أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجاة زعيتر - في إنتظار النبي















المزيد.....

في إنتظار النبي


نجاة زعيتر

الحوار المتمدن-العدد: 3335 - 2011 / 4 / 13 - 18:40
المحور: الادب والفن
    


هذا الصباح يبدو عنيدا كجدي خائف.الأشياء التي أعرفها لم أعد أعرفها ،تلك المعارف التي أجهدت نفسي في حفظها :المأثورات الجميلة،درر الأقوال التي تبدو أكثر من بديهية ،خالطها شك مريب."اليوم سلام و غدا..."كل المساحة صارت لهذه الوجوه النافرة و هذا الضجيج المتبوع بتأوهات متروكة في الغالب لبلادة محتملة.

ما زلت في مكان ما،أنتظر ولادة النبي.بقطعة نقد واحدة أشتري لي زمنا آخر،أحمل جريدة دون النطر إلى عنوانها،أختار لي مكانا في أقصى الحافلة و أقرأ من هذا التسلسل :قطة خنقت صاحبتها.

حمار إفترس راكبه و أكل أحشاءه!

دجاجة نقرت عين ديك!

الحيوانات الأليفة لم تعد أليفة!

أقلب الصفحة:شركة وطنية تسرح آلاف العمال.

مطلوب عاملة نظافة ذات مؤهلات جمالية.

الرجل الأول في البلاد يجهل مكان آلاف المفقودين في العشرية الحمراء؟

الجزائريون يكتشفون إسما جميلا لبناتهم"وئام"اليوم سلام و غدا ...،الكلمات المتقاطعة محاولة أخرى لملئ الفراغ.إمرأة عربية عرفت بحبها لله؟

مازالت بعض معارفي لم تضع.

تتبارى الأشياء حولي،لا ملامح للحظة القادمة،للزمن أيد و أرجل و حفنة تراب أنت تنتظر تشكيلها ،"المرأة تمرة "أمسحها و كلها تلك وصية والدك.للدموع في عينيك لغة جميلة مستحبة،تتكاثر،تتحاور،تجتمع لتتحد،فتستنسخ كائنا حيا ،واضح الملامح طيب القلب،بعينين جميلتين دامعتين،ربما كانت القلوب الطيبة خلاصة لعجينة من دمع ودم"ما في القلب في القلب." تمثال الدمع يدرك أنه جزء آخر مني لي مطلق الحق في التواصل مع صمته ،أقترب منه ،ألمس جبينه الندي أراه شفافا،واضح التقاطيع ينفع للزينة و التبجح،قد أضعه على إحدى الرفوف أو في إحدى الزوايا

اليوم سلام و غدا .ماذا عن هذا الغد؟

ماذا لو أنني أصبحت أنا و أنت و هذا الحب ثالثنا؟إحتمال عبث.

الحافلة تكتظ بالركاب،تتوقف،ينزل بعضهم و يصعد آخرون.

ماذا لو سخروا من حبنا؟

سنكون معا في كل الأزمنة.

ماذا لو أن الله لم يرد؟

الله رحيم بنا.

ماذا لو ولد النبي؟

الحافلة تتوقف عند الجسر،أذكر أنك تخاف إعتلاء الجسور لا تثق بها،تذكرك بقلوب النساء،هكذا كنت تقول.

يخطفني ضوء سحيق،يغطس بي أجدني بعيدة مبللة،تستدرجني الفكرة و يغيضني صرير الباب المفتوح،أحلم بإقتحام صمته و ضجيجه ،هناك قد يولد النبي.

أقلب الصفحة:شاب وسيم يرغب في الزواج من إمرأة لديها سكن و عمل ،لا يهم سنها و لا شكلها يفضلها بجنسية مزدوجة.

لا ملامح لكل الوجوه،أعود إلى صرير الباب المفتوح،أطل على تفاصيله الممتدة ،أتفتت ماءا و دموعا و أشياء أخوى كثيرة،أشكال متغطرسة،ناصعة البياض،يقترب مني أكبرها حجما،يسلمني للإحتجاج،يغمرني،يحملني بين ذراعيه،أراه ناصع الجبين،ممتلأ صحة و رجولة.

تعجبني اللعبة،أصير شفافة ،أندمج فيه،أتألق في أجزائه،أتقمصه أو يتقمصني ،لا أدري؟

ما في القلب في القلب.

أتعمد إصدار حركات مضحكة فلا من ينتبه لي،أفرح ثم أحزن ثم أضحك ثم أبكي.

أصرخ يا الله،أنادي عليه بأسمائه جميعا،أتضرع له أنسل خارج السياج،الجدار يصير بشكل دائرة،تضيق و تتسع،أصبح متفرجة لا حقد لا حزن و لا إحتجاج،تفارقني تلك العادات البشرية السخيفة،تغمرني راحة محببة.

يا الله أية جنة فتحت لي؟

المناظر المؤلمة التي توجع قلبي أراها و لا أراها.

ما في القلب في القلب،هل يعقل أن تنفرج كل إختلافاتي مع العالم في لحظة إندماج واحدة و مفرغة من كل ما بوسعه إغضابي؟؟

أين إختفت تلك الأسئلة المحيرة التي كثيرا ما عذبتني؟

عن العدالة و الحق؟

عن الإنسان و رسالته؟

عن الحب و الصدق؟

عن الموت و الحياة؟

كل ما حولي و مني و لي،خرجت مني أسئلتي و إنتهى الأمر.

ما في القلب في القلب.

صرت خارج ذاتي و قد أدخل الصف لاحقا فأرتاح،أما الآن فأنا بعض من هذا الفراغ،كائنا آخر و مسؤولة عن حماية هذا الكائن الجديد من التلوث مرة أخرى ربما أصير جديرة بلقاء النبي؟

إثني عشرة خانة،إمتلأت كل الفراغات،أقلب الصفحة لم تعد نشوة التقاطع في حرف واحد لعبة تستهويني.

اليوم سلام...

أتفقد كائني الطيب،صمته المالح يحميني من التلوث مرة أخرى ،أختفي فيه،أشعر أنني هو و أنه قد يصير أنا بعد لحظات فقط.

تملأني قوة عجيبة،أتخلص من كل ثقلي،أقف أفرض الهدوء على الركاب،ألزم الصغار بالوقوف للكبار و النساء خاصة،أمسك بعن السائق ،أذكره بأن أرواحا كثيرة إئتمنته على نفسها،و عليه أن يسوق بحذر،أسكت صوت الراديو المتبجح ،و أعود لأجلس في مكاني،صامتة مطمئنة.

هل حقا فعلا فعلت ما فعلت؟

لا أدري؟

تعال نحتكم لدموعك:إشتقت إليك

ما في القلب في القلب.

اليوم سلام و ...

و غدا يولد النبي عند الجسر الثامن

هل للمدينة جسر ثامن؟

النبي لا يخلف وعده،قلبه عجينة دمع و دم.

هل حقا فعلت ما فعلت؟

بدءا قلت تذبذبت كل معارفي.

ربما فقدت عقلي أيضا؟

محض صدفة أن أحبك.

الحياة فرصة لنا لم نغتنمها،قلتها هربا من شرك البوح،ما الفائدة إن أنا قلت لك الآن أحبك؟

أي معنى هذا الذي تقف به الكلمات على حافة جراح؟

الجرح يعرف السكين التي أوغرته و قد يحبها.

المرأة تمرة،تلك وصية والدك.

ليس لي وكن هذا الصباح سواك.

قد أدخل الصف لاحقا،لكن النبي قد يولد في كل حين.

الحزن لما يزل يعصر بقايانا،و ها نحن كبدل بعض من كل،نتبادل هدايا الغفران و الصبر.

النبي يولد طاهرا نقيا وسيما،و محفوفا بالخطر.

ما في القلب في القلب.

الآن أفهم لماذا تخاف إعتلاء الجسور و عشق النساء و حين تمر بسلام ،تكتفي بالإبتسام.

لا تنظر نحوي بعتاب،لست سوى رجل.

لماذا لا تقدر أن تكون سوى رجل،مجرد رجل؟

ما في القلب في القلب،تلك مقولتهم.

اليوم سلام و غدا...

لا كلام اليوم و لا غدا ،فالنبي قد يولد في كل حين.



#نجاة_زعيتر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوردة أنت
- قطعة الموسلين الخضراء
- سؤال الجواب
- رحلة إنسانية
- المفقود


المزيد.....




- مبادرة جديدة لهيئة الأفلام السعودية
- صورة طفل فلسطيني بترت ذراعاه تفوز بجائزة وورلد برس فوتو
- موجة من الغضب والانتقادات بعد قرار فصل سلاف فواخرجي من نقابة ...
- فيلم -فانون- :هل قاطعته دور السينما لأنه يتناول الاستعمار ال ...
- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا
- -بيت مال القدس- تقارب موضوع ترسيخ المعرفة بعناصر الثقافة الم ...
- الكوميدي الأميركي نيت بارغاتزي يقدم حفل توزيع جوائز إيمي
- نقابة الفنانين السوريين تشطب سلاف فواخرجي بسبب بشار الاسد!! ...
- -قصص تروى وتروى-.. مهرجان -أفلام السعودية- بدورته الـ11
- مناظرة افتراضية تكشف ما يحرّك حياتنا... الطباعة أم GPS؟


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجاة زعيتر - في إنتظار النبي