عبد العزيز الحيدر
الحوار المتمدن-العدد: 3329 - 2011 / 4 / 7 - 02:38
المحور:
الادب والفن
في امستردام
(الى ذكرى رامبرانت الساحر)
في ازقه الدام ...القصيرة سحر غريب
وسماءها المليئة بالغيوم الصديقة المتكررة....تصافح جلد القلب
وان تستقل الترام من بداية الداماراك
ستمر بمدينة مدهشة مبنية من خيال مجنون
بين جسر وجسر يقوم جسر
عرش من أللألاء من جسور فوق الامستر الالف
دورة واخرى ولن تعود نعرف مكانك..الشعر الذهبي القصير ورائحة الـchanal5
ستملا عينيك وانفك بنوع اخر من السحر
دربين من الدرب الاحمر يسارا وبيت رامبرانت
البيت الصغير بطوابقه الثلاث
يصافحك عند المدخل بمأزرةالمنفرد الى اليسار انه راقص بارع بثيابه هذه وباصابعه التي ترقص بالالوان
كم داكنة الوانه...ساخنه وحادة
انه رامبرانت الذي لم يرسم الخبز الطازج بعد
يضحك لمرة اخيرة على صفحات الجرائد
نسي مع درس التشريح...نسي ان يقدم تصريحا للفضائيات
ذو المأزر الطويل على صفحات النت ليس هذا الذي تشم روائح الوانه في السلالم الضيقة الطويلة المؤدية الى غرفة نومه
فتيات الواجهات الزجاجية...قاب قوسين من بيته الذي انتقل اليه قبل سنوات
من نضج التفاح الاحمر... من حصد الحقول المترامية للورد؟؟ من اطلق انشودة الفيضان العارم للرومانس
لونه الصارخ المفضل يسيل في الاعصاب....في القوارير
المدينة تراقص الاقدام وتتسابق معها
غارقة طرقات امستردام ورامبرانت يجر قدمية في الوحل
فوق خطواته بالضبظ تقع موسيقى فالس راقصة
ذاك بعد رحيلة عن المدينه بمئة عام
فتيات الواجهات لا يعرفن من احلام القرن الماضي ولا من كعوب السنوات الاخيرة غير مقاطع من اغنيات بذيئة... حيث يقفن في الواجهات
وأنت من موقفك على الدام على امتداد ضفتية سترى كيف ان الالوان بذاتها تشكل عالما عاريا...راقصا امام عينيك
لم يحظ العزيز بركوب الترام
..ولم يحظ بزيارة متحف صديقة فان كوخ
على مبعدة فرسخ او فرسخين
لم يحظ بصحبة اليفة مع الشعراء
ما الذي كان يفعله رامبرانت في زمن الاحتلال النازي
ذلك ما لم ترسمه اية ذاكره
انه كان يقاوم بالوانه التي عبرت القرون لتخيف النازي المجنون
امستردام ذكراك ما زالت قريبة جداً... منذ ثلاثة عقود من عناقيد المحبة البنفسجية...... ولذلك يرفع نخب رامبرانت عبر الاجيال
وهذه تحية جديدة
#عبد_العزيز_الحيدر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟