أحمد منتصر
الحوار المتمدن-العدد: 3334 - 2011 / 4 / 12 - 16:52
المحور:
كتابات ساخرة
حماقة الكبار هي المولد الأساسي دومًا لتهور الصغار. فالناظر يمينا وشمالا إلى تباطؤ قرارات المجلس العسكري –والذي يبدو مرده إلى كبر سن أعضائه!- يدرك أنه لا يتحرك إلا دفاعًا عن نفسه في نفس الوقت الذي يتحرك فيه بسرعة النملة أو السلحفاة لوقف فرم أوراق مباحث أمن الدولة أو محاكمة الحرامية وقتلة الشهداء ومهربي الأموال والبلطجية.
والمفكر كذلك في كلمات المجلس العسكري يجد أنها حلوة وكبيرة تسحبك إلى عالم من الأحلام الوردية المذهلة وتعدك بعالم ديمقراطي جميل يعاقب فيه المفتري ويعلي من حق الغلبان. بينما تصرفات المجلس ما شاء الله على النقيض تتسم فقط بالعنف في مواجهة الثورة المضادة (والقائمون عليها هم الراغبون في أخذ مكان المجلس العسكري في سدة الحكم). وبالتبواطؤ الدال على التواطؤ عند المطالبة بمحاسبة ولي نعمة ورئيس المجلس العسكري السابق حسني مبارك.
منذ ساعات قليلة تم الحكم على المدون مايكل نبيل سند عن طريق محكمة عسكرية بالحبس ثلاث سنوات لأنه (أهان) –يا جامد- المؤسسة العسكرية!
ما هذا الهراء؟ هل بلغ الضعف والهوان بقواتنا المسلحة أنها لا تمتلك ضابطا واحدًا خريج كلية حقوق أو آداب تكلفه بمهمة الرد على المقالة التي كتبها مايكل نبيل بعنوان (الجيش والشعب عمرهم ما كانوا إيد واحدة)؟
مايكل نبيل سند هو أول معتقل رأي بعد ثورة 25 يناير التي فجرت الطاقات الكلامية المكبوتة لدى الشباب ولا يخرجونها إلا عبر صفحات الفيس بوك. فجرتها لتخرج في الشارع لأول مرة. ولتكون شهادة ميلاد هذا الجيل بحق بعد أن تم كبت صوته وجسمه وحريته لأكثر من ثلاثين عامًا.
إهانة المؤسسة الدكتاتورية. هذه هي الجريمة الجديدة أيها المواطن الساذج الذي ظننت أنك بمقدورك أن تنعم بالحرية التي يمارسها (الناس اللي بره). وذلك لأننا (غير بره). لأن مصر (لها وضع خاص ويحيط بها الأعداء) الوهميون من كل جهة.
فليستعد كل منا للدكتاتورية الجديدة. فلنسبح بحمدها ولنكبر بعظمتها ولنسجد لقاداتها. أو كما قال مايكل نبيل سند في مقالة له شهيرة عنونها قائلا: إعادة إنتاج الخراء.
#أحمد_منتصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟