أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - العصيان الزمني بالمغرب!!














المزيد.....

العصيان الزمني بالمغرب!!


محمد المراكشي

الحوار المتمدن-العدد: 3326 - 2011 / 4 / 4 - 10:03
المحور: كتابات ساخرة
    


لا أعرف ، كما كثير من المغاربة لماذا الإصرار على هذا التحول الخطير كل سنة؟..
إنه خطير فعلا، فبمجرد إقراره إلا و تجد الجميع يعبر عن سخطه من القرار،ويعدد مساوئه التي لا حد لها على صعيده الشخصي ، وتأثيره المدمر على مشاغله و أعماله..
حكومتنا الموقرة جدا ، تختار عنوة كل سنة ،أن تزيدنا بدل كل ما نتمنى فيه الزيادة ساعة تغزو منبهاتنا معلنة أن لا إمكانية لمزيد من النوم أو الراحة..تضيف ساعة فتختل عاداتنا كلها..
نستفيق متأخرين او على وشك ، نجد أنفسنا نجري في سباق مع الزمن كي لا نتأخر عن أعمالنا ،أو اغراضنا الادارية..تختلط علينا الساعات فلا ندري إن القديمة هي ما نتبع أم الجديدة..حين تذهب لإدارة تكتشف أن الموظفين ناقصي نوم ..وحين تذهب لارتشاف قهوتكا الصباحية تفاجأ بأن المقهى الذي اعتدت افتتاح نهارك لم يفتح أبوابه بعد..أنت تعمل وفق الساعة الجديدة،و المقهى وفق الساعة القديمة !!
وحدها الديكة ، لا تناقش الموضوع و تظل على عاداتها و أوقات صياحها...
تقع كثير من الحوادث الزمنية-نسبة إلى الزمن ذاك- بسبب هذه الزيادة المربكة التي يصح عليها قول مغاربة قدماء"الزيادة من راس الأحمق"..
حين تريد إصلاح ساعتك مثلا ،وتذهب بها إلى الساعاتي ، فإنه يردها إليك مضبوطة حسب توقيته:الساعة القديمة..وحين تذهب بخبزك إلى فرن الحي ، تجده لم يضع الفحم بعد ..فهو يعمل بساعته القديمة.. فيبقى خبزك المسكين يختمر و يعود عن ذلك،وحين ينضج و تتناول غذاءك تجد أن وقتك رغما عنك مشى في درب صاحب الفرن و الساعاتي و نادل المقهى...
حتى المنبهات و الساعات في البيت الواحد تتفاوت ،فساعة الحائط الكبيرة تعلن توقيتا بينما ساعة يدك تعلن أخرى ،وتصدح دقات بيغ بن بتوقيت آخر..ويختلط عليك وقت حليب رضيعك ،أو وقت قيلولتك ..فتقول كما يقول جدك حين يغضب ،وقد سمع آذان صلاته وقد وصل سجدته الأخيرة، بلهجته البدوية "الساعة لله"..
إرباك ما بعده إرباك !!
مصرة هي حكومتنا على إضافة هذه الساعة ، لا تبرير لها إلا اقتصاد استهلاك الطاقة !! نحن لا نرى أي اقتصاد..الأضواء تضيء في نفس الوقت بالساعة القديمة،ومحطات الوقود لا دخل لها في الموضوع وتعمل بعقاربها القديمة..والمعامل لازالت تعمل ليلا و نهارا ،ولم تضف ساعة كي يعمل عمالها أقل أو أكثر بساعة...
نشرات الأخبار التي تعودناها ،أصبحنا نتأخر عنها بساعة،وبرامجنا المفضلة تعمل وفق توقيت غرينتش الأقل بساعة و توقيت مكة الأكثر بثلاث ساعات التي أصبحت اثنيثين وقس على ذلك.. و المعلمون أضافوا إلى التدريس مهمة أخرى هي إفاقة التلاميذ الناعسين.. !
سؤال المرحلة هو متى نتعشى و ننام لكي نستفيق مرتاحين و نشطين؟..
وحدهم المحتالون من الناس المستفيدون ، فكل من أراد التملص منك أو من غرض يتعذر بكونه ضرب لك موعدا في وقت أسأت فهمه،فإن واعدته بالساعة القديمة قال أنه ظن الإتفاق بالساعة الجديدة..
أخطأت الحكومة ، فهي تعلم الناس التملص !!
وكما أن الحكومة مصرة على زيادة الساعة ،فإن أغلب الناس مصرون على الاستمرار بالتوقيت القديم..يمكننا أن نتخيل إذن حكومة تسبق مواطنيها بساعة ، كيف يمكنهم اللحاق بها؟ !.. لكنها مع ذلك أم لها من الحنو و الحنان الكثير ، فهي التي تعود حين يقترب رمضان،لأن وقت الحريرة على مائدة الإفطار لا يقبل الجدل بساعة قديمة أو جديدة...
إنه أول عصيان ينجح حتى قبل أن يبدأ..عصيان المغاربة لتوقيت حكومتهم..
هو عصيان زمني..



#محمد_المراكشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاد لا تستحق الأنوثة
- ثورة أساتذة في الأفق لمن يريد أن يفهم..
- كيف تصبح شاعرا دون معلم !
- تساؤلات تقييم الحركة الاحتجاجية بسيدي إفني.( * )
- يا زمان الوصل بالنحل و العسل!
- -فلنذهب إلى الجحيم....- أو - بداية هجاء-
- أحمد بوكماخ..وبعده لا أحد.. !!
- شكرا لساعي البريد!!!
- عام الفين!!
- قط الصين العظيم!!
- رمضان و الأقنعة
- المغرب المنسي ومغرب الخيال العلمي
- حكايتي مع وزير الثقافة الجديد!
- أوباما و حماره
- -التدخل الأمني- بسيدي إفني.. ما لانهاية من الحسابات الخاطئة! ...
- تحية الى النساء الأخريات اللواتي لا يحييهن أحد !


المزيد.....




- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - العصيان الزمني بالمغرب!!