مهدي بندق
الحوار المتمدن-العدد: 3332 - 2011 / 4 / 10 - 00:38
المحور:
الادب والفن
الذي لا يجئ
شعر مهدي بندق
أنا في عيون الجدار المحدق نحوي
فراغ ٌ ،
فيعبره النمل والشاحناتُ التي تحمل النفط َ
مسرعة ً للحريق المغير
أنا والجدار المحدق ُ لا شيء حين تطل علينا
الشوارع ذات ُ التجاعيد ِ والشفة ِ المشمئزة ِ
من أول الليل حتى الهزيع الأخير
ونحن الثلاثة َ لا شيء حين المدينة ُ تزوَرُّ عنا
فنزحف مثل الطحالب ِ،
والموج ُ يطمس أسماءنا لاهيا ً،
والرمال ُ تطرز مفروط َ حبـّاتنا في لثام التخفي
اختفينا اختفينا
وتلك المدينة غارقة مثلنا في الخفاء ِ
وكل المدائن ِ ،
كل الصحارى البحار الجبال المنابع ِ
كل ُّ المصبات ِ لا شئ َ ،
ليست ُترى أو ترى ،
وهي تسلم ُ أشباحها للزمان الضرير
كفقـّاعة ٍ تتبرقش لا حضن فيها
ولا ُمدخلا في حجارتها ينفذ القلب منه
إلى مجلس للمؤانسة ِ المشتهاة ِ،
يظل الزمان ُ الجهول ٌ بما قبله ،
والجهول ٌ بما بعده ، يسأل " الليس َ " ماذا
يقول ُ.. وكيف لذاك المخاطـَـب أن يستجيب َ
وما من لسان بفيه
وما من رداء إذا مات يستر جثمانه ،
ولا ثوب يصلح في البعث كي يرتديه
وليس ينال البراءة َ أو يتلقى الإدانة َ .. ممن ؟!
ولا شيء ينفض ً عنه ولاشيء يأتي إليه
ولاشيء يسكن فيه
فمن أين جاء الوجود ُ يلف ُ بساقيه
حول الرقاب ِ ،
يعذب ألبابها بانتظار الذي لا يجئ ُ
وكيف أنا سيد َّ اليأس ِ
تخليت ُعن توأمي المترفع ِ هذا النبيل الوجيه
لألهث خلف الرجاء السفيه
#مهدي_بندق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟