مريم نجمه
الحوار المتمدن-العدد: 996 - 2004 / 10 / 24 - 04:01
المحور:
الادب والفن
كلما سرت في الطريق الطويلة
كلما تفتحت براعم أصغر .. وأصغر
أجمل .. وأجمل .
وكلما صعدت الشجرة الباسقة
في وهج الظهيرة
تفتحت أوراق جديدة .. جديدة
غضة .. خضراء
تحمل الثمر .. واللون
وخصب التراب الأحمر .
هناك في أعلى الشجرة
لاظلال .. لا سحاب
لا غبار .. أو تلوث وفساد
ولا جدار .. أو أسوار ,
هناك هناك ..
لا أرى صفائح إسمنت
أو ناطحات
ولا إ‘ستلاب ولا حراب
أو أبواب .
فقط .. هناك
هناك القوس والقزح
يربط الأرض .. بالسماء
يلون الفضاء -
الضؤ وحده
سيد المكان
والنقاء .
الفضاءات المنيرة .. في كل زاوية .. وقمة .. ومنارة
والشمس هناك
تحيي بنورها .. وحرارتها
كل مخلوق .. ومولود
وحي .. ووطن
كل الأوطان تتبارك منها
البعيدة والقريبة
لا تميز بين أوطان وأخرى -
من هناك أرى الوطن
أرى وطني .. بكل مساحته
وروعته .. وأبعاده
أراه بكل عمقه .. وأهله
ويدخل الفرح إلى نافذتي
ومسامات جسدي
دون استئذان
تؤكد انتمائي لهذه الأرض الطيبة
يتجدد الدم في أوردتي المتجمدة
من ( فاريز ) الإقامة الجبرية
على خطوط لا تمت إلي بصلة
أو قرابة مناخية .. أو سياسية
ولا بخط من الخطوط الطولية
تشبهني أو تشبهك يا وطني
يا وطني المتوسط في الأرض
وقلبها الحنون ..
يتدفق بردى
ويطل الإنسان على ضفافه
ويجر معه الحضارات
إلى شواطئ البحار المحيطة
وإلى أودية الأنهار الأخرى
وتولد دمشق ( العروس ) ...
زهرة الشرق
العاصمة الأولى في التاريخ
وفي غوطة هي من ( الجنة القديمة ) ..
تحضنها .. وتحميها
من الطوفان .. والجفاف
وقراصنة الصحراء .. والبحار
من أعداء الحضارة .. والحرية
من أعداء الإنسان ...!!
أول ربيع - 1997 - بولونيا -
من مؤلفي : رسائل إلى الوطن
#مريم_نجمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟