أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسقيل قوجمان - حول دكتاتورية البروليتاريا ٢















المزيد.....


حول دكتاتورية البروليتاريا ٢


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 3340 - 2011 / 4 / 18 - 11:34
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


حول دكتاتورية البروليتاريا ٢
حول سؤالك الثاني عن اللينينية والغائها في بعض برامج الاحزاب الشيوعية العربية كما يلي:
2- حول فلسفة الماركسية اللينينية وقد حذفت بعض الاحزاب العربية مصطلح اللينية بينما الذي اعرفه منذ تعرفي على الفلسفة المارسية ايام السبعينات ان المصطلحين مطملان للأخر وشكراً
جرى بحث كارل ماركس للنظام الراسمالي في فترة المنافسة الحرة وكانت استنتاجاته وتوقعاته للثورة العمالية وتحقيق النظام الاشتراكي استنادا الى هذه المرحلة من مراحل تطور الراسمالية. كان مثلا يعتبر ان الثورة العمالية ينبغي ان تجري في جميع البلدان الراسمالية المتطورة في نفس الوقت.
والجميع يتحدثون عن تطور الماركسية وعدم جمودها. وقد كان لينين اعظم من اعتقد بتطور الماركسية وفقا لتطور الظروف الاجتماعية. فالماركسية كمبدأ يستند الى الحركة الديالكتيكية للمجتمع لا تتغير ولكن استنتاجاتها تتطور مع تطور المجتمع وظروفه وفقا لهذه الظروف الجديدة. هذا هو المعنى الحقيقي لتطور الماركسية وليس كما يظن البعض بان تطور الماركسية يعني تغير الاسس التي بنيت عليها النظرية الماركسية، المادية الديالكتيكية. المادية الديالكتيكية تبقى القانون الموجه لبحث تطورات المجتمع وتغيراته والاستنتاجات الجديدة المترتبة على هذه التطورات والتغيرات وهي تطورات وتغيرات تجري بدون ارادة الانسان وتجري بموجب القوانين الديالكتيكية.
لقد استخدم ماركس نفس الماركسية دليلا له في بحث المادية التاريخية، تاريخ التطور الاقتصادي للمجتمع في عهد المشاعية البدائية واستخدم نفس الماركسية في دراسة التطور التاريخي في جميع المراحل الطبقية التي مر بها المجتمع حتى الراسمالية ولم يضطر الى تغيير الماركسية عند بحثه النظام الراسمالي وتوصله الى ضرورة الثورة العمالية وتحقيق الاشتراكية والشيوعية. ولم يكن لينين بحاجة الى تغيير الماركسية عند بحث تطور النظام الراسمالي الى المرحلة الامبريالية وسيطرة راس المال المالي بدلا من سيطرة الراسمال الصناعي.
ليس علم الماركسية هو المتغير نتيجة تطور الماركسية بل بحث الظروف الجديدة باستخدام نفس الماركسية دليلا للعمل. وهذا يصح على كل العلوم فان تطور الطب لا يعني تغيير علم الطب وانما يعني اكتشاف ظواهر طبية جديدة ومواجهة امراض لم يكن يعرفها من قبل والبحث في كيفية علاجها. وينطبق هذا على جميع العلوم.
عاش لينين في مرحلة جديدة من مراحل التطور الراسمالي هو تحول الراسمالية التي درسها كارل ماركس، راسمالية المنافسة الحرة، الى الراسمالية الامبريالية. لم يشعر لينين بان ذلك يعني تغير الماركسية وانما شعر بضرورة دراسة المجتمع الجديد على اساس نفس الماركسية والتوصل الى الاستنتاجات الصحيحة الخاصة بالمجتمع الراسمالي بصفته الجديدة، الصفة الامبريالية.
كانت الفئة الراسمالية السائدة في زمن الراسمالية التنافسية هي فئة الراسمالية الصناعية وكانت الراسمالية التجارية والراسمالية المالية تسير تحت قيادتها. فالراسمال الصناعي هو الراسمال السائد في تلك الفترة. وكانت استنتاجات كارل ماركس مبنية على بحث هذا النظام الراسمالي التنافسي.
وجد لينين ان السيطرة الراسمالية تحولت في مرحلة الراسمالية الامبريالية الى الراسمال المالي واصبحت الراسمالية الصناعية والراسمالية التجارية خاضعة لقيادة هذه الفئة الراسمالية.
بينما كانت الراسمالية الصناعية تعتمد على تصدير بضائعها الرخيصة المنتجة في بلادها الى ارجاء العالم وتدمير الصناعات الحرفية في بلدان العالم المتأخرة، ظهرت ظاهرة تصدير رؤوس الاموال. وتصدير رؤوس الاموال الى البلدان المتخلفة والمستعمرات طريقة اخرى للحصول على الارباح الراسمالية اذ ان تصدير راس المال الى بلد متخلف يزيد الارباح الراسمالية زيادة كبيرة نظرا لوجود الايدي العاملة الرخيصة في تلك البلدان ووجود المواد الاولية للصناعة هناك فلا تحتاج الدول الامبريالية الى استيرادها الى بلدانها بل تقوم باستغلالها في نفس البلدان ولا توجد في هذه البلدان قوانين تحدد يوم عمل العامل بحيث يستطيع الراسماليون الامبرياليون استغلال العمال ساعات طويلة لا يستطيعون اجراءها في بلدانهم.
احد مظاهر سيطرة الراسمالية المالية، الراسمالية الامبريالية، اكتمال تقسيم العالم كله الى مستعمرات. ولكن التطور غير المتوازن في الدول يؤدي الى حاجة الدول الامبريالية المتطورة الجديدة الى اكتساب مستعمرات تحقق فيها استغلال الراسمال المالي الذي تصدره اليها ولكنها لم تكن تستطيع الحصول عليها الا باغتصابها من الدول الامبريالية الاخرى. والدول الامبريالية لا تتنازل عن مستعمراتها عن طيب خاطر مما جعل الحرب بين الدول الامبريالية من اجل اعادة اقتسام العالم وسيلتها الحتمية. لذا اصبحت الحرب العالمية ضرورة حتمية للدول المحرومة من المستعمرات لكي تحصل على مستعمرات تغتصبها من الدول الامبريالية المسيطرة عليها. فتوصل لينين الى ان الحرب العالمية اصبحت حتمية. لا اشير هنا الى كون الحرب ذاتها من اهم وسائل زيادة الارباح الراسمالية واهم وسائلها في التخلص من الازمات.
راى لينين ان هذه المرحلة الامبريالية والعلاقات بين الدول الامبريالية المتنافسة على اغتصاب المستعمرات بعضها من بعض ادى الى ظاهرة جديدة. فبينما راى ماركس ان الثورة الاشتراكية ينبغي ان تقوم في كافة البلدان الراسمالية المتطورة في وقت واحد توصل لينين الى وجود امكانية قيام الثورة الاشتراكية في بلد واحد وتحقيق النظام الاشتراكي في بلد واحد.
هذه التغييرات في ظروف النظام الراسمالي الامبريالي والاستنتاجات الماركسية المتعلقة بهذا التطور هو المعنى الحقيقي لتطور الماركسية. فليست الماركسية هي التي تتغير وانما بحثها لظروف المجتمع الجديدة على اساس نفس الماركسية هو الذي يتطور. والتوصل الى التغيرات التي يجب ان تتحقق في صفوف الحركة العمالية من اجل تحقيق الاشتراكية كشكل الحزب وتنظيمه وصرامته والكفاح ضد الانتهازية والمركزية الديمقراطية والتحالفات السياسية الممكنة وغيرها.
احدى اهم نتائج تطور الراسمالية التنافسية الى راسمالية امبريالية وسيطرة الراسمال المالي نشوء طبقات عمالية كبيرة في البلدان المتأخرة نتيجة المشاريع الكبيرة التي ينشؤها الراسماليون الامبرياليون في هذه البلدان ونتائج ذلك على الحركات الثورية في عالم المستعمرات وهو موضوع اخر بحد ذاته.
هذه التغيرات وغيرها في الاستنتاجات التي توصل اليها لينين والمختلفة عن الاستنتاجات التي توصل اليها ماركس عند بحثه للراسمالية التنافسية هي اللينينية. فاللينينية ليست ماركسية اخرى غير ماركسية كارل ماركس. هي نفس الماركسية استخدمت في بحث التطور الذي طرأ على النظام الراسمالي. هي دليل العمل تجاه الظروف الجديدة التي يجابهها الماركسيون وهذا ينطبق على ظروفنا الحالية. على الماركسيين اليوم ايضا ان يدرسوا الاوضاع المتغيرة في العالم وان يتخذوا الماركسية، نفس الماركسية، دليلا لعملهم في التوصل الى المواقف والسياسات الصحيحة التي ينبغي اتخاذها من اجل تطور الحركات الثورية وتحقيق الاهداف الحقيقية للطبقة العاملة في عصرنا. وبما ان العالم ما زال يعيش المرحلة الامبريالية فان الغاء اللينينية معناه الغاء الماركسية.
ان ما نسمعه من تسميات جديدة، ماركسية القرن الحادي والعشرين، اشتراكية القرن الحادي والعشرين، ما بعد الماركسية، ما بعد الحداثة، وغيرها من المصطلحات السائدة بين المثقفين اليوم لا اساس له من الصحة. فماركسية اليوم هي نفس ماركسية المشاعية البدائية حتى اليوم والاشتراكية ما زالت نفس الاشتراكية ولم يتغير موضوع التحول الى الشيوعية ونفس شروط التحول الى النظام الاشتراكي والثورة البروليتارية ودكتاتورية البروليتاريا والصراع الطبقي هي نفسها كما كانت في القرون السابقة. التغير هو في كيفكية مواجهة الظروف الجديدة وتغيرطرق التوصل الى تحقيق الاهداف الاجتماعية في الظروف السياسية والثقافية والعلمية والعسكرية السائدة حاليا.
هنا لابد من الاشارة الى موضوع اخر هو ما يسمى الستالينية. ان وفاة لينين المبكرة وضعت على عاتق ستالين قيادة الشعوب السوفييتية نحو تحقيق النظام الاشتراكي. وكان بناء المجتمع الاشتراكي امرا جديدا على البشرية وكان من الضروري ايجاد السياسات الصحيحة لتحقيق هذا المجتمع. وكان لستالين الدور الاول في ايجاد الطرق الصحيحة لتحقيق هذا المجتمع والدفاع عنه وتطويره نحو تحقيق المجتمع الشيوعي. ونفس ماركسية ماركس وانجلز، العلم الموجه ودليل العمل في هذا الاتجاه، هو الذي كان دليل عمل ستالين والبلاشفة من اجل تحقيق المجتمع الاشتراكي. ولكن ما حصل في عهد ستالين كان ضمن المرحلة الامبريالية للنظام الراسمالي وتحقيقا لما كان لينين يعمل على تحقيقه وليس مرحلة جديدة ولذلك لم تكن اكتشافات ستالين والبلاشفة على اهميتها العظمى مرحلة جديدة في تطبيق الماركسية كما كانت اللينينية بل كانت استمرارا لها وتحقيقا لها. لذا فان مصطلح الستالينية ليس له اساس علمي وان مهاجمة الستالينية ليس سوى مهاجمة لعلم الماركسية وقد ثبت ذلك باوضح صوره في الاتحاد السوفييتي حين اتضح ان الهجوم على ستالين كان في الواقع هجوما على الماركسية وعلى ماركس وانجلز ولينين وهجوما على الاشتراكية والشيوعية. وهذا ما شاهدناه في التطور الذي جرى في الاتحاد السوفييتي بحيث ان نجاح الخروشوفيين في اعادة الراسمالية ادى الى تحطيم كل ما يخص لينين وماركس وانجلز.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول دكتاتورية البروليتاريا
- الثورة البرجوازية والثورة الدائمة ٢
- الثورة البرجوازية والثورة الدائمة ١
- معاداة الستالينية هي ثورة ردة
- المجتمع الاشتراكي وقانون التطور المتوازن للاقتصاد الوطني
- حول حزب العمال الشيوعي التونسي
- حول امكانية عودة اليهود العراقيين الى وطنهم العراق
- درس من ثورتي تونس ومصر الشعبيتين
- جواب جديد الى د. حسين علوان حسين
- قانون ازمة فيض الانتاج في النظام الراسمالي
- جوابي الى يعقوب ابراهامي
- الراسمالية وقانون فوضى الانتاج
- اجوبة الى د. حسين علوان حسين
- علاقة اليهود العراقيين بالموسيقى العراقية
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ...
- هل تحقق في الاتحاد السوفييتي مجتمع اشتراكي حقيقي وكامل؟
- فترة التحضير لبناء مجتمع اشتراكي
- هل كانت ثورة اكتوبر ثورة اشتراكية؟
- هل كانت ثورة اكتوبر خطأ ارتكبه لينين ام ضرورة تاريخية؟
- الانتقاد واصوله


المزيد.....




- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل ...
- السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي ...
- الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو ...
- بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
- محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
- القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟ ...


المزيد.....

- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسقيل قوجمان - حول دكتاتورية البروليتاريا ٢