|
دساترة وأخوانجية عملاء الامبريالية
محمد علي الماوي
الحوار المتمدن-العدد: 3325 - 2011 / 4 / 3 - 15:56
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تقديم: دساترة واخوانجية عملاء الامبريالية أقدم فيما يلي وثيقة من الارشيف تتناول نضال الشيوعيين الماويين في تونس ضد سياسة الاتجاه الاسلامي والذي تم تحت شعار: دساترة واخوانجية عملاء الامبريالية. وتكمن أهمية هذه النصوص في تبيان حقيقة الصراعات التي حصلت بين الدساترة-الحزب الحاكم- والاخوانجية وتفضح سياسة النهضة والجماعات الاسلامية التي تحاول فرض واقع التخلف في تونس رغم المكاسب التي حققتها الجماهير في نضالها ضد الامبريالية والانظمة العميلة. ترفع بعض التيارات الاسلامية شعار الخلافة الاسلامية مثل حزب التحرير الذي منع من النشاط القانوني وترفع النهضة شعار مسايرة الاوضاع والتظاهر بتبني الديمقراطية على مستوى التصريحات القيادية في حين ان القواعد تنادي بتطبيق الشريعة الاسلامية وتنظم النهضة المسيرات الداعية الى "تونس الحجاب تونس النقاب" الخ من الشعارات التي تقنن النظرة الدونية للمرأة ... تستعمل الامبريالية مثل هذه التيارات الاسلامية لتهميش النضال ضد الامبرالية والعملاء وتقدم الصراعات في شكل صراعات كتل من أجل السلطة : اخوان- دساترة جدد اواخوان ودساترة جدد ضد دعاة الجمهورية الثانية وضد اللائكية الخ...تبين النصوص بما فيه الكفاية ان الصارع دساترة-اخوان لايخرج عن إطار البدائل الامبريالية. لايملك الاخوان برنامجا سياسيا واقتصاديا مخالفا لما يطرحه النظام الامبريالي فبرنامج النهضة في تونس هو برنامج الاستعمار الجديد أي الهيمنة الامبريالية والتخلف الاقطاعي من أجل استعباد الانسان. أعيد نشر هذه النصوص لتبيان نفاق التيار الاسلامي الذي ساند في وقت معين الجنرال المخلوع وهو لم يساهم في الانتفاضة الحالية(ديسمبر جانفي 2011 ) لامن قريب ولا من بعيد والان وبعد حصوله على تأشيرة العمل القانوني اصبح يزايد بمبادئ المجتمع المدني على مستوى الخطاب الرسمي في حين ان خطبه في المساجد تثبت عكس ذلك وتفضح أفكاره الرجعية المتصلبة والمعادية لكل نفس وطني وديمقراطي. أنشر هذه النصوص في الحوار المتمدن لان الجماهير العربية في حاجة أكيدة الى الاطلاع على ممارسة الاخوان في تونس ولان الحوار المتمدن يقدم الخدمات الجليلة الى كل المثقفين والجماهير العربية المتطلعة نحو غد أفضل. الظلامية بديل إمبريالي
تعمد الإمبريالية بإعتبارها نظاما إقتصاديا وسياسيا رأسماليا بلغ أعلى مراحل تطوره وتفسخه إلى محاولة تأبيد هيمتنها الإقتصادية والسياسية والثقافية على الأمم والشعوب الواقعة تحت سيطرتها ولكي تضمن تواصل هذه الهيمنة فإنها تتحالف مع أكثر طبقات المجتمع رجعية فى تلك البلدان ومع أشد الشرائح إستعدادا للعمالة والتواطئ . وفى هذا الإطار كان إعتماد الإستعمار المباشر فى الوطن العربي على الطبقات البرجوازية الكمبرادورية والإقطاعية التي طورت معها علاقاتها التحالف السياسي المبني على تشابك المصالح الإقتصادية . وقد ترافق ذلك مع دعم المستعمر للتعبيرات السياسية والثقافية لتلك الطبقات مقابل تشديد القمع على بقية الطبقات الشعبية وتعبيراتها السياسية المناضلة ضد الإستعمار . فى هذا الإطار يتنزل التوافق إجمالا بين المستعمرين وحكام مختلف الأقطار العربية الذين قبلوا التحول إلى مجرد أدوات شكلية تستعملها الإمبريالية لتمويه تحكمها فى رقاب الشعب . وفى هذا الإطار يتنزل كذلك تنامي تعامل الطبقات الرجعية المذكورة وأحزابها السياسية مع الإستعمار الجديد وعقدها معها الصفقات المشبوهة التي أبقت على مصالح الإمبريالية فى صيغة الإستعمار غير المباشر بعد أن أفلست أشكال الحضور الإستعماري المباشر. وتسلمت قوى سياسية عميلة السلطة فى ظل هذا الواقع الجديد وهي قوى هيأتها الإمبريالية منذ زمن للعب هذا الدور وبإحتداد النضال الوطني والصراع الطبقي كان من اللازم بالنسبة للإمبرياليين أن يعملوا على تنويع خياراتهم وتجديد بدائلهم ولكن كل تلك الخيارات والبدائل لا تخرج فى جوهرها عن إطار التحالف الطبقي الرجعي البرجوازي الكمبرادوري الإقطاعي الذى إعتمده ومازالوا يعتمدون عليه ومع ذلك فإن تاريخنا الحديث حافل بالنضالات الوطنية المناهضة للإستعمار فى شكليه القديم والجديد وبالنضال المستميت ضد الصهيونية وضد عملاء هؤلاء الأعداء والذى خاضته جماهير الشعب تحت قيادات وطنية من الشرائح البرجوازية الوطنية أو من القيادات العمالية . وهو الأمر الذى أفضى بالإمبريالية وعملائها إلى شن حرب لا هوادة فيها ضد كل مظاهر التحرر وضد القوى السياسية والتعبيرات الثقافية المناهضة للهيمنة الإمبريالية والتخلف الإقطاعي والتفسخ الكمبرادوري. وقد تجسد ذلك فى التصفية الجسدية للأجنحة المتجذرة فى حركات التحرر من الإستعمار المباشر وفى حملات القمع المتتالية ضد القوى السياسية المتبنية للفكر العلمي للماركسيين اللينينيين الماويين على وجه الدقة وضد كل الحركات الفكرية والتيارات الثقافية التي تعمل على تأسيس تفكير مستنير مناهض للتخلف الإقطاعي وللهيمنة الإمبريالية فى آن واحد , و قد إقترن ذلك بتشجيع الحركات السياسية والثقافية الموغلة فى التخلف لتنتشر النعرات الدينية والطائفية التي تحول الصراع عن مجراه الحقيقي وتخرج به من إطار الصراع بين الإمبريالية وأعوانها من صهاينة وعملاء إلى صراع فى صفوف الشعب بين مؤمنين وكفار ، بين مسيحيين ومسلمين أو بين شيعة وسنة إلخ ... وفى هذا الإطار يتنزل ذلك الدعم الدائم الذي ظل قائما رغم تفاوت أهميته الكمية من فترة إلى أخرى حسب حاجة الإمبريالية له ،الدعم الذي حضيت به الحركات الظلامية سواء أكانت أحزابا سياسية مثل منظمة الإخوان المسلمين فى مصر التي رعاها الأنجليز أو حركة الإتجاه الإسلامي فى تونس التي نمت فى أحضان حزب الدستور برعاية أمريكية – على سبيل المثال – أو حركات ثقافية دينية مثل الطرق الصوفية التي كانت تتمتع بالرعاية الكاملة من المستعمرين – بإستثناء بعض الحالات القليلة التي تمردت فيها على الإستعمار ومثل المنظمات الثقافية والجمعيات الأصولية التي تنشر الخرافة والدروشة فى شتى أرجاء الوطن العربي تحت غطاء محاربة الفساد الأخلاقي والعودة للسلف الصالح ،ونشر الدعوة ، وهي تحارب فى الحقيقة كل تطلع جدي نحو التخلص من الجهل والتخلف ،وتحارب التخلص من منبعهما الإستعماري ،وتحارب العلم ،وتعرف هذه الجماعات بأسماء جديدة مثل التبليغ والدعوة والتكفير إلخ ... إن إستناد هذه الأحزاب وهذه الفرق إلى الدعم الإمبريالي ليس أمرا جديدا ولكنه أخذ أبعادا مختلفة عن السابق ووقع توظيفه فى الصراع بين مختلف القوى الإمبريالية وإمتداداتها المحلية . لقد منيت البشرية التقدمية بخسارة فادحة عندما إنهار النظام الإشتراكي العالمي وزالت الأنظمة الإجتماعية المجسمة له والتي ظهرت خاصة أثناء ثورة أكتوبر 1917 فى الإتحاد السوفياتي و فى 1949 فى الصين مما ساهم مساهمة فعالة فى نشر قيم الإستنارة وأرجع الإعتبار لقدرة الإنسان على مواجهة مصيره وتحرره من قوى القهر والتخلف وقد ترافق ذلك بهبة تحريرية وطنية عارمة فى مجمل الأمم والشعوب المضطهدة وبدا لفترة من الزمن أن المعركة قد حسمت نهائيا بإنهيار النظام الإمبريالي وسقوط معاقل الإستعمار القديم وتفرز المنظومة الإشتراكية وسيادة قيم العلم والتقدم على كافة الأصعدة ولكن ومثلما أشار إلى ذلك معلمو الإشتراكية العلمية فإن المعركة بين النظام الإقتصادي والسياسي والفكري القديم والنظام الجديد سيبقى رهين صراع يراوح بين المد والجزر ويتضمن الهزائم والإنتصارات ولن يتقرر مصيره النهائي لصالح المستقبل التقدمي للأنسانية إلا بعد عقود أخرى وربما قرون أخرى وفى هذا الإطار تتنزل مرحلة الجزر الحالية التي شملت كل أرجاء العالم فقد ترافق إنهيار النظام الإشتراكي فى كل من الإتحاد السوفياتي بعد وفاة الرفيق ستالين والصين بعد اغتصاب عصابة هواكوفيغ- تيغ سياوى بينق السلطة مع تراجع حاد فى زخم حركات التحرر الوطني فتعددت الهزائم والإنكسارات منذ 1967 فى الوطن العربي وحتى الإنتعاشات الظرفية لم تعمر طويلا سواء فى فلسطين أو ظفار أو غيرها وأخذت تهب ريح الإستسلام للهيمنة الإمبريالية وبدأ التنظير للإعتراف بالعدو الصهيوني والتطبيع معه . وبدا أن الإمبريالية فى حاجة إلى بدائل جديدة –قديمة – أكثر قدرة من الأحزاب المهترئة لتمرير سياساتها التي تتطلب الإستسلام الكامل للإمبريالية والصهيونية وتصفية بعض المكاسب الجزئية التى حققتها الجماهير فى مراحل نضالها الوطني السابق وقد كانت الحركات الظلامية أكثر الأطراف تهيؤا للعب هذا الدور وذلك لإرتباطها عالميا بالإمبريالية الأمريكية التي أصبحت تتزعم ما سمي بالنظام العالمي الجديد خاصة بعد حرب الخليج ،كما ترتبط بالرجعيتين الخليجية والسعودية خاصة والرجعية الإيرانية وهما طرفان يضمنان الغطاء المعنوي لأتباعهما ويضمنان التمويلات السخية بالبترودولار الذي يخصص جزء منه لتمويل الفرق الظلامية من الفرق الأفغانية التى حاربت مع الأمريكان لتحرير "الكويت " إلى حركة النهضة بتونس التي تلتجئ للسفارة الأمريكية متظلمة كلما أحست بأن السلطة تضيق عليها الخناق ،فى الوقت الذي يستنجد فيه هذا الأخير بالأطراف الأمريكية الأخرى وتعقد الأمل على الإمبريالية الفرنسية لتشفع له فى صراعه مع البديل النهضوي . وإذا كنا نتحدث عن مرحلة ظرفية تعيشها البشرية من الجزر وإذا كنا نفهم عودة المفاهيم الأشد تخلفا فى المجالات السياسية مثل الحركات العنصرية والفاشية والنازية فى أوروبا وفى البلدان الرأسمالية المتقدمة وسيادة الأشكال الأكثر تفسخا من التحريفية وهي البيريسترويكا التى أغرقت البلدان التي كانت بالأمس أنظمة ديمقراطية شعبية فى متاهات الصراعات العرقية والقومية وإعادة سيناريو البلقنة إلى أوروبا والاتحاد السوفياتي فعلينا أن ندرك أبعاد إنعكاس كل ذلك على الوطن العربي الذي يراد له أن يرتد فيه الصراع عن محاوره الحقيقية بإعتباره يعيش فترة تاريخية يحكمها تناقض أساسي بين الإمبريالية من ناحية والشعب من ناحية أخرى و يرتبط بكل طرف من هذين الطرفين جملة من التعبيرات والقوى المتواجهة . والمطلوب اليوم إمبرياليا هو تهميش هذا الصراع ليتم تمرير إخضاع المنطقة سياسيا واقتصاديا وعسكريا بالكامل للنفوذ الإمبريالي الصهيوني وإحلال "السلام الأمريكي" الذي يعنى فرض الإستسلام بالكامل وتمرير سياسات الإضطهاد والنهب والقمع فيحتل الوطن ويستغل الشعب وتفرض سياسات النهب والتجويع ويهمش كل ذلك بإفتعال صراعات جانبية هي من صنع الإمبريالية وموظفة لصالحها فيتحول الصراع من صراع إمبريالية شعب إلى صراع بين الشيعة والسنة ،بين الأكراد والعرب ،وبين حزب النهضة وحزب الدستور أو بين جبهة الإنقاذ فى الجزائر وجبهة التحرير. إنها مؤامرة كبرى تنفذها الإمبريالية وعملاؤها ومن واجب الثوريين كشفها والتصدي لها . إن واجب التصدي يقتضى الإيمان بأن حالة الجزر هي حالة مؤقتة وأن للجهد النضالي الذي يبذل دورا فى إيقافها وأن مستقبل الإنسانية سيكون فى النهاية مرتبطا بدفن الإمبريالية وكل أشكال الإضطهاد والإستغلال والقمع المرتبطة بها وبدفن الطبقات الرجعية المتحالفة معها مثل طبقتي البرجوازية الكمبرادورية والإقطاع فى وطننا ،ودفن تعبيراتها السياسية سواء أكانت أحزابا مفضوحة فى السلطة تضطهد الجماهير وتبيع الوطن أو بدائل رجعية إصلاحية أو ظلامية على وجه الخصوص- وفى هذا الإطار يأتي تقديمنا لهذا الملف الذي يفضح حقيقة البديل الظلامي . إننا كشيوعيين ماويين وكوطنيين ديمقراطيين نرى أن صراعنا ضد الظلامية لا تنسينا مواجهة أحزاب السلطة التي تنفذ السياسات الإمبريالية لذلك فإننا نتباين كليا مع المواقف الإصلاحية التي بإسم محاربة الظلامية تتذيل للبدائل الرجعية الأخرى وتصطف عمليا وراء السلطة وأحزابها وتساهم فى قمع الجماهير وتلعب دورا ولو ثانويا وذيليا فى تهميش القضايا الأساسية لنضال الشعب . إننا ندعو للنضال المتماسك ضد كل البدائل الإمبريالية وإذا كانت أحزاب السلطة مفضوحة بما فيه الكفاية وهو ما سبب إرتماء أعداد غفيرة من أبناء الشعب فى أحضان الظلاميين هربا من تلك الأحزاب فإننا سنسعى بهذا الملف لفضح البديل الظلامي الذي لا يقل عمالة ورجعية حتى لا يقع الشعب فريسة الدعاية المضللة لأعدائه.
لا لمساندة النظام أو الإخوانجية أعداء الشعب
يتضمن هذا النص موقفا ثوريا من محاكمة الإخوانجية في تونس سنة 1987 . دارت كما هو متوقع جلسات محكمة أمن الدولة لتكشف القناع عن الممارسات الإرهابية للنظام ولحركة الإخوان وعن تناقضاتهما الداخلية وإرتباكهما وتناحرهما من أجل مزيد إضطهاد الجماهير . فبعد أن أسهم النظام وحزبه الدستوري فى خلق الحركة الإخوانجية للإستعانة بها على ضرب الوعي الثوري والفكر الشيوعي وعلى تهميش النضالات الزاخرة للشبيبة المناضلة ثم للطبقة العاملة وباقي الطبقات الشعبية الأخرى ، بعد كل ذلك ها هو التحالف الطبقي يعمل على إبقاء الهيمنة الإمبريالية والإضطهاد الإقطاعي على المجتمع إذ يشترك الحزب الدستوري وحركة الإخوان فى هذا الهدف الإستراتيجي فتراهما يلازمان الصمت المطلق المتبادل حيال عمالة كلاهما للإمبريالية العالمية . فليس من قبيل الصدفة أن تتكتم مئات المقالات والمناشير الإخوانجية عن الهيمنة الإمبريالية الأمريكية والفرنسية وغيرها بتونس وحتى وإن ورد حديث عن "الغرب " و"التغريب" فالمقصود منه دوما هو فصل الجماهير عن الجانب التقدمي والثوري فى الفكر الإنساني والعودة بها إلى القرون الوسطى وإلى عصورالإنحطات الإقطاعي . أما إمتصاص ثروات الشعوب وإستعبادها تحت الإستعمار المباشر والجديد وأما إجراءات صندوق النقد الدولي والإستغلال المتواصل للجماهير وسحب مكاسبها فهي دوما تجد التبريرات والفتاوي من طرف الإخوانجية لكسب ود النظام والإمبريالية والإنتعاش فى ظلها. ويتكتم النظام الذى يتشدق بمحاكمة "حركة الإخوان " من أجل إرتباطها بالنظام الخميني الظلامي ،يتكتم عن علاقات هذا النظام الحميمة وخاصة بعض كتله بالإمبريالية الأمريكية وبالكيان الصهيوني . كما أنه يتكتم عن زيارات قادة حركة الإخوانجية للسفارة الأمريكية والفرنسية والألمانية وغيرها ، ويتكتم عن علاقات هذه الحركة الوطيدة بالنظام السعودي الرجعي والصراع السعودي الإيراني على تمويل هذه الحركة وتطبيعها لصالح المخططات الإمبريالية والرجعية بل والضغوطات التى تمارسها حاليا السعودية وبعض الأوساط الإمبريالية لحصر الإعدامات فى عناصر جّمال فقط . وقد إستشهد بعض الإخوانجية لدى إستنطاقهم أمام محكمة أمن الدولة بزيارات قادتهم للسفارة الأمريكية للتدليل على أن زيارتهم للسفارة الإيرانية ليست حالة شاذة فى العمالة بل إن أحد المتهمين قال بالحرف الواحد "كيف نتهم بالعمالة لإيران والحال أن إحدى الصحف الإيرانية وصفت الغنوشي بأنه عميل الولايات المتحدة الأمريكية "؟ إن الإخوانجية يدافعون عن أنفسهم بالمزايدة على النظام فى العمالة للولايات المتحدة وبفضح التحالف المتين السابق بين النظام والإخوان . فقد ذكّر البعض بلقاءات مورو(وجه خوانجي) –مزالي(الوزير الاول) وبفتح كل الإمكانيات أمام الإخوان للعمل والإنتعاش فى الجوامع والمعاهد والنوادي والإتحادات النقابية والمهنية وفى الكليات والأحياء الجامعية والمصانع والمؤسسات الإدارية . وقال أحد المتهمين أن مورو إلتقى بمزالي بحضور الوزراء المازرى شقير وفرج الشاذلي وعبد الرزاق الكافي ( مما عجل بسقوط هذا الأخير من وزارة الإعلام ). وذكر أحد المتهمين أنه مندهش لإعتقاله بعد أن كان يقوم بوساطة بين "الحركة " وضابط سامي فى وزارة الداخلية وإستشهد آخر بكونه "مواطن صالح" شارك فى "الإكتتاب الوطني " وفى "الإنتخابات التشريعية " وإستظهر العديد من المتهمين فى قضايا الإخوانجية ببطاقات إنخراطهم فى الحزب الدستوري-الحزب الحاكم- ، و ذكّروا ب"الخدمات الجليلة " التى قدموها للإدارات بالتجسس على الطلبة والجماهير وخدمتهم فى الشبيبة الدستورية. وقد عملت جريدة "الصباح" بالخصوص على إبراز هذه الأحداث للدفاع عن الإخوانجية قدر المستطاع قبل أن يتم تحجيرها من طرف السلطة . إلا أن كل هذا التزلف لم يجد نفعا كما لم تجد نفعا كل أنواع المغازلة للنظام وإنكار التفكير فى تغييره والتنصل من التفجيرات ومن إستعمال ماء الفرق والتظاهر بالنزعة السلمية وبدموع التماسيح . فلماذا هذا التناقض بين ممارسة الإخوانجية وأقوالهم ؟ ولماذا التناقض بين القول والصنيع ؟ وكذلك لماذا لم تنفع مسرحية محاكمة أمن الدولة فى وصل ما إنقطع بين النظام والإخوان ؟ ولماذا أصر النظام على تصفية الحساب مع الخصوم والحلفاء بواسطة المحكمة الأشد قمعا وبواسطة الإعدامات ؟ إن المواجهة بين هذين الطرفين لم تحدث بسبب وقوف أحدهما فى صف الشعب ورغم ما يتظاهر به الإخوان من كونهم "ضحايا " ومن كونهم "يواجهون النظام " بمفردهم ، فإن هؤلاء يخبؤون للشعب أبشع وسائل التعذيب والإرهاب فى صورة إستحواذهم على السلطة ،وقد بدؤوا سابقا بإعتداء على المناضلين فى الحركة الطلابية وعلى النقابيين وذلك تحت أنظار البوليس والإدارات وحمايتها . إن مواجهة الإخوانجية اليوم للنظام لا تخرج عن "معاقبتهم " له على تغيير تكتيك التحالف معهم بتكتيك الصدام . وهي محاولة لدعوته للعودة إلى التكتيك الأول . ويحاول الإخوان أحيانا المزايدة كذلك ببعض مطالب الجماهير وببعض شعاراتها الحساسة لتتلون بمظهر ثوري ومغالطة الشعب والظهور كبديل وإمتصاص كل طموح للتغيير الجذري وتطويعه فى الصراع بين مختلف الشرائح الكمبرادورية الإقطاعية للمحافظة على جوهر النظام الإقتصادي والسياسي والإجتماعي بل ومزيد إغراقه فى الممارسات والأطروحات الظلامية وزرع الطائفية . فى حين تكشف الأيام إمعان الإخوانجية فى طمس الصراع الطبقي والنضال الوطني وتهميش مشاكل الجماهير الحقيقية مثل الأجور والأسعار والأرض والضمانات الإجتماعية ...إلخ وتعويضها بقضايا مصطنعة تحول الوعي والأنظار لمثل الخمار وهلال العيد إلخ . أما النظام فهو يحاول التظاهر بكونه "رائد الفكر التقدمي " والعلمانية محاولا البروز بمظهر المنقذ من نظام متخلف فاسد وإخوانجي وبذلك يحاول الحزب الدستوري طمس مسؤوليته الحقيقية فى بعث حركة الإخوانجية وتغذيتها بنشر الفكر الديني الظلامي والخرافي وعدم فصل الدين عن الدولة وعن التعليم . كما يحاول الحزب الدستوري طمس نظامه المتخلف والفاسد الحالي والذى يغرق الشعب فى ظلمات الإستغلال والنهب الإمبريالي والعمالة للإستعمار الجديد والتستر على النشاط الصهيوني ،والذى يرفع الأسعار بصورة جنونية ويخفض الأجور ويخصمها بدون موجب ليبذرها فى السرقات والبذخ والمشاريع الطفيلية وأعياد الميلاد والمآدب الفاخرة والإستقبالات إلخ . كما أن هذا النظام الذى يتظاهر بإنقاذ الشعب من "مستقبل مظلم " هو الذى أذاق الجماهير ماضيا وحاضرا حالكا .فهو يكيل لها ويلات القمع والمطاردات والمداهمات وحملات التمشيط الجماعية والإعتقالات والتعذيب الوحشي والإعدامات وهو الذى يعزز الإرهاب البوليسي بتصعيد العسكرة المتزايدة وبزرع الميلشيات الدستورية و لجان اليقظة والرعاية التى تحتسب على الجماهير حتى أنفاسها . لقد حاول كل من الحزب الدستوري و"حركة الإخوان" ستر النفس بفضح جرائم الطرف الثاني وإستغلال تفاقم الأزمة الإقتصادية والسياسية الخانقة للقوى الرجعية لتحميلها على كاهل الجماهير أولا وعلى حساب الطرف الثاني ثانيا . إن شهر العسل بين النظام والإخوانجية فى فترة مزالي قد إنقضى بعد أن سال لعابهم لكرسي الخلافة كما إنقضى شهر العسل بين الإمبريالية الأمريكية والنظام الإيراني بعد إفتضاح صفقة إيران-غيت . فتفجرت الخلافات فى صلب الإمبريالية الأمريكية كما تفجرت الخلافات فى صلب النظام الإيراني بين اجنحته المختلفة وقد إنعكست هذه الخلافات على العملاء فى تونس سواء فى صلب النظام أو فى صلب الإخوانجية فتم عزل مزالي الوزير الاول- والتطلع لضرب من تحالف معه مثل الإخوانجية .وتمت فى إيران ،بعد فضح صفقات الأسلحة الأمريكية الصهيونية الإيرانية،محاولة إنتعاش جماعة منتظري –هاشمي المشرف على تصدير "الثورة الإيرانية " فوقع تعزيز التنظيمات الموالية لإيران سواء بالدعم المالي والعسكري أو بالإندساس داخل الحركات الموالية للسعودية وفى هذا الإطار،تم تغيير ميزان القوى داخل "حركة الإتجاه الإسلامي" لصالح الجناح الإيراني الداعي لتحقيق إنتصار فوري وحرق المراحل للإستحواذ على السلطة فى تونس خاصة بعد إبعاد الحليف الشبح مزالي وبعد كشف مقر أرشيف الحركة فى 1986 .فكان مؤتمر الإخوان فى 1987 هو مؤتمر التصعيد والدعوة لإسقاط النظام بإعتبار أن أزمته تجعله بمثابة الثمرة الناضجة للقطاف تنتظر بعض الخطب الحماسية والمتلاعبة بالشعور الديني للجماهير وتنتظر بعض الأعمال الإنقلابية للإخوانجية الذين إندسوا داخل الجيش والشرطة والحزب الدستوري ( وقد تستر النظام على كل ذلك فى أبحاثه ومحاكماته حفاظا على ماء الوجه ) . إلا أن الأحداث لم تتطور وفق رغبات منتظري وهاشمى أو غنوشي-الجبالي بل عرف الخميني ورفسنجاني كيف يستغلا فضيحة إيران –غيت لتصفية خصومهم (تقليص نفوذ منتظري والحكم بالإعدام على هاشمي ومعاونيه ) كما تواصلت لعبة التظاهر بمواجهة الولايات المتحدة والغرب عبر التهديدات للطلبة وخطف الرهائن وغيرها من المناورات الهادفة لمغالطة الرأي العام العالمي فى مقابل مواصلة مد الجسور المتينة مع الدول الإمبريالية والحصول منها على أطنان الأسلحة وتعزيز العلاقات بالكيان الصهيوني والنظام العنصري فى جنوب أفريقيا ، ومضاعفة الصادرات النفطية الإيرانية للبلدان الإمبريالية . وفى تونس قرر النظام إستغلال الفرصة لتقليص نفوذ خصم عنيد أخذت تراهن عليه الأوساط الإمبريالية و الرجعية وتعده كأحد البدائل لإطالة أنفاس الإستغلال وللحفاظ على مصالحها . وإذا كانت التصفيات تتم داخل النظام الإيراني بإعدامات فما بالك بين أطراف سياسية رجعية مختلفة . فالحزب الدستوري يرى فى إنتصار الإخوانجية مصير الشاه و زبانيته و الإخوانجية يرون فى هزيمتهم مصير حركة الإخوان وزعيمها حسن البنا فى مصر إثر تحالفهم مع الملك فاروق ثم إغتيالهم للنقراشي وفك التحالف ومحاكمتهم وقتل البنا . ولذلك قرر كل طرف سياسة التصعيد لإسقاط الطرف الثاني . وأمام هذا الصراع نجد الأحزاب الإصلاحية "المعارضة" المزعومة تقف فى صف أحد الطرفين الرجعيين فبعضها ساند النظام فى صراعه مع الإخوانجية ويتمسح له بحثا عن موقع فى حكومة إئتلافية وهمية أو بناء على حسابات مصلحية ضيقة. أما البعض الآخر فقد هزه الحماس للتذيل إلى الإخوانجية والدفاع عنهم والتنديد بالإعتقالات رافعين قشرة إحترام حقوق الإنسان للدفاع عن تيار دموي من مبادئه العودة إلى القرون الوسطى و إذلال الإنسان و دوس حقوق الانسان وحقوق المرأة بالخصوص. إن الموقف الثوري الوحيد هو التنديد بالنظام الدموي الرجعي وبالتيار الظلامي الإخوانجي وتنبيه الجماهير إلى أن الصراع بينهما هو خصام فى صلب أعداء الشعب . فليست هذه هي المرة الأولى التى يأكل فيها النظام أصابعه فقد حوكم الجلاد مزالي و قيقة-وزير الداخلية- و أطردت وسيلة بورقيبة فهل ندافع عنهم؟ كلا . إنه بالرغم من إيجابية هذا التناحر الذى يوفر للجماهير وللقوى الثورية فرصة إستغلال هذا الإنشغال لإستعادة الأنفاس ، فإن المضار المنجرة لحركة الجماهير من جراء هذا التناحر هي عديدة فقد تم تهميش مشاكل الجماهير الحقيقية وإستغلال الفرصة من طرف النظام لتمرير تعليمات صندوق النقد الدولي عبر المخطط السابع وتحرير عدة أسعار وتقوية نسق الطرد الجماعي وإفراغ المؤسسات من العناصر الثورية كما إستغل النظام الظرف لتقوية الإرهاب البوليسي العسكري الحزبي و ضرب المنظمات الجماهيرية ودوس الحريات وتخويف الجماهير وزرع نزعة الإنكماش وعدم التحرك من أجل المطالب العادلة .
الرجعيون يرصون صفوفهم فى مواجهة جماهير الشعب
إبان تصاعد الخلاف بين الدساترة والإخوانجية ،أكد الماركسيون اللينينيون-الماويون فى تونس أن الأمر لا يخرج عن دائرة التناقضات المتحكمة بالإئتلاف الطبقي الممسك بجهاز الدولة وأن إتجاه سير الأحداث سوف لن يفضي إلا إلى إعادة ترتيب شؤون طبقتي الكمبرادور والاقطاع على نحو يكفل تأمين مصالح كل منهما فى مواجهة جماهير الشعب . وقد تتالت الأحداث لتؤكد صحة هذه التقديرات مبينة بجلاء أن أعداء شعبنا برغم خلافاتهم التى قد تصل إلى وضع هذا أو ذاك وراء القضبان لفترة من الوقت متكاتفون متضامنون رغم كل شيئ . فبعد أشهر قليلة قضاها أمير الجماعة الظلامية فى السجن تم إطلاق سراحه ليصرح: " إن ثقتنا فى الله وفى السيد الرئيس عظيمة "(1) وسرعان ما عادت لغة التناغم بين الدساترة والإخوانجية إلى حالها المعهود مذكرة بمسلسلات سابقة من ضمنها وقوف الإخوانجية ضد إنتفاضة 26 جانفى –كانون الثاني العمالية عندما أعلنوا أن "المطالبة بالحقوق الإقتصادية والسياسية أمر مشروع دينا ونصت عليه كل القوانين الدولية إلا أن التعبير عنه لا بد ألا يتعدى الوسائل الديمقراطية أما أن نخرب ونحرق ونتعدى تحت عنوان المطالبة بالحقوق فهو أمر تستنكره الأصوات الحرة وترفضه كل فصائل الشعب " (2) . يضاف إلى ذلك تنديدهم المفضوح بعملية قفصة البطولية سنة 1980 ودعمهم لحكومة مزالي الذى إستقبل كل من الغنوشي ومورو والجبالي سنة 1985 فى اللحظة التى كان يجرى فيها الهجوم على المنظمة النقابية الإتحاد العام التونسي للشغل . وفى إستمرار لهذا المسلسل أعلن مورو-الوجه الثاني للاسلاميين- فى 15-09-1988 فى معرض حديثه عن العلاقة بين الإخوانجية ودساترة "العهد الجديد" : " إننا نؤمل كل الخير فى أن تتوطد علاقة الحوار والتفاهم بين الحركة والحكومة وأؤكد بالمناسبة أن حركة الإتجاه الإسلامي مستعدة للمساهمة بفعالية فى النهوض بأوضاع تونس ودعم شعارات العهد الجديد فى نطاق الشرعية وإحترام دولة المؤسسات والقانون "(3) ولوح بعد ذلك فى تصريح آخر بالعلاقة العضوية التى تربطه بالرجعية العربية فى الخليج ودورها فى إسناد النظام العميل عندما أعلن :" إن الحركة الإسلامية لها صداقات وفى إمكانها أن تطلب من هذه الصداقات أن تقيم مشاريع داخل البلاد أو خارجها خاصة بعد تنقية المناخ السياسي الذى بتعفنه خلال السنوات الماضية حال دون إستثمار إخواننا فى الخليج أو فى المملكة العربية السعودية لكن الآن وحركة الإتجاه الإسلامي تأخذ موقعها قانونا فى الساحة السياسية وأبناؤها يلتزمون بالهدوء وباللغة السياسية حسب ما يضبطه القانون من شأنه أن يزيل الحاجز . " (4) وفى الجانب الآخر رد رموز الزمرة الدستورية على الود بالود ولم يتركوا أية فرصة تمضى دون أن يعلنوا عزمهم على إعادة الإعتبار" للدين الحنيف" وإتخذوا جملة من الإجراءات القاضية بخونجة الحياة الإجتماعية وتم إستقبال الغنوشي من قبل الجنرال بن علي فى قصر قرطاج ويجرى الإعداد لتمكين حركته من تأشيرة الإعتراف القانوني بعد أن ساهم ممثل عنها فى التوقيع على الميثاق اللاوطني وبعد تسمية مورو عضوا فى المجلس الإسلامي الأعلى. وتدل هذه الوقائع على الترابط العميق بين الطبقات المكونة للإئتلاف الحاكم الذى لا يجد أمامه من سبيل فى مواجهة الأزمة الإقتصادية ونهوض الحركة الإضرابية والمظاهرات الجماهيرية غير صهر قواه وتوحيدها والمراهنة على سياسة التضليل والخداع ونشر الأكاذيب حول توجهاته الديمقراطية المزعومة آملا بذلك مصادرة الوعي الثوري الذى راكمته قطاعات واسعة من جماهير شعبنا عبر تجاربها التاريخية على إمتداد السنوات الأخيرة لقد أدركت جماهير الشعب العربي فى تونس من خلال التجربة الملموسة الوجه الحقيقي للزمرة الدستورية وكشفت القناع عن الشعارات التمويهية التى حاولت فى كل حين الإختفاء وراء بريقها ك "الوحدة القومية " و"بناء مجتمع الرقي والإزدهار " و " اللحاق بركب الأمم المتحضرة " و " القضاء على الأكواخ " وجسدت بدماء شهدائها تناقضها العدائي مع هذه الزمرة وهاهم الإخوانجية يحاولون الآن خداعها بشعارات التقوى والورع التى تخفى وراءها ليس فقط تأبيد أوضاع البؤس السائدة وإنما كذلك التوغل فى عهود الظلام المطبق على كافة الأصعدة إن موعظ "العهد الجديد " وتراتيل الإخوانجية مهما توفر لها من وسائل مادية لنشرها على أوسع نطاق ممكن لن تنجح فى طمس حقيقة الأزمة المتحكمة بالنظام العميل ولا فى الحيلولة دون إندلاع الحريق الثوري القادم لا محالة . فالأزمة الإقتصادية ما فتئت تتعمق حيث شهدت نسبة التضخم تزايدا مستمرا خلال السنوات الثلاث الماضية ( 6 بالمائة سنة 86 و 7 بالمائة سنة 87 و 9 بالمائة سنة 1988 ) أما الأسعار فقد تتالى إرتفاعها على نحو لم يسبق له مثيل . هذا فى الوقت الذى ظلت فيه الأجور مجمدة منذ سنة 1983 ولم تغير الزيادات الأخيرة فى الوضع شيئا حيث أنها لا تسمن ولا تغنى من جوع كما يقال . وليست أزمة النظام العميل إلا صدى للأزمة العالمية التى تعيشها الإمبريالية المحتضرة ولن تنجح محاولات تطويقها برغم قروض صندوق النقد الدولي وإملاءاته وأموال الرجعية الخليجية التى يلوح الإخوانجية بتسهيل دخولها إلى تونس. و بالنسبة إلى جماهير شعبنا فإن هذه الأزمة لا يمكن الخلاص منها بغير تنفيذ برنامج الثورة الوطنية الديمقراطية من خلال بناء أدوات النضال الملائمة التى يأتى فى صدارتها اليوم الحزب الماركسي اللينيني والجبهة الوطنية المتحدة المناهضة للإمبريالية والإقطاع و جيش التحرير الشعبي . إن تكاتف الدساترة والإخوانجية وتوحيد صفوفهم ليس إلا جزءا من حركة عامة يشهدها الوطن العربي الآن ممثلة فى مزيد من رص الصفوف بين النظم الكمبرادورية الإقطاعية تحت المظلة الإمبريالية وعلى قاعدة التعايش مع الصهيونية فها هي الإتحادات الإقليمية بين هذه النظم ترى النور واضعة فى صدارة إهتماماتها ملاحقة كل نفس وطني ( نصت معاهدة إتحاد دول المغرب العربي على :" تتعهد الدول الأعضاء بعدم السماح بأي نشاط أو تنظيم فوق ترابها يمس أمن أو حرمة تراب أي منها أو نظامها السياسي ) والحيلولة دون إندلاع شرارة الثورة الوطنية الديمقراطية فى الوطن العربي التى بدأت بوادرها تلوح فى الآفاق مع الإنتفاضات الشعبية التى عرفتها شوارع الخرطوم والجزائر وتونس والقاهرة والقدس وقلقيلية ونابلس وهذه الإنتفاضات العفوية التى تعبر بجلاء عن تصاعد نقمة الجماهير وإلتجائها إلى ردود الفعل العنيفة فى ظل غياب القيادة البروليتارية القادرة على تأطير الجماهير وقيادتها نحو التحرر الوطني الديمقراطي.. وأمام أعداء من هذا الطراز ليس أمام البروليتاريا الثورية إلا أن تتسلح بتنظيمها الشيوعي الماركسي اللينيني الماوي وأن ترفع قبضتها عاليا والعلم الأحمر بيدها وأن تنخرط فى النضال بحمية وجرأة أكبر فأكبر من خلال إتحادها مع سائر الطبقات المضطهَدة الأخرى فى سبيل إنتصار الثورة الوطنية الديمقراطية المتحولة إلى الإشتراكية فالشيوعية ./. هوامش : 1- المغرب عدد 136- 3/2/1989 2- المعرفة عدد 6 – مارس –آذار 1978 3- الصباح – 15/ 9/ 1988 4- المغرب 23/9/1988 فيفري 1989
الظلاميون يعلنون مجددا ولاءهم للجنرال
لا يترك الظلاميون أية فرصة تمضى دون أن يعلنوا ولاءهم للجنرال بن علي فبعد التصريح الشهير لأميرهم راشد الغنوشي "ثقتى فى الله وفى السيد الرئيس عظيمة " وزيارته للزين فى قصر قرطاج ودعوته لأتباعه ومؤيديه للتصويت له أثناء الإنتخابات المهزلة والتوقيع على الميثاق اللاوطني ها هي مجلة حقائق فى عددها 200 بتاريخ 4-10 آب –أوت 1989 تنقل لنا المزيد من مواقف الظلاميين تجاه الجنرال من خلال لقاء صحفي أجرته مع عبد الفتاح مورو الرقم الثاني فى الجماعة الظلامية المسماة "النهضة " وقد طفحت هذه المواقف مرة أخرى بالعداء المفضوح لجماهير الشعب من جهة والإصطفاف الكلي إلى جانب الجنرال بن علي وطغمته الممسكة بالسلطة فى القطر من جهة ثانية فمورو يصرح بصوت عال :" أعتبر رئيس الدولة هو المسؤول عن حماية الشرعية القانونية فنحن نلتجئ إليه بإعتباره الضامن لتطبيق القانون فى البلاد " (حقائق عدد200) "نحن لا نعتبر النظام خصما لنا نحن نعتبر أن النظام حام للشرعية القانونية " (نفس المصدر السابق) ويدلل هذا الكلام على أن الظلاميين سرعان ما يفتضح أمرهم فيظهرون على حقيقتهم عندما يتعلق الأمر بتقديم آيات الولاء للجنرال وهكذا فإننا نجد أنفسنا بحكم ذلك إزاء خطاب رجعي لا يتوانى في الإعلان عن رجعيته بوضوح مبرهنا على إنتماء أصحابه إلى صف أعداء الشعب وتجندهم الكامل للمحافظة على إستمرار أوضاع البؤس والجهل القائمة فى القطر والحيلولة دون قلب موازين القوى الحالية لصالح الشعب فمورو لا يخفى هذه الحقيقة عندما يقول :" أعتبر أن حركة الإتجاه الإسلامي التى تحولت إلى حركة النهضة ليست راغبة فى تغيير التوازنات فى البلاد ...حركتنا لا ترغب فى تغيير الموازين وإنما ترغب فى أن تكون طرفا مساهما مشاركا ." ولا ينسى مورو أن يؤكد فى هذا الصدد على خطورة الأزمة الإقتصادية التى ينوء النظام الكمبرادوري الإقطاعي تحت وطأتها معربا عن إستعداد جماعته للمساهمة الفعلية فى تخطيها مقترحا جملة من الخدمات الجليلة التى يمكن أن تساهم فى رأيه فى الخروج من هذا المأزق قائلا :" نحن نعلن إلتزامنا بدفع أي مبادرة خدمة وطنية ، قرض وطني ، أيام عمل نحن مستعدون لذلك ." (نفس المصدر) . وعلى هذا النحو فإن الظلاميين يدعون إلى حل الأزمة الإقتصادية على حساب قوت الشعب تحت عناوين "الخدمة الوطنية "و"القرض الوطني " تماما مثلما هو الحال بالنسبة للدساترة لا يرون من حل غير سلخ جلد جماهير الشعب عبر الزيادات المتتالية فى الأسعار. ويدرك الظلاميون من حيث هم إحدى التعبيرات السياسية عن التحالف الكمبرادوري الإقطاعي جيدا خطورة الأزمة الإقتصادية والنتائج التى يمكن ان تترتب عنها فهم وإن كانوا يستفيدون ظرفيا من هذه الأزمة فى إطار تناقضهم الثانوي مع الدستوريين فى سبيل تعزيز مواقعهم داخل النظام فإنهم لا يجهلون أن إستفحالها يمكن أن يؤدي إلى نتائج وخيمة إذا ما وعت البروليتاريا الثورية ذاتها وحزمت أمرها وهبت للنضال وهي تلف حولها الفلاحين الفقراء وسائر جماهير الشعب فى سبيل الظفر بالأرض والحرية والكرامة الوطنية فعندما سيكون الحريق الثوري العام الذى لن تلتهم نيرانه بالتأكيد الدستوريين فقط وإنما سائر أعداء شعبنا الذين يؤلف الظلاميون جزءا لا يتجزأ منهم . لذلك ترتعد فرائص الظلاميين وهم يعلنون :" إن الأمر خطير " ومن هذا المنطلق يأتي سعيهم لحل الأزمة الإقتصادية بالسرعة المطلوبة ولا غرابة إذن إن وجدناهم يشددون على هذه المسألة بالذات فى علاقتهم بالجنرال فقد سبق لمورو أن أبدى الإستعداد للمشاركة الفعلية فى العمل على حل الأزمة من خلال التلويح بإدخال المزيد من أموال الدول الخليجية وخاصة السعودية التى يرتبط الظلاميون بها أواصر متينة وها هو يعلن الآن مجددا عن هذا الإستعداد معربا فى ذات الوقت عن إعجابه بسير الحياة الإقتصادية فى بلد مثل كوريا الجنوبية التى هي "قاعدة" أمريكية تخضع للغطرسة المباشرة لعشرات الألوف من الجنود الأمريكيين وتهيمن فيه الشركات الإحتكارية الإمبريالية وذلك من خلال قوله :" رغم أن غيرنا إستقل فى نفس الوقت الذى حصلنا فيه على الإستقلال ورغم ذلك ينافس إقتصادهم أمريكا واليابان (كوريا مثلا) (نفس المصدر ) وكما هو واضح فإن الظلاميين لا ينكرون المسألة الوطنية فى القطر وحده من خلال إعتبارهم إياه مستقلا وإنما يسحبون ذلك على مختلف البلدان الدائرة فى فلك الإمبريالية معتبرين إياها مستقلة وذات إقتصاد وطني قوي ينافس إقتصاد "الدول الكبرى " فى حين نعلم أن هذا الإقتصاد ليس فى الحقيقة إلا حلقة ضمن الإقتصاد الإمبريالي وهو يتخبط فى الأزمات المتتالية . و بعد التعبير عن هذه المواقف المختلفة حرص مورو على التأكيد بأنها أبعد من أن تكون وجهت نظر شخصية قائلا :" أنا أتكلم بإسم حركة وأحترم نفسي وأحترم الحركة التى أتكلم بإسمها ... أنا أقول إن هذا ليس خياري الشخصي وإنما هو إختيار الحركة التى أنتمى إليها بمؤسساتها " .(نفس المصدر) وبرغم هذه الموالاة التامة من قبل الظلاميين للجنرال بن علي فإنه لا يزال يحجب عنهم "التأشيرة " ولنا أن نتسائل عن خلفيات هذا الأمر ولنتبين ذلك لا بد من إدراك أن الظلاميين والدساترة يجمعهم رابط قوي وهو العمالة للإمبريالية والعداء المقيت لجماهير الشعب ولكن بالرغم من ذلك فإن الإختلافات تمزقهم فكل منهم يمثل ورقة من جملة أوراق كثيرة يمسك بها اللصوص الإمبرياليون الذين لا يتوانون فى الوقت المناسب فى إستبدال ورقة بأخرى لتأمين إستمرار مصالحهم وهو ما دللت عليه التجارب المختلفة فى عديد البلدان مثل إستبدال زمرة ماركوس بزمرة أكيتو فى الفليبين وما حدث فى الأرجنتين والبيرو وهايتي والسودان . وقد شهد قطرنا عملية إستبدال مماثلة عندما تم عزل بورقيبة وإحلال الجنرال محله وإن كان ذلك قد تم من داخل حزب الدستور نفسه حيث راهن الإمبرياليون على تمرير معزوفة "العهد الجديد" و "عهد الشباب " و "دولة القانون والمؤسسات " و " لا ظلم بعد اليوم " غير أنهم يلاحظون أن الأمور لا تسير رغم ذلك كما ينبغى لها أن تسير وهم مستعدون فى هذا المجال إذا ما بلغت الأمور حدها الأقصى وعجز الجنرال على فرض الاستقرار للمصالح الامبريالية إلى تنحية الجنرال وإستبداله برقم آخر قد يكون المستيري أو الغنوشي أو أي عميل آخر فالمهم هو أن تسير الأوضاع على النحو الذى يرتضونه ولهذه الاعتبارات لا يمنح الجنرال التأشيرة للظلاميين فى الوقت الحاضر أي أن ذلك لا يحدث من موقع التناقض الرئيسي بين الدساترة وجماعة الغنوشي وإنما من موقع نظر الجنرال بعين الحذر والريبة إلى جماعة النهضة التى تمثل خيارا منافسا له من داخل النظام نفسه بدعم إمبريالي ورجعي واضح . ومن الجانب الآخر يسعى الظلاميون إلى البرهنة للصوص الإمبرياليين على أنهم الأجدر بإحتلال مركز الصدارة والأقدر على التحكم بسير الأوضاع والحيلولة دون "تغيير التوازنات فى البلاد " وضمن هذا السياق تأتي زيارات الغنوشي لأمريكا وبريطانيا ولقاءه بوزير الداخلية السعودي ووزير الإعلام والثقافة الأندونيسي وتصريحه إبان محاكمته بأن العلاقات الوحيدة التى تقيمها جماعته مع الخارج هي مع أمريكا وفرنسا والسعودية . وهكذا فإن الإمبريالية يمكنها متى إقتضت الضرورة السياسية ذلك أن تستعمل الورقة الظلامية للإلتفاف على نضالات شعبنا وغني عن القول إن رص صفوف الجماهير وتنظيم كفاحها المناهض للإمبريالية والإقطاع وشحذ مختلف أسلحتها تحضيرا للمعارك الطبقية والوطنة المقبلة كفيل وحده بإسقاط مختلف البدائل الزائفة ومن بينها البديل الظلامي . أوت 1989 الإخوان أعداء الشعب
منذ المنشور الذى أصدرته جماعة النهضة والداعي إلى إسقاط وزير التربية والتعليم ، أخذت مسألة الخلافات بين هذه الجماعة والسلطة تطفو على السطح وتشغل الرأي العام فما هي حقيقة هذه الخلافات وهل هي غيرة من هذا الطرف على مصالح الجماهير التى يتاجر بها ذاك أم هي تسابق وصراع وتطاحن من أجل تبوأ المكانة الأولى فى المتاجرة بهذه المصالح . إن نظرة سريعة إلى تاريخ هذه الجماعة في تونس يقودنا حتما إلى بداية السبعينات حين بدأت المغازلة بين شيخهم راشد الغنوشي وبين الصياح مدير الحزب الحاكم آنذاك حيث رأى فيهم العنصر المضاد لما أسماه باليسار ونمو نفوذه بالجامعة فمكنتهم السلطة من منابر المساجد للقيام بالدعاية المتفق فى شأنها والجرائد والمجلات حتى أنهم أسموا إحداها على "إسم المجاهد الأكبر " (الحبيب) تبركا به وتمسحا على أبواب قصوره وكانت مجلة "المعرفة " كذلك إحدى هذه المنابر التى إستعملوها فى دعايتهم المضادة للطرح الوطني الديمقراطي عموما والشيوعي خصوصا وموقفهم المخزي والمفضوح الذى ساندوا فيه السلطة فى إقتراف مجزرة 26 جانفي 78 والذى عبروا عنه فى صفحات هذه المجلة دليل على ما نقول . وبدأ عودهم يشتد ونفوذ دعايتهم يقوى ورأت فيهم الإمبريالية قوة يمكن التعويل عليها فى تمرير مشاريعها فإصبحوا يطالبون بالمزيد من التنازلات من السلطة طمعا فى كرسي السلطة وذلك عبر التسرب إلى مواقع النفوذ والقرار فى أجهزة الدولة فكانت المواجهة وكان التصادم والزج بهم فى السجون صائفة 1979. ثم كانت "عملية"قفصة سنة 80-المجموعة المسلحة القادمة من ليبيا- التى سارعوا بمناسبتها لإظهار حسن النية وصفاء السريرة والإخلاص للوطن فعبروا عن مساندتهم للسلطة ودفاعهم عن إستقلال البلاد المزعوم وبدأت المغازلة من جديد بينهم وبين مزالي الوزير الأول وقتها حيث لعب "المستقل " بن سلامة دورا فى غاية الأهمية إذ توجت تدخلاته بلقاء المباشر بين الطرفين وبدأ شهر العسل بينهما وقدم الإخوان أجلّ الخدمات للنظام فى محاولات عديدة لضرب أعرق الحركات الجماهيرية التى إستعصت على النظام وذلك بالتشكيك فى شرعية الإتحاد العام لطلبة تونس وعبر لعب دور تخريبي للحركة الجماهيرية بالتسرب للإتحاد العام التونسي للشغل بعد أن كانوا يعتبرون أن العمل النقابي بدعة والبدعة كفر وجهالة وكل جهالة فى النار . ولكن هيهات فقد فشلت كل محاولاتهم وتراجعت أمام صمود المناضلين الوطنيين وككل الرجعيات والعملاء عندما يفشلون فى تمرير مخططات وأوامر أسيادهم يتآكلون فى محاولات متبادلة فيما بين كتلهم كل لإظهار نفسه الأقدر على أن يكون الحارس الأمين والمنفذ الفطن لهذه الأوامر وهذا ما حصل بالفعل فى قضية الحال إذ إشتد الصراع من جديد وكان هذه المرة أكثر وضوحا من ذى قبل على أنه حول مواقع النفوذ وإضافة إلى كل ما قدمه الإخوان للسلطة من أجل ضرب الإتحاد العام التونسي للشغل التى إبتدأت بوشاياتهم فقد قبلوها بكل الشروط المذلة التى نؤكد تبنيهم لجوهر سياسة النظام العميلة حيث تقدموا إليه بطلب التأشيرة القانوني حسب الشروط التى وضعها وفى مقدمتها شرعية حزب الدستور والسلم الإجتماعية والوحدة القومية المزعومتين ولكن رغم هذه الخدمات الجليلة فقد رفض بورقيبة وهو الذى نما وترعرع فى أحضان الإمبريالية والذى يدرك حق الإدراك أنهم البديل الإمبريالي الوشيك لذلك رفض تمكينهم من تأشيرة للتواجد المقنن بل إنه ومن شدة ما عز عليه كرسيه صعد معهم إلى حد إباحة دماءهم وأباحوا دماء وأرواح مؤيديه. وبتنسيق محكم مع البيت الأبيض من ناحية ومع السعودية من ناحية أخرى صعدوا ضد شخص بورقيبة فى إطار سيناريو أعد لأجل الإيهام بأنه السبب فى كل المشاكل التى تعانى منها الجماهير وإن خلفه بالتالي يقضي على هذه المشاكل وعندما نضجت الطبخة إقترح سينا شيان المقيم الأمريكي بتونس على بورقيبة التخلى بالإستقالة إلا أن الشيخ المهزوز رفض ذلك فكان الإنقلاب الذى هب الإخوان لتزكيته ومبايعة صانعه "منقذ تونس" وكان تصريح الغنوشي الشهير "ثقتى فى الله و فى الرئيس بن علي عظيمة " وفى المقابل دفع الرئيس المؤمن الذى حج وإبتهل وبكى التوجه السلفي الإخوانجي حتى أنه أقام فيها الأذان وأطلق لهم العنان لمهاجمة كل فكر تقدمي ورمي أبسط الحريات الإنسانية بالكفر والإلحاد والزندقة ونادوا صراحة بالرجوع إلى نظام الرق والجواري فى فصول معدة أحسن إعداد وبنفس الإحكام والإعداد لم يمكنوا من مواقع داخل البرلمان وإنما أظهروا على أنهم البديل الفعلي والعجلة الخامسة لطابور النظام القائم حيث نصبوا فى ثاني مرتبة أي مباشرة بعد التجمع الدستوري فى إنتخابات مهزلة لم تقنع الجماهير بجدواها فتجاهلتها شأنها شأن الإنتخابات التى سبقتها لانها تعلم نتائجها قبل الإعلان عنها ولأنها تعلم أنها لن تغير من أحوالها إلى ما هو أحسن . وإضافة إلى تبويبهم هذه المرتبة مكّن الغنوشي من جواز سفره والشروع فى القيام بجولات لإستشارة أسياده والتنسيق مع أمثاله فى الوطن العربي ممن باعوا ضمائرهم فمن فرنسا إلى أمريكا إلى السودان ومصر ومن هناك إلى أفغانستان حيث أدى زيارة لمواقع "المجاهدين " حجاج البيت الأبيض. ولكن رغم كل هذه الترضيات ومحاولات رأب الصدع بين أجنحة النظام إذ يمثلان وجهي عملة واحدة ورغم أن حضورهما المتزامن تفرضه الطبيعة الكمبرادورية الإقطاعية للنظام إلا أن ظهور أحد الوجوه على السطح لا بد أن يكون على حساب الوجه الآخر الذى لن يكون إلا إلى أسفل . وبما أن ورقة حزب الدستور-الحزب الحاكم- ما زالت ذات جدوى وفائدة ويمكن لها أن تأتي أكلها فى خدمة الإمبريالية خاصة إذا أدخلت عليها بعض التزويقات وبما أن الوجه الثاني للعملة لم يحقق النجاح المرجو منه فى بعض الأقطار العربية الأخرى كالسودان مثلا وفى بلدان أخرى كالباكستان لكل هذه الأسباب فإن المراهنة على الإخوان في تونس لم تنضج ظروفها بعد وما عليهم إلا التربص والإنتظار إلا أنهم إستعجلوا الأمر فحاولوا وأعادوا المحاولات لقلب العملة على وجهها الثاني وفى هذا الإطار بالذات تأتي خلافاتهم اليوم وكما أتت بالأمس مع السلطة فمعارضتهم لها لا تنبع من عدم تبنيهم لجوهر سياسة نظام العمالة المجسدة حاليا فى المخطط الخماسي السابع والمكرس عبر الميثاق الوطني الذي أمضوا عن طريق نور الدين البحري مشيدين بما وقع إنجازه لفائدة الشعب حسب إعتقادهم ولم يعارضوه لتصديهم للتفويت-الخوصصة- فقد باركوه وعبروا عن إستعدادهم لدفعه بشراءهم بعض المؤسسات المزمع التفويت فيها ولم يعارضوا تفشى البطالة فهم يساندونها ويدعمونها بالوشاية بالمناضلين لطردهم ويزعمون أن دواءها عندهم وذلك بوضع المرأة فى المنزل وتركها أماكن عملها للرجل أخوها فى الله بل إنهم عبروا صراحة على أن الإعتماد على برنامجهم هو الأقدر على تمرير توصيات الإمبريالية لأنهم الأقدر على خنق كل نفس معارض ولو معارضة شكلية . كيف لا وهم يعتبرون أن الديمقراطية كفر وإلحاد . كيف لا وهم يعتبرون أن "لا حكم إلا حكم الله وهم خلفاء الله فى الأرض ،كيف لا وهم ينادون أن الأرض لله ولا مكان لأعداء الله في أرض الله "، ثم كيف لا و قد مررت الزيادة التى لم يستطع النظام تمريرها أو الإقدام عليها منذ إنتفاضة الخبز فى كنف الهدوء والإنضباط والوطنية والشعور بالمسؤولية فى نفس الوقت الذى شنوا فيه حملتهم على وزير تظاهروا بمحاربته سرعان ما زال الخلاف بمرور وصفة الزيادة بسلام . ثم ألا يؤكد هذا على أن المسألة هي فقط مسألة إخراج وتوزيع أدوار مختلفة لتمرير مواقف حولها إجماع وهي مخططات الإمبريالية فى التفويت وغلق المؤسسات وطرد العمال ومواصلة قرض صندوق التعويض حتى حذفه والرجوع إلى "حقيقة الأسعار " ثم ألا يؤكد الفتور واللامبالاة التى واجهت بها السلطة حملة النهضة على وزير لها . فهل هي ديمقراطية إلى هذا الحد أم هي متفتحة إلى هذا الحد ،وإذا كان الأمر كذلك فكيف تفسر إيقاف جريدة لتجرءها فقط نشر كاريكاتور الوزير وذلك فجر إنقلاب 7/11 الذى هللوا وكبروا على أنه عهد الديمقراطية والتفتح وحرية الرأي والتعبير لعل ذلك مجرد بادرة من أجل رد الإعتبار لوزير عرف على أنه "وزير الزبلة ". لا هذا ولا ذاك وغاية ما فى الأمر أن الأمر مخطط له ومبرمج فى إطار توزيع أدوار لأجل تهميش المشاكل الحقيقية التى تعاني منها الجماهير وتمرير ما أمكن تمريره من توصيات صناديق النهب قبل اللجوء من جديد إلى سياسة الحديد والنار والتى لن تخرج بالتأكيد عن الجنرالات وخلفاء الله فى الأرض .
نوفمبر 89
بيان إلى الشعب يا أبناء شعبنا المناضل : تتصاعد هذه الأيام المواجهة بين سلطة حزب الدستور وحزب النهضة ويحتد الصراع على كرسي الحكم بينهما فما هي حقيقة الأمر وماذا يمثل كل منهما وماذا يبيتان للشعب من وراء ذلك ؟ إن السنين الطويلة التى حكم فيها حزب الدستور شعبنا لم تثمر غير الشقاء والتعاسة للجماهير منذ عقدت صفقة الإستعمار الجديد إلى اليوم .فلا أوضاع الشعب تحسنت فها أن البطالة ما زالت تسحق مئات الآلاف وها أن البؤس متفش فى أغلب مناطق البلاد وها أن غلاء الأسعار يطحن كل يوم عظام الفقراء فى حين تتدهور المقدرة الشرائية و تزداد سوءا مجمل الأوضاع المعيشية فلا سكن لائق ،ولا صحة متوفرة ولا تعليم مضمون ويوما بعد يوم تزداد حالة البلاد سوءا على سوء .ولكن الإمبريالية التى تقف وراء هذا النظام سعت وتسعى دوما إلى إستبدال وجوهه لذلك هاهي تحرك جماعة النهضة لإنقاذ الموقف حسب زعمهم ولأخذ مكان حزب الدستور فمن هي هذه الجماعة وهل أن أخذها للسلطة سيصلح حال الشعب أم سيزيده بؤسا على بؤس . يا أبناء شعبنا من منا لا يتذكر خلق حزب الدستور لجماعة ماكان يسمى بالإتجاه الإسلامي ليتخذها درعا لمواجهة الشعب . من منا لا يتذكر وقوف هؤلاء قولا وفعلا إلى جانب السلطة فى مجزرة 26 جانفى 78 التى إعتبرتها "هرجا وتشويشا ". من منا ينسى تطوع هذه الجماعة لمواجهة ثوار مدينة قفصة سنة 1980 وإعلانها العزم على مجابهتهم بالدم ووقوفها إلى جانب حكومة بورقيبة فى اللحظات الحرجة . ولكن السلطة إنقلبت عليهم بعد ذلك مثلما إنقلبت على العديد من أعوانها وصنائعها بعد إنتفاضة الخبز فى 3 جانفى 1984 وبدأ الصراع بينهم حول من سينفرد بالكرسي . وإذا كانت مئاسي الشعب التى ذكرناها معروفة بسبب حكم حزب الدستور والتى تخنق الجماهير فإن علينا أن نعرف ماذا يخفى لنا هؤلاء فى صورة صعودهم للسلطة ،خاصة بعدما أصبح واردا إعتماد الإمبريالية عليهم . إنهم يدعون الشعب لنسيان همومه والتلهي بالقشور ويدعون أن الأزمة أزمة أخلاق وأن قضيتنا هي هلال العيد وحجاب النساء ودروس المساجد واللاذان بمضخمات الصوت ولذلك فهم لا يعلنون أي برنامج إقتصادي أو إجتماعي لفائدة الشعب بل إنهم وقعوا على ما يسمى "بالميثاق الوطني" وأعلنوا الثقة فى سلطة الجنرال بن علي وليس لهم من بديل سوى تجويع الشعب و قمعه وتبرير الفقر وتطبيق الجلد والقطع وإهانة الذات البشرية وذلك فى إتجاه تواصل الهيمنة الامبريالية . وخير دليل على ما نقول موقفهم الأخير من أحداث الخليج وففى الوقت الذى كان فيه الشعب يهبّ كرجل واحد لرفض حضور القوات الإمبريالية فى الخليج ويندد بخيانة نظام آل سعود وكل الأنظمة العربية التى تقف إلى جانبه بإرسالها لجيوشها للعمل تحت إمرة الأمريكان ولمساندتهم على إحتلال أرضنا بل إن وقاحة النظام المصري وصلت إلى حد إرسال النساء لخدمة الأمريكان خدمة مهينة . يتم هذا فى الوقت الذى يذبح فيه أبناء شعبنا فى فلسطين ولا تحرك هذه الأنظمة ساكنا بإعتبار أن كل ذلك سواء الذى يقع فى الخليج أو جرائم الصهيونية فى القدس كله يتم بأمر ورعاية من الإمبريالية العالمية . فى هذه الظروف يتذكر كل أبناء شعبنا الموقف المخزي لقادة حزب النهضة المساند للنظام السعودي وقد كانت مواقف الجبالي والعريض-وجوه قيادية في النهضة- واضحة فى إعلان الإنحياز إلى آل سعود ومساندتهم وإعتبار أفعالهم دفاعا شرعيا عن الذات هؤلاء هم الذين يدعون اليوم تخليصنا من السلطة الدستورية .إنهم فى الحقيقة معها فى نفس المستنقع ،مستنقع العمالة والولاء للإمبريالية العالمية . يا جماهيرنا المناضلة : إننا لم نعد مغفلين سرعان ما تنطلي علينا الحيل الخبيثة إذ طالما إستغلت الرجعية نضالات الجماهير لإمتصاص نقمتها والتخلص من الوجوه البالية والإيهام بالتغيير . إن خلاصنا لا يكون فى إستبدال الرجعية الدستورية بالرجعية الإخوانجية كما يخطط لذلك الإستعمار الجديد ولا بالوقوف مكتوفي الأيدي أمام هذا الصراع الرجعي الذى يستهدف التحكم فى مصيرنا . إن رؤوسنا هي التى تباع وتشترى فلنوقف أعداء شعبنا وأمتنا العربية المضطهَدة ولنناضل ضد المؤامرات القاضية بتجويعنا و تكبيلنا وتجهيلها و احتلال أرضنا ولنهبّ صفا واحدا تحت راية الثورة الوطنية الديمقراطية . أكتوبر 1990
الإمبريالية تنشط البديل الظلامي
يتميز الوضع العربي والقطري حاليا بتحركات مكثفة للظلاميين ففى أي إطار تندرج هذه التحركات وما هي علاقتها بمشاكل الجماهير الحقيقية وكيف يمكن التعامل مع هذا الوضع ؟ من المعلوم أن الظلاميين وإن إختلفت تسمياتهم (الإخوان ،النهضة ،حزب التحرير ،حزب الله ، حماس ، جبهة الإنقاذ ..) هم عملة واحدة تتداولها الإمبريالية حيث مكنوها فى العديد من الحالات من مزيد إحكام قبضتها على الشعب العربي . ونظرا لأن الوطن العربي قد سيطرت عليه العديد من الإمبرياليات فقد سعت كل إمبريالية إلى إستعمال مختلف الأطراف الرجعية . ويندرج صراع الإخوانجية وحزب الدستور فى هذا الإطار . ورغم أن هذا التناقض ثانوي فهو يظهر من حين لآخر إذ يعمل كل طرف على تدعيم مصالح حلفائه الإمبرياليين خاصة وأن الإمبريالية الأمريكية بدأت منذ بداية الثمانينات فى مغازلة الإخوانجية بحيث أصبحوا أصحاب المهمات الصعبة . فبعد أن قاموا فى السبعينات بمهمة التصدى للطرح الوطني الديمقراطي الذى بدأ ينتشر داخل الحركة الطلابية خاصة ، تم تمكينهم من وسائل الدعاية اللازمة وأماكن الإجتماع (المساجد ) ودور الطبع حيث أصدروا العديد من المجلات مثل المعرفة والحبيب والمجتمع والتى كانت تطبع فى مطابع النظام كما وقع تمويل نشاطاتهم مقابل التآمر على الحركة الطلابية والتلمذية والعمالية و تهميش نضالات الجماهير وحرفها نحو "قضية إيمان ضد كفر " حتى تتمكن الإمبريالية فى ظل هذه الظروف من مزيد إحكام قبضتها على الوطن العربي وتركيعه لمخططاتها . وبحكم أن الظلاميين هم جزء لا يتجزأ من النظام فى القطر فقد حاولوا من خلال إصداراتهم ومجلاتهم بث الأوهام فى أذهان الجماهير بان النظام قد "حقق الإستقلال " إذ جاء فى مجلتهم "المجتمع" عدد 6 لسنة 1976 ما يلى : "... منذ الحرب العالمية الأولى و المسلمون فى كل مكان يقاومون الإستعمار و ها هم اليوم على أبواب القرن الخامس عشر وقد حققوا لمعظم الأقطار الإستقلال السياسي " وذلك مساهمة منهم فى تدعيم ركائز النظام و تدعيم مكانتهم و الحفاظ على مصالحهم المرتبطة موضوعيا بالإمبريالية اصة إثر أحداث جانفى 1978 حيث ندد الظلاميون بتحركات الجماهير من أجل الدفاع عن مطالبها المشروعة و إعتبروها فوضى . فقد جاء فى "المعرفة " عدد 4 :" ... إننا نؤكد من جديد أن التيار الإسلامي هدفه البناء و الإصلاح و لا يرى جدوى فى إحداث الفوضى فى الشارع بإعتبار أن الفوضى لا تخدم الإسلام ولا مصلحة المسلمين وأن هذا التيار حريص على تحقيق أهدافه فى كنف الحوار والقانون والأمن الإجتماعي ." إن هدف الظلاميين كما عبروا عنه ليس تحقيق المطالب المادية والمعنوية للجماهير الكادحة بل هدفهم هو تمكينهم من فضاء أوسع لنشر دعايتهم المسمومة و لبث شعور الإستسلام لسياسة الإستعمار خاصة وأن الإمبريالية الأمريكية إكتشفت فيهم الطرف الأكثر إستعدادا لخدمتها . و الإخوانجية كجزء من هذا النظام عبروا عن تجندهم للدفاع عنه إبان عملية قفصة حيث ورد فى جريد "الرأي " بتاريخ 8/2/1980 و على لسان ناطقهم الرسمي :" نحن نندد بشدة بعملية قفصة و بمن دبر لها ووقف وراءها و ساندها وروج لها ،ندين إستعمال العنف لغايات إرهابية تعسفية و أن الشعب التونسي بكل فصائله لمدعو اليوم أكثر من أي وقت مضى لأن يناضل بكل قوة فى سبيل حريته وإستقلاله وأن الطلائع الإسلامية فى تونس بوحي من الإسلام العظيم لمستعدة لتبذل دماءها للدفاع عن وطنها ". و نظرا لتناقض مصالح الظلاميين مع مصالح الجماهير وخوفا من إنكشاف عمالتهم وإرتباطهم بالإمبريالية فقد ركزوا على الدين لتغطية تاريخهم الحافل بالجرائم . فالإخوان المسلمون مثلا و فى الوقت الذى هبت فيه الجماهير العربية للدفاع عن الأرض المحتلة فى فلسطين سنة 1948 كان هؤلاء ينظمون إستعراضا فخما للعميل فاروق ملك مصر فى تلك الفترة بعد أداء زيارة إلى إنقلترا معبرين بذلك عن مساندتهم المطلقة لسياسته شاهرين أسلحتهم فى وجه الجماهير المتمردة . كما شارك حسن الترابي أحد وزراء العميل النميرى فى تطبيق "الشريعة الإسلامية " فتم قطع الأيدي والتشهير بالذات البشرية . أما فى الجزائر فقد قام الظلاميون بإحباط إضراب عمال التنظيف فى حي باب الواد بالجزائر يوم 15/6/1990 وقاموا بتصنيف الأرامل و منع كل النشاطات الثقافية غير الدينية وتدخلوا فى الحريات الفردية خاصة اللباس . لقد عمل هؤلاء على قمع كل التحركات الجماهيرية وهي المهمة الموكولة بعهدتهم بحيث باتت جرائمهم فى حق الشعب العربي فى أي قطر كان لا تحصى و لا تعد . ونظرا لأنهم الجيش الإحتياطي الذى تعول عليه الإمبريالية فقد تم تجنيدهم لتخريب نضالات الجماهير سواء بالإندساس والوشاية داخل المنظمة العمالية أو بتقسيم صفوف الطلبة وحركتهم التى إستعصت على السلطة وتجذر وعيها لإفرزت البديل الوطني الديمقراطي الذى عمل على تجسيد حسم الحركة الطلابية فى أعدائها فأوعزت الإمبريالية لبديلها الظلامي لإيجاد إتحاد لقيط يأتمر بأوامرهم ويطبق مخططات الإمبريالية . فالظلاميون الذين يبثون الأوهام حول إختلافهم مع الدستور أو المعارضة الكرتونية يسعون فى الحقيقة إلى تهميش نضالات الجماهير التى بدأت تتقدم و لو بخطى بطيئة فى إتجاه الحسم فيهم و فى الدستور و فى المعارضة الشكلية بإعتبارهم يمثلون كلهم التحالف الكمبرادوري الإقطاعي الذى يمارس سياسة القمع والإرهاب .ورغم أن الظلاميين تربطهم بالدستور علاقة مودة إذ كانوا طرفا فعالا فى كل مرة ضد الجماهير ،فقد ساهموا بقسطهم فى الإعداد لطبخة الإنقلاب (7/11/87) وقد ركزوا قبل ذلك على شخص بورقيبة دون أن ينتقدوا النظام بإعتبارهم جزءا منه وطرفا هاما فى التحالف الكمبرادوري الإقطاعي تعتمد عليهم الإمبريالية . إن فشل البديل الأول وهو ما يفسر لماذا تم الكشف عما سمي "المجموعة الأمنية " يوم 8/11/87 أي بعد نجاح الجنرال يوم 7 فكانت أمريكا قد أهلتهم للسلطة فى صورة فشل الجنرال البديل الأول . و بنجاحه كان لا بد من كشف البديل الثاني وإعداد مسرحية من أجل إعادة المحبة بين الحزب والإخوانجية وعفى الجنرال عن حلفائه الظلاميين الذين بايعوه وإصطفوا وراءه من أجل التصدى لكل نفس ثوري . وإختفت خلافاتهم ليكرسوا مجهوداتهم لقمع الجماهير وتأديبها إن هي رفضت طاعة أمرائها . لكن الجماهير لم تعرف الإستسلام بل واصلت نضالها بأشكال متعددة خاصة إبان حرب الخليج حيث نزلت إلى الشارع منددة بكل العملاء وبسياسة الإستسلام فأدخلت إرتباكا فى النظام بمكوناته حول طرق التصدى للجماهير فما كان من الإمبريالية إلا أن حركت بديلها الثانى الظلاميون لإنذار الجنرال أولا وثانيا وهو الأساسي من أجل إفتعال صراعات جانبية لتحويل إهتمام الجماهير التى كشفت ما قام به النظام مستغلا الوضع ليسرق قوت الجماهير بالزيادة فى الأسعار و خصم أيام العمل ... ولأن الجماهير لا تزال تبحث عن ربان يقودها فإنها تظل عرضة للإحتواء من مختلف هذه الأطراف الرجعية وتحيد عن صراعها الحقيقي ولو للحظات لتهتم بهذه الصراعات التى لا تمت لمصالح الكادحين بصلة . وحتى لا تكون الجماهير العربية فى أي قطر من الأقطار رغيفا بين أيدي السماسرة والعملاء سهل المنال ، عليها اليوم أن توحد نضالها بعيدا عن أي طرف من أطراف هذا الصراع المتمثلة فى الدستور ومن لف لفه من جهة والظلاميين ومن معهم لأن هؤلاء لهم من يحميهم . وتذكروا جيدا الجيوش الفرنسية التى نزلت بقفصة وسيدى بوزيد والقصرين فى جانفى 80 وتذكروا أيضا إستنجاد زوجة الظلامي "البحيري" بسفارة أمريكا للتدخل لصالح زوجها . وعلى الجماهير العربية اليوم الإلتفاف حول النواة الثورية المعبرة فعليا عن مصالحها من أجل مزيد الحسم فى أعدائها الطبقيين والوطنيين و نبذ الأوهام التى يبثونها و رسم طريق خلاصهم بالنضال ضد هؤلاء العملاء . على الجماهير أن تأخذ مصيرها بيدها لان الظلاميين أو الدساترة هم أعداؤها ولم يكونوا أبدا أصدقاؤها . لذا فهي غير مدعوة لمساندة الدساترة ضد الظلاميين أو الظلاميين ضد الدساترة . لأن "دساترة والإخوانجية / عملاء الإمبريالية " يجب التخلص منهم إلى الأبد . ف "سحقا سحقا للرجعية / دساترة و إخوانجية " . ماي 91
آن للجماهير أن ترفض التناحر الرجعي على حسابها
يشهد القطر منذ أشهر صراعا محموما على السلطة بين التجمع الدستوري والنهضة أخذ يحتد فى الأيام الأخيرة إلى الحد الذى أصبح فيه يتم إطلاق الرصاص وإلقاء القنابل الحارقة مما أدى إلى سقوط القتلى والجرحى . وقد تركزت المواجهة خصوصا فى الجامعات والمعاهد وهي مرشحة للتصاعد بعد عمليات الحرق المتعددة والتهديد القائم بتعطيل الإمتحانات النهائية . كما أن الأنباء المتعلقة بمحاولات الإنقلاب أخذت تتواتر خاصة بعد حملة الإعتقالات الواسعة التى وقع تسجيلها فى صفوف أجهزة الشرطة والديوانة والجيش .وهذا ما أدى إلى حالة من الإستنفار الدائم والعسكرة المتصاعدة للحياة العامة . ويتم كل هذا وسط إستياء شعبي كبير من طرفي الصراع ،إستياء من سلطة التجمع الدستوري التى تضيق الخناق على المواطنين فى كل المستويات وتستغل المواجهة مع جماعة النهضة للتقدم أشواطا فى التنكيل بالشعب والجماعة الظلامية التى تستعمل الجماهير ككبش فداء فى صراعها الرجعي مع السلطة . إن محاولة فهم ما يحدث يحتم علينا النظر إلى الواقع فى مختلف أبعاده العالمية والوطنية وتحليل الدوافع الحقيقية لهذه المواجهة . لقد قرر الإمبرياليون أن يجسدوا ترتيبات ما بعد الحرب فى كامل منطقة الوطن العربي فى إتجاه تحسين أوضاع الأنظمة التى أثبتت نجاعتها أثناء الأزمة من منظور القدرة على خدمة الإمبريالية مثل أنظمة الخليج كما قرروا مراجعة أوضاع الأنظمة التى إعتبرت ضعيفة ولم تصمد أمام الضغط الشعبي وذلك بإستبدالها كليا أو جزئيا وهذا يشمل النظام الأردني والسوداني واليمني وكل من النظام الجزائري والتونسي . ويبدو أن ضغط الإمبريالية هذا وتحريكها لبدائلها المتعددة لمواجهة واقع الضعف هو الذى أشعل نار المواجهة بين مختلف القوى السياسية المجسدة لها . لقد قررت السلطة فى تونس أن تقيم الدليل للإمبرياليين على كفاء تها فى كل المستويات . ولذلك قامت بالإجراءات المعروفة فى الميدان الإقتصادي ممثلة فى مواصلة تحرير الأسعار وتحقيق مرونة التشغيل أي تسهيل الطرد وسحب المكاسب الاجتماعية بالجملة مثل الخصم من الأجر للخمسة أيام وزيادة الإنتاج و رفع الإنتاجية مع تجميد الأجور ( حملات التبرع المفتعلة فى المناجم وغيرها ) . إنها تريد أن تقول لصناديق النهب الإمبريالي أنها قادرة على تطبيق إملاءاتها وضمان مصالح الإستعمار الجديد . أما على المستوى السياسي فإن الإصطفاف التام وراء الإمبريالية ومشروعها القاضي بالتسليم بالهيمنة على المنطقة ودفع التسوية على الشاكلة الأمريكية الصهيونية ،وإستعمال الجامعة العربية كإطار لتمرير الإملاءات هو أهم المميزات . فقد نشطت السلطة فى الدفاع عن الجامعة العربية وتخلت عن إحترازها بشأن المقر بل تخلت عن المطالبة حسب المفهوم الإستعماري طبعا ،وإجتهدت فى تملق الرجعيات الخليجية . وفى هذا الإطار يأتى الضغط على كل الأطر التى قد تتمكن من التعبير عن مواقف سياسية أو مطالب إقتصادية مناهضة لهذا التوجه ،من ذلك ضرب مصداقية الإتحاد العام التونسي للشغل الذي مثل أثناء الحرب العمود الفقري لنشاط اللجان المناهضة للعدوان والتي إستطاعت القوى الوطنية أن تنشط ضمنها نشاطا جماهيريا واسعا ضد الإمبريالية . وقد تم ويتم ضرب هذه المنظمة من خلال التآمر المشترك للسلطة والبيروقراطية فالسلطة تفتك المكاسب وتخنق الأنشطة ذات الطابع الوطني والبيروقراطية تزكى ذلك وتتمسح على أعتاب السلطة وتشرع تدخلها فى شؤون المنظمة النقابية وآخر الأمثلة – حلها للجان المساندة للشعب العربي فى العراق رغم المطالب الملحة المتعلقة بتطوير عملها ،وتزكيتها للخصم من الأجور والتبرع بساعات العمل وطواطئها مع قوات القمع التى إعتقلت النقابيين المحتجين يوم غرة ماي ،وقد أثر هذا المسار ويؤثر بشكل كبير على مصداقية المنظمة النقابية ويكاد يفرغها من كل مستوى نضالي ويجعلها تدخل مرحلة أزمة شبيهة بأزمات هيمنة التنصيب عليها . وفى نفس السياق يأتى التآمر المشترك كذلك بين السلطة وجماعة حزب العمال"الشيوعي" الإنتهازية لتصفية المصداقية النضالية للإتحاد العام لطلبة تونس بعقد الإنتخابات القاعدية للمؤتمر العشرين لهذه المنظمة فى ظل الهجوم البوليسي على الجامعة حتى أن جلسات الإنتخاب الصورية التى يحضرها بعض الأفراد من آلاف الطلبة أصبحت تتم تحت رعاية البوليس وهو الأمر الذى لم يحصل حتى فى مؤتمر قربة السيئ الذكر . وهكذا تتضح ميزة أخرى من ميزات الوضع الحالي وهي إنعدام القدرة لدى النظام للتساهل مع أي هامش من الهوامش التى تقلق توجهاته الحالية . وضيق هامش المناورة لديه حتى وإن سعى لتوسيعه بتحريك ديكور المعارضات الشكلية و جبهة الميثاق التى فقدت أي أهمية فى نظر المواطنين . وفى نفس الإطار تأتى الحملات التصاعدية التى يقوم بها الظلاميون فهم قد تخلوا تدريجيا عن مواجهة السلطة مواجهة مباشرة وأصبحوا يعتمدون مهاجمة المؤسسات التعليمية من جامعات ومعاهد ويتلفون الوثائق المتعلقة بالدراسة ويستعملون التلاميذ والطلبة كرهائن فى مواجهتهم للسلطة . وهذا ما أدى إلى عزلهم كطرف يستعمل عنفا تتحمل مضاره الجماهير بالدرجة الأولى ولا ينصب على أعدائها . وهكذا إفتضح أمر هذه الجماعة التى يقول رموزها صباح مساء للإمبريالية بأنهم هم الأقدر على مسك الوضع والوفاء الكامل لتوجهاتها ، ألم يقل الجبالي فى خضم أزمة الخليج أن النظام السعودي على حق ؟ ألم تعلن قيادة النهضة فى الداخل أنها مع الشرعية وضد ما سمي بإحتلال الكويت و ذلك فى بيانين متتاليين حول الأزمة ؟ ثم ألم تروج الحركة للمواقف "الناضجة " للنظام الإيراني الذى إبتدأ الأزمة مهددا بدخول الحرب وتوسطها محايدا وختمها خائنا متواطئا على المكشوف وهو يستجدى اليوم الإمبرياليات بمكافأته على خيانته وهي بصدد إنجاز ذلك و خاصة الإمبريالية الفرنسية . إن أتباع هذا النظام و أتباع النظام السعودي مجسدين فى حركة النهضة بمختلف أجنحتها هم الذين يواجهون اليوم السلطة "التجمعية الدستورية " ومواجهتهم لها على قاعدة إقناع الإمبريالية بأن السلطة أضعف من أن تنفذ السياسة المطلوبة إمبرياليا وهذا ما تقوله الحركة فى الداخل . وما تقوله الجبهة المشكلة لتجاوز الوضع فى الخارج والتى تضم مزالي -الوزير الاول السابق-والغنوشي- قائد النهضة- و من لف لفهم . تلك هي حقيقة الوجهين للعملة الواحدة . ولعل أخطر ما فى هذه الأوضاع اليوم هو نجاح الإمبريالية فى حصر البدائل بين أيديها وجعل الجماهير لا ترى خارج التجمع الدستوري وحلفه المشكل من أحزاب الميثاق وأذياله من ناحية والنهضة والجبهات التى تدور فى فلكها من جهة ثانية أي بديل آخر . إن الواقع السيئ اليوم يتمثل فى تهميش القوى الثورية ،القوى التى تطرح التحرر الوطني من الإمبريالية و بدائلها المتعددة ومن واجب الثوريين تجاوز هذا الواقع . إن المدخل لهذا التجاوز هو الإصداع بموقف التباين مع الرجعيين و تجسيم التباين فى أعمال نضالية ملموسة فى كل ساحات النضال الشعبي الوطني بمستوياته المختلفة . ولا سبيل إلى ذلك إلا بالإنصهار فى الجماهير ومخاطبتها بشكل واضح و مباشر و قيادة نضالاتها الوطنية والإجتماعية ضد سياسة الإستسلام للإمبريالية والصهيونية ،ضد الحضور الإمبريالي والهيمنة الإستعمارية الجديدة ،ضد إجراءات القمع والتجويع . وطرح الأشكال الملائمة لذلك حسب كل موقع و يجب أن يقترن هذا النضال بحملة متماسكة ضد البديلين الرجعيين فى نفس الوقت . /. ماي 1991 لن يركع الشعب للبدائل الإمبريالية
كلما إحتدت أزمة النظام الإمبريالي العالمي تكون البلدان المستعمرة و شبه المستعمرة أولى ضحايا تلك الأزمات فالإمبرياليون يسعون دوما إلى حل مشاكلهم الإقتصادية والإجتماعية والسياسية على حساب الشعوب والأمم المضطهَدة وتحميلها فاتورة أزمات لم تتسبب فيها . إن ما يشهده الوطن العربي من إحتداد المواجهة بين الإخوانجية والسلطات الكمبرادورية الإقطاعية فى عدة أقطار هو فى إحدى أوجهه إنعكاس لما يعرفه الإمبرياليون من أزمات وسعي منهم لحل تناقضاتهم فى تلك الأقطار فالمواجهة التى تصل إلى حد الصدامات المسلحة والتصفيات الجسدية تضلل نسبيا الجماهير وتعطي إنطباعا كما لو كان الإخوانجية يريدون إسقاط العملاء من السلطة فى تونس والجزائر على سبيل المثال . لكن فى الحقيقة ليس الإخوانجية إلا إحدى خيارات الإمبريالية تدفعهم إلى واجهة الصراع السياسي وتدعمهم ماليا وإعلاميا وتتدخل لفائدتهم كلما إحتدت المواجهة بينهم و بين السلطة القائمة . إن الجماهير من حقها أن تعتقد ظرفيا أن الإخوانجية لهم خلافات فعلية مع سلطة 7/11 لأن الثوريين لم يعملوا على إيصال موقفهم إليها ولم يصدعوا بالحقيقة الثورية فى الوقت المناسب ،هذا من جهة ، أما من جهة ثانية ،فإن سلطة 7/11 تعمل على أن يظل الصراع سلطة / إخوانجية هو الطاغي على حلبة الصراع السياسي فى تونس وذلك قصد تهميش المطالب الحقيقية للجماهير وتهميش نضالات القوى الوطنية الحقيقية . إن سلطة7/11 تريد إبراز تيارات سياسية تنازعها على الصوم والإفطار والزكاة والصلاة ورفع الأذان فى التلفزة ولبس الخمار وغلق الملاهي والخمارات عوضا عن تيارات تناضل فى سبيل التحرر الوطني والإنعتاق الإجتماعي ، تكشف أبعاد الزيادات المجحفة فى أسعار الحليب والعجين والخبز والأدوية وتتصدى للإملاءات الإقتصادية الإمبريالية و صناديقها المالية النهابة . إن الإخوانجية لا يتصدرون الإعتصامات والإضرابات إحتجاجا على سياسة التفويت وطرد العمال . إنهم يمضون العرائض للمطالبة بمنع دفن الشيوعيين فى"المقابر الإسلامية " ويطالبون بإلغاء المنشور رقم 108 لفرض زيهم الطائفي . وإن صادف أن تحركوا فى المعاهد فلفرض أفكار القرون الوسطى فى برامج التعليم و رفع ضارب مادة التربية الإسلامية. لقد لمست الجماهير المرات العديدة عداء الإخوانجية لمصالح الشغالين فهم الذين نددوا بالإضراب العام يوم 26/01/1978 واعتبروه فتنة وكفروا من نزلوا إلى الشارع وإعتبروا الشهداء "قتلة مكانهم فى النار" . ألم ينددوا بعملية قفصة وأبرقوا لنويرةالوزير الاول- يعبرون له عن إستعدادهم للدفاع عن "الوطن ضد الأطماع الخارجية "؟ ألم يبرقوا لعاشور-امين عام الاتحاد العام التونسي للشغل- مساندة له عند تجريد العشرات من المناضلين إبان إحتفالات غرة ماي 1984؟ ثم ألم يحضر مورو عديد الإحتفالات التى ينظمها سفير الإمبريالية الأمريكية فى تونس؟ ألم تبعث زوجة البحيري الممضى على الميثاق اللاوطني برسالة إلى السفير الأمريكي ترجوه فيها التدخل لفائدة زوجها المعتقل فى الأشهر الأخيرة وهو ما تم بالفعل ؟ إن الإخوانجية هم صنيعة الإمبريالية وهم إلى جانب السلطة يعملون على تهميش المطالب الملحة للجماهير وللقوى الثورية و يحاولون إما إقتسام السلطة أو الإستحواذ عليها وفق ما تمليه مصالح مختلف الإمبرياليات التى يرتبطون بها . فالصراع الحالي سواء كان فى السودان أو مصر ،فى تونس أو فى الجزائر لا مصلحة للجماهير فيه ولا نفع لها فى الإصطفاف وراء هذا البديل أو ذاك لأنه (هذا الصراع ) يستهدف نهش لحم الجماهير و تكبيلها . إن مصلحة الشعب تكمن فى النضال ضد البديلين الإمبرياليين بوجهيهما الدستوري و الظلامي و العمل على رفع راية النضال الوطني الديمقراطي وراء بديل الشعب واحلال شعار "الأرض والحرية والكرامة الوطنية" مكان الأوهام التى يريد العملاء غرسها فى أذهان الجماهير . اوت 1991
لتسقط الأقنعة
الإخوان المسلمون ، الحركة الإسلامية ، الإتجاه الإسلامي ، حزب التحرير ، حزب الله ، النهضة ... هم فى الحقيقة وجوه لعملة واحدة تتداولها الإمبرياليات . فالتيارات السلفية هي أداة الإمبريالية لما تلعبه من دور تخريبي لنضالات الجماهير اليومية وهي الجيش الإحتياطي للأنظمة العميلة تستعمله وقت الحاجة لتدعيم مراكزها ولضرب القوى الثورية . فالتيارات السلفية مثلت ولا زالت تمثل سرطانا ينخر جسم الوطن العربي الأمر الذى أكسبها ود وثقة الإمبريالية التى مثلت أداتها الطيعة فى حبك المؤامرات وتمرير المناورات خاصة وأن هذه الحركات إمتازت بالتلون وركوب الأحداث وقد إرتكزت على الدين لما له من تأثير فى المستعمرات وأشباهها بحكم تميزها بتفشى الجهل والأمية وتدنى الوعي مما يسهل تمرير مشاريع هذه الحركات التصفوية وسياساتها الرجعية بعد أن تمكنت من الظهور على خارطة الوطن العربي ( مصر ، السودان ، الجزائر ، المغرب ، لبنان ، فلسطين ، تونس ...) لمحاصرة القوى الثورية بتعلة محاربة الإلحاد والشيوعية واضعة اليد فى اليد مع الإستعمار والإمبريالية وقد وصل بها الأمر إلى ركوب بعض الشعارات التى طرحتها الجماهير من ذلك العمل النقابي والإنتخابات غرضها من ذلك التمكن من تخريب نضالات الجماهير وهو الدور المنوط بعهدتها والمسند إليها من طرف الأنظمة العميلة والإمبريالية فى هذا الإطار تتنزل مشاركة الحركة السلفية فى فلسطين المحتلة وبالتحديد فى منطقة 48 فى إطار إنتخاب المجالس البلدية والمحلية العربية . فما هي الظروف التى حفت بهذه الإنتخابات وما هي عوامل" نجاح " السلفيين فيها ؟ لقد شارك السلفيون لأول مرة فى إنتخابات أول مارس –آذار 1989 والمتعلقة بالمجالس البلدية والمحلية العربية عددها 65 مجلسا والتى تنافست عليها مايقارب عن 400 قائمة بلغ عدد ناخبيها 150 ألف ناخب بنسب تراوحت بين 85-90 بالمائة إيمانا منهم بضرورة إظهار أنفسهم كقوة بإمكان الكيان الصهيوني والإمبريالية الأمريكية التعويل عليها فى المستقبل حيث هيأ السلفيون أنفسهم لهذه المعركة الإنتخابية منذ عدة سنوات حيث تمكنوا بواسطة التمويلات الخارجية من إنشاء العديد من المنشآت والمعاهد والمراكز الدينية والثقافية والرياضية والتى تركزت فى الأحياء الفقيرة من المدن والقرى الفلسطينية- 17 محضنة للأطفال وعدة مراكز لتأهيل ومعالجة الشبان المدمنين على الكحول والمخدرات ،مكتبة كبيرة، مركز للكمبيوتر بمدينة أم الفحم ) . كما نشطت فى مجال المنح الدراسية والمساعدات الإجتماعية للأسر المحتاجة وذلك فى إطار حملتها الإنتخابية وهو ما ساعدها على "النجاح " وهو ما أقر به الناطق بإسمها العميل الصهيوني الشيخ عبد الرحمن هاشم: " إنها مسألة محلية حيث رأى الناس أن الحركة الإسلامية تقدم خدمات جيدة فإقترعوا لها على هذا الأساس " . لكن ما هي مصادر هذه التمويلات ؟ إن إرتباط هذه الحركة بألف خيط مع الكيان الصهيوني وبالتالي بالإمبريالية الأمريكية هو الذى وفر لها هذا التمويل الضخم وكذلك التمويلات التى تتلقاها من عملاء هذه الإمبريالية مصر والسعودية . فما هي أرضية إلتقاء الحركة السلفية بالكيان الصهيوني ؟ من المعلوم أن تنامي الحركة السلفية فى منطقة 48 ولا سيما بعد عام 1967 لقي إرتياحا فى أوساط الكيان الصهيوني بسبب مواقف الحركة "المهادنة" للإحتلال والرافضة للكفاح المسلح أو الإعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية إضافة لذلك مناصبة الحركة العداء للقوى الثورية تحت شعار "محاربة الإلحاد والشيوعية " حيث وضعت هذه الحركة السلفية هذه المهمة على رأس جدول أعمالها ،معتبرة أن الحل يكمن فى العودة للأصول وأن "الإسلام هو طريق الخلاص " و بالتالي فإن إحتلال فلسطين جاء إختبارا من الله لعباده و أن تلك إرادة الله الذى له الملك والأرض يرثها لمن يشاء من عباده الصالحين " ، والصهاينة بالتالي هم عباد الله الصالحين ؟! وأمام هذه المواقف تغاضت سلطات الكيان الصهيوني عن نشاطات هذه الحركة وعن إتصالاتها بالخارج لا سيما مصر والسعودية اللتين أغدقا عليها المساعدات المالية والعينية وذلك ضمن المخطط الأمريكي لمواجهة المد الثوري داخل الأراضي المحتلة . وقد شهدت هذه الحركة إنقسامات فى صفوفها فى الثمانينات وبعد ظهور "الخمينية " حيث برز تيار سرايا الجهاد الإسلامي " الذى نادى بضرورة الكفاح المسلح ضد الكيان الصهيوني وإعطاء هذا الموضوع الأولوية فى نشاطات الحركة فضربت سلطات الكيان الصهيوني هذا التيار بيد من حديد وربما بوشاية من الحركة السلفية وإعتقلت قيادته وعلى رأسها العميل عبد الله نمر درويش الذى تراجع عن موقفه بعد الإفراج عنه فى ماي –ايار 1985 معتبرا أن الكفاح المسلح تجربة فاشلة وقد وصل به التراجع إلى حد الإعتراف بالكيان الصهيوني وإعتبار العرب فى منطقة 48 مواطنين "إسرائيليين " وهو ما أكده هذا العميل فى حديثه لإذاعة الكيان الصهيوني فى 2 آذار- مارس 1989 تعقيبا على نتائج الإنتخابات البلدية وفوز الحركة السلفية بمقاعد فيها حيث قال :" إننا مواطنون من دولة إسرائيل ... وهذا يعنى أننا نعترف بدولة إسرائيل علنا وبصوت عال " . وهذا ما يفسر إرتياح الكيان الصهيوني لنجاح الحركة السلفية . تلك هي أرضية الإلتقاء التى بنيت على تخريب نضالات الجماهير الشعبية وضرب القوى الثورية . ولذر الرماد فى العيون حاول الكيان الصهيوني إضفاء هالة على نجاح هذه الحركة وتضخيم هذا "النجاح" بغية تقديمها على أنها البديل للقوى الثورية . كما عمد فى العديد من الأحيان إلى إعتقال العديد من خلايا ومجموعات الإنتفاضة و نسب هؤلاء زيفا للحركة السلفية حتى يظهرها على أنها العدو اللدود للكيان الصهيوني كي تلتف حولها الجماهير فى الأراضي المحتلة وتعزل القوى الثورية . تلك هي حقيقة الحركات السلفية وتلك هي بدائلها التى تحاول جاهدة فرضها على الجماهير الشعبية . فهذه الحركات رغم تعدد تسمياتها هي فى الواقع وجوه لعملة واحدة حيث إرتبطت موضوعيا بالإمبريالية ومثلت الحارس الأمين لمصالحها فى الوطن العربي . فإنتخابات المنطقة 48 فى فلسطين المحتلة هي الإنتخابات التشريعية فى القطر التونسي والحركة الإسلامية هناك هي المستقلين أو بالأحرى حزب النهضة هناك خاصة إذا أخذنا بعين الإعتبار إرتباط هذه الأخيرة بالسعودية وبالإمبريالية الأمريكية والتصريح الذى أدلى به العميل مورو حول إمكانية إقناع بعض الأشقاء والأصدقاء بتمويل مشاريع بالقطر التونسي . يطرح تنامي هذه الحركات السلفية فى الوطن العربي وهذه البدائل الظلامية و بروزها على السطح ،يطرح على الثوريين بكل إلحاح العمل الجدي والواعي لرص صفوفهم لغاية المواجهة المنظمة لكل الكتل اليمينية والظلامية المعادية جوهريا لطموحات الجماهير التى يتعين علينا الرفع من وعيها الطبقي حتى تكون سدا منيعا أمام هذه المشاريع التصفوية و القوى الظلامية ./. أفريل 1989
أحداث الخليج :"الضرورات تبيح المحضورات "
يشهد الخليج العربي منذ شهرين أحداثا خطيرة جعلت منه أسخن نقاط العالم على الإطلاق فنظرا للأهمية الإستراتيجية لهذه المنطقة ولإحتوائها على أكبر مخزون عالمي للنفط سارعت الإمبريالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية إلى تجميع ما يزيد عن 250 ألف جندي مدججين بأحدث ما إبتكرته المصانع الحربية من وسائل الدمار الشامل . جرى كل ذلك تحت تعلة طلب أمراء الخليج لحمايتهم من هجوم محتمل للجيش العراقي ولإعادة أمير الكويت إلى الحكم وهكذا تم تحويل جزء من الوطن العربي من وضعية شبه الإستعمار إلى وضعية الإستعمار المباشر وفى حين أدانت القوى الثورية هذا التدخل ونظمت المسيرات الرافضة المنددة بالتواطئ والخيانة ، سعت الأطراف الرجعية إلى تبرير دعوة أمراء الخليج للغزاة الإمبرياليين تحت غطاء ديني زائف . فلقد أصدرت إدارة جامع الأزهر فتوى دينية تبيح فتح قنال السويس للأساطيل الأجنبية ولإرسال جنود مصريين إلى السعودية جنبا إلى جنب مع الجنود الأمريكيين . ولم يتخلف عن الركب ألاخوانجية فى تونس فلقد صرح مورو وحمادى الجبالي إن السعودية فى الصف العربي وهي مجبرة على طلب الإعانة العسكرية الأجنبية ونفي الجبالي على وجه الخصوص "تدنيس الأماكن المقدسة " بدعوى تمركز القوات الأمريكية على بعد 1700 كلم من مكة والمدينة وهكذا تلتقى مواقف الكمبرادوريين والإقطاعيين الماسكين بالسلطة بمواقف الحركات الاخوانجية التى طالما إدعت مقاومة سياسة الأنظمة العميلة فى الوطن العربي . فالإخوان فى مصر أو فى تونس يسيرون على نفس خطى أسلافهم عصر التلمساني و زينب الغزالي اللذان أطلقا إسم "المؤمن " على أنور السادات وأفتيا لإتفاقية كامب دايفد . لقد إنكشفت حقيقة تجار الدين الذين تربطهم مع حكام الخليج لا فقط أواصر الأخوة فى الدين وخدمة الإمبريالية بل كذلك ما يقدمه الأمراء من دعم مالي فى سبيل ترويج الجهل والخرافة على أوسع نطاق وهاهي الأيام تكشف أن حديث الإخوان وخادم "الحرمين الشريفين " عن دفاعهم عن شرف المرأة العربية وعفتها ليس إلا خطابا زائفا وهم أول من يدوس على شرفها . فلحماية شرفها شرع الظلاميون حبسها فى المنزل وحرموها من حقها فى التعليم والشغل وإبتكروا لها حزام العفة وسلبوها حق المواطنة وها هو النظام المصري العميل يقدم على صفقة بيع 5000 إمرأة مصرية لخدمة الجنود الأمريكيين الغزاة . وقد رحب الملك فهد بذلك لأن "الضرورات حسب زعمه تبيح المحظورات ". إن" الضرورات " التى يتحدث عنها العميل فهد ليست سوى خدمة الإمبريالية وتمكينها من السيطرة مباشرة على منابع النفط أما "المحظورات "فهي إستباحة المرأة العربية وتلويث سمعتها وهي التى أبدعت طوال التاريخ النضالي لشعبنا فى التصدى البطولي للإمبريالية وهي التى تشارك يوميا فى الدفع بالإنتفاضة فى فلسطين المحتلة إلى المزيد من التوسع والتجذر . إن الذين باعوا الوطن ومن عليه وكرسوا جهدهم لخدمة أسيادهم الإمبرياليين ليس فى وسعهم الدفاع عن شرف المرأة . ولأن الشرف كل لا يتجزأ فإن من يخون الوطن لا شرف له ولا حق له فى الحديث عنه بل إن الأقنعة التى طالما تستر بها العملاء سرعان ما سقطت فى أول مواجهة ضدهم وضد أسيادهم . العار للعملاء والمجد والشرف للمرأة العربية المناضلة ./.
بالمقاومة يهزم الإئتلاف الإمبريالي الرجعي فى أفغانستان بنفس الشجاعة التى هزم بها الشعب الأفغاني الإحتلال الإنجليزي ،يواجه اليوم أخبث تحالفات العصر وهو التحالف الإمبريالي الرجعي العفن الذى كشف الحقيقة البربرية للإمبريالية السوفياتية والأمريكية والرجعيين الظلاميين . إن ملايين الشهداء الذين سقطوا من أبناء الشعب الأفغاني وطلائعه الوطنية على يد الإمبريالية الروسية والظلاميين المدعومين من قبل الإمبريالية الأمريكية هوخير دليل على إصرار الشعب المقاوم على مواصلة شق طريقه نحو التحرر فى إطار الصراعات التى تشق عصرنا , الصراع بين الإمبريالية والأمم المضطهَدة وصراع الإمبرياليات فيما بينها وصراع راس المال والعمل. و قد كشفت مقاومة المثلث الإمبريالي الرجعي (روسيا ،أمريكا ، الظلاميين ) زيف الإدعاءات التالية : 1- زيف دعاية الإمبريالية الإشتراكية والتحريفية إن المقاومة الأفغانية هي "حركة رجعية لرجال ملتحين تدعمهم أمريكا ضد حكومة شيوعية " . فلم يكن إحتلال أفغانستان (نهاية 79) نتيجة الخوف من الفرق الإسلامية إذ أنها لم تكن فعالة فى ذلك الوقت بل كان يهدف لخلق موطئ قدم فى منطقة صراع محموم مزمن و إستعماله كمنفذ للمحيط الهندي حيث يتراكم الوجود العسكري الأمريكي – ولم تكن تخيفه فى الداخل سوى التنظيمات الوطنية الديمقراطية والمستقلة تنظيميا وإيديولوجيا لأن الفرق الإسلامية فضلا عن ضعفها آنذاك فإنها تابعة لهذا الطرف الرجعي أو ذاك . ويمكن للإمبريالية التعامل معها عبر علاقاتها الدولية . لذلك قدمت الإمبريالية الملايين لكل من يقتل ثوري ماركسي-لينيني وكان الإسلاميون أحسن منفذى هذه المهمة الدنيئة التى تتماشى ومصالحهم . ورغم أن الإمبريالية أصبحت تخاف إمكانية تأثيرهذه الفرق على جمهوريتها الإسلامية ،فإنها تراهن على الظلاميين فى ضرب تجذر حركة التحرر وإغراق البلاد فى حرب طائفية "مفيدة ". ولا يعنى إنسحاب العسكريين اليوم عملا إنسانيا وإحتراما لإستقلال الشعوب ولا أيضا وقف الدعم لنجيب الله العميل ،بل يمثل تأقلما مع الوضع الجديد . وتريد الإمبريالية ربط إنسحابها بالإنفراج الدولي المزعوم لإخفاء فشلها الذريع وإفتضاح أمرها من جهة وإخفاء خطتها المقبلة فى الصراع حول المنطقة . وبعد سلسلة الترتيبات سواء فى الطائف مع زعماء الفرق الإسلامية أو فى لقاءاتها مع أنظمة إسلام أباد وطهران والسعودية الرجعية تراهن الإمبريالية على الحرب الطائفية والتسرب فيها والمشاركة فى تشكيل إئتلاف رجعي ( سنى شيعي وتحريفي ولو بشكل رمزي إذا أمكن ) ليكون الشكل الجديد أو نجيب الله الثاني الذى يضمن مصالحها و يقف عائقا أمام تجذر الحركة . 2) كما يؤكد نضال الشعب الأفغاني زيف الإدعاءات الغربية أن أمريكا تساعد أفغانستان فى حرب تحريرية ضد "الخطر الشيوعي" هذه الدعاية التى تحاول عبثا إخفاء صراعاتها حول إعادة إقتسام العالم ( و بإعانة عملائها مثل السعودية من جهة وتهميش حركة التحرر الوطني وتطويرها لمجريات الصراع بين الإمبرياليات ولو بشكل الحرب الطائفية من جهة ثانية . إن الإمبريالية التى توهم الشعوب بالوفاق هي التى تنفخ فى نار الحرب الأهلية أو الإقليمية وهي التى تعمل على إندلاعها إن لم توجد وهي التى تبيع أسلحتها إلى الأطراف المتنازعة لتنتصب حكما يعدل الكفة حسب مصالحه . فكيف يمكن للإمبريالية الإشتراكية الغارقة فى الدم الأفغاني والأرتري لحد أذنيها أن تدعي "وقوفها إلى جانب الشعب الأفغاني ضد الرجعية "؟ و من يصدق الغرب وأمريكا أنها محبة للسلام بعد جرائمها فى فيتنام وفلسطين وفى لبنان وليبيا وفى كل بقاع العالم ؟ 3) كشفت مقاومة الشعب الأفغاني بربرية الإسلاميين القروسطيين الذين عملوا سوية بسلاح أمريكي مع الجيش الروسي لقتل خيرة العناصر الثورية فبالنسبة لهم "يجب قتل الثوريين قبل طرد الروس " ويواصلون اليوم مؤامرتهم الرجعية ليغرقوا أفغانستان فى حمام من الدم ولينصبوا بعد "خروج" السوفيات على جماجم الشهداء الوطنيين كما فعل أمامهم الخميني بالشعب الإيراني وأعضاء "سربداران ". لا يحارب الإسلاميون "الشيوعية الروسية " وإلحادها ،إنهم يقتلون الوطنيين حتى لا يتمكن هؤلاء من السلطة وقد إستغلوا الإحتلال الروسي والعامل الديني فى المقابل لينخرطوا فى المقاومة لتخريبها وتصدرها وإستلام السلطة حتى لا تضيع مصالحهم القروسطية الرجعية ومصالح المعسكر الإمبريالي الجشعة . و لم تكن صراعاتهم التى وصلت حد الإقتتال فى طريق "جلال أباد" كما هو الحال فى لبنان بين أمل و حزب الله ،ولم تكن كذلك التهديدات المتبادلة بين الشيعة والسنة بالقتال ضد الفرقة التى تستفرد بالسلطة ولا تقبل الإئتلاف ، لم يكن كل هذا سوى الدليل القاطع على التناحر حول السلطة . إن الشعب الأفغاني الذي اطرد الأنجليز وقاتل الروس سيقاتل الإسلاميين الرجعيين الذين شكلوا عصابة الشورى والتى أعلنت فى يومها الأول عن رفضها لإحداث وزارة التعليم النسوي لأن المرأة ليست بحاجة للتعلم حسب زعمهم . ولئن تمكن هؤلاء الجهلة وبدعم إمبريالي من قتل العديد من المناضلين الثوريين والماركسيين اللينينيين فإنهم لم ولن يتمكنوا من سد بركان الصراع الطبقي والنضال الوطني . فهذا الشعب الذى علمته الممارسة القتالية كيف يحلل واقع حركته ويحدد جبهة أعدائه ستعرف طليعته الماركسية اللينينية كيف تبنى حزبها المستقل إيديولوجيا وسياسيا وعسكريا ،حزب الطبقة العاملة المسلح بالماركسية- اللينينية- الماوية . اوت 1991
#محمد_علي_الماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدين في خدمة الامبريالية والانظمة العميلة
-
الامبريالية وطبيعتها العدوانية
-
العدوان على ليبيا والعراق في الذاكرة
-
الانتفاضة وحرب الشعب
-
ليبيا حرة حرة,رجعية وإمبريالية على -بره-
-
جمهورية ديمقراطية أم ديمقراطية شعببية؟
-
حرب الشعب هي الحل ضد الرجعي والمحتل
-
غزة-فلسطين
-
الماوية اليوم
-
دفاعا عن الطرح الوطني الديمقراطي
-
المعرفة الاساسية للحزب
-
الحركة الطلابية في تونس
-
الحزب الشيوعي الصيني ونضاله ضد التحريفية
-
حول أشكال النضال والتنظيم
-
الوضع في سطور
-
في البناء الاشتراكي
-
حول المسألة التنظيمية
-
دفاعا عن الشيوعية
-
التيار التصفوي في تونس من المزايدة الى الانهيار
-
الاخوان المسلمون أعداء الجماهير الكادحة
المزيد.....
-
هكذا أعادت المقاومة الإسلامية الوحش الصهيوني الى حظيرته
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة-إيفن مناحم-بصلية
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تعلن استهداف مستوطنة كتسرين بصلية
...
-
المواجهات الطائفية تتجدد في شمال غربي باكستان بعد انهيار اله
...
-
الإمارات تشكر دولة ساعدتها على توقيف -قتلة الحاخام اليهودي-
...
-
أحمد التوفيق: وزير الأوقاف المغربي يثير الجدل بتصريح حول الإ
...
-
-حباد- حركة يهودية نشأت بروسيا البيضاء وتحولت إلى حركة عالمي
...
-
شاهد.. جنود إسرائيليون يسخرون من تقاليد مسيحية داخل كنيسة بل
...
-
-المغرب بلد علماني-.. تصريح لوزير الشؤون الإسلامية يثير جدلا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف حيفا ومحيطها برشقة صاروخي
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|