|
التطهير العرقي في فلسطين / إيلان بابه (الحلقة الأولى)
سعيد مضيه
الحوار المتمدن-العدد: 3338 - 2011 / 4 / 16 - 22:38
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
مع كتاب المؤرخ البروفيسور إيلان بابه التطهير العرقي فلسطين ترجمة أحمد خليفة، إصدار مؤسسة الدراسات الفلسطينية ، الطبعة الأولى ـ بيروت ، تموز 2007 الحلقة الأولى
قال عنه جون بلغر انه أشجع مؤرخ إسرائيلي ، وأكثرهم تمسكا بالمبادئ وأحدّهم مضاءً. ولا شك ان الخروج على الرواية الرسمية في أشد القضايا التصاقا بالإيديولوجية الصهيونية يتطلب تلك الشجاعة التي ألهمت إيلان بابه تسجيل شهادته الموثقة عن حرب التطهير العنصري التي تصر إسرائيل على تسميتها حرب التحرير. شجاعة بابه تحرس نقاء الضمير وإنسانية الموقف. رجل الاستقامة المبدئية يتظر إلى جريمة حرب غزة بمنظور جرائم التطهير العراقي ، فلا يتخلف في اعتبار مقال غولدستون بصحيفة واشنطون بوست كلاما "سوقيا" وهو مجرد طلب تصريح بالعودة إلى حظيرة الصهيونية المريحة ؛ ولن يُسمح لغولدستون أن يستنكف عن تقديم أي خدمة ممكنة لإسرائيل. ومن مثال غولدستون نصح بابه الفلسطينيين والعرب " أن لا يصدقوا صهيونيا يدعي العمل من أجل السلام أو يتضامن مع قضيتهم.. . إما أن تكون صهيونيا أو تتهم إسرائيل بجرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية. أما أن تجمع الاثنتين فستنهار عاجلا وليس آجلا". فالقول" أنا صهيوني" تعني الولاء المطلق لإطار ذهني لا يستوعب تقرير غولدستون، كما لا يستوعب نقاء الوجدان والتمسك بحس العدالة فيما يتعلق بالفلسطينيين. تعلق بابه بقضايا الحرية والإنسانية تجلى في ابتهاجه بالثورات الأخيرة في العالم العربي . "إنها لحظة حاسمة بالنسبة للغرب ولموقفه الكولنيالي تجاه العالم العربي. وهي المرة الأولى التي أتذكر طوال حياتي ترد أخبار سارة من العالم العربي ويسيطر نمط من الإحساس الحاد بالإيجابية أو الطاقة الإيجابية التي تهب علينا من تلك البقعة. وبصفتي مؤرخا سأظل أتذكر أن من الواجب الحذر ، فهناك العديد من القوى وعدد من الفاعلين ، بمن فيهم إسرائيل ، سيبذلون أقصى طاقاتهم لتغييب هذه اللحظة. غير أنها لحظة درامية وفانتازية اعتقد أنها على المدى البعيد ستؤثر ايجابيا جدا جدا على فلسطين". رأيت أن أستهل عرض كتاب على درجة كبيرة من الأهمية بتقديم مؤلفه في لقطتين تفصحان عن المعدن النفيس لهذا الإنسان. يدمغ أحداث حرب 1948بطابع المؤامرة المدبرة والمخطط لتنفيذها بموجب خطة "دالت"." لقد وضع هذا الكتاب بقناعة راسخة بأن التطهير العرقي الذي حدث في فلسطين يجب أن يتجذر في ذاكرتنا ووعينا بصفته جريمة ضد الإنسانية [13]. هو لا يأمل إخراج المسئولين من قبورهو لمحاكمتهم ؛ إنما يود أن يكشف ما تختزنه الأراشيف. إن استعمال موشور التطهير العرقي يمكّن المرء بسهولة من اختراق عباءة التعقيدات التي يلفع الديبلوماسيون الإسرائيليون الحقائق بها بصورة شبه غريزية والتي يختبئ الأكاديميون الإسرائيليون تحتها عندما يتصدون للمحاولات الخارجية لانتقاد الصهيونية ، أو الدولة اليهودية....ومنذ أن بدأت الولايات المتحدة استعدادها لتبني هذه المقاربة المشوهة والقبول بالغطرسة الكامنة وراءها..[8] نشر مايكل بالومبو كتابه " النكبة الفلسطينية " عام 1987، وظهرت مجموعة "المؤرخون الجدد" ..نجح المؤرخون الإسرائيليون التصحيحيون قبله باستخدام الأرشيفات العسكرية أساسا في إظهار سخف وكذب الادعاء الإسرائيلي أن الفلسطينيين غادروا البلاد بمحض إرادتهم. فقد طردوا نتيجة عمليات عسكرية قامت بها وحدات الهاغاناة. "عندما أذكر أسماءهم لا أريد أن أراهم يحاكمون بعد وفاتهم ؛ إنما كي أستحضر مرتكبي الجرائم والضحايا بصفتهم بشرا ، كي أحول دون إرجاع الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل إلى عوامل زئبقية مثل ’ الظروف‘ ، او ’ الجيش‘ ، او كما قال بني موريس ’ في الحرب تجري الأمور كما في الحرب‘". [5] التطهير العرقي جهد يرمي إلى تحويل بلد مختلط عرقيا إلى بلد متجانس من خلال طرد جماعة من الناس وتحويلهم إلى لاجئين ، مع هدم البيوت التي تم إجلاؤهم عنها[11] والرغبة في الاضطهاد تحيل المقهور في نظر القاهر شيئا بلا قيمة ، كانوا جزءا من عقبات الطبيعة التي يجب التغلب عليها أو إزالتها. اما جريمة التطهير التي وقعت عام 1948 فقد تم اقتلاعها من الذاكرة العالمية الجماعية ..."تخيل الآن أن لا يجد مثل هذا الحدث المفجع ، لسبب ما ، طريقه إلى كتب التاريخ ، و تتفاداه ، إن لم نقل تتجاهله ، جميع الجهود الديبلوماسية لحل النزاع [17].
كان لا بد أولا من تفجير الصراع المسلح . أقلق المخططين هدوء ساد الوسط الفلسطيني، خافوا أن يكون تسليما بالأمر الواقع. فكم تناوب على هذا الممر الضيق من غزاة! "راوغت القيادة الصهيونية فرحبت باعتدال ردود الفعل العربية ؛ لكن ردود الفعل اللامبالية والمتقاعسة( من جانب الفلسطينيين) تقريبا أزعجتهم"[ 61] ؛ فقد عولوا على عسكرة الصراع" وسيلة تمكنهم من تنفيذ عمليات إرهابية يحملون الجماهير العربية من خلالها على الهجرة. ثم بدأت المناوشات التي ردت عليها الميلشيات المنظمة والمدربة. بدأت الحرب مناوشات متبادلة ثم "انتقلت الميليشيا الصهيونية من الانتقام إلى مبادرة منهجية لتطهير عرقي للبلد بأكمله[3]. ومما يؤكد النية المبيتة منذ أكثر من عقد من الزمان أن الصندوق القومي اليهودي أعد سجلا ديموغرافيا شمل معلومات مفصلة عن القرى مع دراسات اجتماعية لطبيعة كل قرية. المشروع مؤشر إلى نوايا التهجير التي أخذت تتبلور في أذهان القيادة الصهيونية منذ ثلاثينات القرن العشرين. ونفذ مشروع المخططات الطوبوغرافية بصورة سرية عن سلطات الانتداب. لم يعلن عن المختبر إلا عام 1947، حين نقل إلى دائرة رسم الخرائط ." تضمن ملف كل قرية تفصيلات دقيقة عن موقعها الطوبوغرافي وطرق الوصول إليها ونوعية أراضيها ، والينابيع ومصادر الدخل الرئيسية وتركيبتها الاجتماعية ـ الاقتصادية والانتماءات الدينية لسكانها ، وأسماء المخاتير ، والعلاقات بالقرى الأخرى ، وأعمار الرجال ( 16ـ 50 عاما)ومعلومات أخرى كثيرة . ومن فئات المعلومات المهمة درجة العداء للمشروع الصهيوني بناء على مدى المشاركة في ثورة 1936 . وهناك قائمة بأسماء المشاركين بالثورة ، وأعطي الأشخاص الذين زعم أنهم قتلوا يهودا اهتماما خاصا . وكما سنرى لاحقا فإن هذه الأجزاء الصغيرة من المعلومات نجم عنها عام 1948 أشد ألأعمال وحشية في القرى وقادت إلى إعدامات جماعية وتعذيب ضحايا" [ بابيه: 28] . "لدى احتلال قرية عين الزيتون أحضروا مخبرا مغطى الرأس ؛ أخذ يتمعن في الرجال المصفوفين في ساحة القرية ، وتم التعرف على الأشخاص الذين كتبت أسماؤهم في القائمة المعدة سلفا والتي أحضرها ضباط الاستخبارات معهم. ومن ثم أخذ الرجال إلى مكان آخر وأعدموا [123]. وقد كلف فيما بعد المهندس هانس ليبرخت بتحويل مجرى نبع عن القرية إلى معسكر للجيش وقال أنه أثناء العمل وجد جثث عدد من النساء والأطفال والأطفال الرضع بين الأنقاض بالقرب من الجامع الحالي، وقام الجيش بإحراق الجثث. تظهر وثائق الجيش أن الذين أعدموا في القرية يبلغ سبعين شخصا. [124]. وتكرر المشهد في قرى أخرى كثيرة.
راودت فكرة تهجير العرب من ديارهم أذهان القادة الصهاينة منذ ثلاثينات القرن الماضي. "كانت رؤية الدولة القومية اليهودية المحضة راسخة في صميم الإيديولوجيا الصهيونية منذ أن برزت الحركة أواخر القرن التاسع عشر" [ 51]. وكتب يوسف فايتس في مذكراته عام 1941 " أليس الآن هو الوقت الملائم للتخلص منهم ؟ لماذا نستمر في ترك هذه الأشواك بيننا وهي خطر علينا؟ يجب ألا تترك حتى قرية واحدة ولا عشيرة واحدة"[ 72]. ومباشرة بعد صدور قرار التقسيم في 28نوفمبر 1949، شرع بن غوريون ولجنته الاستشارية يتجاهلون حدود التقسيم. لم يشعر بن غوريون والمجموعة الصغيرة من الشخصيات المحيطة به، في أية لحظة بين تشرين الثاني / نوفمبر 1947 وأيار / مايو 1948 بأن مستقبل دولتهم في خطر ، أو أن العدد الضخم من العمليات العسكرية التي يجب القيام بها يمكن أن يؤثر سلبيا في مهمة طرد الفلسطينيين. رسم قادة المجتمع في العلن سيناريوهات مرعبة، وفي نفس الوقت راحوا "يحذرون جمهورهم من’ محرقة ثانية‘" وشيكة.[:56] يتتبع المؤرخ بشجاعة ونزاهة العمليات العسكرية والاستفزازات وأساليب الشحن التي اتبعت طوال عام 1948 حتى كانون ثاني 1949 لطرد العرب من ديارهم ومنع عودتهم. ولدى مهاجمة قرية الخصاص الصغيرة ذات المركز الاستراتيجي في 18 كانون أول /ديسمبر 1947 راقب مراسل نيويورك تايمز نسف البيوت على أصحابها وهم نيام ، فأصيب بالصدمة ، وتوجه إلى القيادة العسكرية يستفسر. أنكروا في البداية، ولدى إصرار المراسل اضطروا للاعتراف بوقوعها. وأصدر بن غوريون اعتذارا علنيا دراميا مدعيا أن العملية لم يكن مصادقا عليها . لكن بعد نيسان 1948 أدرجت ضمن العمليات الناجحة" [ 67]. يأتي المؤرخ على وصف تفجيرات حيفا وإلقاء القنابل المتفجرة وسط الحشود، وطرد الناس تحت التهديد بالموت. في بداية الاشتباكات في يافا توجه إلى منزل بن غوريون وفد من الموظفين يشكون من تغير موقف الهاغاناه من يافا، إذ تم الاتفاق على تعايش يافا وتل أابيب ، وأن الجنود يبطشون بالعرب دون أن يصدر عنهم أي استفزاز ويسرقون العرب ويصادرون الأملاك ويطلقون النار بقصد الإرهاب؛ وكتب بن غوريون في مذكراته أن احتجاجات مماثلة وردته من بيتاح تكفيا وريشون لتسيون ورحوفوت وغيرها . غير أن شهرا واحدا من تلك الممارسات العنفية أعقبه توحيش عام؛ الجميع راحوا يشاركون في ممارسات مماثلة. نفس الموظفين الذين اشتكوا طالبوا "يجب أن نضرب يافا بكل وسيلة ممكنة" [76]. ويذكر المؤرخ أن غولدا مائير قد زارت حيفا بعد تهجير سكانها، " وجدت من الصعب عليها أن تكبت إحساسا بالرعب عندما دخلت البيوت، حيث الطعام المطبوخ ما زال على الطاولات، والألعاب والكتب التي تركها الأطفال على الأرض، وحيث بدت الحياة كأنها تجمدت مرة واحدة .. ذكرتها بطفولتها حين هربت عائلتها من روسيا ، والقصص التي سمعتها من عائلتها عن الوحشية الروسية ضد اليهود قبل عقود[107]. ثم مضت الأمور واستساغت غولدا مائير سفك الدم الفلسطيني، لتجهر بالسؤال العنصري المشحون بعربدة القوة " أين هو الشعب الفلسطيني؟".
أكاذيب غوبلز استولت على التفكير الصهيوني. أجل هزمتهم الهتلرية وسيطرت على عقولهم ، كما لاحظ أبراهام بورغ في كتابه " لننتصر من هتلر". وفي جلسة للجنة الاستشارية،هي الوحيدة التي سجل محضر لها حفظ في أرشيف الهاغاناه، اقترح فايتس خطة لترحيل الفلسطينيين من المناطق المنوي احتلالها. " وغادر فايتس الجلسة وبيده إذن بإنشاء زمرة تابعة له تحت الاسم ’لجنة الترانسفير‘؛ وأتى إلى الاجتماع التالي وبيده خطة تنفيذ الترانسفير [73]. استخدمت أسلحة فتاكة وجرى تطوير أسلحة كيماوية وأخرى بيولوجية ، والفلسطينيون "غير مدركين لما سيطرأ على حياتهم من تغيرات دراماتيكية وحاسمة . ولم يكن لدى قادتهم أو لدى الصحافة الفلسطينية ، أي فكرة عما كان يجري تداوله خلف الأبواب المقفلة في البيت الأحمر " (حيث تعقد الجلسات السرية للجنة الاستشارية في مبنى الهستدروت)[ 84] وتتذكر شولاميت ألوني المجندة حينذاك برتبة ضابط كيف’كان المفوضون السياسيون يأ تـون إلى الجنود ويحرضونهم؛ فيصورون الفلسطينيين شياطين، ويستحضرون الهولوكوست وضرورة العمل على منع تكرارها في إشارة إلى العمليات المتوقعة‘"[ 94] صدرت الأوامر بنسف مباني الشيخ جراح في نيسان / إبريل 1948؛ لكن البريطانيين أوقفوا تنفيذ الأمر .. "بيّن الموقف البريطاني كم كان مصير كثير من الفلسطينيين سيختلف لو أن القوات البريطانية تصرفت نفس الشيء في أمكنة أخرى[المصدر:110] . فالقوات البريطانية وقفت تتفرج على أعمال القتل الجماعي والتدمير في مدن حيفا ويافا وصفد وطبرية. " في الحقيقة ، امتنع البريطانيون من القيام بأي تدخل جدي منذ تشرين أول / أكتوبر 1947، ولم يحركوا ساكنا بوجه محاولات القوات اليهودية السيطرة على المخافر الأمامية ، كما لم يحاولوا إيقاف تسلل متطوعين عرب بأعداد قليلة"[137]. لقد سمحت بريطانيا بحدوث تطهير عرقي جرى تحت سمع وبصر جنودها وموظفيها .. كما أعاقت جهود الأمم المتحدة للتدخل بطريقة كان من الممكن أن تؤدي إلى إنقاذ كثيرين من الفلسطينيين . اما الأمم المتحدة فلا يمكن تبرئتها من ذنب التخلي بعد 15 أيار عن الشعب الذي قررت تقسيم أرضه وسلمت أرواحه وأرزاقه إلى اليهود ، الذين كانوا منذ القرن التاسع عشر يريدون اقتلاعه والحلول مكانه في البلد الذي اعتقدوا أنه ملك لهم" [138]. وفي وقت لاحق غض المراقبون من الأمم المتحدة النظر عن عمليات التهجير . ومن المتعذر تفسير لماذا لم تبحث الأمم المتحدة قط في مسألة الوضع القانوني لإسرائيل في المناطق المخصصة للدولة العربية عندما أظهر المجتمع الدولي لفترة وجيزة اهتماما بمصير فلسطين بعد الانتداب وبمصير سكانها الأصليين. [203] . و"تحت بصر مراقبي الأمم المتحدة الذين كانت دورياتهم الجوية تحوم في سماء الجليل بدأت المرحلة النهائية من عملية التطهير العرقي في تشرين اول / أكتوبر 1948، واستمرت حتى صيف 1949 . لم يكن بقدرة أي امرئ أن لا يرى جموع الرجال والنساء والأطفال ، وهم يتدفقون يوميا نحو الشمال. وكانت النساء والأطفال المرهقون العنصر الطاغي في هذه القوافل البشرية ، إذ غاب الشبان بالقتل أو الاعتقال . قلوبهم تحجرت ؛ وإلا كيف نفسر القبول الصامت بمثل هذا الترحيل الجماعي القسري، الذي كان يجري تحت سمعهم وبصرهم ...وظلت الأمم المتحدة تتبنى بلا إبهام لغة أبا إيبان ، مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة ، الذي كان يتحدث عن اللاجئين كأنهم " مشكلة إنسانية" لا يمكن اعتبار أحد مسئولا عنها أو محاسبته عليها [218]. ينقل المؤرخ باستغراب طقوسا رافقت عمليات التطهير. في أثناء تطهير القطمون بدأ النهب والسرقة ، وشارك فيهما المواطنون والجنود . اقتحموا البيوت وأخذوا الأثاث والملابس والأدوات الكهربائية والأطعمة[111]. ومع ذلك لا يفتأون يرددون أن العرب بدائيون ن جهلة ومتوحشون!! أتقن الجنود عمليات التهديم التام لبيوت كل قرية يفرغون من تصفية الوجود السكاني فيها . " البكاء بصوت مرتفع بينما هم منهمكون في قتل وطرد أناس أبرياء كان واحدا من التكتيكات للتعامل مع المضامين الأخلاقية لخطة دالت [122]. في 24 أيار انعقدت جلسة اللجنة الاستشارية ، "بدا بن غوريون في مدونته بعد 24 أيار مبتهجا بالنصر شرها إلى السلطة أكثر من أي وقت مضى: يجب إقامة دولة مسيحية في لبنان يكون حدها الجنوبي نهر الليطاني...عندما نحطم قوة الفيلق ونقصف عمان سنقضي أيضا على (قوة) شرقي الأردن، وعندها تسقط سوريا . وإذا تجرأت مصر على مواصلة القتال سنقصف بورسعيد والاسكندرية والقاهرة[156]. ثم راودته أفكار نقض الاتفاق مع الأردن والاستيلاء على الضفة الغربية . "انطلقت عملية يتسحق في 1حزيران لاحتلال طولكرم وجنين وقلقيلية والاستيلاء على جسور الأردن؛ لكن الكتيبة العراقية نجحت في الدفاع عنها[ 177]. وقبل أن تدخل الهدنة الأولى حيز التنفيذ سرعت القوات اليهودية احتلال القرى الموضوعة على البرنامج ، ولم يتوقف الاحتلال والتطهير أثناء الهدنة. وخلال الهدنة الأولى ( بدأت في 8حزيران ) قام الجيش الإسرائيلي بعمليات تدمير لعدد من القرى وطرد سكانها ، منها المزار في الجنوب وفجة قرب بتاح تكفا وبيارعدس ومسكة وهوشة والسميرية والمنشية بالقرب من عكا. ودمرت قرى دالية الروحاء والبطيمات وصبارين في يوم واحد[177]. شاور بن غوريون خمسة من أعضاء لجنته الاستشارية بصدد احتلال الضفة لغربية في المستقبل. وينقل يتسحق غرينباوم الذي شيسغل فيما بعد منصب وزير الداخلية أنه أشار على بن غوريون،" سيكون من المستحيل أن نفعل هناك ما فعلناه من تطهير عرقي . إذا قمنا باحتلال أمكنة مثل نابلس فسيطالبنا العالم اليهودي بالاحتفاظ بها وسنكرر أعمال الطرد الجماعية [220].
#سعيد_مضيه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لموطن الأصلي للتوراة 3
-
ردة غولدستون
-
الموطن الأصلي للتوراة(2من)3
-
الموطن الأصلي للتوراة
-
مع شلومو ساند في كتابه اختراع الشعب اليهودي
-
يسفهون الرواية الصهيونية
-
مع البروفيسور شلومو ساند في كتابه اختراع الشعب اليهودي حلقة
...
-
كيث واينلام في كتابه اختلاق إسرائيل القديمة إسكات التاريخ ال
...
-
أعمدة سرابية لهيكل الأبارتهايد
-
تتهتكت الأقنعة
-
مصر القاطرة
-
كشف المستور أم قناع للزيف؟
-
هل هي حكومة حرب في إسرائيل؟
-
جوليان أسانج وقانون التجسس ومأساة الزوجين روزنبرغ
-
ويكيليكس وحرية العبور الإعلامي
-
بين حجب الحقائق وهدر العقل الجماعي
-
نقد مسمم النصال
-
الانتظاريون والانتخابات الأميركية
-
في ذكرى ثورة أكتوبر العظمى متى بدأ نقص المناعة ينخر جسد النظ
...
-
الطريق الثالث غير عبث التفاوض وعبث العنف القاصر
المزيد.....
-
بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من
...
-
عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش
...
-
فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ
...
-
واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
-
بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا
...
-
إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
-
هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
-
هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
-
-مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال
...
-
كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|