أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد معروف - شيخ تاريخى صدمته الانقاذ














المزيد.....

شيخ تاريخى صدمته الانقاذ


محمد معروف

الحوار المتمدن-العدد: 3327 - 2011 / 4 / 5 - 18:51
المحور: كتابات ساخرة
    


يظهر علي ملامحه الرهق وترتسم الدهشة علي تفاصيل وجه الاغبر ،رجل في الثمانون من عمره أو يبدو كذلك التقية في أحدي المنعطفات الخرطومية المكتظة بالمتناقضات اوقفتني ملامحة واقفني متسائلا كان يرتدي ملابسه التاريخية ذات الحقب البائدة ويعتلي علي صهوة جواده الاصيل : بعد التحية
:أي أرض تلك التي بلغتها في راحلتي يابني
اجبته أنك في السودان أيها الشيخ ،بعد ارتفاع حاجب الدهشة باغتني متسائلا إذا أين احفاد عبد الله ابن ابي السرح فاجبته الآن إختلطت الدماء فما بين دماء سائلك وبعانخي وبلال شعب يترآي الي ناظريك.
طلب مني أن اكون دليل رحلته التاريخية ،وبعد ان تخيرت مكاني وتسودت ظهر حصانه انطلقنا وطلب أن نتوقف في أقرب سوق لتناول الافطار،
يبدو أنك جائع الي ذلك الحد البعيد
حقا ياولد فقد انتهت ذوادتي .
عندك شنو ؟
سألت صاحب المطعم
في كبدة وجقاجق وشية ضان وبلدي
وبعد أن تناول بعض الاصناف وارتوينا من حافظة المياة في ناصية المطعم تهيأت للدفع وقف الشيخ وحاول استخراج بعد الصكوك القديمة ولكنني كنت الاقرب فدفعت قيمة ما أكلنا وقد لاحظ كثرة الاوراق التي تم إستلامها بلا باقي فسألني بالرغم من عدم معرفته بقيمتها :
لماذا تدفع كل هذا المبلغ ونحن شخصين؟
فحكيت له قصة الغلا الفاحش
ياشيخنا في بلادنا حكام فاسدون أحالوا الي خراب وارهقوا انسانها للحد البعيد.
همهم براسه وذهبنا
إتجهنا الي الخرطوم
التفت الي حشود المتسولين فسأل لماذا يبدو علي ملامح هؤلا كل هذا البؤس وأين دور الذكاة وبيت مال المسلمين وأين الخليفة فاجبته
أن الفقراء يمثلون الاغلبية العظمي من بني شعبنا التي تتجاوزت ٩٩% والذكاة ايها الشيخ الطيب لمتحصليها والنافذين فيها فقط وما للفقراء الا الفتات المذل.
توقفت كثيرا عند سؤاله عن الخليفة خشية أن تصيبة نوبه من نوبات الغبن الانقاذي فهزالة جسمه النحيل لاتحتمل قصص الواقع .
فاخبرته ان الخليفة هنا جاء علي ظهر دبابة وفي عهده مات الناس بالحروب التي أشعلتها سياسته المرتجلة.
ونحن في خضم نقاشنا شرطي يلاحق احد الاطفال المتشردين ويصرخ المارة (أقبضوا الحرامي) فسألني من هذا الرجل ولماذا يلاحق طفل في هذا السن.
فقلت له ان من جنود من تطلقون عليه الخليفه واداة قمعة فبهم تفرق التظاهرات المطلبية وتتحصل الجبايات الباهظة ولهم أيادي قتلت في امري وبورتسودان وضربت اطباء بلادي .
إحمر وجه الشيخ غضبا
ولماذا يلاحق هذا الطفل ؟
اجبته ربما يكون قد سرق او حاول فعل هذا .
قال وهل سيقطعون يده إذا تم قبضه؟
قلت له انه قاصر ولكن ربما يسجن او يجلد
فسألني مباغتا وهل تقطع ايادي الكبار هنا أذا سرقوا قلت له ان حد السرقة مجمد ولكن اللصوص هنا نوعان وبدرجات متفاوته من النصب لصوص من عامة الشعب يسرقون القليل من الاشياء وحينما يقبضون تستوعبهم السجون والرنزانات .اما لصوص النوع الآخر فهم لصوص صلب السلطة يسرقون باسم الدين يختلسون المرتبات يختلقون المشاريع الوهمية يبيعون مؤسسات الدول باسعار ذهيدة فقاطعني فآي عقوبة ينالها هؤلا :
فضحكت حزنا ،ياشيخنا الطيب :هؤلا في ازمنة المشروع الحضاري لا يعاقبون بل تحفزهم الدولة ترقية منصبية او ربما يحتلون مؤسسات اكثر أهمية هؤلا ياشيخنا هم الانقاذيون الحقيقيون اصحاب برتكولات بني كيزان التي أشعلت الحريق في بلادنا بلا توقف.
هنا وقف الشيخ عند العقبه تاركا حصانه في أحدي النواصي بحثا عن خشاش الارض .
وبعد اضطراب الشيخ وسيلان دموعه المنهمرة قرر العودة الفورية الي أزمنتة البهية فاصريت علي أتمام رحلته التوثيقة فذهبت به السكة حديد فعرف انها أحد اكتشافات عصر النهضة فلفت نظره العربات الملاقاة علي قارعة الطريق وخارجقضبانها فاخبرته بانها كانت عروس النقل الوطني وقلب الاقتصاد النابض قبل أن تمتد اليها أياد السدنة الانقاذية تشرد عامليها وتمارس الاهمال المطلق فتحيلها الي ركام شاسع وتدخلها لموسوعة الفساد الاداري.
أحسست بأن تغير بداء علي ملامح الشيخ وارهاق أرتسم علي وقاره الظاهر للجميع فقرت أن تكتمل رحلته بمستشفي الخرطوم ضربا لعصفورين بحجر واحد ،فتكون زيارة للتعريف والاستشفاء.
اوقفنا أحد الحراس طالبا منا قيمة التذكرة فسألني عن ماهية ما ادفع :قلت له أنها ضربة البداية لعملية استنزاف المواطنين فدلفنا للداخل وإهاله منظر الناس وصرخات الموجوعين من المرضي مختلطة بدماء الجرحي هنا أحسس بالنهاية الحتمية لهذا الهرم فاخرجته فورا الي الشارع واصطحبته الي دارنا علي في حالة من الاعياء الشديد ،علي امل الشفاء العاجل ومن بعدها العودة الي تلك الحقبه التي جاء منها.



#محمد_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد معروف - شيخ تاريخى صدمته الانقاذ