خليل خوري
الحوار المتمدن-العدد: 3338 - 2011 / 4 / 16 - 16:07
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
السلفيون يمارسون االارهاب
تحت شعار " الجنة تحت
ظلال السيوف "
استغل السلفيون في الاردن تساهل وليونة اجهزة الامن في التعامل مع مسلسل الاعتصامات والمظاهرات الذي تكفلت جماعة الاخوان المسلمين وشقيقتها الصغرى جبهة العمل الاسلامي بتنظيمها ثم اطلاقها في الميادين والشوارع الرئيسية للعاصمة عمان والزرقاء واربد وغيرها من المدن والبلدات الاردنية تحت شعار " الشعب يريد الاسلام " استغل السلفيون انحناء السلطة امام عاصفة التغيير التي تجتاح العديد من الدول العربية لكي يدلوا بدولهم في مسألة التغيير وفي كيفية " الاطاحة بالطواغيت الذين يتحكمون برقاب الشعب ويعيثون في الارض فسادا " بالشكل والاسلوب الثوري الذي يرضي بنظرهم الله والرسول ورهط من السلف الصالح حيث تجمع حشد كبير منهم يوم الجمعة الماضي وسط مدينة الزرقاء – الاسلاميون في العادة يطلقون مظاهراتهم الحاشدة في هذه المدينة كونها معقلا لهم وحيث يسهل على المتعصبين رشق النساء المتحررات بمية النار- ثم انطلقوا بعد الصلاة وبعد ان شحنهم احد خطبائهم بخطبة نارية في مظاهرة غا ضبة لعلعت خلالها حناجرهم بصيحات مدوية تطالب بحلول اسلامية لاجتثاث الفساد والتخلص من الطاغوت واشاعة العدل الاجتماعي . وحول هذا الحراك الجهادي السلفي ذكر شهود عيان تابعوا هذه الهبة الجهادية السلفية من اولها الى اخرها انه قبل موعد الصلاة بساعتين بدأ انصار التيار السلفي بالتجمع امام مسجد عمر ابن الخطاب وسط الزرقاء قادمين من عدة محافظات ثم اخذوا يعلقون رايات سوداء على جدران المسجد والبنايات المجاورة له فيما اقتحم نفر منهم المسجد وقاموا بانزال امام المسجد عن المنبر بعد تهديده بالخناجر والسيوف كونه بنظرهم مع بقية الائمة الذين تعينهم وزراة الاوقاف كفرة !!
وبعد صلاة الجمعة كانت اعداد التيار السلفي تناهز الثلاث الاف وكان معظمهم يرتدون الدشاديش والسراويل الطالبانية مع تكحيل عيونهم واطالة لحاهم ووسط هؤلاء ظهر احد شيوخهم حاملا في قبضته سيفا وكان يلقي خطبة مجد في سياقها برموز القاعدة مثل الظواهري وابن لادن والجيوسي والزرقاوي والاخير خطط قبل سبع سنوات لعمليات ارهابية استهدفت تفجير خمس فنادق في عمان وراح ضحيتها العشرات من المدنيين الاردنيين والاجانب وفي ذرو ة حماسة حث الشيخ اتباعه من السلفيين الى التخلي عن مهادنة الطواغيت واستخدام سيوفهم في سبيل الاطاحة بهم مطالبا بتطبيق الشريعة الاسلامية وتحكيم شرع الله في الحياة العامة واعتبار القران الكريم دستورا للاردن معتبرا الحكم بغير ما انزل الله كفر " وهي تقريبا نفس الشعارات والمطالب التي يجاهر بها المراقب العام للاخوان المسلمين همام سعيد في اغلب خطبه مع فارق انه يرتدي زيا عربيا بينما السلفيون يفضلون الازياء الطالبانية . وكان غريبا ان يدعو الخطيب السلفي الى تطبيق الشريعة وحذو حذو السلف الصالح في الوقت الذي كان يستعين بمكبر صوت لايصال صراخه الى المستمعين فيما كان اتباعه يلتقطون صورا له وللحشد بالخلويات ولا ادري كيف سيحذو هؤلاء حذو السلف الصالح وهم يستخدمون وسائل اتصال لم تكن معروفة لهذا السلف والاسوأ من ذلك انها من اختراع الكفار !! المهم الخطييب استرسل في خطابة الى ان وصل بها الى مسك الختام حيث صرخ قائلا : الجنة تحت ظلال السيوف . وهنا هاج وماج المتظاهرون وراحوا يرددون وبدون توقف : الجنة تحت ظلال السيوف . ثم شرعوا باستفزاز المواطنين والتحرش بهم وبرجال الامن الذي تواجدوا في المنطقة مستخدمين عصيا وخناجر وقضبان حديدية مما ادى الى اصابة 83 شرطيا ومواطنا اصابات تراوحت بين الطفيفة والخطيرة ولسوء حظ السلفيين لم يتعرض اي منهم لاصابة قاتلة تعجل برحيله الى جنات النعيم وحيث يتطلع السلفيون للذهاب الى هناك من اجل الاستمتاع بالحور العين وغيرها من الملذات الحسية والروحية التي تتوفر في هذه الجنات الواقعة في السماء السابع.
وتزامنا مع الحراك السلفي في مدينة الزرقاء فقد بادر السلفيون في مدينة غزة الى ترجمة شعار الجنة تحت ظلال السيوف الى اختطاف الصحفي الايطالي فيتوريو اريغوني واخذوه رهينة وهددوا بقتله في حال لم تفرج حكومة حماس عن احد المعتقلين السلفيين في سجونها . ولسوء حظ الصحفي لم تستجب حكومة حماس لمطالب السلفيين ولهذا قاموا بتنفيذ حكم الاعدام به خنقا اي بنفس الطريقة التي كان الطامعون في السلطة يستخدمونها مع سمل العيون للتخلص من الحكام المسلمين وللجلوس محلهم على دست الحكم . ويتضح من البيان الذي صدر عن السلفيين بعد تنفيذهم لجريمتهم الوحشية انهم اختطفوا هذا الصحفي باعتباره جاسوسا صليبيا وليس ناشطا سياسيا ودافعا عن حقوق الشعب الفلسطيني ومناهضا للصهيونية كما تؤكد ذلك كافة تحقيقاته الصحفية ومواقفه السياسية ولكن كيف تقنع هؤلا المعتو هين بصحة انحيازه وتضامنه مع الشعب الفلسطيني وعدائه للصهوينية وهم في هذه الحالة من التعصب الاعمى وهم يضمرون الحقد والضغينة ضد اي فرد او جهة لا يؤمن بايديولجيتهم ولا يتعاطف مع هلواساتهم الغيبية .
تعليقا على ما جرى في الزرقاء قال مدير الامن العام الفريق الركن حسين هزاع المجالي ان جهاز الامن العام سيظل يتعامل بالامن الناعم مع الفاعليات السلمية سواء كانت مسيرة او اعتصاما لكنه سيستخدم الامن الخشن مع كل من يحاول الاساءة للمواطنين والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وسيعتبر انه خارج عن القانون وسيتم التعامل بقبضة من حديد . وهنا يثور سؤال : هل يجدي نفعا استخدام الامن الخشن لردع التير السلفي وهل ستخيفهم القبضة الحديدية لمدير الامن العام ؟؟
برأيي الشخصي وربما بشاطرني هذا الراي الكثيرون من الخبراء في التيارات السلفية والجماعات الاسلامية المتطرفة ان الامن الخشن لا يفيد في ردع هذه الجماعات والحيلولة دون ارتكباهم اعمال عنف في سبيل تطبيق افاكارهم او حتى قتل مخالفيهم في الراي والعقيدة باكثر الوسائل بشاعة مثل الخنق كما حضل مع الصحفي الايطالى او البح من الوريد الى الوريد كا راينا الزرقاوي والجماعات الاسلامية في الجزائر وافغنستان والصومال يذبحون خصومهم . فاكثر ما يستهوي هؤلاء السلفيين ان يستشهدوا بالقبضة الحديدية لمدير الامن العام فهذة ميتة يتمنونها وستعجلونا تسريعا لوصولهم لجنات النعيم والالتقاء هناك بالحور العين . القبضة الحديدية لن تحل المشكلة بل ستزيدهم عنفا وعدوانا ضد اي جهة تتتصدى لهم ولا ينفع معهم لتنظيف عقولهم من مخزونها الوهمي والغيبي الا تنظيم حملات توعية لهم بالفكر المادي ومفاهيم الحداثة ولهذا الغرض اقترح عليه ان يكلف مفكرين تنويريين وعلمانيين لا رجال دين معتدلين لادارة مثل هذه الحملات وحتى نضمن بذلك تخريج بشر اسوياء يؤمنون بالحوار والراي والراي الاخر لا بشر معتوهين يستخدمون السيوف وصلا لجنات النعيم . واستكمالا لهذه المهمة اقترح على وزارة التعليم تكثيف موادها العلمية على ان تترك للطلاب التعرف على دينهم وممارسة طقوسه سواء كان اسلاميا او مسيحيا من خلال الاستماع الى دروس وخطب رجال الدين في المساجد والكنائس وكما هو الحال في المدارس الرسمية في اروبا واميركا وروسيا وكافة دول العالم المتقدم لا على مقاعد الدراسة وحيث يجب ان يركز الطالب على المواد العلمية والبحثية التي تنمي في عقله التفكير العلمي القائم على الجدل والقياس .
اما بالنسبة للجريمة التي اقترفها السلفيون في غزة ضد الصحفي الايطالي فلا تفسير لتناسل التيارات السلفية والاسلامية المتطرفة سوى انها نتاج للفكر الديني التعصب الذي دأبت حركة حماس على التروج له ونشره بين سكانها عبر مناهج التعليم ووسائل الاعلام المختلفة متلما ان تدمير غزة هو نتاج تصادم رؤيتين دينيتين اليهود المتعصبون يعتبرون فلسطين ارض الميعاد التي خصصها الله لليهود ثم وهبها لهم حبا باليهود وكرها بسائر البشر والاسلاميون من جماعة حماس يعتبرونا وقفا اسلاميا بينما هي في واقع الحال وطن الفلسطينيين بغض النظر عن معتقدات مواطنيها وبسبب تناقض الرؤيتين تطلق حماس صواريخها القسامية ضد احفاد القردة والخنازير فيرد عليهم هؤلا بقصف مدينة غزة وسكانها من المدنيين الابرياء بالطائرات بلا رحمة!!
#خليل_خوري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟