شركة (وين) كادت تسبب تطليق امرأة

داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 3327 - 2011 / 4 / 5 - 14:42
المحور: كتابات ساخرة
    

وسائل الاتصالات بكافة إشكالها وفروعها تقدم خدمة جليلة للناس لا يمكن أن ينكرها عاقل. فهذه الوسيلة تقّرب لك البعيد، وتقتصّر لك الزمن ولاسيما خدمة الموبايل، فأنت عندما تريد أن تتكلم مع صديقك او قريبك من بغداد إلى لندن او في أمريكا او أي دولة أخرى، فأن الوقت لا يتجاوز إلا ثوان ويكون كلام هذا الصديق يرن في أذنك. الوسيلة هذه بتعبير آخر سلاح من أسلحة العولمة.. ويجب علينا أيضا إن نشكر الله على هذه النعمة، ونشكر مبدعو وصانعو هذه الوسيلة التي خدمت وتخدم الإنسان أينما وجد، وإنها خدمة عظيمة ينحني لها الإنسان إجلالا وتعظيماً.
لكن الذي أريد أن أقوله في مقالي هذا من كلام، لربما هو اقرب للسخرية منه إلى الواقع، فانا احد مشتركي (زين العراق). وفي كل يوم أتلقى مابين أربعة الى عشرة رسائل لا استفاد منها ولا تخدمني في شيء، منها رسائل تقول: إذا أردت أن تكون تاجرا كبيرا فأرسل رسالة قصيرة إلى الرقم(.......) وإذا أردت أن تكون رجلاً ناجحاً فأرسل رسالة فارغة الى الرقم(....)لتحصل على المعلومات التي توصلك لذلك ،وماذا رأيت حلم وأردت تفسيره أرسل رسالة قصيرة إلى الرقم(.....) ليأتيكم التفسير، او رسالة تقول لك :إذا تريد أن تسمع أجمل أغاني 2011 أرسل رسالة قصيرة إلى الرقم(.....) لنرسل لك هذه الأغاني، مع العلم إن أغاني هذا العصر أكثرها سخيفة ولا معنى لها، ومجرد استعراض لأجساد عارية مع أنغام ورقصات أسخف من كلمات الأغنية، إضافة إلى رداءة اللحن... ورحم الله الأغاني القديمة التي توقفت، او بالأحرى ماتت في بداية الثمانينيات.
وعودة إلى بدء أقول: إن هذه الوسيلة إذا تسببت في إزعاجنا وكثرة مشاكلنا فهذه طامة كبرى ومصيبة عظمى وهذا ما أكده لي احد الأصدقاء وقال لي بالحرف الواحد من قصة طريفة لم أصدقها بادئ الأمر، يقول: أن شركة(زين العراق) أرسلت له رسالة كادت أن تنهي علاقته الأسرية بزوجته ويحدث الطلاق(لا سمح الله) لولى عناية الله وتدخّل الخيرين من الأقارب والجيران، حيث إن الرسالة التي جاءت على موبايل هذا الصديق كان مضمونها: إذا أردت أن تسّمع حبيبتك أجمل الكلمات أرسل رسالة إلى الرقم(....) وسوف نرسل لك مثل هذه الكلمات، فقرأت زوجته هذا الرسالة، وما إن اتمتها حتى قامت او كادت أن تقوم القيامة، فرمت الموبايل على الأرض بحركة هستيرية، وقالت له:(تحب علي حتى تريد ان تبعث لها كلمات غرامية بعد الاستعانة بشركة زين). وهنا كيف يقنع هذا الزوج زوجته؟ .البعض اعتبر هذه كذبة نيسان والتي لا نعرف مصدرها الصحيح على وجه الدقة واليقين. وأخيرا جمعت الزوجة ملابسها وذهبت حزينة باكية تندب حظها العاثر... جمع الزوج بعض أقاربه وجيرانه وذهب إلى بيت الزوجة فلم يقنعها إلا بشق الأنفس وهؤلاء الخيرين، البعض قاله له: قدم شكوى على شركة زين، وآخر قد اكتفى: بالضحك وراح يسخر من هذه الحادثة. إما إنا فأقول : إن على مسؤولي شركة زين أن يراعوا مشتركيهم ولا يتسببوا في إزعاجهم ومشاكلهم حيث المثل يقول(البينا كافينا).

#داود_السلمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات