حاسس بفراغ دستورى

عبدالوهاب خضر

الحوار المتمدن-العدد: 3328 - 2011 / 4 / 6 - 00:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    

*"حاسس بفراغ دستورى.. ولبش انما اسطورى ..وباكل ببيان من العسكر، وبنام بقرار جمهورى .. انا شايف ثورة مضادة .. فبحوش جنيهات فضة ..وبحلم برئيسنا السابق وبقوم مفزوع من الخضة... انا عندى حظر تجول، سبب لى حصر تبول.. وفلوسى يا عم لاتنقص، شكلى هقضيها تسول ..انا ماسك مدفع الى ، بلعب بيه ويا عيالى ... قاعد فى لجان شعبية وبضرب فى جيرانى تسالى " .. لم أجد افضل واحدث من هذه الكلمات من أغنية لشاب يدعى وسام كتبها له مصطفى حلمى يتم تداولها حاليا على "الفيس بوك" لتعبر بصدق وبخفة ظل عن حالة الفراغ الدستورى والقانونى وغياب الرؤية الواضحة لمستقبل مصر السياسى والاقتصادى حتى الأن خاصة بعد عمليات الترقيع التى شهدها الدستور المصرى خلال الايام القليلة الماضية!!.

**..والأمس فقط "الثلاثاء 5ابريل 2011" ، نظم مركز الدرسات السياسية والاستراتيجية بالاهرام ندوة حضرها د. احمد البرعى وزير القوى العاملة والهجرة تحت عنوان سياسات العمل والتوظيف بعد الثورة ، وإن كل ما اخشاه أن ينزلق د. البرعى او اى وزير أخر فى حكومة د. عصام شرف رئيس مجلس الوزراء فى دوامة المؤتمرات والندوات وتضيع الوقت فى حين ان الإتفاقيات الدولية والدراسات العلمية –حبيسة الادراج- مليئة بالروشتات الواضحة فى هذا المجال ، وتحتاج فقط الى بدء التنفيذ ، وحتى أقوم بتوفير الوقت على حكومة "شرف" فالمطلوب التحرك فورا فى تنفيذ خطة العمل القومية لتشغيل الشباب فى مصر التى وضعتها منظمة العمل الدولية من عام 2010 وحتى 2015 ، خاصة وانها تم تعطيلها بفعل فاعل، ولو فتح د. البرعى مكتبه سوف يجدها .. وكفاية إجتماعات ،خاصة ان هذه الخطة مليئة بالمعلومات حول سياسة التشغيل والحد الادنى للاجور والإستقرار فى العمل بقوانين محترمة تراعى التوازن بين أطراف العمل الثلاثة "حكومة وعمال ورجال اعمال" ، وتحتوى أيضا على معلومات مثيرة حول تشوهات سوق العمل فى مصر .. أرجوك يا د. برعى إبدأ التنفيذ.

***اريد ان اعرف ما هو رد د. عصام شرف رئيس مجلس الوزراء على الرسالة شديدة اللهجة التى تسلمها هذا الاسبوع من الاتحاد الدولى للنقابات والذى إعترض بشأن ما جاء فى مشروع "المرسوم" المقترح بتجريم الإضرابات والوقفات الاحتجاجية، وأوضح الاتحاد الدولى أن الحكومة المصرية لابد وأن تفى بالتزاماتها الدولية وأن تراعى الحقوق النقابية وقال الاتحاد الذى يمثل 176 مليون عامل من خلال 301 من اتحاداته الأعضاء فى 151 دولة عبر العالم، أنه يسجل اعتراضه على مشروع المرسوم المقترح بتجريم الإضرابات والاعتصامات، وحث الحكومة المصرية على أن تسحب مسودة المرسوم المذكور،وناشد المجلس الأعلى للقوات المسلحة بأن لا يصدره..والافت للنظر ايضا هو خروج بعض المسئوليين فى حكومة "شرف" وقالوا أن هذا المرسوم لا يتناقض مع الاتفاقيات الدولية؟!!

****قال لى د. سمير رضوان وزير المالية فى مؤتمر صحفى أن لا مستقبل لهذا البلد بدون إنتاج ، فمن خلاله سوف يتم رفع الأجور والمعاشات وتشغيل الشباب ، وأضاف أن حكومته لديها خطة للنهوض بالإنتاج- وجدير بالذكر هنا ان الحكومة قالت انها سترفع الحد الادنى للأجور بعد 6 أشهر- وانا أصدق د. رضوان خاصة وانه خبير فى مجال الاقتصاد والعمل وسؤالى له إين هذه الخطة ولماذا لم يتم الإعلان عنها على الرأى العام حتى الأن ، وهل تتضمن هذه الخطة إنقاذ الشركات التى تم خصخصتها من قبضة رجال الاعمال المخالفيين لشروط عقود العمل خاصة فى قطاع الغزل والنسيج والاسمنت والصناعات الثقيلة ؟!

*****وفى النهاية أقول أن ما نسمعه ونشاهدة كل يوم حول إصرار الحكومة المصرية على التأكيد على محاسبة الفاسدين وإسترداد اموال الوطن الهاربة يذكرنى بالرجل الذى ظل ولمدة 30 عاما يدعو الله حتى ينجب طفلا وتناسى انه غير متزوج، فالوطن لا يحتاج فقط الى معاقبة هؤلاء دون مماطلة وإنما يحتاج الى أساس تشريعى وقانونى جديد يحمى البلاد من الوقوع مرة اخرى فى فخ الفساد والمفسدين، حتى لا يشعر المواطن مرة أخرى بفراغ دستورى إواقتصادى أوإجتماعى.

#عبدالوهاب_خضر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات