|
عن المخلوع والمقتول
نصارعبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 3340 - 2011 / 4 / 18 - 20:35
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
عن المخلوع والمقتول د/ تصار عبدالله فيما أتصور فإن المؤسس الحقيقى للفساد السياسى فى مصر وما اقترن به من فسادات أخرى على مدى العقود الثلاثة السابقة ثورة 25 يناير ، ...المؤسس الحقيقى ليس هو الرئيس المخلوع حسنى مبارك ولكنه الرئيس المقتول أنور السادات، ... إن الذى أنشأ الحزب الوطنى من موقع السلطة ليس هو المخلوع ، ولكنه المقتول ، فالسادات هو الذى قام ـ كما نعلم جميعا ـ بإنشاء حزب فوقى من أعلى موقع فى الدولة وهو موقع الرئاسة ، وقد كان من الطبيعى أن يجتذب ذلك الحزب إليه مجموعات شتى من المنافقين والإنتهازيين والنفعيين والفاسدين وهذا هو فى الواقع ما كان يدركه جيدا وربما هو ما كان يقصده الرئيس السادات بدليل ما ورد قبل ذلك فى الكثير من خطاباته وبياناته ، راجع مثلا بيان مارس أو ورقة مايو وكلاهما من الوثائق الشهيرة للحقبة الساداتية وفى كلا الورقتين حديث عن الأحزاب والتنظيمات التى تنشأ من موقع السلطة وكيف أنها.. " تجتذب إليها النفعيين والإنتهازيين ، وهؤلاء هم الأغلبية " هذا هو كلام السادات نفسه وليس كلامنا...صحيح أن السادات كان فى حديثه هذا يعرض بالإتحاد الإشتراكى العربى ..لكن عبارته تلك كانت تنطبق بنفس القدر على أغلب أعضاء الحزب الذى نزل إلى الساحة بعد ذلك والذى ترأسه السيد ممدوح سالم رئيس الوزراء ونعنى به ( حزب مصر العربى الإشتراكى ) ، أولئك الأعضاء أنفسهم هم الذين تركوا حزبهم مهرولين عندما عرفوا أن هناك حزبا جديدا اسمه (الحزب الوطنى الديموقراطى) سوف يترأسه رئيس الجمهورية أنور السادات نفسه ، صحيح أن بعض أعضاء حزب مصر العربى من أمثال جمال ربيع ومدكور أبوالعز وعبدالعظيم أبو العطا قد رفضوا أن يتركوا حزبهم وتمسكوا به ، لكنهم لم يكونوا يمثلون أغلبية الحزب شأنهم فى هذا شأن العناصر الشريفة فى أى حزب سلطوى بما فى ذلك الحزب الوطنى ذاته الذى لم يكن يخلو من الشرفاء حتى وهو فى أوج فساده . ومع هذا فإن إنشاء الحزب الوطنى لم يكن هو الإسهام الوحيد الذى ساهم به السادات فى تهيئة المناخ الملائم لشتى صنوف الفسادات ، فقد قام بعد ذلك بتفصيل دستور يمنح صلاحيات واسعة لرئيس الدولة وأعنى به دستور 1971حارثا بذلك الأرض وممهدا لها لبذور الفساد ، فالسلطات الواسعة هى دائما التربة الطبيعية لنمو الفساد ولو كان الذى يتمتع بها ملاكا، ثم خطا السادات بعد ذلك خطوة أخرى نحو التمهيد لمزيد من الفساد عندما قام فى ما يو 1980بتعديل المادة 77بحيث يصبح فى إمكانه أن يعيد ترشيح نفسه ليس لمدة ثانية كما كان يقضى نص المادة 77 قبل التعديل، بل يصبح فى إمكانه أن يعيد ترشيح نفسه لمدد أخرى بلا نهاية، وهو التعديل الذى لم يستفد منه السادات ولكن الذى استفاد هو خليفته مبارك ، .. دائما كان الرئيس المقتول هو الذى يحرث الأرض ويهيىء التربة ويبذر البذور، وكان الرئيس المخلوع بعد ذلك هو الذى يجنى الثمار، ومع هذا فإن إسهام السادات فى بذر بذور الفساد لم يقتصر فقط على منح نفسه سلطات واسعة فى دستور 71، ولا على اختياره للمعاونين الذى لم يكن يستهدف من اختيارهم سوى تحقيق مصلحته هو بغض النظر عن مصلحة مصر ومن بينهم نائبه حسنى مبارك نفسه ، ولم تقتصر كذلك على إنشائه لحزب يعلم سلفا أن معظم أعضائه سوف يكونون من الفاسدين، على الأقل بحكم طريقة إنشائه وموقعه من السلطة ، ولم تقتصر كذلك على تعديله للمادة 77تمهيدا لتمتعه بمزايا الرئاسة إلى الأبد ، لم يقتصر على ذلك فحسب ، ولكنه بدأ يحمى الفاسدين حماية مباشرة ، وبدأ ينكل بالشرفاء الذين يؤدون واجبهم بنزاهة عندما يعترضون طريق الفاسدين ( هل بوسعنا أن نتفهم إلغاءه لجهاز الرقابة الإدارية إلا فى هذا الإطار ) ، ولعل المقال الذى كتبه النائب المخضرم أبو العز الحريرى فى جريدة التجمع بتاريخ 18مارس 2006 والذى أعاد فيه إلى الأذهان ما سبق أن نشرته الأحرار فى حينه عن التنكيل باللواء عبدالحميد الصغير مدير إدارة المخدرات لأنه تجرأ واعترض سبيل تاجر مخدرات لبنانى جاء على متن سفينة رست فى ميناء الإسكندرية وهى تحمل شحنة من الحشيش والمواد المخدرة الأخرى مدعيا أن هذه السفينة تخص شخصا قريب الصلة جدا من الرئيس أنور السادات نفسه ، يومها طلب وزير الداخلية من اللواء الصغير أن يترك ملف هذه السفينة ، وبعدها بفترة وجيزة نقل إلى مكان آخر لم يدم فيه فترة طويلة ثم أبعد بعدها عن الخدمة نهائيا ، وربما كان ما ذكره الأستاذ أبو العز الحريرى نقلا عن الأحرار، ربما كان غير صحيح ، أو ربما كان غير دقيق ، غير أن الغريب فى الأمر أن أحدا لم يعقب ، وأن أحدا لم يكذب ، وكأن أحدا لا تعنيه هذه الواقعة رغم جسامتها . [email protected]
#نصارعبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حدث فى عام 1997
-
تساؤلات دستورية
-
عن التعديل والتأسيس
-
هل تنحى الرئيس فعلا ؟؟
-
معارك مبارك الأخيرة
-
انتفاضة الورود
-
الوجوه الغائبة (2)
-
هذه هى الأسباب
-
أسئلة الكارثة
-
الوجوه الغائبة
-
فودة: حوارات وذكريات
-
عن أساليب التزوير (2)
-
عن أساليب التزوير (1)
-
عن الحبر الفوسفورى
-
ميساء آق بيق
-
رأس المال والصحافة
-
جداول الناخبين على الإنترنت
-
عن رفت المحجوب(2)
-
عن رفعت المحجوب (1)
-
مصر الولادة
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|