أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم هادي - الناتو يريدها حرباً














المزيد.....

الناتو يريدها حرباً


قاسم هادي

الحوار المتمدن-العدد: 3332 - 2011 / 4 / 10 - 18:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان لتدخل حلف الناتو في ليبيا أبعاد أخطر وأبعد عما ان تكون حماية لجماهير ليبيا، فمن الناحية الجماهيرية في مجتمعات المنطقة فان في كل الثورات هنالك الثائر والنظام مع مؤيديه والصف الثالث المتردد، وفي مراحل الثورة كما شهدناها فان التهم الجاهزة تكون دائما قد ضمت الأجندات الخارجية، وفي حالة ليبيا فان عند المترددين فان تدخل الناتو جاء ليؤكد فرضية وجود أجندة خارجية ليضع المترددين وينقلهم من صف الحياد الى صف النظام "للدفاع عن الوطن من الإستعمار" وان"قائدا منا وفينا يظلمنا خير من إستعمار يذلنا" وغيرها من الترهات التي أغرقتنا بها الثقافة القومية. مع ان الحياد هو صف غير واقعي وغير عملي ففي المراحل الثورية فان الحياد هو ان لا تشارك مع الثائرين وهذا بالنتيجة خدمة مجانية تقدم للنظام وجنودا بالمجان يضعون العصي في طريق الحصان الجامح ويلجمون جماحه خوفا من ان يقتل العجوز الشمطاء التي امسكت بخناق المجتمع منذ عقود، وكأن هذا الصف يدافع عن بقاء وترسيخ الظلم القائم. وقد يسري هذا المفعول على شعوب المنطقة الأخرى التي إبتدأت ثورتها أو التي تتهيئ للثورة خصوصا فأن فشل المشروع الأمريكي قد إنعكس عند الكثيرين كتجربة مرَه كان أولى بالعراقيين الحفاظ على قائدهم من إستقدام الإحتلال، كما يحلو للكثير من الساسة ان ينظروا لها ويحللوها.
اما على الصعيد العالمي فان الناتو يخشى ان تكون هذه الحمى معدية، واقصد حمى التظاهرات المليونية التي تطيح بالأنظمة الواحد تلو الآخر وتزحف كالنار في الهشيم من دولة لأخرى، لما لها من تأثيرات ونتائج لم يستطع اعتى منظري الرأسمالية حسابها وتوقع غدها. لذا كان لزاما عليهم ان يدفعوا حلفاءهم وذيولهم كالسعودية ان يشوهوا ويساهموا بل ويباشروا في قمع الإحتجاجات مع تصريحات ساركوزية أو أوبامية بان على الحكومات ان تتعامل بالرفق واللين مع التظاهرات، وتطمينات بأن لا تخشوا شيئا لأننا سنرسل لكم ما يكفي من الدعم لقمعها. وفي الوقت ذاته فانهم غير واثقين من ان التغيير القادم في المنطقة سيحفظ لهم الغنائم التي يحصلون عليها من الأنظمة المتعفنة الحالية، فان 10% من الإنتاج الليبي من النفط تذهب الى أمريكا، فهل يضمن الثوار هذه الحصة او يزيدونها كي يدعمهم الناتو ام يدعمون القذافي سرا ويجاهرون بحق الجماهير المكفول بالتظاهر في ليبيا ومنعه في البحرين واليمن والعراق وموقف غير واضح تجاه الجماهير في سوريا، وفي حالة ليبيا فإن للحرب عوائد أكثر من التظاهرات، صفقات السلاح والتمويل لن تأتي الى كلا الطرفين بالمجان ستتم الكثير من الصفقات السرية بتزويد المؤن والسلاح مقابل عقود لما بعد الفوز، وستكون مربحة لو ربح أي الفريقين.
على الشارع ان يقرأ لما أبعد من هذا الرأي سواء كان من التصريحات الرومانسية والتي تقطر حنينا وخوفا على الديمقراطية وعلى حق الشعوب، من قبل إدارات الدول الكبرى والدول اللاعبة في المنطقة كإيران وتركيا وكذلك حكومات الدول التي إبتلت بشعوب ثائرة. او من الباب الآخر الذي فتح على مصراعيه ولن يغلق وهو التحركات التي تسبق الضوء بين كل تلك الحكومات وحجم التبادل المخابراتي والإستشاري والعسكري فيما بينها والذي بدأ على قدم وساق ففي كل تنازل قدمته إحدى الحكومات الى جماهيرها( وهي إحدى المناورات) فان هنالك الف تنازل قدمته نفس تلك الحكومات الى الدول الكبرى كي تدعمها إعلاميا بالتعتيم او بالإعلان وعسكريا وبالمؤامرات.
ان الرد الجماهيري الأكثر عمقا وحسما جاء بشكل متواضع، هذه المرة، من مصر أيضا، وإن على جماهير المنطقة أقتفاء أثره، فان سيطرة عمال شركة غزل المحلة على المصنع هي خطوة أولى لكنها قوية ومؤثرة في مسار الظفر بالسلطة، ويضع عمال مصر جماهير المنطقة مرة أخرى على الخط المواجه للأحداث متجاوزا أكذوبة الرعب التي بثتها أنظمة المنطقة فينا كل هذه العقود، أنا لا أقصد ان لم يكن هنالك رعب أو تنكيل لكن كل هذا الرعب والقمع والتنكيل لم يصمد امام الإرادة الجماهيرية المشروطة بالأفق الواضح والعمل المنظم، إن النموذج المصري يرينا ان في الدول ومن ضمنها ليبيا فان العمل الجماهيري المنظم(وان لم يكن على ذلك القدر في مثالنا اعلاه) يستطيع مواجهة الحكومات التي تعلن استعدادها عن منح نصف الثروات لمن يساعدها في قمع الثورات الحاصلة فيها كما هو الحال في الدعوة المالكية الأخيرة الى الشركات الإستثمارية لبدأ العمل في العراق.



#قاسم_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنكون معا ... ضد إتحاد البرابرة
- المجالس العمالية... مصير لا يمكن تفاديه
- معضلتان في أحداث العراق
- الجبهة المدنية والتحررية الغائبة
- رسالة إلى العالم بصدد اعتقال مسؤول حملة محاكمة صدام
- الى العمال في العالم
- مشروع قرار حول حل ازمة البطالة
- أزمة البطالة..الى أين تأخذ المرأة
- مشروع السلامة الوطنية.. أعادة أنتاج الاستبداد
- رداً على تصريحات وزارة العمل


المزيد.....




- -ضربته بالعصا ووضعته بصندوق وغطت وجه-.. الداخلية السعودية تع ...
- كيف يعيش النازحون في غزة في ظل درجات الحرارة المرتفعة؟
- فانس: في حال فوزه سيبحث ترامب تسوية الأزمة الأوكرانية مع روس ...
- 3 قتلى بغارة إسرائيلية على بنت جبيل (فيديو)
- -يمكن تناولها ليلا-.. أطعمة مثالية لا تسبب زيادة الوزن
- Honor تكشف عن هاتف متطور قابل للطي (فيديو)
- العلماء يكشفون عن زيادة في طول النهار ويطرحون الأسباب
- لماذا نبدو أكثر جاذبية في المرآة مقارنة بصور كاميرا الهاتف؟ ...
- العراق.. انفجارات وتطاير ألعاب نارية في بغداد (فيديو)
- مصر.. محافظ الدقهلية الجديد يثير جدلا بعد مصادرته أكياس خبز ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم هادي - الناتو يريدها حرباً