أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق الحاج - مصيبتانو.. ايطاليانو...!!















المزيد.....

مصيبتانو.. ايطاليانو...!!


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 3340 - 2011 / 4 / 18 - 10:45
المحور: كتابات ساخرة
    


كأنه لم تكفنا في بواكير هذا العام الثورات الفيسبوكية العربية بما جرت من خيرات وويلات..!!
فتونس أم الثوار لا تزال تعاني من الغثيان و الدوار ،وصارت في حال الاصفرار..!! ،وعادت الشرطة في عهد الباجي السبسي تفعل ما كانت تفعله في عهد الغنوشي ..!!
وهنا المقاربة المؤلمة..!!
ومصر أجهضت ما تبقى من مكانتها ،وتوارت بعد (الثورة) عن الأنظار، وأخذت تهرش نفسها ،وهي تعاني من أنفلونزا البلطجة ،وكل من فيها مهدد بقضاء إجازة 15 يوما في مزرعة ليمان طرة إن لم يعجب زوجته، او رفع الجيران ضده لافته في ميدان التحرير..!!
وأصبح (مبارك) مابين عشية وضحاها هو لعنة ( القطيع )الذي عاش 30 عاما يسبح بحمده..!!
وهنا المفارقة المضحكة..والمؤسفة.

واليمن التعيس يعيش التوهان والهذيان من فرط تخزين قات سياسي قديم ..!!
فعلى عبدالله صالح أصبح غير صالح في نظر زعماء ميدان التغيير المدعومين ،ولا زال صالحا في نظر زعماء ميدان السبعين المحسوبين ،وبين المتصارعين فرصة المندسين ،واليمن أول الخاسرين ..!!

وسوريا الابن بشار تعاني منذ شهر آذار من عدوى غليان مفتعل في درعا وبانياس ..!!يوشك أن لم تتداركه بتظهير الأمعاء من الفساد ..!!وبنزول الحكم إلى هموم الشارع ،والناس ..!!أن يتحول إلى شلل نصفي يفقدها الإحساس..!!خاصة بعد تدخل راجمات (القرضاوي) القطرية في شئون الشام بشكل مباشر..!!

أما ليبيا فإنها في حالة موت سريري بعد أن فقدت كثيرا من دمها بسبب عمليات التجميل الجراحية المتتالية والتي يجريها لها خبراء الحظر الجوي لصالح ثوار الناتو ..!!، فقد صمد القذافي أكثر مما كان متوقعا،ورغم حرج محللي الجزيرة والعربية ..!!والكثيرين من أصحاب المصالح والمستفيدين ،لازال العرض مستمرا طالما هناك من أمراء الخليج من يدفع زكاة الحرب مقدما وبالعملة الصعبة في النهاية ..!!.

وكأنه أيضا لم يكفنا ثلاثي الإحباط المحلي من قمع المحاولات هنا وهناك لإنهاء الانقسام ،ومن لحس (جولدستون) لتقريره بعد ضغط اللوبي اليهودي ،واعتباره إسرائيل بريئة من دم غزة براءة الذئب من دم ابن يعقوب..!! ،ومن تفشيل متعمد لمبادرة الرئيس عباس ..!! فالانقسام لم يعد بالإمكان إسقاطه بخطاب أو مبادرة أو بقصيدة أو حتى ببوسة لحية بعد أن أصبح إمبراطورية ودولة..!!
له الرعايا المستفيدين ،والأتباع المخلصين يدافعون عنه ،و يلتفون حوله..!!
ولن يكون مدهشا أن نرى له قريبا علما، ونشيدا وطنيا ،ووزارت وسفارات في الخارج ،مع أن له إذاعات ،و فضائيات معروفة تمجد سره وتحفظ ذكره..!!

كانت الصورة الفلسطينية على بؤسها ،وقتامتها بما نطقت به دماء 18شهيدا غزاويا جديدا في ظل انشغال عربي بالعرس الليبي وتعتيم عالمي ، تحتاج إلى حدث مأساوي نوعي، لكي تحطم رقم موسوعة جينس في النحس والخيبة الثقيلة..!! و تقترب من مستوى تراجيديا فيلم (ذهب مع الريح)..!!
وجاء الحدث تماما، وفي موعده متمثلا بخبر اختطاف المتضامن الايطالي (اريجوني) وقتله بدم بارد..!!
ربما لم يعر الكثير من الغزازوة الأمر اهتماما بسبب ما يعانون من هم يومي، ولهاث متواصل وراء برنامج الكهرباء ،واسطوانة الغاز ،وربطة الخبز..!! ،ولكن كل غزاوي، بل كل فلسطيني استوقفه الخبر لابد ،وشعر بالأسف إلى درجة الحنق على الحال الذي وصلنا إليه.. ،فلا امن ولا أمان لأحد في زمن اسود من قرن الخروب .. !!

لا عذر لترويع (مستأمن) وخنقه حتى الموت إلا إذا أراد القتلة زيادة إحراج المقالة المحرجة ،وتقديم خدمة مجانية للجيران..!! ،وتشويها أكبر لصورة غزة البائسة ..!!
سألت نفسي ...وأنا أتحسس عارا يحس به كل من يؤمن بالمواطنة الفلسطينية الشريفة ...ماذا ستقول غزة للام الايطالية الثكلى التي ارتضت أن يكون ابنها لديها وديعة وأمانة..؟!! هل ستقول لها على طريقة (أمينة رزق): بيهمش يا ختي.. قلبي معاك والله يرعاك...!!
ماذا ستقول غزة المسلمة للعالم الذي وقف معها وأرسل لها (فيتريو) مع أسطول الحرية الأول قبل 3 سنوات..؟!! هل سترد عليه على طريقة أولاد الذوات: سوري أنا مكانش اصدي..؟!!
وهل سيقتنع العالم بان عدة أنفار يعرفون أنفسهم بالمجاهدين ضد الكفار وراء المأساة، فيرد بهدوء وتسامح: دونت ووري..!!

إن ما حدث قد يكون نتاج تصفية حسابات بين حماس وخارجين عليها..!! وقد يكون عملا مدبرا من أيدي عميلة..!! لكن الواضح انه سيكون له اثر سيئ بل ومدمر بلا شك على ما تبقى من تعاطف عالمي مع القضية الفلسطينية، وغزة بالذات ،وقد نحتاج إلى أكثر من اجتياح ،وأكثر من مذبحة ،وأكثر من حصار لكي يتعاطف معنا العالم من جديد..!!
والسؤال الذي يجب أن نطرحه بأمانة على أنفسنا: من المسئول عما وصلنا إليه من تمزق وضياع وسوداوية..؟!!
اسمع أحدا يرد :التطرف الديني..!!
نعم... أرد بكل ثقة ، وأزيد انه آفة عالمية ابتلينا بها ،ولا تقتصر على امة بعينها أو بلد بعينه ، ولكن ذلك يولد سؤالا آخر :من المسئول عن ذلك..؟!!
لا احد يرد....فلأرد أنا، واجري على الله
كل دولة تعيش متطلبات الألفية الثالثة المتغيرة بجلباب دعوة سلفية متحجرة..!!
كل حكومة تقسم أبناء شعبها إلى مؤمنين وكفرة
كل وزير داخلية يرى في نفسه الحجاج وهو يخطب (إني أرى رؤوسا قد أينعت)
كل دار عبادة تحولت في السر والعلن الى مدرسة تحريض وحقد وكراهية..!!
كل داعية لم يتق الله في خطبه وفتاواه..
كل مسلم رأي الإسلام في نفسه فقط..!!
كل سياسة تمسحت بالدين،وكل دين تمسح بالسياسة
إن التطرف الديني لم ،ولن يكون مقتصرا على دين بعينه، فللمسيحية متطرفيها ولليهودية والهندوسية كذلك ، ولكن التطرف الاسلامي كان دائما ،وأبدا (غراب البين) الذي يصيب امتنا وديننا في مقتل ،وأتذكر كم عانينا ،ولا نزال نعاني من موجة التفاخر بذبح الرقاب الكافرة على الهواء مباشرة ..!!
ان الأفكار الدموية المتشددة للأسف تخرج من عباءة واحدة... تتوالد وتتكاثر بسرعة كالجراثيم فتسمم الأجواء وتفسد الطيبات وتنشر الخراب وتاريخنا الاسلامي حافل بامثلة حية..
فمن البيت العلوي عرفنا فرقا دموية تحت مسمى الخوارج والباطنية وكان اعظم قادتنا وخلفائنا ضحية الاغتيال السياسي..!!
ومن البيت الوهابي عرفنا القاعدة وما أدراك ما القاعدة..!!

وفي البيت السني... حاولت بعض الاجتهادات الغريبة العبث بفكرة (حسن البنا ) الاحيائية العظيمة، ووضعها في حاضنات الشر والغلو والسلاح، فأفقست جماعات ،وتنظيمات سرية ظلامية متطرفة قتلت من قتلت، وروعت من روعت بما أساء قطعا إلى الإسلام والمسلمين ..

إن التطرف الديني نبتة شيطانية تسقى للأسف ،ودون قصد ربما بأيدي دعاة مخلصين، بينما ترعاها علنا أيادي مدعين مرتبطين بالأعداء الحقيقيين ..!!
ولابد من الوقوف الجماعي أمامه بكل قوة ، حتى لا يدهم امتنا هذا الطاعون الذي لا يحمل معه إلا فكرا عدميا و عبوة ناسفة تدمر كل شيء مخلفة ورائها فوضى من التخلف والبغض والريبة والعنف والفشل..!! ونحن في زمن نحن أحوج ما نكون فيه إلى اللحاق بالأمم الأخرى -ان لحقنا- علما وتواصلا وتسامحا دون التنازل عن حياة كريمة نستحقها أسوة بكل البشر



#توفيق_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولادة ثورية....لخلافة امريكية..!!
- التغيير..في ممالك الحمير..!!
- في انتظار 15آذار..!!
- لا عزاء للاغبياء..!!
- الارتزاق من باب النفاق..!!
- يا حبيبتي يا مصر..!!
- مصر التي في خاطري...!!!
- عفارم..يا أميرة..!!
- بنحبك...برشا برشا..!!
- بدناش..في 2011
- ملدنت...!!
- العلاقة...بين فتة الحمص والانطلاقة..!!
- واااادكتوراه..!!
- بكل الحب..!!
- رئيس جمهورية نفسي..!!
- حمرا يا بندوره..!!
- أحبتي...وداعا
- توم وجيري...!!
- نحن الحمير ...نحن الخونة..!!
- شكرا لكم ..!!


المزيد.....




- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق الحاج - مصيبتانو.. ايطاليانو...!!