أعادة أعماراليابان وأعادة أعمار العراق

عبدالناصرجبارالناصري

الحوار المتمدن-العدد: 3325 - 2011 / 4 / 3 - 22:34
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    

أعادة أعماراليابان وأعادة أعمار العراق

وأنا أشاهد حجم الكارثة التي هزت اليابان لفت أنتباهي تقرير عن أعادة أعمار اليابان حيث أجرى معد التقرير لقاءا مع مهندسا يابانيا ليتحدث عن أعادة أعماراليابان فقال المهندس الياباني أن أعادة أعمار اليابان تتطلب وقتا طويلا نتيجة لماتعرضت له اليابان من دمار وأضاف المهندس أن أعادة الكهرباء فقط بشكل كامل يتطلب مدة زمنية مقدارها سنة واحدة لكي تعود الكهرباء مثلما كانت في السابق

فهذا التقرير يدل دلالة واضحة على أن البنى التحتية التي تدمر لايمكن أعادة تأهيلها في ليلة وضحاها وهذا ما أعترف به المهندس الياباني وكما أعترفت بهذه المدة الزمنية الطويلة نسبيا الحكومة اليابانية نفسها وهي حكومة اليابان البلد المستقر سياسيا وأمنيا والخالي من الأرهابيين والبعثيين والصداميين والقتلة والمليشاويين وهذا البلد الذي يتغنى به العرب وغير العرب وجميع العالم يتمنى أن يكون بلده مثل اليابان وكل مواطن في أي بلد يتمنى أن يكون عقله مثل عقل الياباني وها هو العقل الياباني يعجر عن تأهيل الكهرباء ويطالب بمدة سنة كاملة من أجل أعادة أعمار كهرباء اليابان ناهيك عن أعادة المشاريع السكنية والخدمية الأخرى والتي لانعرف كم من الوقت يحتاجوا لكي يعيدوا أعمارها

فمابالك بالعراق وماأدراك مالعراق البلد الذي أصيب بزلزال البعث وزلزال صدام حسين بحيث كل عام وكل شهر يحدث زلزالا في العراق يفوق الزلزال الياباني حتى وصل العراق الى هذا الدمار النهائي الذي نعيش آثاره وأطلاله اليوم

فهل من المعقول أن نعطي الحكومة العراقية الناشئة 100 يوم لكي تقوم بطمر آثار الزلزال الصدامي ؟ وهل من المعقول أن تكفي ال 100 يوم لأعادة أعمار العراق ؟ وهل من المعقول أن نمهل الحكومة يوم 100 من أجل أعادة أعمار الكهرباء ؟ وهل من المعقول أن نمهل الحكومة 100 يوم من أجل رفع المستوى المعاشي والمستوى التعليمي وووو؟ فهل من المعقول أن ننفذ نحن كعراقيين كل هذه المطالب في 100 يوم ؟

وعندما ننفذ هذه المطالب هذا يعني أن العراق أصبح أول بلد من ناحية التفكير العلمي ومن ناحية الصناعة والأبداع وهذا مايجعل اليابانيون يطلبون مساعدة العراقيين في أعادة تأهيل وأعمار اليابان !

وهذاطبعا ما نتمناه نحن كشعب عراقي عانى الويلات والويلات من الدكتاتوريات والظلم والأضطهاد ولكن الأمنيات غير الواقع نحن بلد محطم من جميع النواحي نحن بلد لازال في عصر الأمية نحن بلد لازالت نسبة غير المتعلمين تفوق نسبة المتعلمين نحن بلد أكثرنا لايقرأ ولايكتب نحن بلد لايستطيع أن يصنع ملعقة طعام وأن صنعها فستكون غير صالحة للأستهلاك البشري

ورغم مواصفاتنا هذه أبتلينا بمشاهد أخرى تزيد الطين بلة مثل الطائفية والمحاصصة والمليشيا ت والعشائرية والمناطقية والقتل على الهوية والمشاهد الدموية وكل ماهو مضر بالأنسانية

ولله الحمد مع كل هذه المشاهد وهذه المواصفات العراقية بدأ العراق الجديد يلتقط أنفاسه وبدأ ينموشيئاً فشيئأً وبدأ العراق الجديد على خطى أعادة الأعمار والتأهيل ولكن ماينقص العراق هو عدم تفهم هذا الشعب لحجم الكارثة الزلزالية التي خلفها صدام حسين والبعث التي تفوق زلزال اليابان ورغم هذا اليوم تجد العراق بدأ يتحسن بدأ يسد حاجة المواطن بدأت الصورة العراقية تتحسن بدأ ت ملامح صورة العراق الجديد تتضح ولكن ليس بالمستوى المطلوب الذي ننشده ونتمناه ولكن أن تبدأ بخطوة واحدة خيرا من أن لاتبدأ

وبعد ما أجرينا هذه المقارنة يجب علينا أن ننظر بعينين واسعتين لكي نمييز بين حجم الدمار الذي خلفه صدام حسين وحجم الأنجاز الذي بدأ ينمو
علينا أن ندعوا لهذا الأنجاز ان يستمر وعلينا أن نساعده وندعمه حتى ينمو أكثر وعلينا أن نكف عن المشاريع التي تدعو للأسقاط وللمظاهرات الأسقاطية لأن مثل تلك المشاريع الهدامة ذاق العراق والعراقيين مرارتها وهو اليوم ينفض غبارها ولايريد العودة لها

نعم أن هنالك من يسيء ومن يخطأ ومن لايعمل بجد ومن يسرق ولكن هذه هي مشاكل العمل التي ترافق كل مشروع بناء فلو سألنا أكبرمهندس في العالم هل توجد معوقات ومشاكل في العمل فسوف يجيبك نعم توجد مثل هذه المعوقات ويجيبك أيضا بل هنالك مخاطر كبيرة جدا ترافق الأعمار ونتمنى من الله أن يستمر العراق بهذه الخطى التي نعترف جميعا بعدم سرعتها ونطالبها بزيادة سرعتها ولكننا لو صبرنا عليها سوف تحقق هدفها المنشود وهو أعادة أعمارالعراق من الزلزال الصدامي والبعثي الذي دمر هذا العراق المليء بالخيرات

#عبدالناصرجبارالناصري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات