حسين التميمي
الحوار المتمدن-العدد: 3333 - 2011 / 4 / 11 - 02:40
المحور:
الادارة و الاقتصاد
متواليات الفضائح والاعترافات وكشف الحقائق تتوالى منذ الخامس والعشرين من فبراير ساحة التحرير. البداية كانت من حيث الكشف عن قيم رواتب الرئاسات الثلاث ومن بعدها قيم المنافع ثم تلاها موضوع الايفادات التي اشار اليها بعض اعضاء مجلس النواب وهم في سبيلهم لدفع التهمة عنهم ليكشفوا عن ممر اخر لتسرب المال العام الى قنوات اخرى .
المتوالية الاخيرة قام بإثارتها وإزالة الغبار عنها عدد من موظفي مجلس النواب عندما اعلنوا عن اعتصام تمكن من تأخير انعقاد جلسة النواب لساعة واحدة .. هذا الاعتصام كان احتجاجا على تقليص او خفض رواتب هؤلاء الموظفين.. وبعد انعقاد جلسة مجلس النواب ظهر النائب حيدر العبادي وتلاه النائب محمود عثمان ليتحدثا عن ضرورة مساواة رواتب هؤلاء الموظفين برواتب موظفي رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية وفي معرض هذا الدفاع ذكر النائبين ان موظفيهم يستمرون بالدوام كل يوم لساعات اكثر مما يحدث في الرئاسات الاخرى!!
وبما اننا نعلم جيدا ان دوام مجلس النواب لا يلبي طموح المواطن العراقي فكيف يكون الحال اذا ما اكتشفنا ان هذا الدوام هو الأفضل بين الرئاسات الثلاث.
من جانب اخر تحدث عثمان عن ضرورة مساواة الرواتب بين الموظفين الحكوميين في مختلف الدوائر الحكومية الى حد ما .. ويبدو انه لا يعلم مدى الفرق والبون الشاسع بين رواتب الموظفين ، فالموظف في وزارة الكهرباء او النفط يتقاضى راتبا يفوق ضعفين او ثلاثة او حتى أربعة أحيانا مقارنة براتب موظف وزارة التربية او البلديات او الاتصالات او غيرها !!
فالعامل في وزارة الكهرباء ربما يتقاضى راتبا يوازي راتب المهندس في دائرة اخرى من دوائر الوزارات المغضوب عليها، وربما تتحجج او تعتذر هذه الوزارات المدللة بأن موظفيها يتعرضون للخطورة من خلال تعاملهم مع شبكات الضغط العالي او غيرها، لكن حقيقة ما يحدث ان مخصصات الخطورة لاتمنح فقط الى الذين يتعرضون للخطورة بل ان اعدادا هائلة ممن يجلسون وراء المكاتب او يمارسون اعمالا لاعلاقة لها بالخطورة يتقاضون رواتب تفوق بعدة اضعاف ما يتقاضاه اي موظف في دائرة اخرى غير نفطية او كهربائية !!
على الحكومة العراقية ان تنتبه جيدا الى هذه الحقائق وان تجد سريعا الصيغة المناسبة للمساواة بين الرواتب بين ابناء البلد الواحد وان لاتكون مثل هذه الفروقات الكبيرة بين هذه الوزارة او تلك وبين هذه الدائرة او تلك فالجميع يخدمون هذا البلد الواحد الموحد ولاضير في تقريب هذه الارقام المتباعدة ووضعها ضمن آليات واطر من المساواة والعدالة شرط ان لايظلم احد.
#حسين_التميمي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟