|
إلى الجحيم حضرة الزعماء و فخامة الرؤساء اللامحترمين
سلمى بالحاج مبروك
الحوار المتمدن-العدد: 3338 - 2011 / 4 / 16 - 22:51
المحور:
كتابات ساخرة
إلى الجحيم حضرة الزعماء و فخامة الرؤساء و طواغيت الزمان ... إلى الجحيم يا من أدمنتم تدخين أفيون الديكتاتورية حد الهلوسة يا من تزرعون في حاضر أرضنا و مستقبلنا خشخاشكم الملون بالحقد يا من مكثتم فوق رقابنا تحيكون من وجوهكم البالية و الكالحة مثل الصحراء ثوب شقائنا . كم أنتم فجون و وقحون حضرة اللامحترمين كم أنتم مفلسون رغم أنكم قضيتم عمركم تكتدحون أناء الليل و أثناء النهار في ممارسة اللصوصية و سرقة أموالنا و مقدرات الوطن
أيها المترهلون من فرط الجلوس على كراسي النهب و الدموع و الدماء أيها الدجالون المشعوذون كم أفنيتم العمر و أنتم تتاجرون بأرواحنا و تولولون جيئة و ذهابا بشعارات القومية و العروبة في سوق عهركم السوداء
يا خفافيش الظلام و أعداء حرية الإنسان إن موتكم حتمي أمام زلزال الساعة " الشعبية المباغته" و إن ليل قهركم الطويل سينجلي رغم ما تذرفون من عبارات التماسيح الملونة بمفردات الرياء
وجوهكم محطة قطار مزدحمة تعج بوعود كاذبة ملت الانتظار كلما نظرنا فيها تذكرنا بالقفار وبكل مآسينا و سوء المآل و كيف كنتم ترشفون على مهل السنين العجاف أعمارنا و تمتهنون كرامة أحرارنا
إلى الجحيم كلكم بلا استثناء فقد كفرنا بسياستكم الجاهلة و جهلكم السياسي و فقدنا إيماننا السياسي بكم و لم نعد تغرينا ألوهيتكم الزائفة و صارت أفكاركم موضة بالية الأسمال و نضبت أنهار عبقريتكم الشيطانية المتآمرة على كرامتنا المذبوحة أمام زبد عروشكم الخاوية إلى الجحيم ألف مرة إلى الجحيم.
فلن نكون بعد اليوم مجرد ألعوبة تنتصب في متحف وصايتكم التاريخي و قد بلغ سخطنا الثوري مداه . فلن نصمت بعد اليوم و لن نستكين ...
و من منبر الوجع سنعلن نهاية التاريخ الزعماتي و انهيار الإيديولوجيا الزعامتية و تفكك منظومة الإرهاب المؤسساتي
سنعلن في لحظة تاريخية عن بداية عصر الجماهير المغردة خارج سرب وثن الزعيم
أفهموا و عوا يا حضرة الزعماء المزعومين أيها المروضون الساديون الخائبون إن ديانة كره الزعماء و الرؤساء بدأت تنتشر انتشار النار في الهشيم لتكذب أسطورة عشق الإنسان العربي للزعيم الأوحد . و كل ما نحتاجه الآن هو أن نتطهر من أفيون ديكتاتورياتكم و أن نعلن بمصدح الحرية أنه فات زمانكم و لم يعد لديكم ما تقولونه لنا لسبب وحيد أنكم لم تعد خطاباتكم الجوفاء تقنع حتى المجانين فما بالك بالعقلاء و كيف لكم أن تقنعوننا و لم نراكم تبدعون إلا في ابتكار الموت و الإبادة الجماعية و تشييد السجون و كأنكم تريدون أن تثبتوا للعالم أن في داخل كل جنس حاكم عربي يرقد مجرم بشري و مارد عدواني مستعد أن يبيد شعبه في حالة من الهذيان التدميري...فإلى الجحيم حضرة الزعماء اللامحترمين....
إن المكان الوحيد الذي يليق بكم حفظا لماء وجوهكم إن كانت لكم وجوها أصلا هو أن تجلسوا على كرسي التقاعد عن هذه الحياة لأنها لم تعد تناسب طموحاتكم المريضة وقد بتم ضجرين مثل سياساتكم الفاشلة و وجوهكم الصفراء الشاحبة كالموت التي أصابتها توعكات أفكاركم العليلة فلا حاجة لنا بزعاماتكم الوهمية و قد كشفت لنا عن كثافة انفعالاتها المرضية فلستم قدوتنا كما تزعمون و تتوهمون .
لأن الشعوب صارت قدوة لبعضها البعض و تلد أبطالها من رحم المعاناة و ضجيج ملاحمها و تصنع مصيرها بنكهة الغضب و الثورة تلهم الثورة فتذكي روحها و تنقل جذوتها كشعلة أولمبية من بلد إلى بلد دون أن يخمد وهجها البراق نقول لكم من عمق الفجر الذهبي و دون وجل أو خجل ..." حضرة
فخامة الزعماء اللامحترمين إلى الجحيم كلكم أنتم و سياساستكم و إيديولوجياتكم البائسة و فقركم الأخلاقي المدقع و مؤامراتكم الدنيئة لقد أرغمتمونا لنصف قرن على شرب كأس سم سياستكم الواهنة مثلكم و أقنعتمونا بأن نعشق دكتاتوريتكم إبان شبابها و أن نقيم مع استبدادكم قصة عشق رومانسية الأحداث و قد آن لهذه القصة الوهمية أن تنتهي و إلى الأبد
و الآن لن نرضى بغير دين الثورة و لن نتعطر إلا بعطرها المتوهج. أيها الفاشيون الدمويون إن حريتكم هي الجريمة الكبرى و لن نطمئن حتى نرى ما صنعت أيدي حريتكم المجرمة تكبل أرواحكم الشريرة
و ليتكم تعلمون كم يبهجنا رؤية سفينة ديكتاتوريتكم التي أرعبتنا على امتداد عقود بظلمها و بطشها وهي تتحطم على أمواج صوت الشعب الهائج و تغرق في فوهة بركان غضبه و تبتلعها محيطات إرادته أللتي لا تقهر
حتما ستكون نهايتكم حدثا تاريخيا حزينا بالنسبة لكم و لكنها ستكون بداية الفرح و الخلاص لنا فإلى الجحيم حضرة الزعماء و فخامة الرؤساء اللامحترمين
التوقيع الكاتبة التونسية سلمى بالحاج مبروك
#سلمى_بالحاج_مبروك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لمن يريد أن يتعلم درس الثورة التونسية
-
شعر
-
حزام ناسف لكل إنسان
-
حدود شعرية
-
فوز الكاتب الفلسفي زهير الخويلدي بلقب أحسن -كاتب باحث- في ال
...
المزيد.....
-
مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
-
اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار
...
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|