|
ما هي خطوات الارهاب البوشارونية الانتخابية؟
عماد بني حسن
الحوار المتمدن-العدد: 994 - 2004 / 10 / 22 - 08:16
المحور:
القضية الفلسطينية
ما جرى لشمال قطاع غزة من تدمير وسفك للدماء... وتوقفه اخيراً بشكل مفاجىء وملتبس بين المؤسستين العسكرية والامنية كان نتيجة ضغط اميركي لان مخطط شارون كان يجب ان يحدث لغزة لو لم تواجه قوات شارون مقاومة وصعوبات هو امر مختلف عن الان رغم الخسائر الفلسطينية الكبيرة، فالقرار الشاروني ضد القطاع جاء على خلفية اعادة رسم خريطة الانسحاب وهذا الامر ليس معزولاً عن خطوات لقرارات حضرت سلفاً وقدمت للرئيس الاميركي كجزء منعش من برنامجه الانتخابي الذي وافق عليها لكي تنفذ وتكون جزءاً حاسماً مترافقاً مع المعركة الانتخابية.. فاذا كان شمال غزة قد كشف وفضح اكاذيب شارون ومؤسسته العسكرية بالادعاء على قدرتهم بالحسم قبل ان يقدموا مكرمة فك الارتباط المشبوهة والتي يريدها الرئيس الاميركي كجزء من حل يقدمه تباعاً للرأي العام الاميركي بتأثير منخدع من العرب الذين بالطبع وقعوا سراً تعهدات بدعمه في حملته الانتخابية ضد منافسة كيري شرط ايجاد حلول للقضايا العالقة وعلى رأسها قضية الاحتلال الاسرائيلي... ولكن الحقيقة ان شارون لم يحسم الموقف سريعاً بالوقت المطلوب ولم تكن معركته بدون ضوضاء لو استمرت ستؤثر على الرئيس الاميركي الذي يتحدث عن الاخلاق والقيم الانسانية والديموقراطية خلال مهرجاناته.. وبالتالي فان حقيقة وضع شارون انه يقف الان في اصعب مراحله وادقها.. اذ انه تراجع عن معركته التي لم يكن يتوقع لها كل هذا الوقت.. ولا الصعوبة التي واجهها اثناء دخول جيشه للمناطق من المقاومة التي واجهها.. وفي الجانب الاخر من الازمة ان شارون سيدفع ثمن كذبه ونفاقه السياسي على مستوى الداخل الاسرائيلي، فالمناخ بالنسبة للمستوطنين ليس مهيأ وقد افهم الادارة الاميركية انه يمسك بكل الامور.. لكن لحظة الحقيقة الان لا يحسد عليها داخلياً.. وهو امام تناقضات عدة منها التزامه بتعهدات للرئيس الاميركي موقوتة الزمن ومنها الداخل الذي يهدد حقيقة بحرب اهلية او بقتل شارون.. اذا نفذ خطوات من شأنها ترحيل المستوطنات عن غزة.. والمؤسسة العسكرية تقف الان في وضع صعب اولى هذه الصعوبات الوقوف على ابواب غزة، والشيء الثاني اسناد مهمة اخلاء المستوطنات مع بدء تنفيذ خطة الانسحاب الاحادي... فالاولى أي بقائهم على أبواب غزة يعني انهم سيدخلون في حرب استنزاف مع المقاومين الفلسطينيين على مدار الساعة، والمهمة الثانية يعني انهم سيتواجهون مع المستوطنين وفي هذه الحالة كما يعبر الاعلام الاسرائيلي يومياً على انهم على ابواب حرب اهلية قد تتفجر لحظة الانسحاب يقودها اقصى اليمين في المستوطنات ضد الجيش والحكومة.. زوار مكتب شارون ينقلون عنه سوء الوضع لديه والقدرة على اتخاذ قرارات تحل الازمة التي يعيشها وهو يعبر امامهم عن الموقف بالقول اننا نقف الان وكاننا متراجعين على ابواب غزة وهذا ليس قراري بل قرار خارجي ساهمت فيه الدول الاوروبية. فهناك مشكلة بعد نفاذ الوقت الاميركي للحسم وتنفيذ خطوات الفك للارتباط بالطريقة المتخيلة اسرائيلياً اي ان تجرد من كل شيء بلا مقاومة وبلا مؤسسات فلسطينية ولا ركائز للمجتمع الفلسطيني.. اما ما يحضر ووفق المعلومات المسربة من ضمن قرارات الرئيس الاميركي والتي سيتولى شارون تنفيذها.. هو التحرش الفعلي بايران من خلال تحريك طائرات حربية الى شمال العراق والتدريب على اهداف في ايران بحجة الاسلحة الكيميائية.. وما ينتظر من تنفيذ لخطوات انتخابية اخرى.. هو حجم الحشودات العسكرية الاميركية والمطعمة اسرائيلياً كما جاء في المعلومات والتي تتحضر على الحدود مع سورية بالرغم من الاتفاقات الثنائية التي توصل اليها السوريون مع الاميركيين بشأن الحدود.. اما الهدية الاخرى للرئيس بوش خلال احتدام المعركة الانتخابية القضاء على الفلوجة واعتبار الزرقاوي مفقوداً في عداد المقتولين.. او ربما تحضير جثة ممكيجة للزرقاوي وهو في دار الفناء.. اذا الفلسطينيون دفعوا سلفاً في غزة ثلاثة اسابيع فاتورة الرئيس الاميركي الذي قرر ان يخوض تجديد ولايته باعطاء الضوء الاخضر لشارون بالعربدة.. من فلسطين الى ايران والعراق. ولكن هل ستنجح اجندة بوش - شارون؟
التقارير الغربية تقول ان ما فعله بوش في العراق هو انه حضر للارهابيين بين قوسين اهم قاعدة انطلاق.. وما يمكننا قوله ان ما نتج عن سياسة بوش هو توسيع دائرة المقاومات التي ستعترض سياساته وسيرتب المزيد من الكراهية للاميركيين.. وبما ان شارون نسخة لا تختلف عنه كثيراً ولا هي بعيدة عنه في ما يقوم به في المنطقة فان الاميركيين في ظل ادارة بوش يحصدون ثمن تأييد هذه الادارة لهذه الدولة المارقة عن القوانين وما تقوم به اسرائيل جزء من سياسة ادارة بوش.. ولن يكون كيري افضل حال.. والمطلوب توسيع دوائر المواجهة بفقدان الامل بادارات اميركية عرفت وقرأ عنوان القادم منها عماد بني حسن
#عماد_بني_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاخلاق الاميركية يمثلها شارون ؟...
-
لماذا يأمر شارون موفاز بقمع المتطرفين؟!
-
عين الحلوة حقل النفط الاحتياطي
المزيد.....
-
بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن
...
-
مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية
...
-
انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
-
أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ
...
-
الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو
...
-
-يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2
...
-
الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
-
عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم
...
-
فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ
...
-
لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|