|
الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /7
حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي
(Hussain Alwan Hussain)
الحوار المتمدن-العدد: 3339 - 2011 / 4 / 17 - 15:42
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
سادساً/ أنكيدو و الموت
في الحلم يرى أنكيدو كبير الآلهة إنليل و هو يصدر بحقه حكم الموت . فيتصور أمامه البوابة العظيمة التي أقامها من خشب الأرز لمعبد إنليل ، و يلعنها لأنها لم تؤمن له الحظوة له عند إنليل . ثم يتجه بتفكيره إلى الراعي الصياد و شمخة اللذين كسباه للتمدين ، فيلعنهما . و لكن شمش (الكاشف عن الحق) يقنعه بالتراجع عن لعن شمخة ، و يذكّره بأفضالها عليه ، فيمنحها بركته مجدداً . ثم يرى حلماً ثانياً و قد أمسك به ملك الموت و أدخله في غياهب العالم الأسفل . وبعد أن يصف الحلم لگلگامش ، يمرض مرض الموت . و على فراش الموت ، يبث إنكيدو أحزانه لصديقه گلگامش ، و كيف أنه سيموت على فراشه بدل من أن يبني إسماً له بالإستشهاد في ساحة المعركة . و تلك ثيمة سيرددها بعده أغلب الفاتحين عبر التاريخ . و إستناداً إلى النص الناقص الذي لدينا ، فإن أنكيدو يموت في اليوم الثالث عشر من مرضه (يلاحظ شؤم الرقم الأخير). و في النص المجتزأ التالي سأركز على الأجزاء التي تكشف عن أبعاد الصراع بين أنكيدو و الموت . في الليل ، رقد الرجال في فراشهم ، و لما غفا إنكيدو رأى حلماً . فإستيقظ ليروي حلمه ، قائلا لصديقه گلگامش : "ما الذي جعل كبار الآلهة يعقدون مجلسهم ؟" ....... ..... و جاء الفجر .
بدأ أنكيدو كلامه مع گلگامش : "يا أخي ، أيّ حلم (رهيب) رأيت الليلة ، لقد إجتمع آنو و إنليل و إيا و شمش السماوي ." فقال آنو لإنليل: "هذان اللذان نحرا ثور السماء ، و قبله خمبابا حارس غابة الأرز الكثيفة ، إختر أحدهما للموت." فقال له إنليل : "ليمت أنكيدو و ليس گلگامش." فرد شمش السماوي على البطل إنليل قائلاً : " ألستَ أنت الذي أذن لهما بذبح الثور السماوي ، و كذلك فعلت مع خمبابا قبله ؟ فلم ينبغي لأنكيدو البريء أن يموت الآن ؟" غضب أنليل البطل على شمش السماوي ، و قال له : "و أنت ، لم زحفت معهما كما لو كنت رفيقهما ؟"
رقد أنكيدو أمام گلگامش ، و دموعه تسيل كالسواقي. و قال له : "يا أخي ، كم أنت عزيز عليَّ ، سوف لن يَدَعوني أصعد مرة أخرى لرؤياك . سأجلس مع الموتى ، و أعبر عتبة الموت ، و لن أرى أخي العزيز مرة أخرى ." ..... ..... رفع أنكيدو عينيه كمن يخاطب الباب خاطب الباب كما لو كانت إنساناً : "يا باب خشب الغابة الذي لا يعقل ، إن لي فهماً لا تملكينه . إخترت خشبك الفاخر من مسافة فرسخين ، حتى وجدت شجرة الأرز الشامخة . إن شجرتك يا باب لا تدانيها شجرة في غابة الأرز ، إرتفاعك إثنتان و سبعون ذراعاً ،و عرضك أربع وعشرون ذراعاً و سمكك ذراع واحد . لقد صنعت عمودك و محورك من الأعلى إلى الأسفل من قطعة واحدة ، أنا الذي صنعتك و حملتك و رفعتك في نفر . لو كنت أعلم أيها الباب أنك ستجازينني بهذا ، لو كنت أعلم أيها الباب أنك ستكافئينني بهذا ، لرفعت فأسي و لطوحت بك أرضاً ، ولحولتك ألى طوف عائم إلى إيبابّارا . لكنت إلى إيبارار ، معبد شمش ، قد جلبتك ، و لوضعت الأرز عند مدخل إيبابارا . و لأقمت تمثال طير الصاعقة و الثور العملاق ، ...... لوضعته عند مدخلك . لكنت ... المدينة .... شمش و في أوروك ...... لأن شمش أصغى لقولي ، وفي الخطر ... أسعفني بالسلاح . أيتها الباب ، أنا الذي صنعتك و نصبتك ، فهل أستطيع الآن تهشيمك و إسقاطك ؟ عسى أن يأتي بعدي ملك فينزل بك حقده ، أو ... يعلقك حيث لا يستطيع أحداً أن يراك ، و عسى أن يزيل إسمي و ينقش إسمه بدلاً منه ." .....
لما سمع گلگامش قول صديقه أنكيدو ، سالت دموعه فجأة كالسواقي . فتح فاه و قال لأنكيدو : "أنت يا من أعطاك إنليل الفهم ، ومنحك الحكمة .... فكيف تجدف؟ لم تتفوه بهذه الكلمات المجدفة ؟ إن حلمك مخيف و لكنه غريب ، و شفتاك المحمومتان تأزّان كدبيب الذباب . إن الوهم كبير لأن الحلم غريب . و مثلما تورث الآلهة الحزن لمن يبقى حياً، كذلك الحلم يثير الحزن عند اليقظة .
سأدعو لك متضرعاً أمام الآلهة العظيمة ، دعني أقصد شمش و أتوسل عند إلهك. و بحضورك سأصلي إلى آنو أبي الآلهة، و عسى المستشار العظيم إنليل أن يصغي لصلواتي بحضورك ، و عسى تضرعاتي أن تجد دالَّة عند إيا ، فسوف أصبُّ تمثاله بالذهب بلا حدود ." ......
"يا صديقي : لا تبذل الفضة و لا الذهب ولا .... إن الكلمة التي يتفوه بها إنليل ليست مثل ...الآلهة . و الأمر الذي يصدره لا رجعة فيه ، و ما يمضي عليه... لا يمحوه .
يا صديقي إن مصيري قد تقرر ، فالناس يموتون قبل أوانهم . "
و عند الضياء الأول للفجر ، رفع أنكيدو رأسه يندب شمش.
تحت أشعة الشمس سالت دموعه ، ...... "أتوسل إليك يا شمش ، إن حياتي عزيزة ، أما الصياد صاحب الفخاخ ، الذي جعلني لا أبلغ شأو صديقي ، فعسى أن لا يداني أبداً صديقه . و عسى أن يُخرب كسبه و يُبدد رزقه ، و يُـبخس نصيبه أمامك ، فاجعل البيت الذي يدخله تغادره الآلهه من الشباك ."
و بعد أن لعن الصياد حتى ارتاح قلبه ، قرر لعن البغي شمخة . " تعالي يا شمخة لأقرر مصيرك ، و ألعنك لعنةً تدوم إلى الأبد . سأنزل بك لعنةً عظيمة تلازمك من الآن فصاعداً . لن تنالي عائلةً تقرين بها عيناً، و لن تهنأي وسط الأهل . و لن تجلسي في غرفة العرس أبداً ، و ستوسخ الارض أجمل ثيابك . و سيلطخ السكارى ثياب عرسك ، و لن تصيبي أي شيء جميل . .... لا المأدبة و لا البركة تدخل بيتك ، و سرير السرور سيصبح تخت النكد . و في تقاطع الطرقات سيكون مكان جلوسك ، و عند الأطلال ستنامين و في ظلال الخرائب ستقفين . و ستنهش الأشواك قدميك ، و سيلطم خدك السكارى و الصاحون . و سيتهمك .... و يرفع الدعوى عليك ، و لن يسقف سطح بيتك أي عامل بناء . و سيعشعش البوم في غرفة نومك ، و لن تقام الولائم على موائدك . ...... أنتِ التي أوهنتني أنا النقي البريء ، نعم في البرية أوهنتني أنا النقي البريء ."
سمع شمش كلام أنكيدو ، و من السماء صاح بصوتٍ مباشر : "يا أنكيدو لم تلعن البغي شمخة ؟ و هي التي أطعمتك الخبز اللائق بإله ، و سكبت لك الجعة اللائقة بالملوك ، و التي ألبستك أزهى الحلل ، و جعلتك رفيقاً لگلگامش الوسيم ؟ والآن فإن صديقك و أخاك گلگامش ، سيوسدك سريراً مجيداً ، سيسجيك سرير الفخر ، و سيجعلك على يساره في كرسي ..... ..... و سيلثم قدميك كل حكام العالم الأسفل ، و سيبكيك و يندبك شعب اوروك ، و سيسود الحزن كل الناس عليك . و سيطلق گلگامش غدائر شعره حداداً عليك ، و سيرتدي فراء الأسد و يجوب البراري ." سمع أنكيدو كلمات البطل شمش ، فهدأ قلبة المكلوم ، و استكان صدره المجروح . "تعالي يا شمخة : سأثبت مصيرك . إن الفم الذي لعنك سيباركك أيضاً . سيغرم بك الحكام و الوجهاء أيضاً ، و لأجلك سيضرب الرجال على مبعدة فرسخ منك أفخاذهم ، و حتى مسافة فرسخين سيهزون لحاهم ، و ما من مقاتل يتوانى عن رمي حزامه لك ، و سيمنحك الجواهر و الذهب و العقيق ، و يهديك الأقراط و الحلي . ...... و ستجعلك عشتار ... الآلهة تدخلين بيوت أغنى الناس ، و لأجلك سيترك الزوج زوجته و إن كانت أم سبعة (أولاد) ."
ثم تملك القنوط ذهن إنكيدو ، فاضطجع و راح يتفكر . و صارح صديقه بأفكاره : "يا صديقي ، لقد رأيت حلماً الليلة . عصفت السماء ، فرددت صداها الأرض ، و أنا أقف وسطهما . فرأيت رجلاً متجهم الوجه ، مخيف القسمات كطير الصاعقة ، أكفه مخالب سبع و أظافره براثن نسر . أمسكني من شعري و سيطر عليّ ، ضربته و لكنه إرتد كالحبل متفادياً ضربتي . و ضربني فقلبني مثل القارب ، و تحت قدميه سحقني مثل الثور البري ، و ملأ جسدي بسمومه ." ...... "إنقذني يا صديقي...... لقدكنتَ خائفاً منه ، لكنكَ.... ......ضربني و مسخني حمامة ."
"شَدَّ ذراعيَّ مثل جناحي طائر ، و أخذني مأسوراً إلى بيت الظلام : مملكة إركاللا. إلى البيت الذي لا يغادره الداخل إليه ، إلى الطريق الذي لا عودة منه ، إلى البيت الذي يحجب الضياء عن سكانه ، الذين زادهم التراب و طعامهم الطين . هناك يرتدون ثياب الريش كالطير ، و لا يرون الضياء و يحيون في الظلام ...." يوضح النص أعلاه أن الآلهة هي التي تحدد مصير و مقدرات كل إنسان ، فمن يعيش من البشر بعز فهم أعزاء بمشيئة الآلهة ، و من يحيى بذل فهم أذلاء الآلهة . كما أن الآلهة هي التي تتحكم بحياة و موت الإنسان . رأيناها سابقاً و هي تخلق أنكيدو ، و نراها الآن و هي تحكم عليه بالموت . و لكن لماذا يقع إختيار الآلهة على موت أنكيدو و ليس گلگامش ؟ يمكن تحري الإجابة على هذا السؤال في ثلاث أو أربع مسائل مترابطة : أولاهما سماوية بحتة و ترتبط بالهدف الأصلي من خلق أنكيدو و المتمثل بكبح جماح تهور گلگامش و تسلطه على مواطنيه من أهل أوروك ، و هذه المهمة قد أنجزت ، و لم تعد هناك ثمة حاجة لوجود أنكيدو الذي أصبح "فائضاً" على اللزوم قدر تعلق الموضوع بـهذا الغرض . أما الثانية فهي أرضية و ترتبط بحتمية سيطرة إقتصاد إنتاج القوت على إقتصاد جمع القوت الذي يمثله أنكيدو و خمبابا قبله بعد نشوء دولة المدينة العاصمة القوية . أما الإحتمال الأرضي الثالث فهو موضوعة عدم و جود مكان (= مستقبل) للغريب الوافد في المدينة ، و حتمية عودته إلى أصله : التراب ، لكونه ، ببساطة ، غريب لا ينتمي إلى التمدين . و هذه الموضوعة ترتبط إرتباطاً وثيقاً بسابقتها . أما الموضوع الواضح فهو إصرار أنكيدو على ذبح خمبابا ، وكذلك دوره في قتل الثور البري و رمي فخذه على عشتار . تعددت الأسباب و الموت واحد . و نلاحظ كيف أن الملحمة تصور إجتماع الآلهة كما لو كان إجتماعاً لكبار رجال العائلة الأبوية في أوقات الأزمات حيث لا مكان للمرأة (ننخورساك) في الإجتماع . الأب الأكبر آنو هو الذي يبدأ بالكلام ، و يحدد الخط العام للإجراء المطلوب : موت أحـد ثـنائي الخطر : گلگامش أو أنكيدو . و لا يناقش قراره أحد . بعدها يقرر إبنه الأكبر إنليل (إله الأرض و الرياح و الهواء و الروح ، و الذراع التنفيذي لآنو) أن الذي يجب أن يموت هو أنكيدو و ليس گلگامش ، و لا يعطي سبباً لهذا الأختيار . يعترض عليه شمش الأدنى منه منزلة على إختياره هذا لكونه هو الذي سمح للبطلين بقتل خمبابا و الثور السماوي ، أي أنه هو الذي يتحمل مسؤولية مقتلهما ؛ فيرد إنليل بكون شمش قد "رافقهما المسيرة كواحد منهما" ، أي أنه قد تواطأ أو إشترك معهما في فعل القتل . و لا يستطيع شمش إنكار ذلك ، فيسكت علامة على نزوله عند قرار مولاه إنليل ، و ينتهي الأجتماع . هنا تراتب المراكز هو الذي يحدد من هو صاحب الكلمة العليا . و لكن لماذا يستبقي إنليل گلگامش ؟ أغلب الظن لأنه الملك ظل الآلهة على الأرض ، علاوة على أعتبارات مواصلة السرد الملحمي . و يلاحظ هنا أن إتهام إنليل لشمش بالتواطؤ مع البطلين يستبطن فكرة أن موت گلگامش سيضعف من قوة شمش بإعتباره الإله الحامي له . الإجتماع عملي و شديد الإقتضاب ، و يبين أن مصلحة الكبار هي فوق كل الإعتبارات الأخرى . أما وصف أنكيدو لـ "بيت التراب" ، أو العالم الأسفل ، فهو يوضح فكرة العراقيين القدماء عن أحادية هذا العالم (أي عدم وجود ثنائية "الجنة" إزاء "النار") ، و عدم وجود بعث بعد الموت ، لكون هذا العالم هو "أرض اللاعودة" . فكل الموتى يؤخذون هناك بعد مسخهم طيوراً عند الوفاة ، و يحشرون حشراً فيه كما لو كانوا نزلاء أبديين لسجن هائل مظلم ، حيث لا تخضر الأشجار ، و تصاب كل الأحياء بالوهن الشبيه بالتخدير . و الوضع النهائي للموتى هناك هو وضع "ترابي" بكل معنى الكلمة . هنا تتكرر فكرة العودة "من التراب و إلى التراب" . و غياب فكرة الجنة في الآخرة أمر بالغ الأهميةً هنا ، لأنه يقطع السبيل أمام إستثمار هذه الفكرة كوسيلة لإقناع الطبقات المنهوبة لتحمل الظلم و الإستغلال ، و إرجاء الأنتقام من الظالم و إقامة العدل و التطلع إلى الرفاهية و الخلاص من الإستغلال إلى مرحلة مـا بعد الـموت . فبدون الموت لا تستطيع الآلهة السيطرة على البشر الأحياء والموتى في نفس الوقت ، و بدون الموت لا يستطيع الحكام و لا المستغلون إستغلال البشر و السيطرة عليهم . فبفضل حتمية الموت تستطيع الآلهة السيطرة على الإنسان لأنها تـحتكر لنفسها سلطة إنزال المـوت به . وهي لا تكتفي بهذا الإمتياز ، بل تلاحق الإنسان بمواصلة القبض على عنقه بعد الموت عن طريق تحـكمها بمصيره في العالم الأسفل . إذن فغاية خلق الأنسان أصلاً هو إستبقاءه خادماً أبدياً للآلهة في الدنيا (العالم الأرضي) ، و نزيلاً عاجزاً لسجن الآخرة (العالم الأسفل) . ثم تأتي موضوعة مناجات إنكيدو للباب الخشبي الذي أقامه لمعبد آنو . وهذه قـطعة فنـية فريدة و متقدمة على زمنها في صياغـة "الصوت" ( tone ) . و الباب هو تعبير المتحدث الإنسان عن مرارة موقفه الإستنكاري من المخاطَب الجماد و إزاءه . هنا الباب الجامد يمثل سلطة الإله إنليل الحيوية على الأرض . و مرارة موقف أنكيدو هي التعبير الذاتي عن الإكتشاف المتأخر للإنسان لجحود الآلهة لخدماته الجليلة لها ، و إستهتارها العشوائي بمصيره . و رمزية فكرة تدمير الباب أو قيام ملك آخر بوضعها "حيث لايراها أحد" واضحة ، و تؤشر رغبة الإنسان المخذول في الإنتقام من الآلهة التي تتخلى عن الإنسان عبر محو رموزها المادية – على الأقل تلك التي ساهم المخذول نفسه في إقامتها – و بالتالي الحكم عليها بالموت نسياناً . و يبدو أن الزمن قد حقق أمنية أنكيدو هذه ، حيث لا نرى الآن رمزاً لإنليل إلا و هو مطمور تحت الأرض ينتظر معاول المنقبين من البشر للكشف عنه من غياهب النسيان و إعطائه حياة جديدة ، لا لعبادته ، و إنما لـ "تشريحه" بـحثياً مثلما نفعل الآن . و سيخلف الأرض بعد موت أنكيدو ملوك آخرون فيستبدلون إنليل بمردوخ ، أو بآشور ، أو بعل ، أو زوس ، أو جوبيتر، الخ . و على العكس من سلبية إنليل ، نجد أن موقف شمش ثابت في مناصرته لأنكيدو و گلگامش في كل الملحمة و على طول الخـط . و تلك كناية عن فائدة الشمس لكل البشر ، و عن أبدية سلطة الحق التي يمثلها شمش . وحسناً فعل العراقيون القدماء عندما ربطوا بين العدل و بين النور و المعرفة و الكشف عن الحقائق المستورة . و لا بد من التطرق هنا إلى موضوعة "لعن البشر لبعضهم" و التي ما تزال رائجة في العراق و البلدان المجاورة . و لعل هذه الممارسة تنبع من الإيمان بكون دعوة المظلوم مستجابه . و إنكيدو يعتبر نفسه مظلوماً بإعتباره إبن البرية البريء الذي تغويه إمراة يكتسب عبرها المعرفة التي لا يربح منها غير الموت وهو في عز الشباب . و لعناته على الراعي الصياد و شمخة كلها قابلة للتحقق لأنها تنطلق من وعي بوضعهما الإجتماعي-الإقتصادي القائم على التقلب. و يبدو أن تدخل شمش لتأنيب أنكيدو على لعنه لشمخة في محله ، و لا بد أنه ينطلق من إحساسه بسلطة الحق التي لا تجيز نكران الجميل ، و لا تعليق الموت المحتم للإنسان على شماعة الغير من الرجال و النساء زوراً .
#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)
Hussain_Alwan_Hussain#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /6
-
الدكتور محمد مهدي البصير / الشخصية الحلية الفذة
-
الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /5
-
الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /4
-
الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /3
-
الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /2
-
الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /1
-
قصة قصيرة : يوم جمعة في حياة جندي مكلف عراقي
-
حكاية الموت الغريب للفيل -جَلا-
-
ملاحظات حول حركة حقوق المرأة و مدرسة النقد الأدبي الأنثوي
-
خَلَفْ
-
دِشَرْ
-
ستراتيجيات سلطة الاحتلال الأمريكي للعراق خلال الفترة 2003-20
...
-
قصة الخنزير البهلوان -نجم-
-
رسالة قصيرة
المزيد.....
-
شاهد.. رئيسة المكسيك تكشف تفاصيل مكالمتها مع ترامب التي أدت
...
-
-لم يتبق لها سوى أيام معدودة للعيش-.. رضيعة نٌقلت من غزة لتل
...
-
وزير الخارجية الأمريكي يتولى إدارة وكالة التنمية الدولية، وت
...
-
شهادات مرضى تناولوا عقار باركنسون -ريكويب-: هوس جنسي وإدمان
...
-
شاهد: الرئيس السوري الإنتقالي أحمد الشرع يؤدي مناسك العمرة ف
...
-
باريس تُسلِّم آخر قاعدة عسكرية لها في تشاد.. هل ولّى عصر -إف
...
-
أول رئيس ألماني يزور السعودية: بن سلمان يستقبل شتاينماير
-
لماذا تخشى إسرائيل تسليح الجيش المصري؟
-
-فايننشال تايمز-: بريطانيا تستعد للرد على الولايات المتحدة إ
...
-
الرئيس السوري أحمد الشرع يصدر بيانا إثر مغادرته السعودية
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|