أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد كعيد الجبوري - من الهدم الى الهدم














المزيد.....


من الهدم الى الهدم


حامد كعيد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 3339 - 2011 / 4 / 17 - 19:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



( جان ياما جان ، كبل المقبور صدام )
الحلة الفيحاء عبارة عن بيوت كثيرة موزعة على أحياء تسمى في ما مضى أطراف
، بمجموع هذه ( الأطراف ) أسميت الحلة ، والحلة تقع وسط غابات من النخيل تحيط بهذه المدينة الوادعة الغافية بين حضني الفرات العظيم ، يقول الرحالة ابن بطوطه عن الحلة ( أجمة تأوي اليها السباع ، لو تسنى لك حمل طبق فوق رأسك ،وسرت به ببساتينها لملأ الطبق دون أن تقطف ) .
بداية الخمسينات من القرن المنصرم وعيت على الحلة الفيحاء ، وبستاننا قريب من أحد ( أطرافها ) ، مدخل الحلة من جهة القادم من بغداد يشبه مدينة أوربية ، تاتي السفرات المدرسية أليها طيلة الفترة الربيعية ومن مختلف المحافظات العراقية ، يتوسط مدينة الحلة متنزه خرافي يشبه الجنائن المعلقة ، بمدرجات ومسطحات من القواطع المغروسة بأنواع الورود وصنافه ، ومتنزه الشعب ، ولها متنزهان في الصوب الصغير للحلة ، أحدهما بحي ( الخسرويه ) ، والآخر ب( حي بابل ) ، إضافة الى نافورة ماء يؤمها الحليون ليلا ليشاهدوا الماء الذي يخرج من فوهات خراطيمها ليصل الى ارتفاع ثلاثون مترا تقريبا ، وكل مجموعة من هذه الخراطيم بلون ما .
يتذكر العراقيون ان نظام الطاغية المقبور كره عراقنا ألينا كثيرا ، بسب الدمار والهدم والتشريد ولكل الطوائف والأجناس والمعتقدات ، وشرّد العراقيين بكافة أصقاع الدنيا ، حتى غدا وحلا لبعضهم ان يذّيل قصائده ورسائله التي يبعثها لنا بعبارة ( موسكو ، واشنطن ، اوهايو ) المحروسة ، ومن حقهم ذلك لأن البلاد ضاقت ذرعا بأبنائها فأوصلهم صدام لهذا القرار ، أما نحن عراقيو الداخل وتحديدا فترة الحرب العراقية الإيرانية كنا نتمنى أن ينتصر الجيش الإيراني علينا بسبب كرهنا لنظام وطننا وهذا لعمري هروب لا يعدله هروب ، والأطرف من ذلك شبابنا الذين يتمنون ان تفوز الفرق الرياضية على فرقنا الوطنية نكاية بذلك النظام القاتل الأجير وكرها له .
بعد سقوط النظام وزمرته القاتلة لعفن التاريخ ومزابله ، والآتيان على أكمال التهديم الذي بدأه صدام حسين ، ولتعمل المعاول الإسلامية الجديدة ، والأحزاب السلطوية المنتفعة والمنتفخة من المال والسحت الحرام ، بتخريب وهدم ما بدأه النظام السابق من هدم ، وبدأ يدب سم الكره لا للوطن الكبير فذلك مفروغ منه ، وإنما كره المدن التي نعيش بها مجبرين حاليا، ولكم أن تتصوروا ان محافظة مثل بابل الجميلة ، بابل السياحة ، بابل الآثار ، بابل التراث ، أمست حاضنة للتخلف والنهب علنا وفي نور الشمس كما يقال ، وصلت المحاصصة السياسية والمذهبية لها لدرجة تعيين نائب ثاني لمجلس لا يقدم الا السفر السياحي لأعضائه ، بناية لقاعة الفنانين استحوذت عليها محافظة بابل لأن النقابة تقيم نشاطا فنيا وغنائيا بها ، هذه القاعة البائسة رممت مرتان ، وكلا هما بعد التغيير حصرا ، الترميم الأول الذي لا نعرف مقدار مبلغه عام 2005 م ، والترميم الثاني عام 2010 م بمبلغ مليار وستمائة الف دينار عراقي ، مليون ونصف دولار أمريكي تقريبا استطيع أن ابني بها قاعة فخمة غير التي رممت ، وأحد البرلمانيون أستحوذ على نصف شط الحلة لينشأ عليه كازينو ومطعم عائم يدر له الربح غير ما يجنيه من برلمانه ومنافعه الشخصية وما الى ذلك ، حزب ديني عريق متنفذ أستغل محرم الشارع لينشئ عليه مطعما سياحيا يدر لهم ربحا غير الربح الذي يجنى من الشركات السياحية والأمنية الموهومة والوهمية ، ولا أريد التحدث عن شوارع الحله التي أصبحت هما جديدا للمواطنين عامة ولأصحاب السيارات خاصة ، كل الشوارع التي أكسيت بالقار من فترة التغيير وليومنا هذا ، أهدموا أكسائها القاري بسبب مشروع المجاري الذي أوكل لمقاول خلفه مسئول حكومي بارز ، من يغير من ، وأي دولة قانون هذه التي لا هم لها إلا ملأ جيوب تجار جوف لبسوا واجهة السياسة لإخفاء الوجوه المعتمة الكالحة وراءها ، لسنا للعراق ، ولسنا له راجعون ، فعراق الأحزاب لقمة سائغة لهم ، وسما زعافا لولده ، للإضاءة ............. فقط .



#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( مغنية الحي تطرب )
- بابل تستضيف الشاعر فالح حسون الدراجي
- ( أرحمونا لا يرحمكم الله )
- من الصبر الى القبر
- ( الملح ما غزر ) و العاقل يفتهم
- ( وجيه عباس ) لسان ناطق فاقطعوه
- عاجل عاجل أذبحوا الشيوعيين
- ( نمر الانتفاضة ) وانتحال الشخصية
- ( العضاض ) ملح الناصرية
- مزايا ( الفيس بوك )
- التأسيس للدكتاتورية
- البعثيون !!! يتظاهرون
- استقالة الصدر !وكشف المستور
- دكتاتورية الديمقراطية
- ( ...... أخت العراق البيه تربينه )
- أحزاب السلطة و( عركة أكصاصيب )
- ( سيري وعين الله ترعاكِ )
- ( الحجي بالتفاطين )
- (ضمير أبيض) بين الحزن والكيف
- مرض النرجسية


المزيد.....




- حرب ترامب التجارية: لاغارد تحذر من الانزلاق إلى صراع تجاري ش ...
- -ارتكبوا جرائم من شأنها المساس بأمن الدولة-.. قرار قضائي جدي ...
- مدفيديف يرفض دعوة وزير الخارجية البريطاني لـ-هدنة غير مشروطة ...
- ترامب: تلقينا ردودا جيدة جدا من روسيا وأوكرانيا بشأن وقف إطل ...
- ظاهرة نقص العمالة الماهرة في أوروبا.. كيف يمكن الاستجابة لهذ ...
- الشيباني في العراق.. دعوة لفتح الحدود وتشكيل مجلس مشترك
- -الحياة لا الحرب-.. رسالة نشطاء المناخ من على مدخنة لشركة تص ...
- الإعلان الدستوري.. دستور مصغر للمراحل الانتقالية
- مرشح للرئاسة في الغابون يطالب بمحاكمة -عادلة- لعائلة بونغو
- مصطفى طلاس.. قصة وزير دفاع الأسد الذي أرعب السوريين


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد كعيد الجبوري - من الهدم الى الهدم