حسن إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 3342 - 2011 / 4 / 20 - 08:45
المحور:
الادب والفن
صمت يتربع على شاشة مشهدك
وصوت فيروز يتلصص على وحدتك
" كيفك إنت "
وذكريات الشتاء وطعم البرد
تريد أن تنسج حكاية من الخيال
لتـُسمعها لمن .. لا يهم
لتـُمثلها لمن .. لا يهم
فالحواديت لم تكتب لأحد
الحكايات كتبت للجميع
وكل واحد منا يجد فيها ضالته
بدايته أو منتهاه
اثنان تقابلا .. لا لم يتقابلا
لمس كل واحد روح الآخر في الخفاء
ومن يلمس في الخفاء يعطش في العلن
الإرتواء من الخيال ..
نوع من أنواع المحال
الإثنان يتحاوران .. يتباعدان .. يتخاصمان .. ينجذبان
يعطي كلاً منهما للآخر ظهره
أما قلبهما فقريب كل القرب
إستفهام هنا وإجابة هناك
وإجابة هنا .. وإستفهام هناك
وعلامات من التعجب لا تحصى
أسفل قدميهما كرمل البحر
وموج مالح جداً بطعم خل الصَّـلب
مـُر .. ولكنه يحمل برعم قيامة خافت جداً
خافت ومستتر
حبل سـُري يمرر رسائل الحمام الزاجل بينهما
شفرات وشفرات وشفرات
تحل اللغز الأول ..
ينفجر الثاني في وجهك
تأخذ شهيق بعد الثاني
يلطمك الثالث
فتعطيه الوجه الآخر للقلب
وليلك لا يكف على تسخيرك ميلاً
فتقرر أن تعطيه ميلاً آخر لعلك تصل الى الدرب
يجذبك سرابك أو عرفانك
وانت مغامر كالعادة فتهرول نحو الطير
تقفز كالمجنون لتضيئ سماء البحر بنجمك
يسقط نجمك أو تسقط منه
يغرق نجمك أو تغرق منه
فتغوصا يبحث عنك أو تبحث عنه
من منكم موجود .. ومن مختفي
من منكم حي .. ومن مائت
من يحيا الظل .. ومن فارس ثورته
أسئلة لا تنتابكما .. وتنتاب الجمع
من سمع منكم .. خريف يسأل ربيع
فالجسد والروح وجهان لا ثالث لهما
والإنسان مخلوق على صورة إنسان
مخبأة صورة كلا منهما في قلب يؤمن بالعرفان
بسر لوحات الجوهر
بصمات الداخل الدفين
بهمس لا تسمعه آذان
الآن تعرف أنك تعرفه .. وأنت تجهله كل الجهل
الآن تعرف أنك تجهله .. وأنت تعرفه رغم الجهل
لا يوجد أجمل من شخص بطعم النهر لا يعبر
مالح لا يمكن أن ترتوي منه
وفيه لا تفقد صلاحيتك أبداً
تظل طفل سرمدي
تبدأ مع الأزل وتنتهي مع الأبد
شعور لا يوصف
أن تشعر أنك طفل سرمدي لأحد
أو هو طفل سرمدي لك
لا يمكن أن تتصنعه هي مهما حاولت
أو يفتعله هو مهما كان ممثل ماهر
العفوية تغتال كل الأدوار
فهذه حكايتي
بصوتي .. لا بصوت جدتي العجوز
بطعم البـُن وفيروز
" كيفك انت "
#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟