|
ملحمة القرن العشرين
مريم نجمه
الحوار المتمدن-العدد: 997 - 2004 / 10 / 25 - 08:34
المحور:
الادب والفن
تموت الحياة فينا ألف مرة ويولد النبض .. مليون مرة في كل يوم نعيش المعادلة هكذا الموت والحياة والضياع والوجود والنسيان والذاكرة - ( قانون صراع وحدة الأضداد ) . يتصارع كل يوم في حرب باردة أحيانا ولاهبة أحيانا أخرى .
رمادي ذلك النهار والليل .. أسود أسود لولا تلك النجوم المشعة .
لا للحدود ... والرعود وأوراق العهود .. الزائفة ما هذه التجربة الفريدة في عالم الأحياء والأموات ..؟؟ حالات مسترخية مشلوحة في أرجوحة الشمس الباردة المنفى المنفى المنفى ..! السوط السوط .. السوط سوط غير مرئي يحفر في اللحم والعظم .. والنفس يلف ظهرك .. يطرق يكسر بابك ينزف الجرح الجرح الجرح يوسّع الشرخ .
إلى أين يعبر المسافر .. والمطارد في كل اتجاه ؟ والسدود.. والمقابر .. تملأكل بيت فلا قارب .. ولا سفينة ولا ربان القرصان القرصان القرصان عادوا من جديد .. القرصان عادوا لمياهنا .. وبحارنا .. وسواحلنا .. وصحارينا عادوا من جديد إلى عواصمنا ومدننا .. حتى نوافذ بيوتنا والشوارع .. والمقاعد - فلا نقود ولا .. معين ولا خبز وقربان .. ورداء .. أو حرية . رباه .. رباه .. الغزاة الغزاة والبرابرة الجدد يملأون المدن والفنادق .. والمزارع والبيوت .. والحدائق يأكلون النخيل .. ويقلعون الزيتون ويسرقون الطعام .. والزيت .. والاّثار والبترول وكل ما تجود به أرضنا الخيرة . أما القيود والسجون .. والسلاسل والمشانق صدئت .. كبرت .. توسعت وتجددت .. كثرت والإنسان , والقانون .. والحقوق صغرت صغرت صغرت .. حتى انمحت تحت كابوس الطوارئ .. والأحكام العرفية ..!! والمنفى يكبر .. ويتسع في كل الجهات والقارات والغريب قريب .. بعيد بعيد يشرب ماء البحر ولا يبلطه .. حتى يعود ..! فمسامات جسده لا تكفي لجسر العودة فالإسمنت مفقود .. في البناء .. والتهديم , في القصور والفيلات في الحروب .. والغارات ألم نبني فنادقا .. وقصورا ومقابرا .. وسجونا .. للأحرار ؟؟ يا للمهازل .. والجمود ياللقيود .. والعار ياللعار كيف سنستقبل العصر المقبل يا بلدان العالم الحر .. المتمدن المتطور ..!!
يا بلادي يا وطني الكبير .. الأسير كيف سنضئ عام ألفين بالشموع وبيوتنا مظلمة .. مهجورة أو مصادرة .. مهدمة ومسلوبة خالية من الحياة والفرح من الأطفال .. والسلام وأطفالنا والسلام ملائكة وحمائم في السحب ...؟؟ يا شعوب العالم الثالث .. والرابع ..ووالعاشر استفيقي أيتها الشعوب المذبوحة إسيقظي ألم يأت الصباح إليك بعد .. يافقيرة ؟ يا جائعة .. مشردة ياصابرة .. متعبة يامريضة .. يا حافية القدمين وفارغة اليدين والعنابر ..! ياشعوب الأرض المطاردة الضائعة .. التائهة المتعلمة .. المتفتحة المتقيحة بقسوة السياط وتعرج الصراط يا ممتلئة طاقات .. وثروات يا ممتلئة اّهات يا ممتلئة موارد .. وعرق وسمرة وأطفالا حفاة يا ممتلئة شبابا وحيوية وعمالة .. وبطالة وأمهات كادحات منتجات ناهضات عاملات كالنحل .. كالنمل والشهد .. بعيد بعيد بعيد يؤخذ إلى مركبات الفضاء وجزر الريش والأحلام .. والبغاة جزر الحرير والفضة والعطور - والطائرات والراجمات .. والسيلرلت على الأبواب يا كحل العذاب أين الخطأ .. وأين الصواب ..؟ ( والذهب الأسود ) .. والأخضر والأصفر .. والأبيض يصب هناك هناك عند تمثال الدولار حيث صناديق الشركات والتروستات والأمراء والزعماء .. والرؤساء والحكام وبنوك التجار ...!! هناك يسبح الزيت واللحوم البشرية الطازجة تطبخ على نار البترول .. وفحم الكوك الأسود لتخرج التسويات والتنازلات .. وفصول المسرحيات على موائد دموية حمراء حمراء كنبيذ الأطفال .. وورود الشهداء في حماه .. وجسر الشغور .. وتدمر في قانا .. وصبرا وشاتيلا .. والخليل .. وجنين , وبقية المسلسل الذي يلف العالم صباح مساء يؤطره دموع غزيرة .. غنية لأبناء المنفيين والمحجوزين لسنين وسنين عمروا في الغربة .. والسجون ألف قرن صامت دون بسمة أو عيد طفولة أو هدية ...!!
يا لعار هذا القرن الأسود المتفحم يا لعار قادته الكبار .. والصغار والمعلمين .. والمنفذين .. والأجراء والمتسلطين في كل زاوية وموقع يا لعار هذا القرن .. وهذا العلم .. وهذا التطور العكسي للإنسان يا لعار التكنولوجيا والرأسمال الإمبريالي العالمي ...!! كيف خرب الإنسانية .. وشوه جمالها الفطري النظيف كيف قبحها ولونها بالصفرة .. والسل .. والأمراض والدولار ( جراثيم الفساد ) بالتهجير والقهر والقتل .. والإحتيال بالموت الفردي .. والجماعي في وضح النهار ياللعار ...! هل نحن متعلمون .. أم أمييون جاهلون أم إمعات مأجورة ...؟ هل نحن أناس نمثل أنسان القرن الواحد والعشرين أم برابرة ما قبل التاريخ ..؟؟ رحماك يا عصر ماقبل التاريخ عفوك عفوك.. فهناك لم يكن غيلان .. وذئاب ودهاقنة .. وإرهاب وصلف كالغيلان الاّن كالصهاينة الاّن كالعم سام كأباطرة المال الاّن كحكامنا اللصوص .. القتلة والحاقدون الجهلة .. الاّن .
ما قبل التاريخ .. لم يكن مدارسا ولا جامعات لا علم ولا دروس ولا أساتذة ولا .. مختبرات
لم يكن لديهم أديان ورسل .. وأنبياء ومصلحين ورهبان .. وشيوخ وقوانين لم يكن بعد قد اكتشفوا وعلموا الفلسفة والتاريخ والرياضيات ولا النظريات .. والأيديولوجيات لم يكن لا أحزاب .. ولا جمعيات ولا الطب والفن والتخطيط والإحصاء والصاروخ .. والمركبات
أبدا .. أبدا كل هذا القاموس الحضاري كان عدما - كان صفرا .. غير مكتشفا , بل كان كان أروع كان أكرم كان ألمع كان حبا .. كان مطرا كان حطبا .. كان قمرا كان نارا .. وخيالا ورسما بدائيا - ماقبل التاريخ , ماقبل الحضارة والكتابة كان عمل .. وقوت .. وبساطة وفطرة وقبائل .. وجماعة ومشاعة ووحدة وقوة .. وعدالة وإنسانية .. وإشتراكية بدائية نقية نعم نعم .. رحمة وألف رحمة على عصور ماقبل التاريخ ماقبل العلم .. والتطور .. والمال ماقبل الجشع والبطر .. والتلوث .. وصرعة الإستهلاك والقتل اليومي .. والدم اليومي ...!!
والعالم أصبح قرية والحياة أصبحت .. صورة ما أصغر العالم وما أكبر الجريمة وما أبشع قبح هذا العالم ولون هذا القرن فهل سيتغير لون القرن أو العصر القادم وينتصر الخير على الشر ....؟؟ الأيام سترد علينا -
البيئة ملوثة والغلاف مثقوب والناس مغلوبة .. ومقهورة الفقراء كثر والأغنياء قلة الأرض منهوبة منهوبة الأرض تصرخ وأنا أصرخ أصرخ في صمتي .. وغرفتي وزنزانتي الليل يمتد ... ويداي تصلي تصلي لذاك الفجر فجر النهار وفجر القرن الواحد والعشرين فجر القرن القادم ....!! 1998 - بولونيا - كدانسك -
#مريم_نجمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سلام .... لأمي
-
زهرة الشرق ...
-
ثلاث سنين ..
-
إلى مانديلا ,, نسر القرن العشرين
-
خواطر .. زوجة سجين - القسم الأخير
-
لوحات ... بلا عنوان
-
الكلمة الأخيرة .. ولا هي الأخيرة
-
سمسرة الخطف .. تنتقل إلى العراق
-
الكلمة رقم - 1
-
لاهاي ( دنهخ ) .. ساحة للثقافة .. والسياسة
-
فلسطين في القلب ...
-
مراسيم .. ملكية
-
نحن في الريف .. نعشق الزهرة .. والكتاب
-
كلمتي ... رقم 6
-
في البدء كانت الكلمة
-
الكلمة ... رقم 2
-
حمالون نحن ..
-
الى لبنان الأخضر
-
خواطر .. زوجة سجين – القسم الثالث
-
خواطر .. زوجة سجين – القسم الثاني
المزيد.....
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|