محمد شفيق
الحوار المتمدن-العدد: 3330 - 2011 / 4 / 8 - 00:47
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
جاءت مجزرة محافظة صلاح الدين لتنظم الى سلسلة الخروقات الامنية في البلاد , ولتؤكد صحة نظريتي القائلة بأنه لايوجد جهاز امني حقيقي في العراق وان حجم الافراد الذين يجتمعون في الشوارع الرئيسية ويطلقون على تجمعهم هذا اسم ( نقاط التفتيش او السيطرات الامنية ) هي اشبه بالمكعبات التي يلهو بها الاطفال. ويؤدي افرادها دور الانكشاري , اي ذلك الشخص الذي يستفحل على ابناء جلدته ويجبن امام العدو الحقيقي والانكشارية تنشأ في حال ضعف الدولة كما حصل في الدولة العثمانية التي انشأت فرقا انكشارية لارهاب الاعداء فتحولت هذه الفرق نتيجة ضعف الدولة العثمانية من ارهاب الاعداء الى ارهاب السكان .
فهل سمعنا يوما بأن نقطة تفتيش القت القبض على ارهابي ؟ افشلت عملية سطو مسلح بمفردها ؟ ابطلت مفعول عبوة ناسفة ؟ الجواب كلا لكن كم سمعنا عن الانتهاكات التي تمارسها ماتسمى القوات الامنية ؟ كم سمعنا من شكاوى ترد الصحف عن الاسلوب البذيء لافراد نقاط التفتيش تجاه المواطنين ؟ كيف يتحول احدهم الى جندي متفاني في حب الوطن مع مواطن مسكين نسي حمل بطاقته الشخصية ؟ كم يكون احدهم صلبا وجلدا مع الصحفي والاعلامي ؟ هذا هو حال تشكيلات القوات الامنية العراقية فهل يصح تسميتهم بالامنية ام الانكشارية ؟
مجزرة صلاح الدين الاخيرة والتي راح ضحيتها عشرات المواطنيين بينهم صحفيين ومسؤولين كبار اثبتت ايضا بطلان نظرية السيد رئيس الوزراء الذي وصف العراق بالبلد الآمن والمستقر !! لااعرف كيف اطلق المالكي هذا الحديث امام وسائل الاعلام ؟ ربما السيد المالكي معجب بالشاعر الكبير ايليا ابو ماضي الذي عرف عنه حبه للامل والتفاؤل والحلم بالغد الافضل ولطالما استمتعنا بأشعاره في مرحلة المتوسطة والاعدادية . لكن لايصل التفاؤل لحد اطلاق هكذا تصريح , ان الحديث عن الاستقرار الامني والتفاؤل بهذا الحد مقولة لاتجد اذانا صاغية , وبذرة لايمكن زرعها في تربة العراق . فالاعتداء على مقر حكومة محلية تضم ممثلي شريحة واسعة من ابناء الشعب ومئات المراجعين وصحفيين واعلاميين والمئات من رجال الامن وحمايات المسؤولين ونقاط التفتيش من قبل ثلة مجرمة اثبت وبالدليل القاطع زيف الاستقرار الامني وان القاعدة وتشكيلاتها المختلفة قادرة على اختراق اي مكان , كيف ومتى شاءت ؟
يقول كنفوشيوس الحكيم والفيلسوف الصيني ( لاتنكر الحقيقة اذا كانت صادرة من شخص لاترتاح اليه , اذ الحقيقة جميلة ايا كان مصدرها ) ايها القادة الامنيين ايها المسؤولين عن ادارة الملف الامني لايتحقق الامن بالوعود والامنيات وطمأنة الشارع . انما يتحقق بالخطط الناجعة والضربات النوعية والالتفات للداخل وتطهير العناصر الفاسدة , بأختصار اننا نحتاج الى اعادة بناء القوات الامنية من جديد . لانحتاج الى تمجيد صولات القوات الامنية وهي نفسها لاتستطيع ان تصد هجوما لعصابة مرتزقة وشاذة . اذن رجاءا اعترفوا بأنكشارية اجهزتكم ..
#محمد_شفيق (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟