أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - لك يوم يا ظالم















المزيد.....

لك يوم يا ظالم


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3338 - 2011 / 4 / 16 - 18:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ولى زمن (جاءكم البيان الأول ) وتنتظر الجماهير الأيام والأسابيع حتى يخرج ( البيان الثاني ) ، فنحن نعيش الآن على إيقاع البيانات الشعبية اللاهثة والصور التي تحمل نبض الجماهير المشتعلة .
الا يحق لنا الانحناء احتراماً وتقديراً لكاميرات التصوير والهواتف الخليوية التي تنقل سراً تفاصيل حمل الشعوب وحركة أجنة الثورات التي تعتبرها انظمتها ان حملها كاذب ووهمي يجب اسقاطه ، وكل هذه التحركات والمظاهرات عبارة عن إنتفاخات في البطون ستنفس وتزول بعد فترة !!.
المضحك اننا كنا نشتهي ثورة في العالم العربي ، وإذ بالأقدار والسموات تهطل علينا بثورات تنعش الأرض التي يبست من شدة الانتظار والجفاف ، وتكشف عن حقيقة خبايا نفوس الزعماء الذين كانوا يتاجرون بالمبادىء والشعارات ويلبسون أثواب الحرص والوفاء لشعوبهم ، لكن في أعماقهم كانت تسكن الذئاب المتوحشة التي لا ترتوي الا بالدم .
وكل يوم نكتشف ذئباً جديداً تحت ما يسمى زعيماً او رئيساً ، كنا نراه ونسمعه ، يخطب فينا ويبلل المناديل من كثرة ذرف الدموع علينا ، ويعايرنا بأنه لا ينام من اجل راحتنا وتوفير الأمن والأمان والطعام والكساء ، ليظهر بعد ذلك ان هذا الزعيم كان يبني من جلود الشعب خياماً واهرامات . ويفصل من احشاءه فراشاً وثيراً ينام عليه هو وعائلته وزمرته !.
من النكات التي أطلقت على الرئيس المخلوع مبارك حين قالوا له (ودع شعبك فقال: هو الشعب حيسافر!!) أي لم يتوقع في أسوأ أحلامه ان يخلع وينزع بهذه الطريقة المهينة والمذلة ، لأن الشعب المصري المعروف بطيبته عبر التاريخ لم يتصرف مع زعمائه الا بحدود المنطق والتساؤل والغضب الملفوف بالاحترام ، نتذكركيف تم توديع الملك فاروق حين تم نفيه باطلاق 21 طلقة . وان كان السادات أول" فرعون " يقتل علنا واغتيالاً محفوفاً بالشك التاريخي حول الجهة التي اغتالته ، ً الا ان خلع مبارك سيكون الرئيس الأول في التاريخ المصري و العربي الذي ستتم محاكمته من قبل شعبه .
منذ انطلاق ثورة 25 يناير والشعب المصري يطالب بمحاكمة النظام ورموزه ورجاله ، لأن الفساد المالي والسياسي والرئاسي قد حول الدولة والشعب المصري الى رهائن للفقر والتخلف والانكسار والتراجع وفقدان البوصلة القومية .
وبعد الخلع واللجوء الى دويلة ( شرم الشيخ ) بقيت الجماهير المصرية مصممة على عدم التنازل عن حقها التاريخي في محاكمته هو وأولاده وزوجته "سوزان" اسوة برجاله وأصدقائه الذي وقفوا في طوابير سجن طرة حتى أطلق على المكان ( عنبر النظام ).
خرج مبارك وعائلته من قوقعة الهروب ، ونقلت الكاميرات صوراً بعيدة للأبناء الذين لم يتمتعوا بالنفوذ والقوة فقط ،بل كان التوريث جزءاً من خريطة آل مبارك التي صنعت من الابن "جمال" مستقبلاً لأسرة لا تريد التنازل عن العز والجاه ، واعتبرت الدولة المصرية عزبة و الشعب المصري بقرة تدر حليباً .
التشفي صفة سيئة بالانسان السوي ، لكن من قال نحن الشعوب المغلوبة على امرها ، المركونة في ظل الهزائم والاحباطات والتجويع والبطالة والأمية والفقر والموت غرقاً في البحار هرباً من الاوطان ، اسوياء ، بالعكس الشعوب العربية من أكثر شعوب العالم عقداً ، ويكفي ان انظمتنا السياسية جاثمة على الصدور ، تتربع ربع قرن وأكثر ، يتصبح المواطن بطلعة الرئيس والملك والزعيم سنوات وسنوات حتى يتحول الزعيم والقائد المفدي الى طعام تعافه النفوس وتقشعر الابدان منه ، لكن خير دواء لحفظ الرأس من القطع (دواء الصمت) ، او دواء (مسهل للمعدة) حيث يخرج الغزل مرافقاً للنفاق المجهز لتحية القائد ( بالدم والروح نفديك يا زعيم) ،(عاش القائد عاش ) ( الله ، الزعيم ، الوطن ) وعندما يستيقظ الشعب باحثاً عن حريته ، يغرق بالدم ويتحول القائد والزعيم المفدى إلى قوة تطهيرية تريد تنظيف الشعب من أحلام الحرية وكوابيس التغيير.
انا وغيري الملايين شعرنا بالتشفي والشماتة من المصير الذي آل اليه الرئيس المخلوع مبارك هو واولاده ، وعندما تناقلت وسائل الأعلام انهياره في التحقيق ، هتفنا مثلما كانت تهتف بطلات الأفلام العربية الرومانسية القديمة حين يشتد القهر (لك يوم يا ظالم ) ، ومع ان هذا جاء متأخراً الا ان فرحة انهياره كانت ثأراً لجميع الشعوب العربية عامة والشعب الفلسطيني الذي لطالما خذله (مبارك) وتآمر عليه علناً ومن تحت الطاولات وسراديب اللقاءات المصرية الإسرائيلية ، ويكفي ان" تسيبي لفني" وقفت وأعلنت الحرب على غزة من فوق منبر في القاهرة ولم يعترض احد ، ناهيك عن الكثير من الأعمال السيئة التي قام بها (غير المبارك) ، وعندما نسمع ونقرأ ما يكتبه الرؤساء والمسؤولون في اسرائيل ،( بن اليعزر اعترف قائلاً : لم اتوقف عن الاتصال في مبارك اثناء الثورة حتى بعد استقالته بقيت على اتصال معه ، وعندما كنت في المستشفى كان مبارك يتصل به ، وعندما لم استطع الاتصال به كنت ارسل اليه رسائل نصية ).
لا نعرف ماذا كان يدور في غرف التحقيق ، نعرف ان الوريث جمال الذي تبددت احلامه في الصعود الى سدة الحكم وشقيقه علاء وصلا الى سجن طره وانضموا الى باقي العصابة .
ومما تسرب الى وسائل الاعلام فانه عندما كان يوجه المحقق اسئلته لمبارك رفع مبارك صوته وقال :
نسيت نفسك ؟ فقال المحقق : لا ترفع صوتك انت الآن مواطن عادي ! ذكرني مبارك بزوجة حاكم رومانيا (شاوشيسكو) عندما طلبت من زوجها ان يضرب المحقق الذي يحقق معه ، لقد نسيت انها معتقلة وفي طريقها الى المشنقة !!.
ان مبارك هو الرئيس العربي الأول الذي يحاكم هو واولاده ورجاله، نظام بأكمله يخضع للتحقيق وزج في السجن حتى اطلق على العنبر في سجن طره – عنبر النظام - .
واذا وضعنا الرئيس العراقي صدام حسين في الكفة الثانية من ميزان المحاكمة ، لوجدنا ان محاكمة الرئيس صدام تختلف حيث كانت امريكا واسرائيل والغرب هم القضاة وهم جدران المحكمة وميزان الحكم المكسور ، وشنق صدام يوم عيد الأضحى كانت الطعنة التي وجهت لجميع مسلمي العالم والعرب ، يومها سكت الزعماء والقادة العرب واعتبروا العدل الأمريكي المتوج بالاحتلال هو مقدمة لنيل الرضى والحب ، لكن ها هي امريكا تتجاهل اخبار العائلة ( المباركية ) تحاول ملاحقة موضة ازياء الثورات في العالم العربي لكي تسرق قطعاً من قماش هذه الثورات لتصنع منها سرولاً تغطي به عورتها وخزيها امام حرية الشعوب .
وأخيراً نهدي الرئيس مبارك المثل الشعبي اللبناني ( كثروا صحابي لما كان كرمي دبس وهربوا صحابي لما كرمي يبس ..!!) اين هم اصحابك من الجلالة الى الفخامة ؟!! لا احد الا الذل والهوان ، هذا هو المصير..!! والبقاء للشعب دائماً .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من طباخ الريس الى صراخ النملة
- بين إمرأة وإمرأة هناك امرأة
- دموع البترول وأقنعة الكلاب
- صفعة على وجه هذه المرأة
- من مؤخرة الدجاجة يخرجون قنابل مسيلة للدموع
- رأس الجبل الضاحك الباكي
- ألقذافي يرقص رقصة - الستربتيز - الدموية
- اللي بتزوج امي بنقلوا يا عمي
- ثقافة الميدان ودموع وائل غنيم
- زواج مبارك من مصر باطل
- الجزيرة وصحن البصل
- تمثال الحرية عربة خضار
- قل الحليب وقلت قيمة الراعي
- شخصية العام في البرميل
- العار الأبيض يكلل فرح السنة الماضية
- البنطلون الذي وصل للخيمة
- دخان الحرائق ودخان الحاخامات
- افتح يا ويكيليكس
- حدث في مطار القاهرة وليس في مطار بن غوريون
- العنوسة والطلاق والنساء المسترجلات


المزيد.....




- اتصال جديد بين وزير دفاع أمريكا ونظيره الإسرائيلي لبحث -فرص ...
- وزير الخارجية العماني يدعو القوى الغربية لإجبار إسرائيل على ...
- يوميات الأراضي الفلسطينية تحت النيران الإسرائيلية/ 1.11.2024 ...
- المركز الإفريقي لمكافحة الأوبئة يحذر: -جدري القردة- خرج عن ا ...
- جنرال أمريكي: الدول الغربية لا تملك خطة بديلة لأوكرانيا بعد ...
- الهجمات الإسرائيلية على لبنان وجهود التسوية / 1.11.2024
- أوستن وغالانت يبحثان فرص الحل الدبلوماسي ووقف الحرب في غزة و ...
- زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزر الكوريل الجنوبية
- حسين فهمي يتعرض لانتقادات لاذعة بسبب صورة وحفل عشاء مع وفد ص ...
- ارتفاع إصابات جدري القردة في أفريقيا بنسبة 500% وتحذيرات من ...


المزيد.....

- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - لك يوم يا ظالم