أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - انمار رحمة الله - بين الفصيح والشعبي__نبي صامت وساحر ناطق














المزيد.....

بين الفصيح والشعبي__نبي صامت وساحر ناطق


انمار رحمة الله

الحوار المتمدن-العدد: 3338 - 2011 / 4 / 16 - 15:04
المحور: الادب والفن
    


حين نتابع المناخ الأدبي والثقافي مؤخرا ً ،نجد أن الشعر الشعبي بدأ يتقدم واثقا ً فارضا ً سطوته على اغلب الأقاليم الذوقية .وبينما يقبع الشعر الفصيح في بيته ولم يخرج حتى إلى التبضع لعلة أخفاها في صدر كاتبه،جعلنا نرى ونستشعر هيبة ورفرفة رايات الشعر الشعبي حتى على قلاع المعاهد والكليات بعد أن كان مقتصرا على الجلسات والأماسي والمهرجانات .من يستطيع أن يوقف سيل الشعر الشعبي .؟وما كل هذه الكاريزما التي يتمتع بها ،ويسل لها لعاب آذننا وقلوبنا ..؟حتى جعلتنا ننسى غريب الأطوار(الفصيح) الذي ظل يراوح في بيته /غرفته ،حائرا منكسرا ،كثّ اللحية.من علّم الشعر الشعبي..؟ (الفتى الظريف اللعوب الذي يفيض دماثة وخلقا حين يستوجب الأمر ،ويرعد كرامة وشهامة في مرة أخرى ،ويتماوع ويدغدغ حين يتغزل أو ماشابه ..)من علمه فن التأثر على الناس .؟ولماذا لم يستثمرها الشعر الفصيح..؟ الذي أنهى حياته في خدمة اللغة والدين والاجتهادات الفقهية واللغوية وغيرها ،حين أوكل الله إلى كلماته حمل لغة القرآن الكريم .الشعر الفصيح الذي تناسته القلوب ،وعافته الآذان،وهرولت كالمفزوعة إلى منصة الشعبي فاغرة الأفواه والقلوب والأحلام ،ملعلعة بالإعجاب والتصفيق والتهليل.هل فعلا انتهت اللعبة .؟وصار الشاعر يكتب للشاعر..؟هل أقلعت الجماهير عن رشف خمرنا.؟ ،واكل خبزنا الذي يبس في أيادينا فتبايعنا به بيننا ...؟!.لقد لعب التوقيت لعبته ألان ،حين أحست الجموع أن الشعر الفصيح صار رجلا غريب الأطوار ،يتكلم حين نصمت ويصمت حين نتكلم.واضعا غليونا على فمه وسرّح شعر لحيته ورأسه على طريقة ماركس ، وصار يتحدث ساعة ولم نفهم منه شيئا.وبالمقابل بدأ الشعر الشعبي يتصرف على انه ابن الحشود وعرقها ودمها النازف.لم يدع مأتما إلا وحضره باكيا ،ولم يترك وليمة عرس إلا وكان أول المشاركين فيها ،ومن ثم دخل كما قلت إلى الجامعات والمعاهد ،وبدأ يجالس (الأساتذة والدكاترة ). وينشد في حب الوطن والدين والحبيبة ،والجماهير الطلابية التي رفعت الشعر الفصيح سابقا على الأكتاف .نراها اليوم قد رفعت الشعر الشعبي على أكتافها حامدة للرب على جزيل عطاياه بمنه عليها بهذا الشاب الطريف.لقد تمرض الشعر الفصيح ،وأصابته كل الأمراض التعبوية والكاريزمية ،ولم يزره إلا شعراؤه .حاملين باقات ورد كتب عليها بيتن دارمي عن الشفاء....نعم صدقوني ...لقد بدأ شعراء الفصيح يطعـّمون أماسيهم إذا تسلل الفتور والملل إلى قلوب الجالسين بكم بيت لأحد الشعراء الشعبيين.لما فيها من طرفة ومن عنصر المفارقة ،والكر والفر السريع في اللهجة الدارجة .سؤالي الأخير ..هل انتهت اللعبة .؟هل نأتي نحن بالتحديد لنقضي على الشعر الفصيح صديق الفلسفة الأول ،وصانع النظريات الاجتماعية الأولى ،وشلال الحكمة الأزلي.هل نشارك الجماهير لذتها وندفن الشعر الفصيح قبل وفاته ،ونهلل ونصفق للساحر العظيم الذي ينطق كلاما سهلا شعبيا يحاكي كل الخلق إلا الشعر.؟
هل نشد على عضد الكليات والجامعات والمعاهد التي كان واجبا عليها أن تنمّي الجانب الثقافي لدى الطلاب ،وان تشجعهم على كتابة ومتابعة الشعر والأدب العربي والعالمي .وبدلا من ذلك صارت هذه الجامعات مرتعا لمباريات الدوري اللاثقافي،والذي انتهى بفوز (ابوذيات شهد الشمري ) على قصيدة أنشودة المطر بنتيجة 10_صفر. هل سنقف في يوم ونعلن للناس إننا مع هذا النبي الذي أصمته التوقيت اللعين وسوء الثقافي ووعيها ،ونحن ضد تواجد الساحر الشعبي في معاهدنا الأكاديمية وكلياتها..؟.طبعا أنا هنا لست بصدد التهجم ولا التنكيل بالشعر الشعبي ورواده ،بالعكس أنا احترمه إذا كان يتحرك في المكان الصحيح،وان تكون له خصوصيته كي لا يختلط الحابل بالنابل ،ويستوي الفارس والراجل.وان تكون له أماسيه الخاصة والتي تقتصر على الشعر الشعبي فقط،وأنا ضد الممازجة بين القصيدتين(الشعبية والفصيحة) على منصة واحدة ،لما لهذه الخلطة من مضار على الأذن المتلقية ،وذوقية الاستماع .وعتبي الشديد على الفروع الأكاديمية كلها ،بل حتى من فترة الدراسة الابتدائية ،يجب على المعلمين والمدرسين والأكاديميين أن ينموا روح الثقافية والأدب العربي الأصيل..فإذا كان الأكاديميون ذاتهم يشجعون الشعر الشعبي(مع احترامنا له) على منصات أقسام اللغة العربية في الكليات ،فماذا سيكون حالنا وحال اللغة العربية لاحقا ،وإذا كان مدراء المدارس الابتدائية والمتوسطة بدلا من أن يشجعوا طلابهم على إلقاء كلمات باللغة الفصحى ،أو إلقاء شعرا فصيحا ،نراهم ألان يشجعون (المواليد) التي تجول وتصول في ساحات المدارس وخصوصا في الأعياد والمناسبات .أنا اعتقد إن سبب تدهور حال الثقافة والأدب والفن الرفيع والنبيل،راجع إلى المدارس والجامعات ،فهي المحرض الأساسي للمتلقين (الطلاب)وهم شريحة كبيرة في المجتمع ،فإما أن نحاسب أنفسنا ونرجع إلى وعينا ونتصالح مع ثقافتنا ،وإما كل عام والجميع بألف (ابوذية) .



#انمار_رحمة_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاعر في الثلاثين
- الوطن الحوت_القصيدة الفائزة بالمركز الثاني_المهرجان الادبي ا ...
- ليلة ٌ ضاعَ فيها الرغيف /قصة قصيرة
- هذا ماحدث في المقبرة
- الوصايا العشر
- ثلاث قصص قصيرة جدا(همْ....هنَّ)
- هلوسة
- ثلاث قصص قصيرة جدا
- طفل جنوني
- رائحة الخيالات
- الساهر
- قصة قصيرة / قتلت عصفورا مرتين


المزيد.....




- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - انمار رحمة الله - بين الفصيح والشعبي__نبي صامت وساحر ناطق