|
طير وفرقع يا بشار
دلور ميقري
الحوار المتمدن-العدد: 3333 - 2011 / 4 / 11 - 10:34
المحور:
كتابات ساخرة
ـ أخي، من زمان لم نر بعضنا ولم نتحاور. ° نتحاور؟ أرجوك ألا تعيد نطق هذه الكلمة، كي لا تخرب بيتنا.. ـ قصدك أن الحوار هو أحد الممنوعات، بحسب قانون الطواريء؟ ° نعم، ألم تسمع بمصير رئيسة تحرير صحيفة " تشرين "؛ التي دعت للتحاور مع المثقفين فأقالوها من وظيفتها و.. ـ وهل كان عليها أن تقترح التحاور مع البلطجية، لكي يرضوا عنها؟ ° قصدك عصابة الشبيحة، التي لا تتواجد سوى في الاحتجاجات لتطلق النار وتروّع الناس.. ـ طبعاً. فهل تريد من أفراد هذه العصابة أن يطلقوا النار على مسيرات التأييد التي يحمل فيها الناس صورَ السيّد الرئيس؟ ° لا، استغفر الله. بل إن الواجب الوطني هو أن يبيدوا أولئك الذين يحرقون صورَ سيادته.. ـ معلوم، وهل أن شعار " الله، سورية، بشار وبس " هو لعب عيال؟ ° يا أخي، حتى العيال، تلاميذ الابتدائي، صاروا يلعبون باسم سيادته؛ فيكتبونه على الجدران.. ـ ألهذا السبب اعتقلتهم الأجهزة الأمنية؟.. أم لأنهم وسخوا الجدران؟ ° على كل حال، فنحن دولة تحترم الأطفال، فمن أجلهم تأسست طلائع البعث و.. ـ ولكن، كان من المفروض على الطلائع أن تربي أولئك الأطفال الذين وسخوا جدران درعا.. أليس كذلك؟ ° أكيد، أكيد. فعندما يعجز المربون، والأهل أيضاً، يأتي دور الأجهزة الأمنية للتدخل. ـ إذن المسألة بسيطة؛ فلماذا جرى ما جرى في حوران، ومن ثمّ في البلد كله؟ ° لأنّ جدران حوران، والبلد كله، موسخة باسم وصور سيادة الرئيس.. ـ لا تقل لي أيضاً، أنّ ساحات البلد موسخة بتماثيل شقيقه الشهيد البطل، الذي سقط وفي يده السيف دفاعاً عن تراب وطنه.. ° لا، لا.. أنت تخلط ربما بين تمثال الشهيد يوسف العظمة وتمثال الشهيد باسل القـ.. الأسد؟ ـ ربما. ولكن، لماذا لم يحطم المحتجون تمثال يوسف العظمة..؟ ° يا الله، أكيد أنت تقرأ الغيب؟ لأنني سمعت من مصدر موثوق في القصر أن سيادته قال في غضب حينما سمع بتحطيم تماثيل والده وشقيقه: " قررر، بحضي سأحطم كل تماثيل الدنيا؛ بما فيها تمثال الحرية في نيويورك ". ـ فعلا، شرّ البلية ما يضحك.. ينصبون للحرية تماثيل في الدول الأخرى، وعندنا في سورية ينصبون تماثيل للاستبداد. ° والعجيب، يا أخي، أنّ تلك العصابة الخفية تقتل الناس فقط في المحافظات السورية التي يحطم فيها تماثيل الراحلين من العائلة المقدسة؟ ـ كل المحافظات في الواقع، باستثناء محافظة القرداحة و.. ° وهل صارت قرية القرداحة مركزاً لمحافظة..؟؟ ـ ستصبح قريباً، ونكاية باللاذقية الثائرة على النظام. هكذا أخبرني ذلك المصدر الموثوق في القصر الملكي.. أقصد الجمهوري. ° لا بل يجب أيضاً أن تصبح القرداحة هي العاصمة، نكاية بالشام وريفها الثائر.. ـ ولماذا نستبعد ذلك؛ أليس القائد الخالد، المرحوم، قد دفن فيها ومقامه هو مزار لكل أهل المقاومة والممانعة؟ ° طبعاً. زعماء العالم يدفنون في عواصم بلدانهم، إلا عندنا في سورية؛ يدفن القائد الخالد في قريته و.. ـ ولأنه كان زعيم زعماء العالم. ° وحتى ابنه، ووريثه، فإنّ مجلس الشعب طالبه بأن لا يتهاون في هذا الحق الذي خلفه له والده الراحل. أي أنّ السيّد الرئيس يجب أن يحكم العالم أيضاً. ـ سيحكمه بقانون الطواريء والأجهزة الأمنية والحرس الجمهوري والعائلة المقدسة والطائفة المختارة. ° لا، لا تتكلم عن الطائفة المختارة. سيتهمونك بأنك مدسوس وتحاول النيل من الوحدة الوطنية و.. ـ وأنني من أسس عصابة الشبيحة الطائفية، وقبلها جمعية المرتضى الطائفية وسرايا الدفاع الطائفية.. أليس كذلك؟ ° المهم هو الوحدة الوطنية؛ فالمجازر اليومية في كل المدن السورية والاعتقالات فيها، كلها في سبيل الوحدة الوطنية. ـ والقائد هو رمز هذه الوحدة الوطنية. فيجب على الشعب السوري أن يحرق صور الطغاة كلهم، مثل مبارك وبن علي وعلي صالح والقذافي.. كلن كلن، باستثناء صور قائدهم الرمز. ° ويجب على السوريين، وخاصة بعد الإيعاز لحماس بخرق التهدئة مع اسرائيل، أن يتظاهروا من أجل شهداء غزة وليس من أجل شهداء سورية.. ـ وأصلا سيصبح السوريون كلهم شهداء قريباً، طالما أنّ من يشيعون جنازات الشهداء يصبحون بدورهم شهداء فوراً برصاص الحرس الجمهوري والمخابرات. ° فعلاً مسيرة الإصلاح ابتدأت، وهي تحتاج لتضحيات من أبناء الشعب الملتف حول قائده الرئيس الشاب.. ـ ما يزال شاباً؛ وسيبقى شاباً حتى بعد ثلاثين عاماً، طالما أنّ نيته في الإصلاح جديّة وسلسة وشفافة. ° يا عيني على السلاسة والشفافية.. لقد رأيناها خلال الإحدى عشرة عاماً من عهده الميمون و.. ـ ونرجو أن يأخذ غداً وعودَ الإصلاح معه إلى جهنم وبئس المصير.
#دلور_ميقري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أنا والرئيس في باريس
-
أسكي شام: استهلالٌ، أو اكتشافُ الأسلاف
-
أعمالي غير الكاملة في موقع متكامل
-
خاتمَة السيرَة: الشام القديمَة
-
الأمكنة الكمائنُ 14: المَبغى المُقدّس
-
الأمكنة الكمائنُ 13: الجدرانُ الأخرى
-
الأمكنة الكمائنُ 12: السّفح المُتسكع
-
الأمكنة الكمائنُ 11: المَخطر المَشبوه
-
الأمكنة الكمائنُ 10: الجوار المُتأجّج
-
الأمكنة الكمائنُ 9: المَحفل المُزدوَج
-
الأمكنة الكمائنُ 8: أسطحُ الأصحاب
-
الأمكنة الكمائنُ 7: خرائبُ الرّغبة
-
الأمكنة الكمائنُ 6: أوابدُ الوَجاهة
-
الأمكنة الكمائنُ 5: بيتُ بَديع
-
الأمكنة الكمائنُ 4: مَأوى آموجنيْ
-
الأمكنة الكمائنُ 3: كهف الفتوّة
-
الأمكنة الكمائنُ 2: حجرة الحَديقة
-
الأمكنة الكمائنُ: جنينة جَميل
-
الأوانس والجَواري 5
-
الأوانس والجَواري 4
المزيد.....
-
ثبتها الآن.. تردد قناة كراميش للأطفال 2024 على القمر الصناعي
...
-
جيمس كاميرون يشتري حقوق كتاب تشارلز بيليغريمو لتصوير فيلم عن
...
-
كأنها خرجت من أفلام الخيال العلمي.. ألق نظرة على مباني العصر
...
-
شاهد.. مشاركون دوليون يشيدون بالنسخة الثالثة من -أيام الجزير
...
-
وسط حفل موسيقي.. عضوان بفرقة غنائية يتشاجران فجأة على المسرح
...
-
مجددًا.. اعتقال مغني الراب شون كومز في مانهاتن والتهم الجديد
...
-
أفلام أجنبي طول اليوم .. ثبت جميع ترددات قنوات الأفلام وقضيه
...
-
وعود الساسة كوميديا سوداء.. احذر سرقة أسنانك في -جورجيا البا
...
-
عيون عربية تشاهد -الحسناء النائمة- في عرض مباشر من مسرح -الب
...
-
موقف غير لائق في ملهى ليلي يحرج شاكيرا ويدفعها لمغادرة المسر
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|