|
تساؤلات دستورية
نصارعبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 3327 - 2011 / 4 / 5 - 22:27
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
هل يتوجب على المشير حسين طنطاوى أن يؤدى اليمين الدستورية باعتباره وزيرا للدفاع فى وزارة الدكتور عصام شرف ؟؟ وقبل ذلك ،هل كان من المتوجب عليه أن يؤديها باعتباره رئيسا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة لدى تولى الأخير مسئولية الرياسة فى المرحلة الإنتقالية؟؟ ، فإذا كان هذا متوجبا، فأمام من يتعين عليه أن يؤديها ؟؟.. وماهى صيغة القسم الواجب فى مثل هذه الحالة؟؟ ... فلنتجاوز أولا عن أن الدكتور عصام شرف هو وجميع أعضاء وزارته قد أقسموا ـ من بين ما أقسموا عليه ـ على احترام الدستور فى الوقت الذى كان الدستور معطلا بالفعل بقرار من المجلس العسكرى، ولم يكن الإعلان الدستورى قد صدر بعد!!،... فلنتجاوز عن ذلك باعتبار أن تلك كانت لحظة استثنائية عابرة سرعان ما ستنقضى وتعود الأمور إلى أصلها، والأصل هو وجود الدستور الذى أقسموا جميعا على احترامه ، فإذا ما تجاوزنا عن ذلك ، وعدنا إلى التساؤل المطروح حول أداء اليمين والجهة التى يتوجب الأداء أمامها، إذا عدنا إلى ذلك التساؤل فربما وجدنا أن الكثيرين سوف يعترضون على طرحنا أصلا لهذا الموضوع باعتبار أن هذه مسألة بروتوكولية خالصة ، وأننا فى ظل ظروف كظروفنا الحاضرة لا ينبغى أن ننشغل إطلاقا بالإجراء البروتوكولى بل إن علينا أن ننشغل بمستوى ومضمون الأداء السياسى ، ولمثل هؤلاء المعترضين نقول إن التساؤل الذى طرحناه يتجاوز الإعتبارات البروتوكولية لأنه مقدمة ضرورية للإجابة على سؤال أهم بكثير، بل إنه فى تقديرى أهم تساؤلات المرحلة الراهنة على الإطلاق ألا وهو : من أين يستمد المجلس الأعلى للقوات المسلحة سلطته فى ممارسة مهام الرياسة ؟؟ وبالتالى إلى من يتوجه بالولاء؟؟ .... مبدئيا ..هناك ثلاثة مصادر تمثل ثلاث إجابات مختلفة على هذا السؤال بوسعنا أن نوردها على النحو الآتى: 1ـ أنه يستمدها من التكليف الصادر إليه من رئيس الجمهورية السابق طبقا لما ورد فى بيان 11فبراير الذى ألقاه الفريق عمر سليمان. 2ـ أنه يستمدها من التفاف الجماهير حوله تقديرا لموقفه الوطنى المشرف من ثورة 25يناير. 3ـ أنه يستمدها مما يمتلكه من قوة قادرة على ضبط الأوضاع وتحقيق الأمن والإستقرار إعمالا للمبدأ الفائل بأن يمتلك القدرة هو الذى ينبغى أن تنعقد له السلطة. والواقع أننا إذا استعرضنا المصادر الثلاثة السابقة لأمكن لنا بسهولة أن نستبعد المصدر الأول لأن الرئيس السابق كان قد فقد بالفعل شرعيته وسلطته حتى قبل حلول يوم 11فبراير ولم تعد له حينذاك صلاحية أن يكلف أحدا بمهامه، أما إذا نظرنا إلى المصدر الثالث المتمثل فى امتلاك القوة القادرة على ضبط الأوضاع فإن أبسط رد عليه هو أن الرئيس السابق شأنه فى ذلك شأن الكثيرين من الحكام كان يمتلك بالفعل من القوة ما مكنه من تحقيق الإستقرار على مدى حقبة من الزمن لكن هذا لم يحل دون خروج الجماهير عليه حين فقدت ثقتها فيه ورضاءها عنه، والدرس المستفاد من ذلك هو أن القوة مهما بلغت ليس بوسعها وحدها أن تصنع مشروعية ، وهكذا لا يتبقى لنا من المصادر إلا المصدر الثانى وهو التفاف الجماهير حول المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهو الإلتفاف الذى تجلى أكثر ما تجلى فى خروج الجماهير يوم 19مارس للمشاركة فى الإستفتاء على تعديل بعض مواد الدستور، صحيح أن تولى المجلس لمهام الرئاسة فى المرحلة الإنتقالية لم يكن من بين المسائل التى استفتى المواطنين عليها فى 19مارس، غير أن المشاركة الشعبية الواسعة فى الإستفتاء تنطوى ضمنيا على التسليم بحق المجلس الأعلى فى ممارسة سلطات كانت مقررة من قبل لرئيس الجمهورية وحده ومن بينها توجيه الدعوة للمواطنين للإستفتاء على أمر ما .. وهكذا يتبين لنا مما تقدم يتبين أن المجلس الأعلى يستمد سلطته فى ممارسة مهام الرئاسة من التفويض الضمنى للمواطنين له ( وهو تفويض كان يمكن أن يصبح صريحا لو أن المجلس استفتى المواطنين سلفا على ما ورد فى المادة 56 من الإعلان الدستورى) وعلى هذا فإذا إذا عدنا إلى التساؤل المظروح فإن المشير طنطاوى، إذا كان يتوجب عليه أن يؤدى اليمين كوزير للدفاع، فإن الجهة التى يتوجب عليه أن يؤدى اليمين أمامها هى المجلس الأعلى للقوات المسلحة مجتمعا ، أما أداء اليمين من جانب المجلس الأعلى نفسه باعتباره قائما بإدارة شئون البلاد وممارسا لسلطات الرئاسة، فإنه فيما أتصور ينبغى أن يكون أمام أول مجلس نيابى منتخب على أن يتضمن القسم فى هذه الحالة تعهدا قاطعا بتسليم السلطة السيادية إلى المؤسسة الرئاسية وإلى سائر المؤسسات الدستورية الأخرى التى سوف ينص عليها الدستور الذى يرتضيه المواطنون [email protected]
#نصارعبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن التعديل والتأسيس
-
هل تنحى الرئيس فعلا ؟؟
-
معارك مبارك الأخيرة
-
انتفاضة الورود
-
الوجوه الغائبة (2)
-
هذه هى الأسباب
-
أسئلة الكارثة
-
الوجوه الغائبة
-
فودة: حوارات وذكريات
-
عن أساليب التزوير (2)
-
عن أساليب التزوير (1)
-
عن الحبر الفوسفورى
-
ميساء آق بيق
-
رأس المال والصحافة
-
جداول الناخبين على الإنترنت
-
عن رفت المحجوب(2)
-
عن رفعت المحجوب (1)
-
مصر الولادة
-
عقيدة الآميش
-
كذب الأخطبوط ولو صدق!!
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|