بسام مال الله حسن
الحوار المتمدن-العدد: 3330 - 2011 / 4 / 8 - 14:39
المحور:
الادب والفن
غربة
بعد عودتي من يوم عمل شاق ارتميت على مقعدي شارد الذهن سابحاً في عالم مجهول........حواسي تحركها أصابع الزمن الأتي من الغربة القاسية وفي عيوني دوامات الجليد التي تسحقني في الم لا حدود له كأني أجلس أمام أسراب من الغربان وبين غابات من الصنوبر المرتفعة ارتفاع السماء والتي تترك في نفسي ألم وعذاب الغربة التي وضعتني فيها العبثية الإلهية لهذه الحياة, فالغربة أصبحت لي إدمان كأي عادة سيئة يدمن عليها الإنسان ولا يستطيع الإقلاع عنها وكلما حاول ذلك تعلق بها أكثر.
ارتشفت قهوتي متأملا في السنين التي بدت طويلة والتي مرت من عمري القصير وانأ في غربة الروح جاثما على مقعد يعود إلى زمن الفراعنة أو قد يكون أقدم من ذلك بكثير,وضعت يدي داخل الدرج الذي أمامي باحثا عن سيكار لأحرقه بدلا عن روحي التي تحترق من الألم ,علق بين أصابعي سلسلة محفور عليها اسم أعادني إلى تلك اللحظات القاسية, فتذكرت تلك السنين التي لم يبق منها في ذهني سوى بعض الصور الغير واضحة , ولم يعد لي القدرة على التمييز بينها , فلقد أصبحت كلها متشابها بالنسبة لي وترمز إلى شيء واحد هو الألم والحزن الذي لاينتهي .......
وضعت فنجاني على الطاولة سانداً ظهري إلى المقعد وراميا رأسي إلى الوراء ودموعي في عيني ..
لعنت يومها من خلال دموعي المختبئة خجلا في كبد السماء الملبدة في الغيوم كأنها لوحة لرسام تجريدي وقد جردها من كل معالم الوجود إلى تلك الساعة التي تشير عقاربها إلى تلك الظهيرة من ذلك اليوم القاسي.
لقد حدث كل شي فيها بدون خجل فيومها الدموع التي سالت لم تخجل من أصحابها , وكل ما ترسب في ذهني من تلك الظهيرة صورة موجعة لام تبكي.وأب يتكئ على عصاه ويدعوا لي بالرجوع .وأخي يحمل الحقائب عني .وتذكار لحبيبة حفرت اسمها عليه يتدلى من يدي......وبيوت قديمة وأزقة وحنين.
#بسام_مال_الله_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟