أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ميشيل نجيب - للبيع فى المزاد العلنى














المزيد.....

للبيع فى المزاد العلنى


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 997 - 2004 / 10 / 25 - 08:09
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الوضع للعربى أتفق الجميع على فشله فى صنع حاضره ومستقبله ، وإلقاء نظرة على شريط الفيديو التى يذيعه الإعلام العربى والعالمى للرهينة البريطانية العراقية " أمرأة " مارجريت حسن ، يوضح مدى هذا الفشل الأصيل الذى تفشى فى نفسية الإنسان العربى .
تبلدت أحاسيس ومشاعر المواطنين لما يرونه من كلمات توسلية لأمرأة لا نعرف ما يحدث لها بالضبط على أيدى رجال جماعات الإرهاب الإسلامى فى العراق ، سواء من إساءات جسدية أو معنوية لأن ما يراه الجميع على شاشات التلفزيون يدل على الإنهيار الكامل لإمرأة لا حيلة لها ولا قوة وسط رجال يصفهم الإعلام العربى بأنهم رجال مقاومة شجعان .
يا لها من مقاومة خسيسة تلك التى تحتمى وراء ظهر إمرأة ، يا لها من شطارة الجبناء التى جعلتهم ينتهكون كل القيم والأعراف الإجتماعية المتعارف عليها بأسم الدين ويختطفون إمرأة سلاحها الوحيد انها إنسانة تؤمن بإنسانيتها وإنسانية الآخرين ، بعكس من أختطفوها ، لأن أختطافهم لأمرأة وجعلها رهينة تنتظر الموت لو لم يتم تلبية أهدافهم السياسية ، دليل على إيمانهم الشديد بأنهم البشر الوحيدين على ظهر الكرة الأرضية وباقى المسكونة أنواع مختلفة من الحيوانات أو من القرود تحديداًَ .
لا يمكننا أن نوجه اللوم إلى جماعات يعرف الجميع بأنها عصابات إرهابية تسعى بكل قوتها وقوة أموال بترول العرب إلى تحقيق أغراض سلطوية بحتة ، بل توجيه اللوم إلى كل من يستمر يعضد ويساند ويمد يد الدعم بشتى أنواعه إلى تلك العصابات ، ذلك الدعم الذى جعلها تنمو وتزدهر وتخنق وسط مجتمعات تخلفت عن ركب الحضارة عصوراً كثيرة .
إذا كانت ضمائر العرب لم تصاب بالصدمة من رؤية هذا الشريط الدرامى ، فأعتقد أنها لن تصاب بأى صدمة مهما كانت فى المستقبل لأنها أصبحت كالميت الذى يحتاج فقط لتكفينه ودفنه فى مرقده المختار بحكم الأخيار من العلماء !
هل يمكننا تصنيع ضمائر جديدة لها قيم ومبادئ إنسانية تحترم الإنسان بأعتباره خليقة بشرية دون النظر إلى جنسه أو عرقه أو دينه ؟
الإنسان العربى فريد من نوعه ويحتاج للبيع فى مزاد علنى لتجديد شخصيته ، ونتمنى أن نجد بعض المغفلين الذين سيفرحون بالتراث الثقافى الذى يلقيه على ظهره وينهل منه يومياً تاركاً عقله للمناسبات القومية ، ذلك التراث وما يحتويه من قيم ومبادئ تشجع على أنتهاك حرية البشر بأسم الحاكم أو بأسم الدين ، النظر إلى المرأة بأعتبارها ناقصة عقل ودين والعمل على الحط من قيمتها الإنسانية سواء فى العمل أو فى المنزل أو فى المجتمع ، فالرجل هو السيد والمرأة مجرد خادمة مطيعة له ترضى ملذاته ولو تذمرت أو أحتجت لعنتها الملائكة فى الحال !
تتفاخر الشعوب العربية بأنها الشعوب الوحيدة التى تكرم وتكرم وتكرم المرأة فى كل شئ ، تعطيها حقوقها وزيادة " أرجو من القراء عدم الضحك " لأنها أكذوبة تتردد على مسامعنا منذ نشأتنا وحتى مماتنا ، أكذوبة نرددها أمام أصدقائنا فى مجالس السمر ، وفى بيوتنا نهين المرأة بكل جرأة وشجاعة يحسدنا عليها بدو الجاهلية ، لأنها أكذوبة فى دائرة كبيرة من الأكاذيب التى يدور في فلكها الإنسان العربى ويتمتع بها فى تناقض فريد .
هل لنا القدرة فى نقد ذواتنا حقيقة ؟
لو كان حقاً لدينا تلك الخاصية النقدية لما كان الأنحطاط وصل إلى درجة إذلال أمرأة بأختطافها وتعذيبها نفسياً بلحظة قتلها ويعلم الله ماذا يفعلون بها فى محنتها وفى كهوفهم الإرهابية المقدسة التى يرفعون فيها صلوات إلى من ؟ الله أعلم !
لو كانت تلك المرأة التى شاهدها العالم العربى كله أمرأة عربية مسلمة ، بالتأكيد ستكون ردود الأفعال قوية وصارخة ومتشنجة وستصل إلى درجة مطالبة الجماهير العربية الواعية بالحرب المقدسة ضد الخاطفين الكفرة الذين يحللون ما حرم الله !
مسلسل الفضائح فى شخصية الإنسان العربى ستوالى ، والغالبية ما زالت جالسة أمام شاشات التلفزيون تتفرج على مسلسل جديد يغتال عقلها وقلبها وعلى رأى المثل : كله عند العرب صابون !



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناظرات الرئاسة العربية
- ما هو ذنب الكنائس ؟
- ننتظر قرار الأسد
- الإرهاب يا ريس صناعة محلية
- طابا وإعلام التفجيرات
- السعودية والخوذة الحديدية
- الحقيبة الطائرة فى صحافة القاهرة
- مصر التى فى خاطرى
- التعليم العنصرى وعرب الحادى عشر من سبتمبر
- خانة الديانة فى مصر الكنانة
- جيش الإسلام العربى
- صدقت يا شيخ الأزهر ولكن
- إستيقاظ إسلامى لصالح فرنسا فقط
- المرأة .. بعيداً عن الأديان
- كفى المؤمنين شر القتال
- الدساتير العربية واليابان
- بغداد وطبائع الأستبداد
- دارفور فى ميزان رجال الحكم السودانى
- قانون الطوارئ بين علاوى السياسى ومبارك
- إنها الفطرة يا عرب


المزيد.....




- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ميشيل نجيب - للبيع فى المزاد العلنى