أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - شمسان دبوان سعيد - المجنون














المزيد.....

المجنون


شمسان دبوان سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3330 - 2011 / 4 / 8 - 00:49
المحور: كتابات ساخرة
    


رأيته يرقص ,يتلوى كثعبان هيجته نشوة الشبابة,فمه مملؤ بالأكل,الكل ينظر إليه باحترام ...الكل يغبطه,رأيت علامات الغبطة على وجوههم..يا لهذه السعادة الغامرة!!..أكل من يطلق عليهم كلمة (مجنون)بهذه السعادة ؟!..يا إلهي كم نحن أشقياء يا رب ..!وليت كل الزعماء يعتبرون بهؤلاء الذين وصلوا إلى أعلى مراتب السعادة,ولعمري لو عرفوا حقيقة هؤلاء لتمنوا -حسدا- أن يحتلوا مراتبهم ,ولقدموا -فورا- استقالاتهم ,ولقالوا لهم :والله ما يصلح أن يعتلي عرش هذه الأرض إلا أنتم !....ويا ويحكم يا من تظنون أنفسكم (عقلاء)!بينما لا تملكون ..أو تشعرون حتى بالحد الأدنى مما يشعر به هؤلاء..!
أنتم تتناولوا أشهى المأكولات وأجوده,أماهم فلا يمضغون إلا ما تجود به أياديكم الملطخة بالدنايا والأوحال !!ومع ذلك أنتم تمضغون وعقولكم, ونفوسكم, وقلوبكم, وأحاسيسكم, ومشاعركم ,وكل جوارحكم تساورها الهواجس والهموم.. وكل أشكال الهلوسة وأصنافها وألوانها ومنابعها ومنابتها .....,تفكرون كيف يستطيع أحدكم أن يبتكر أرقى ما توصل إليه العصر من القذارات والمكائد والنكبات كي ينزل بأخيه الإنسان أشد الضرر ,ليبقى هو سعيدا متلذذا بآلامه...أما هم فإنهم لا يملكون إلا لحظتهم تلك,إن عقولهم مفرغة تماما من كل ما علق بأذهانكم ..وقلوبهم لا تملك ,ولا تتسع, غير النقاء والبراءة لكل من حولهم .
لله ما أروعك أيها المجنون!!وما أكثر الدروس لمن أراد أن يتعلم ,إنك تلقن ما تعجز عن تلقينه أكبر الجامعات في هذا الكون,وفيك من مبادئ الفلسفة ما لم يأت به أفلاطون أو أرسطو,وفيك من الحكمة ما لم نجده في وصايا لقمان أو عظاته!!
أيها المجنون!! إنك أعظم المخلوقات على ظهر هذه البسيطة ,ليس في الدنيا وحسب ,ولكن حتى في الحياة الأخرى,لأن الله - سبحانه وتعالى- قد رفع عنك القلم ,فصرت غير محاسب ,فلا حسيب ولا رقيب يجرؤ على الاقتراب منك ,باعتبارك قد وصلت إلى المقدس !فضلا عن أنك تتسامى فوق كل الدناءات والرذائل ,وحتى إن وقع منك ما يكره ؛فإن ذلك غير محسوب عليك ,وبالعكس من ذلك ,فإنك تبدو مقدسا فيما تفعل,فيقف الجميع منك موقف التقديس والتبجيل !!... فأنى لنا بتلك المكانة الحقيقية العظمى للسعادة التي وصلت إليها؟!وأنى لنا بتلك الروح التي تمتلكها أيها السعيد الوحيد ...وأقسم بكل ما خلق الله وما لم يخلق,وأقسم بكل أسمائه وصفاته ,وأقسم بكل جلاله وقدرته وجبروته أنك أنت الوحيد الذي يتمثل قول الزبيري-رحمه الله-:
فأنت السعيد الوحيد الذي حباك الزمان بما يبخل
فيا ملك السعداء,ويا راهبا فوق كل الرهبان,ويآ أتقى الأتقياء,ليت أصحاب الجلالة والسمو والفخامة ناهبو الأراضي وسفاكين الدماء ، ناهبوا ثروات البلاد ، من يدعون الإسلام اسما يصلوا إلى جزء ولو يسير مما وصلت إليه ,علنا نريح ونستريح مما نحن فيه ,وعلنا نزيح عن كاهلنا تلك الأسقام والأوهام التي أثقلت كاهلنا ؛فصرنا نحمل ما لم تقوى على حمله كل جبال الأرض ,وما تعجز عن رفعه كل السماوات.. هذه مكانة المجنون وهذه صفاته وأوصافه وهذا المجنون ....
المجنون من فقد عقله الذي وهبه الله له ليعرف الحق من الباطل ولكن ماذا نقول عن أولئك الذين منحهم عقول لا يفقهون بها ولهم أعين لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل .
وهنا انتهز هذه الفرصة التي تشهد سقوط رموز الفساد بدءا من الرئيس زين الهاربين ثم الرئيسي مبارك اليعازر ثم الرئيس صالح اوباما ثم القذافي لنقول لهم ولكل عربي وطني غيور .... لا تطلقوا مصطلح المجنون على زعمائكم فللمجنون شرف ولا شرف لزعمائكم .... للمجنون كرامة ولا كرامة لرؤسائكم ... للمجنون شهامة وكرم واحترام ... لا شرف لرؤسائكم ولا كرامة .... وعموما استخدموا ما شئتم من مفردات الغباء والحماقة والسخافة والضلال لتصفوا به ما يسمون قادتكم ولكن أعيدوا للمجنون اعتباره ولا تخلطوا بين المفاهيم فتظلموا المجنون البرئ ... ادعوا الله بالرحمة لكل من مات خنقا بالغاز المحرم دوليا أو دهسا بسيارات الشرطة أو بالرصاص الحي مجرد أنهم هتفوا برحيل الظلم والفساد .... فليحيا العدل وينتشر الأمن ويعم الرخاء ونعيش أحرارا على ارض الوطن .
شمسان دبوان سعيد



#شمسان_دبوان_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - شمسان دبوان سعيد - المجنون