراء _2_ سمكة في محيط الحلف الاطلسي
- نهايات مغلقة
- السلام عليكم ايها الفقراء ( 1)
- آمال جمهورية الأطفال
- تربية الطفل
- نصل الشيطان


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جواد الحسون - الموروث وضرورة البناء القيمّي المعاصر