أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبد السلام أديب - تعمق الصراع الطبقي وضرورات مواجهة الكادحين للثورة البرجوازية المضادة














المزيد.....

تعمق الصراع الطبقي وضرورات مواجهة الكادحين للثورة البرجوازية المضادة


عبد السلام أديب

الحوار المتمدن-العدد: 3326 - 2011 / 4 / 4 - 10:01
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


في تعقيب على أشغال ندوة بمدينة الرباط أواخر شهر مارس 2011 حول آفاق انتفاضات الشعوب العربية، تندرج هذه المساهمة البسيطة لعبد السلام أديب.

في مواجهة انتفاضة الكادحين والهزات التحررية للشعوب المغاربية والعربية المقهورة التي عانت الاضطهاد والاستعباد والتجويع نتيجة عقود بل قرون من الممارسات الاستبدادية لأسر فرضت نفسها سيدة عليهم بواسطة القهر وحملتهم تبعات الأزمة الرأسمالية المتفاقمة، بدأت التحالفات الحاكمة بمعية الاوليغارشية الامبريالية العالمية تتحرك للالتفاف على الانتفاضات والهزات بشتى أساليب القمع المادي الوحشي والتخدير الإيديولوجي.

تتكون الأنظمة الاستبدادية القائمة في البلدان المغاربية والعربية من بضعة عائلات مافيوزية استطاعت عقب الاستقلالات الشكلية الاستيلاء على جهاز الدولة الموروث عن الاستعمار وفرضت بواسطته إرادتها على الكادحين وارست مؤسسات ديمقراطية شكلية لاستهلاك المحلي والخارجي من النمط البرجوازي ووظفت عدد من الأحزاب الإدارية والنقابات التابعة لضمان استمراريتها وشجعت تنظيمات سياسية ونقابية انتهازية أخرى لكي تلعب دور المعارضة ولعبة الانتخابوية والبرلمانية لضمان استمرار تخدير الكادحين والشعوب المضطهدة من جهة واستمرار انتزاع ونهب فوائض القيم الاقتصادية والمالية للحفاظ على مستوى التبذير الذي تعيش فيه غير ملتفتة لتفاقم حالة القهر التي تعيشها الغالبية العظمى من أفراد الشعب.

في مواجهة ذلك تبقى تنظيمات الكادحين للدفاع الذاتي ضعيفة ومتخلفة بعضها ظلامي والبعض الآخر شوفيني والبعض الثالث يساري ذاتي، ورغم هذا الضعف البارز حدث نوع من التلاقي وراء انتفاضة الكادحين والشعوب نظرا لانغراسها في أوساطهم. لكن سرعان ما يبرز هذا الضعف إلى السطح مع تطور الأحداث، فيؤدي بسرعة نحو التشتت وسهولة اختراقها وانهزامها أمام الثورة البرجوازية المضادة والتي تتخذ العديد من التمظهرات الإصلاحية أو الإيديولوجية ومحاربة ما يسمونه بالتطرف في المطالب والعدمية والتخويف من الفوضى عبر استعمال كافة أشكال البلطجية وهي خطوة أولى لإخفاء حقيقة الصراع الطبقي القائم والمراهنة على المطالب الحقوقية والديمقراطية والبرجوازية الوطنية وعقلنة نمط الإنتاج الرأسمالي وبالتالي الحفاظ على البنية الطبقية الحاكمة دون اسقاطها ومحاكمتها ومدها بالتالي بوسائل تخدير ضرورية جديدة واضفاء نفس جديد على سلطتها ونفوذها وثرواتها مقابل تأبيد الأوضاع الاجتماعية المتفاقمة بواسطة الوعود المعسولة التي تصور للكادحين قصورا من سراب. وهذا يعني استمرارية نفس الأنظمة الاستبدادية تحت اقنعة جديدة مع إخفاء معالم الاستبداد وراء الإصلاحات الشكلية. وقد شاهدنا كل ذلك في تجربة انتفاضتي تونس ومصر، والتي فاجأت برجوازية الأنظمة القائمة والامبريالية، لكنها سرعان ما استطاعت الالتفاف على الحركتين وإعادة إخضاع شعوب البلدين للوصاية البرجوازية والامبريالية وفرض نفس الأنماط الاستغلالية السابقة.

في البلدان الأخرى يلاحظ الجميع كيف تستعد البرجوازية والامبريالية للانقضاض على كل محاولة انفلات للانتفاضات الجارية في كل من البحرين وسلطنة عمان والأردن عبرا لانقضاض على الثوار وتقتيلهم بشكل بشع والتعتيم الإعلامي على ذلك وتوظيفه بقوة في تحويل الأنظار. والقيام من جهة أخرى بسرقة ثورة الشعب الليبي وتحويلها الى حرب اهلية قبل فرض الامبريالية لوصايتها على هذا البلد ومحاولة فعل نفس الشيئ في حالتي كل من اليمن وسوريا لجعلهما تنتهيان الى نفس وضعية تونس ومصر وذلك بعدما اطمأنت الى تطور الأوضاع في كل من الجزائر والمغرب باعتبارهما حالتين متحكم فيهما.

ان التغيير الجذري في البلدان المغاربية والعربية الخاضعة لأنظمة استبدادية تابعة للامبريالية في اتجاه أنظمة ديمقراطية شعبية مستقلة فعلا عن تحكم الامبريالية لن يمر إلا عبر تنظيم الصراع الطبقي وتطويره ومواجهة الثورة البرجوازية المضادة وتسليح الكادحين بتنظيمات ذاتية اكثر يقضة ووعيا يالأزمة الرأسمالية العامة وتسارع احتضارها وجرأتها في تحديد أهدافها ومواجهة كافة الالتفافات الممكنة على حركتها التحررية وقدرتها، عند إسقاطها للاستبداد، على تدبير أنظمة اقتصادية اشتراكية تكاملية بين البلدان والشعوب المقهورة معتمدة على الذات وقادرة على تحصين شعوبها دون السقوط من جديد في التبعية للقوى الامبريالية. فالثورة المغاربية والعربية بدأت ولم تمر بعد نحو مرحلتها الثانية التي سيشتد خلالها حدة الصراع والتناقضات وتتسارع امكانيات بناء التنظيمات السياسية العمالية القادرة على حسم الصراع لفائدتها.



#عبد_السلام_أديب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استراتيجيات خداع الجماهير
- ميكانيزمات التمرد الشعبي في البلدان المغاربية والعربية ودور ...
- الوعي الثوري في المغرب
- من أجل تحرر شعوب البلدان المغاربية والعربية
- شباب البوعزيزي يواجه الأنظمة المجرمة المجوعة لشعوبها
- تساقط حكم المافيات المغاربية والعربية الواحدة تلو الأخر
- الاستغلال الامبريالي – الكومبرادوري والفقر والجوع والتهميش ا ...
- تبخر وهم الاستقلال الشكلي وحكامة الكومبرادور في بلدان الشرق ...
- أية آفاق للانتفاضات المغاربية؟
- شعوب البلدان المغاربية تنتفض بعد سنين من المعاناة
- في كل مكان من العالم، تتحرك ردود فعل قوية للطبقة العاملة ضد ...
- عبد السلام أديب في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الصرا ...
- الاختفاء القسري في المغرب
- الهجوم البرجوازي أمام صمود وتحمل الكادحين
- مشروع القانون المالي لسنة 2011 وتطلعات الطبقة الكادحة
- في اليوم الدولي للنضال ضد الفقر أزمة الرأسمالية تجر الإنساني ...
- الدخول الاجتماعي وتصفية القوت اليومي للكادحين
- خصائص الصراع الطبقي في المغرب
- أزمة تدبير الأزمة العامة للنظام الرأسمالي
- في ذكرى تأسيس تنسيقيات مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية


المزيد.....




- ماذا جرى قبل انفجار -تيتان-؟.. كشف آخر ما قيل على متن -غواصة ...
- حملة تضليل روسية لصالح اليمين المتطرف الألماني
- العراق.. مسيرة تركية تستهدف اجتماعا لحزب العمال الكردستاني
- صديق القادري.. جنرال عراقي قاتل مع القياصرة ضد الثورة البلشف ...
- رحيل المفكر العربي البناني – الفلسطيني إلياس خوري
- مقتل عنصر وإصابة 2 من حزب العمال الكردستاني بغارة تركية في ا ...
- مواجهات بين متظاهرين والشغب أمام مبنى ديوان محافظة ذي قار
- سمير لزعر// مخطط تشريد الطبقة العاملة وتجويع الشعب يضع افوا ...
- بين هرم زوسر وضريح لينين أو ما هو دور الوعي الديني في بناء ا ...
- اليسار الفرنسي يبحث عن طريق للمضي قدمًا بعد منعه من المشاركة ...


المزيد.....

- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي
- تحديث. كراسات شيوعية (الهيمنة الإمبريالية وإحتكار صناعة الأس ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبد السلام أديب - تعمق الصراع الطبقي وضرورات مواجهة الكادحين للثورة البرجوازية المضادة