أحمد منتصر
الحوار المتمدن-العدد: 3327 - 2011 / 4 / 5 - 22:27
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تكمن أهمية النقد في تمحيصه وتفنيده لكافة مناحي الحياة بما لا يدع مجالا للاستخفاف بوعي الناس أو تأخير وتأجيل الهدف السامي الذي تسعى إليه كل جماعة بشرية. ذلك الهدف الذي هو التقدم إلى الأمام في كافة شئون الحياة العملية والمعنوية.
ويلاحظ شيوع الكذب لدى غياب النقد البناء. فما يترتب على غياب النقد البناء هو التعطل والتوقف في المكان. ويترتب على ذلك بدوره الفراغ العملي والمعنوي. ذلك الفراغ الذي يشيع فيه الجهل والأكاذيب.
تسيطر على المشهد النقدي الآن جماعة من غير المتخصصين في مسألة النقد. هي الجماعة السلفية التي يرأسها عدد كبير من غير المتخصصين في علوم الدين. فأغلبهم أطباء بشريين يصرون دومًا على تقديم أنفسهم بلقب (دكتور) وكأنهم قاموا بتحضير رسالات علمية في الفقه وأصوله.
هذا النقد النابع من تلك الجماعة يتسم بأشياء أهمها الجهل والتعميم والتركيز على الخطاب العاطفي. فالجهل قدمنا له نظرتنا في شهادات أو دراسات رؤساء هذه الجماعة والتي تعتمد على الدراسة الفردية أو غير الأكاديمية. والتعميم مصيبة كل نقد يبغي صاحبه الإفساد في الأرض. فكل من ليس معنا فهو عدونا. وكل من ليس معنا يضمر الشر لنا.
أما الناحية العاطفية في خطاب أولئك الدعاة إلى الفتنة فإنها تتسم بالتركيز على مصطلحات دينية تحظى بالاحترام. ويتم في نفس الوقت نفي هذه المصطلحات عن من لم يتبعهم أو يسلم ناصيته لهم. مع أن النقد البناء يتسم دومًا بالهدوء والعقلانية والمراجعة المستمرة.
إنه يجب أن نربي لدى أبنائنا وشبابنا احترام الآخر أولا وعرض الآراء بهدوء. فالتنوير لا يكون دينيًا فقط بل يشمل كافة مناحي الحياة نحو منطلقات عملية ومعنوية.
كما أن أهم مشاكل مجتمعنا المصري ليست غياب الدين أو غياب حجاب المرأة أو هجمة التشيع الإيراني. بل إن أهم عيوب مجتمعنا هي غياب الديمقراطية والفقر والجهل. لذلك يجب أن ينبع النقد رأسيًا من أعلى إلى أسفل عبر الأكاديميين المتخصصين. لأنه يصعب جدًا على أصحاب الدراسة الفردية في هذا الجو المشبع بالجهل والفقر والعواطف ظهور (عباس محمود العقاد) آخر.
#أحمد_منتصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟