أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلعت الصفدى - الشهداء الذين سقطوا مرتين ...صراع الأرض ... وصراع الأخوة














المزيد.....

الشهداء الذين سقطوا مرتين ...صراع الأرض ... وصراع الأخوة


طلعت الصفدى

الحوار المتمدن-العدد: 3326 - 2011 / 4 / 4 - 23:28
المحور: القضية الفلسطينية
    


الشهداء الذين سقطوا مرتين
صراع الأرض ... وصراع الأخوة

الأرض الفلسطينية، هي محور الصراع الدامي بين أصحابها الحقيقيين منذ ما قبل الوجود، وقوى النهب والاستيطان والإحلال، في شهر آذار ( مارس) من كل حول، يتنادى شهداء الأرض، يهمسون بلغة لا يفهمها سواهم، تتصدع الشواهد، تتزلزل الجدران الإسمنتية، يتململ تراب الوطن حاضنهم الأبدي، بعيدا عن من يكون، ومن هي، ومن هو، علمانيا مستنيرا، أو ليبراليا انتهازيا، إسلاميا متنورا أو متعصبا، ديمقراطيا أو اشتراكيا، أميا أو متعلما، فجميعهم ضحايا، اخترقت صدورهم رصاصات العدوان الصهيوني، سالت دمائهم الزكية وتناثرت أعضائهم على الأرض، في المنزل أو الشارع، السوق، في السيارة أو الدراجة، في المسجد أو المدرسة، في النفق أو الأسلاك الشائكة، بقذيفة مدفع أو بصلية رشاش، بصاروخ من طائرة أو مجنزرة، بعبوة ناسفة عن بعد أو عن قرب، فاستشهادهم أسقط الاختلاف بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد، فجميعهم ضحايا الاحتلال والاستيطان الصهيوني والإسرائيلي .
انتصبت قاماتهم، وكل منهم له حكاية مع العدوان، عيونهم على شعبهم ووطنهم، يتابعون الانتفاضات العربية من المحيط إلى الخليج، ضد أنظمة الاستبداد والقهر والنهب، وتسليم البلاد للطغم المالية والاحتكاريين الرأسماليين المحليين، ولسياسات البنك الدولي، الهادفة لإفقار الجماهير وربط مصير الوطن بالنظام الرأسمالي العالمي والعولمة المتوحشة، وخلق قاعدة مادية وبشرية جاهزة لتنفيذ سياساتها بالمنطقة، وملاحقة المتنورين والتقدميين من رجال الفكر والسياسة. في تونس ( ثورة 17 ديسمبر 2010 )، مصر( ثورة 25 يناير2011 )، اليمن ( ثورة 3 شباط 2011 )، البحرين ( ثورة 14 شباط 2011 )، ليبيا ( ثورة 21 شباط 2011 )، سوريا ( ثورة15 آذار 2011 )، فلسطين ( ثورة 15 آذار 2011 ) ، الأردن ( ثورة 24آذار 2011 )، وفي العراق والجزائر والمغرب والبقية تأتي، ولا يغررنها هذا السكون فهو يسبق العاصفة.

لقد فشل رهان الامبرياليين على أبدية سيطرة أنظمة الحكم الفاسدة، برغم الدعم السياسي والمالي والعسكري الهائل لها، وعجزت أجهزتها القمعية والوحشية في التصدي لحركة الجماهير المتمردة التي تمتلك إرادة حقيقية في التصدي للهيمنة والقوى الرجعية. إن الجماهير الشعبية، وقواها السياسية الحية تدرك جوهر الاستعمار الجديد، وسياسة الفوضى الخلاقة التي تهدف للحفاظ على مصالحها الحيوية النفطية والمالية والعسكرية، وضمان أمن إسرائيل، وإجبار شعوب المنطقة التعايش مع سياستها العدوانية، وفي خطوة أخرى فإنها تسعى لامتصاص نقمة الشعوب، فتبدي تعاطفا مع التحركات الشعبية، ودفاعا عن قيم الديمقراطية المزعومة، وهي الداعمة لأنظمة التخلف والاستبداد والفساد، تمهيدا لإعادة صياغة سياسة جديدة على ضوء التغيرات الهائلة في المنطقة.

انتفض الأحياء على واقع الانقسام والتشرذم، والصراع الدامي بين أبناء الوطن الواحد، وهانت على البعض تضحيات الشهداء، مما سمح وعزز من قوة اليمين المتطرف في الشارع اليهودي الذي انتهزها فرصة لاستمرار عدوانه، وتطبيق رؤيته التوراتية الزائفة كونه صاحب الأرض، وسعى من اللحظة الأولى لتعزيز وجوده على الأرض الفلسطينية، وتنفيذ سياسته وإستراتيجيته، في نهب الأرض وإقامة المستوطنات والوحدات الاستيطانية عليها، وفصل القدس عن محيطها الجغرافي والسكاني، والعمل المستمر على تهويدها، وبناء جدار الفصل العنصري، وملاحقة المناضلين والوطنيين، وباستمرار عدوانها وحصارها لقطاع غزة... الخ
لقد هالهم هذا الانقسام المدمر للواقع وللوعي الفلسطيني، ولبنيته الاجتماعية وتداعياته الخطيرة على النظام السياسي الفلسطيني، وللعلاقات الوطنية الفلسطينية – الفلسطينية، وفشل كل الحوارات والتفاهمات في استعادة الوحدة الوطنية، مما دفع لقوى شبابية جديدة على الساحة الفلسطينية، وحركة 15 آذار (مارس ) لا ترضى الاستسلام لواقع الانقسام، فنزلت للشارع في غزة والضفة الغربية رافعة العلم الفلسطيني، وشعارات (كل الشعب يريد إنهاء الانقسام)، (كل الشعب يريد إنهاء الاحتلال) والتي تحتاج للدعم والإسناد من كل القوى ومكونات المجتمع دون محاولة السيطرة عليها أو إخضاعها للهيمنة، ولم تنجح المبادرات الايجابية التي قدمتها بعض القوى، بما فيها مبادرة المعتقلين في السجون الإسرائيلية وإضرابهم عن الطعام حتى الآن بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، ودون مراعاة للمتغيرات الهامة على الساحة العربية وانعكاساتها على القضية الفلسطينية، وباستمرار الانقسام فان القوى التي تعطل المصالحة الوطنية قد أطلقت رصاصات الانقسام والهزيمة وقتلت عن عمد وإصرار كل شهداء الوطن والأرض مرة ثانية...



#طلعت_الصفدى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كفى عبثا بأرواح الخلق .. لماذا تعطلون مبادرة الرئيس ابو مازن ...
- الشعب الفلسطيني على موعد مع 15 آذار( مارس)يوم الغضب الشبابي ...
- الجماهير الشعبية بين الاضطهاد القومي، والاستبداد الداخلي
- جبهة وطنية موحدة ضرورة لحماية منجزات ثورة 25 يناير
- التنسيق الأمني مع الاحتلال الاسرائيلي بين التكتيكي والاسترات ...
- السلطة والمال دون رقابة هما أداتا الإفساد للأحزاب والحركات ا ...
- إنهم متواطئون ... وليسوا عاجزين...!!!
- المقاومة الشعبية وجه مضيء في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي
- كلمة طلعت الصفدي في احتفال الجبهة العربية الفلسطينية بغزة
- هل يملك الفلسطينيون اعادة صياغة أولوياتهم، وتحالفاتهم؟؟
- مخاطر العودة للمفاوضات وآليات مواجهتها-
- رسالة ود وعتاب الى البرلمانيين العرب
- هل دام حكم العباسيين حتى يدوم لكم؟؟؟
- ليبرمان الناطق الحقيقي عن الفكر الصهيوني التوراتي
- الوظيفة العامة بين القانون الفلسطيني والتمييز على خلفية سياس ...
- الدولة الفلسطينية المستقلة ليست على مرمى سنتين.. أو حجرين... ...
- التضامن ألأممي مع غزة.. لا ينسينا معركتنا التحررية ضد الاحتل ...
- نعم يوجد...خيارات للشعب الفلسطيني غير محدودة..!!
- في عيد العمال العالمي... يستذكر نقابيو غزة تاريخها.!!
- لماذا لا يغضب الشعب الفلسطيني ويثور على مضطهديه ؟؟؟؟!!!


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلعت الصفدى - الشهداء الذين سقطوا مرتين ...صراع الأرض ... وصراع الأخوة