أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهجت عباس - في حقول الفلاندرز (1914-1918)














المزيد.....

في حقول الفلاندرز (1914-1918)


بهجت عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3325 - 2011 / 4 / 3 - 02:31
المحور: الادب والفن
    


للطبيب الكندي الشاعـر جون ماكْ كْـرَيْـهْ
ترجمة بهجت عباس

في حقول الفلاندرز يميد الخشخاش
بين الصًّلبان المرصوفة صفّـاً صـفّاً،
ذاك هو علامة مكاننا ؛ وفي السَّماء
ما تزال القبّرات ، مترنِّمة دون وجل ، تطير
ومن الصَّعب سُماعُ ترانيمها بين البنادق في الأسفل .

نحن الأمواتُ . وقبل أيامٍ قلائـلَ ،
كنا أحياءً ، أحسسْنا بالفجر ، رأينا الأصيلَ يتألَّـق ،
أحـبَـبْـنا وأُحـبِـبْـنا ، والآن نضطجع
في حقول الفلاندرز.

خذوا معركتَـنا مع العدوِّ:
من أيـدٍ خائراتٍ نرمي المصباحَ إليكمْ ؛
وليكنْ لكم لترفعـوه عالياً.
وإنْ نقضتم العهـدَ ، نحن الذين يموتون ،
سوف لا ننام ، ولو أنّ الخشخاش يتكاثـرُ
في حقول الفلاندرز.

جون ماكْ كْـرَيـهْ طبيب في الجيش الكندي شارك في الحرب العالمية الأولى (1914-1918) في منطقة الفلاندرز التي تقع شمال بلجيكا ، وكان يعالج الجرحى من الحلفاء . حدث أن قُـتِـل صديقه وتلميذه الملازم أليكس هيلمـر، وهو في الثانية والعشرين من العمـر، في أحد المعارك في 2 مايس 1915 ، وشاهد مقتله بعينه فتأثّـر كثيـراً ، وقام بشعائـر دفنه بنفسه لعدم وجود كنيسة أو مركز دينيّ يقوم بهذه الشعـائـر . وفي اليوم التالي كان جالساً خلف سيارة إسعاف قرب مركزه الطبّيّ يشاهد الخشخاش يتمايل ويميد لهبوب نسيم الصّباح اللطيف ذلك اليوم ، فأخذ يكتب قصيدته وعيناه ترنوان إلى قبـر صديقـه ، فلما أكملهـا أرسلها إلى بعض الناشرين فرفض نشرها ، فمزق دفتر الملاحظات التي كتبها فيها ، ورماه ، فالتقطـه صديق له يُدعى فرانسيس سكْـرِنْـكـر ، حيث قام بتجميعها ونشرها في جريدة Punch الإنكليـزية . وقد اشتهرت بعد ذلك على أنّـها من أحسن قصائد الحـرب .
في المقطع الأول جمع الشاعر بين أزهـار الخشخاش التي ترمز إلى المـوتى (في بلجيكا) وهي حُـمْـرٌ وبين الصُّلبان وهي بيض على أنّ دماءَ أبـرياءَ سُـفِـكَـتْ على أرض المعركة ، فهي حمراء قانيـة والمعركة سوداء قاتمـة . ذكر القبّـرات التي تطير وتغنّـي في أعالي الجـوّ والتي صعُب سُماع غنائهـا لدويّ المدافع وأزيـزِ الرصاص في الأسفل على أنَّ الأمل موجود ، فهي ترمز له ، وسيسعد الناس بسماع ترانيمها جليّـةً بعد انتهاء الحرب .
وفي المقطع الثاني يصف الشاعر حال الجنود المتحاربين ، أحياءِ الأمس وموتى اليوم ، كانوا بشراً ، لهم أحبّاء ، زوجات ، أمّهات ، آباء ، أولاد ، أقارب وأصدقاء أحبّـوا بعضهم بعضاً ، كانوا يشعرون ببزوغ الفجر ويشهدون مغيبَ الشمس ، ولكنّـهم اليـوم أمواتٌ لا يسمعون ولا يُبصرون ، مضطجعون بين ورود الخشخاش الحمُـر البـرّاقـة حيث تدلّ على قبـورهـم الصّلبان المرصوفة بين الزّهـور صفّـاً صفّـاً.
وفي المقطع الثالث يُحذّر الأحياء بأن يأخذوا المعركة بأيديهم من الذين تساقطوا وليـرفعـوا المصباح ، رمز النّصـر ، الذي ناولتْه أيدي المحاربين الذين سقطوا ، عاليـاً ، ولا يتخاذلوا ولينتصـروا ، وأنْ يذكروا من مات وإلاّ فسوف لا تغمـض عيونٌ للمـوتى ، رغم نمـوّ ورود الخشخاش .
ومن هذه القصيدة استُوحـيَ يوم التذكّـر Remembrance day الكندي ويوم المحاربين القدامى Veterans day الأمريكي في 11 نوفمبر من كل عام ، حيث يضع الناس على صدورهم وردة الخشخاش الاصطناعية ، لتعذّر وجود الطبيعية منها في الخريف من ناحية ولقِصَـر عمـرها من ناحية أخرى ، فالورد قصير العمر وقد ورد كثيراً في الشعر.



#بهجت_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خماسيّة بثلاث لغات
- شركات التقنية الجينية تضع جيناتك في يديك ولكن بأيّ ثمن ؟
- وردة من سانتا مونيكا
- الخلية المُصَنَّعة ماذا تعني؟
- أربع قصائد – للشاعر الأسباني خوان رامون جِيمِنِز (1881-1958)
- تكلم أنت أيضاً *- للشاعر الروماني باول تسيلان (1920-1970)
- ميلاد فينوس - راينر ماريا ريلكه
- تساؤلات - للشاعر الأسباني فيديريكو غارسيا لوركا (1898-1936)
- صدور كتاب جديد في ترجمات الشعر العالمي
- ثلاث قصائد من شعر فيديريكو غارسيا لوركا (1898-1936)
- رقص في حديقة البَتِينيرا* - فيديريكو غارسيا لوركا (1898-1936 ...
- قصيدتان - فريدريكو غارسيا لوركا (1898-1936)
- أسطورة حوريّة البحر والسّكارى - لشاعر تشيلي الكبير بابلو نير ...
- قراءة في الجينوم والجينات والشيخوخة
- اهبطي ، أيتها الشمس الجميلة - فريدريش هولدرلين (1770 – 1843)
- مُنتَصَفُ العمر - للشاعر الألماني فريدريش هولدرلين (1770-184 ...
- ثلاث سونيتات إلى أورفيوس – راينر ماريا ريلكه
- سونيته إلى أورفيوس - راينر ماريا ريلكه
- حدث في بغداد ...حدث في لندن
- نظرة في جينوم السَّرطان


المزيد.....




- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...
- بعد عبور خط كارمان.. كاتي بيري تصنع التاريخ بأول رحلة فضائية ...
- -أناشيد النصر-.. قصائد غاضبة تستنسخ شخصية البطل في غزة
- فنانون روس يتصدرون قائمة الأكثر رواجا في أوكرانيا (فيديو)
- بلاغ ضد الفنان محمد رمضان بدعوى -الإساءة البالغة للدولة المص ...
- ثقافة المقاومة في مواجهة ثقافة الاستسلام
- جامعة الموصل تحتفل بعيد تأسيسها الـ58 والفرقة الوطنية للفنون ...
- لقطات توثق لحظة وصول الفنان دريد لحام إلى مطار دمشق وسط جدل ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهجت عباس - في حقول الفلاندرز (1914-1918)