أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السموأل راجي - وفاءًا لَكُم رِِفَاقًا فارقتُمُونَا














المزيد.....

وفاءًا لَكُم رِِفَاقًا فارقتُمُونَا


السموأل راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3330 - 2011 / 4 / 8 - 08:07
المحور: الادب والفن
    


مع كُلّ يومٍ يتجدّدُ بتجدّد الصّراع، ومع كُلّ معركة جديدة من معارك التحرّر والإنعتاق، وفي كُلّ خطوةٍ من خطوات نصْرٍ وإن كان بسيطًا تتداعى الذّكرياتُ لرِفاقٍ فارقُونا،وتتراجع مشاهد الزّمن لأزمانٍ تتوالَى بعضُهَا وراء بعض تنطلِقُ من منزِلٍ مُنزوي دخله أفراد لا يعرف أحدهم الآخر فيما عدى أسمَرُ اللّون صاحب الشّارب،كانوا خمسة دخل كُلّ منهم على حدة ليجد غُرفة مُتواضعة إنارتُها صفراء تمّ تقسيمها بحواجز ستاريّة فصلت القاعة لأربعة مُربّعات ليكون كُلّ داخِلٍ مُنفَرِدًا في مُربّعه،تتعالى أصوات القدّاحات لترتفع سحابات دُخان السّجائر ويُعلن الأسمر بصوته من خلف الستائر عن إفتتاح الجلسة التّنظيميّة للشّباب الشّيُوعي ليقوم بالتّعريف بالمُنظّمة وإرتباطها بالحزب ويشرح المَخاطِر الأمنيّة ويقترح عددًا من الكراريس للفهم وينطلق النّقاش والتّساؤُلات حول الماركسيّة والصّراع والطّبقيّة وتَكُون أوّل جلسة لتلاميذ بعضهم دون الثّامنة عشر وتنطلق معها مرحلةً جديدةً وتنفتح أمامهُم آفاق لم يعهدُوها وتتوالى مثيلاَتُها وتتوالى المهامّ ويتحوّلُون بدَورهم لإطارات تقُوم بالإشراف والنّقاش وتنشأ روابط خفيّة قرأوا عنها ولم يفهَمُوها إلاّ عندما عاشُوها وإصطلحُوا عليها كما قام من سبِقَهُم ب"الرّفاقيّة" ويمضي الزّمن وتتقدّم المشاهد فإذا المكان مركز إيقافٍ وإذا الحركة تتحوّل لطُلاّبيّة وإذا بوُجُوهٍ أخرى حالما تُغادر المكان بجُرُوح الضّرب والتّعنيف تتحوّل لغُرفٍ تنعقدُ فيها جلسات وتتنظّم الإحتجاجات وتُكتب الخُطط والمُراسلات التّنظيميّة وتنعقد دورات تكوينيّة في "رأس المال" و"الدّولة والثّورة" وتُدوّن المُلخّصات وتُناقش طبيعة المُجتمع والمرحلة والثّورة وبين كُلّ حينٍ وحين يسقط نبأ وفاة أحد الرّفاق او هجرة آخر أوتَخلّي أحَدُهُم تحت وطأة الضّغط الأمنيّ والتهديد والتّرهيب والمُقايضة بالعائلة،وتأتي أخبار رِفاق السّجُون بدَورها فإذا بُطُولات الصّمُود أمام التّعذيب وإذا إضرابات الجُوع وملاحم حَوّلت الجَلاّد لضَحيّة تعذيبه،وتتوالى الأزمنة وإذا المشهد إطارهُ نقابيّ أثاثُه البشريّ عُمّال مناطق التّصنيع وإذا الخُطب الحماسيّة وأرقام الهواتف يتمّ تبادُلهَا وعناوين المنازل ومواعيد تُضبط والإنتدابات تُناقش وحلقات الحزب تنعقد رغم المُطاردات والمُداهمات ويرتقي النّقاش وتتحضّر مُخطّطات الإنتفاضة تِلوَ الأخرى والحرص على تكتيل القُوى وإقامة الجبهات على أشدّه وتتوالى أخبار رِفاقٌ فارقُونا وينزل خبر موت الرّفيق فُلان كالصّاعقة وتكُون الرّقابة على الجنازة مانِعًا عن الحُضَور وإذا بمواكب العزاء تُمنَع وحتّى الكِتابَة تُمنع،في ذلك الدّهليز كان اللّقاء مع أحد الرّفاق وكان وجهه وجه من لفَحتهُ الشُّمُوس ولوحّت تقاسيمه رياح البرد،صوتُهُ عميق وفي عُمقِه كُلّ الدّفء وحنان ليس بالأبويّ لكنّه مُحبّب وحديثُه نِدِّيٌّ لا إستكبار فيه،أخرج من تحت مِعطفه رُزمة أوراقٍ في كيس بلاستيك قائلاً في هَمس:هذا الإصدار الشّهريّ للجَريدة ومعها بيان الحِزب الأخير...المُساهَمَات الماليّة وَصَلت،كيف حال الرّفيقات والرّفاق؛؛لا بُدّ من المُغادرة سريعًا ولا تركب سيّارات الأجرة الحافلات أضمَن،وفي موعدٍ آخر خبر نعيُهُ يصل ومعه أعداد الجريدة بحسب الإحتياجات ولا تجد الدّمُوع للمآقي من طَريقٍ وتُكبت الآلام لمُواصلة مسيرةٍ تعاهدَ الجَميعُ عليها....
لكُلّ من فارقنا ولم يَعِش ليرى جُزْءًا مِمّا ناضلنا من أجله قد تحقّق لتتواصل المسيرة من جديد بمُهِمّاتِهَا،لمن علّمونَا معنى النّضال والصّمُود والمُواجهة وترتيب التّناقُضات،لهُؤلاء الذين كَبَتْنَا دُمُوعنا يوم فارقُونا ولمن فارقَنا تحت ضغط الإرهاب،لِمَن فتّت ميكانيزمات الدّيكتاتُوريّة في وهم الدِيمُقراطيّة البُورجوازيّة،لمَن علّمنا الإنحياز للكادحين وفارقَنا فجْأةً ولم يفرح يوم فَرِحْنَا،،للرّفاق الذين ألهمُونا وجعَلُوا مِنّا ذات يومٍ مشاريع مُناضلين،لكُم مِنّا الوفَاء رِفَاقَنا.  



#السموأل_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثّورات وسُقوط الأقنعة
- غَباءُ بشّار
- نُباح بُثينة وغناء الدّماء في درعا
- دِرْعا أضحت سيدي بوزيد
- مَجْدٌ عالٍ شعب سورية
- عن أيّ سُقُوط لليَسار رفيقي تتحدَّث؟!
- من يُشبه اليَمن؟
- إلى المٌجرِم القذّافي ومن وراءه
- جماهير ليبيا لم تمٌت
- إرحل جرذ دمشق!
- مصر:طاغية آخر يدخل مزبلة التّاريخ
- ما بعد مبارك في مصر
- إنتفاضة جماهير مصر لا يٌمكن إخمادها
- وتتواصل مسيرة النّضال في تونس
- القمع الدّمويّ يعود لتونس
- من يوم،لأيّام الغضب:تونس ومصر
- لبّيك يا شعب مصر وفداك يا شعب تونس ؛وللبقيّة:هبّوا
- وتهتزّ مصر على طريقتها
- وسقط الطّاغية في تونس
- يرحل الشّعب ليبقى اللّواء بن عليّ


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السموأل راجي - وفاءًا لَكُم رِِفَاقًا فارقتُمُونَا