أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسَلم الكساسبة - الأنظمة العربية .. هل يصلح العطار ما أفسد الدهر ...؟ (2)














المزيد.....

الأنظمة العربية .. هل يصلح العطار ما أفسد الدهر ...؟ (2)


مسَلم الكساسبة

الحوار المتمدن-العدد: 3342 - 2011 / 4 / 20 - 01:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن التحول للإصلاح يعني فيما يعنيه فض الاشتباك بين الوطن ونظام الحكم وإلغاء ذلك التغلغل والتماهي بين الدولة والنظام ، تماهيا وتغلغلا يبلغ في كثير من الأحيان حدا يكون النظام أولا والوطن تاليا أو تابعا ، بل وابعد من ذلك إلى حد تقدم مصلحة النظام على مصلحة الوطن إذا تعارضت المصالح وتغدو مؤسسات الوطن وأجهزته خادمة للنظام أولا وللوطن من خلاله وتاليا عليه ، وبحيث يغدو النظام هو الثابت وهو الهوية وما عداه فمتحول قابل للنقاش ، بل ويتأصل لدى تلك الأنظمة عرف راسخ يتم من خلاله تعريف المواطنة والولاء من خلال وجهة نظر النظام نفسه .. وفيها ومن ضمنها أن نقد النظام أو معارضته هو خيانة للوطن وخروج على أسسه ، حيث النظام هو الوطن والوطن هو النظام في تلك الهيكلية المشوهة ، أو لنقل أنه لا توجد فواصل وحدود بينة واضحة بين ما هو نظام حكم وبين ما هي دولة ووطن ويصبح الجميع في خدمة النظام أولا ومن خلاله وبما يسمح به ويحدده الوطن تاليا .

وهكذا في ظل ظروف كتلك فمعركة الإصلاح العربية معركة شاقة وشرسة لأننا أمام حالة لبنيان شيد أصلا على فساد وخلل - سواء على الأرض أو في العقول - هو جزء عضوي بنيوي من كينونته ودعامة أساسية فيه إذا ما قيس لما يجب أن تكون عليه أنظمة الحكم الرشيدة والديمقراطيات الحديثة .. وهو بنيان متغلغل في كل تفاصيل الحياة وفي العقول الكثيرة التي لم تعرف ولم تالف شكلا لنظام الحكم غير هذا الشكل الذي تعد المطالبة بإصلاحه هي كالمطالبة بالإطاحة به كنظام من حيث هي تتطلب تغييرات عميقة وجوهرية في بنيته الأساسية قلنا.. ومن حيث أن تغييرات كتلك تشبه أن تكون إعادة بناء بالكامل لذا تقف منها تلك الأنظمة موقف الحذر وتواجهها بتلكؤ ومماطلة حتى إذا ووجهت بعناد وإصرار كشرت عن أنيابها وأشهرت بلطجيتها وكل أدوات الرفض والمماحكة والمكر والكذب الشرس لديها.

إن تلك الأنظمة برفضها وتلكؤها بالإصلاح الذي لا يحتاج منها سوى إرادة وقرار سياسي تمتلكه بالكامل بل ومغالبتها للشعب إما بالبلطجية أو بالقناصة أو لجان الحوار والمطمطة وسوى ذلك.. إنما تشهد على نفسها أنها أبنية متهالكة غير قابلة لأي إصلاح وأنها إما أن تبقى كما هي بالكامل أو أن تزول بالكامل ليتسنى للشعب الانتقال الى ابنية حكم ملائم لزمن مختلف عن أزمان السلاطين والعائلات الحاكمة الذي لم يعد ممكنا في زمننا هذا .

وان الشعوب بالمناسبة قنوعة متواضعة جدا في مطالبها في بدايات ثوراتها حينما تطالب بترميم ذلك الحصن أو القلعة وتكييفها بما يطرد الهواء الفاسد منها لتغدو صالحة للحياة .. راضية قانعة أن تعيش في قلعة لم تعد تصلح إلا للأفاعي والهوام وما عد في رتبتها من كائنات .

وأن تعيش في ظل الحزب القائد الأوحد مالك الرؤية الصائبة والحقيقة المطلقة أو العائلة المالكة للوطن وأمره وقراره والمتصرفة في كل شأنه إلى حد تعطيه اسمها وهويتها وكأنها تزوجته زواجا كاثوليكيا ؟! لكن مع ذلك فإن الرفض والمماطلة تأتي وللغرابة الشديدة من الأنظمة ذاتها حين تأبى إلا أن تظل قابعة متحصنة في تلك القلعة ضد أي تغيير أو إصلاح ! مختطفة معها شعبا ووطنا بأسره ليعيش في قلعتها التي لم تعد تعجب أحدا سواها .

عند ذلك تجد الشعوب نفسها مضطرة أن تبدأ بنقض حجارة تلك القلاع وأن تهتف : الشعب يريد هدم القلعة ونقض حجارتها وتجريف مكانها لبناء آخر يليق بوطن حر وشعب كريم .. الشعب يريد ان يتنفس هواء نقيا غير هواء الحصون الملوث برطوبة الكتمان وانفاس العسس واتربة العتمة والعماء.

إن ميزة ثورات الإصلاح العربية الحديثة تكمن في أنها تؤسس لتحولات جذرية وعميقة سيتواضع عليها الفرقاء في النهاية ولتخلق وتكرس واقعا جديدا ووعيا جديدا ومقولات ومفاهيم جديدة في الحكم والسياسة .. وتحطم حواجز وخطوطا حمراء وتكسر تابوات كانت بمثابة التروس التي تتحصن خلفها الأنظمة .. بحيث لن يعودوا بعدها أبدا لما كان قبلها .. وسواء تغيرت تلك الأنظمة أو بقيت أو رقعت ترقيعا ، لكننا في النهاية وحتما سننتقل إلى عصر جديد فيما يتعلق بمفاهيم الحكم والسلطة والنظام السياسي ، عصر لن تكون تلك الأنظمة التي تخلفت عن التغيير قادرة على العيش والاستمرار فيه وضمن شروطه .



#مسَلم_الكساسبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنظمة العربية .. هل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟ ... (1)
- ايها الحكام المستبدون .. كونوا شجعانا لمرة واحدة !
- الشعب يريد .. سلاح العرب الفتاك.
- النخب العربية الحاكمة ، تجهيل وإنكار بقصد الاستغلال !
- الشعب يريد ....(2)
- الشعب يريد ....!
- ميكانيزمات الاستبداد وآلية عملها .
- في سبيل مفاهيم حداثوية لإعادة تشكيل علاقة السلطات بمصدرها
- الاستبداد أمة واحدة
- تلك الجماهير الثائرة مالذي حركها ؟؟
- متلازمة الفاد والاستبداد وثنائية الفصل والوصل .. (2)
- متلازمة الفساد والاستبداد وثنائية الفصل والوصل.
- مدرسة بالية ومهنة غير مشرفة ..
- -جميعنا البوعزيزي.. جميعهم ذلك المخلوع-


المزيد.....




- نيللي كريم تعيش هذه التجربة للمرة الأولى في الرياض
- -غير محترم-.. ترامب يهاجم هاريس لغيابها عن عشاء تقليدي للحزب ...
- أول تأكيد من مسؤول كبير في حماس على مقتل يحيى السنوار
- مصر.. النيابة تتدخل لوقف حفل زفاف وتكشف تفاصيل عن -العروس-
- من هي الضابطة آمنة في دبي؟ هذا ما يحمله مستقبل شرطة الإمارات ...
- حزب الله يعلن إطلاق صواريخ على الجليل.. والجيش الإسرائيلي: ا ...
- بعد مقتل السنوار.. وزير الدفاع الأمريكي يلفت لـ-فرصة استثنائ ...
- هرتصوغ ونتنياهو: بعد اغتيال السنوار فتحت نافذة فرص كبيرة
- الحوثي: الاعتداءات الأمريكية لن تثنينا
- -نحتاج لمواجهة الحكومة لإعادة الرهائن-


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسَلم الكساسبة - الأنظمة العربية .. هل يصلح العطار ما أفسد الدهر ...؟ (2)