أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 3














المزيد.....

تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 3


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3338 - 2011 / 4 / 16 - 10:56
المحور: الادب والفن
    


تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير3


إن ما يغيظني هو هروع الوزراء العرب بهمّةٍ لا تلين، لعقد مؤتمر قمة عربي، والذي يغيظني أكثر بَشاشاتهم وابتساماتهم العريضة أمام شاشات الفضائيات أثناء محاورتهم وكأنّهم خرجوا من مؤتمر سيهزّ الكون برمته، وهم يعرفون أن كلّ ما خرجوا به لا يهز غصن شجرة برّية داخل اسرائيل! عجباً أرى، يعرّضون كرافيتاتهم ويطوِّلون خطاباتهم ويتلون شجبهم واستنكارهم وإذ بنا أمام فقاقيع لا تصلح أن تكون حتّى لَهْواً للأطفال! والمضحك في الأمر أن هناك ترتيبات لعقد مؤتمر قمة عربي للزعماء العرب، أتساءل أولاً هل لدينا أصلاً زعماء عرب كي يتم عقد قمّة لهم؟! وهل الزعماء العرب عرب أقحاح وبينهم وبين مواطنيهم خبز وملح؟! يخيّل إليّ أنّه لو ننصّب زعيماً غريباً وبعيداً بعد الأرض عن السماء في عالم العروبة ولمجرّد أن يعيش هذا الزعيم الغريب المفترض بين مواطنيه ويصبح بينه وبينهم خبزاً وملحاً لعقود فسيحة من الزمن، فانه من النخوة بمكان لو تمَّ التعدِّي على عرض البلاد فانه سيدافع عن مواطنيه وعن البلد الذي نُصِّب عليه من باب الخبز والملح، أم أن حكامنا لا يأكلون من خبزنا وملحنا لهذا لهم عوالمهم وخبزهم وملحهم تاركين مواطنيهم من الماء إلى الماء ومن البرّ إلى أقصى أقاصي السماء يرخون أعناقهم لصواريخ أعتى دولة في سماء الشرق، تخلخل وتصدع الأبنية على رؤوسهم دون أن يرمش لهم جفن؟!

رؤساء من فصيلة الجبابرة، وإلا كيف لا يرمش لهم جفن إزاء كلّ هذه الزلازل والبراكين التي تنشب في ربوع لبنان، هذا البلد الجميل الوديع الحليم، ما يؤلمني إلى حدِّ الانفلاق، كيف يتركون فيروز مذهولة بكل روعتها أمام هذا الجنون الاسرائيلي، فيروز التي أسأل منذ شهور عن إيميلها وعنوانها كي أرسل لها نصّاً طازجاً غير منشور، جزءاً كاملاً من أنشودة الحياة، كتبته من وحي أغانيها المبهجة إلى أقصى درجات بهجة الروح، آهٍ أين أنتِ الآن يا فيروز؟! كيف لا يدافعون عن صديقتي الشاعرة الرائعة جمانة حدّاد ويهيئون لها الجوّ الجميل كي تستكمل ما تبقّى من صفحة أدب وفن وفكر، أم أنهم لا يهمّهم الأدب والفن والفكر؟! ألا يراودهم أن يدافعوا عن الصديقة الشفافة سوزان عليوان، هذه المفجوعة بجراح العراق ولبنان معاً، هذه التي أطلقت على لبنان الوطن الخرافة، أو خرافة الوطن، أليس ما نراه أبعد مما نقرأه في الأساطير والخرافات؟! ووديع الصافي، كيف سيغنّي لنا أغانٍ من نكهة الحياة بعد كلّ هذا الخراب؟!

عندما أنظر إلى الأحياء المتهدِّمة وأرى أطفالاً تتلملم فوق الأنقاض ثم ترفع طفلة في سنواتها الأولى، سبابتيها وما يجاورهما من كل يد مشكِّلةً إشارة النصر، أشعر أن كلّ نصوصي باهتة أمام هذه الرُّوح الرائعة التي تحملها هكذا طفلة صامدة بين الانقاض وأشعر أنها أقوى من الحكام العرب أجمعين لأنني لم أرَهم منذ زمن بعيد يرفعون اصبعيهم كإشارة للنصر، أم أنّهم كانوا وما يزالوا يعرفون أن هذه الإشارة أشبه ما تكون بحلم ابليس في الجنّة لهذا تفادوا أن يقعوا في هكذا إشارات أو هكذا مطبّات! ماذا قلت، مطبّات؟! إذاً من حقّهم أن لا يقعوا في هكذا مطبّات، طالما لديهم الكثير الكثير من المواطنين البررة يقدِّمون أنفسهم شهداء دفاعاً عن الوطن الخرافة، نعم الخرافة، خرافة ما بعدها خرافة، على حدّ قول شاعرتنا عليوان!

وما أبعجني أكثر هو اجتماع دول الثمانية، دول عظمى تهزُّ أركان الكون، تجتمع بحماس وتدافع بعنف على إعادة الجنديين الأسيرين إلى اِسرائيل بدون أي قيد أو شرط، ولا يتوقَّفون عند هذا القصف المجنون الذي تقصفه اِسرائيل على البنية التحتية والفوقية والجنوبية والشمالية والجانبية والعرضية واليمينية واليسارية والهوائية والبحرية والبرية وللشهقة التنفسية للبنان؟!
... ... ... ... ... ... .... ... ..... !



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 5
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 1
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 2
- ترتِّلُ لأمواجِ البحرِ ترتيلةَ العيدِ 46
- بوح شفيف يصبّ في الذَّاكرة البعيدة
- زهرةٌ مسترخية بينَ ربوعِ الأقاحي!
- ننثرُ السنابلَ فوقَ خدودِ المروجِ 45
- تأمُّلات متعانقة مع تجلِّياتِ الخيالِ
- تعالي نزرعُ رحيقَ الخيرِ 44
- وجعٌ يتنامى في سماءِ حلقي!
- من فصيلة البحر
- أكتبُ شعراً من لجينِ البحرِ 43
- أزرعَ وردةً من لونِ الصَّفاءِ 42
- تهدّلَتْ أجنحةُ بابل 41
- ليلة فرح
- انبعاث بوح القصيدة
- حنين إلى ذاكرة من بكاء
- تبذرُ القصيدة بخورَ المحبّة 40
- موجةُ بحرٍ هائجة 39
- غيمةٌ تائهة في مذاقِِ العناقِِ


المزيد.....




- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 3