زهير قوطرش
الحوار المتمدن-العدد: 3324 - 2011 / 4 / 2 - 15:56
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إن ما يجري على أرض الوطن الحبيب سوريا اليوم ,هو عكس ما تنبأ به بشار الأسد ,الذي يحكم سوريا بالوراثة بأن التغيرات الثورية التي انطلقت في مشرقنا العربي لن تمس سوريا ,مدّعياً بأن سوريا لها خصوصية!!!!.ونسي بشار الأسد أن يذكر لنا بصريح العبارة ماهية هذه الخصوصية ,نسي أن يقول أن خصوصية القمع والاستبداد الذي يُمارس على شعب سوريا البطل الفريدة من نوعها في الوطن العربي على رأي عبد الباري عطوان , هذه هي الخصوصية التي أوهمت النظام بقوته ومناعته أمام حتمية التاريخ...لأنهم كانوا ومازالوا يعتبرون أنفسهم فوق الحدث وفوق التاريخ.
نسي بشار الأسد مقولة ماركس العظيمة (مكر التاريخ ),الذي طال أفظع وأقسى الأنظمة القمعية الاستبدادية في العالم ,والتي سقطت في النهاية وسقط معها زعمائها إلى مزبلة التاريخ. والأمثلة قريبة جداً ,شين العابدين في تونس ,مبارك لا بارك الله فيه في مصر,والقذافي الذي يلفظ نظامه أخر أنفاسه.
الشعب في سوريا ليس حالة استثنائية,أنه الشعب الذي أثبت وعلى مدى التاريخ أن وطني ,وضحى ويضحي في سبيل الوطن بالغالي والرخيص ,لكنه بالوقت نفسه هو ذاته نفس الشعب الذي لم يحن رأسه إلا لله , وأنه مهما طال زمن الضيم والاستبداد الذي ابتلي به هو قادر على تحويل صمته وصبره في لحظة تاريخية إلى قوة ,تتحدى قوة النظام ,قوة ضعف النظام التي تجعله أمام ثورة الشعب يتخبط ويفقد صوابه ,محاولاً تبرير ما يحصل كالعادة بالمؤامرة الخارجية والداخلية ,وأنه مستعد لمقاومتها ,أي مقاومة إرادة الشعب ومحاربتها,مستخدماً بلطجية الأمن والحزب الحاكم ومن والاهم من الخارج والداخل ,وحراس الفاسدين والمفسدين ليقترفوا بواسطتهم مجازر تقشعر لها الأبدان .وليس ما حصل في درعا وباقي المحافظات من خطف الجثث والجرحى من المستشفيات ,والتصرف بجثثهم وأجسادهم الدامية دون مراعاة لحقوق الإنسان ,وخاصة إذا كان الجسد لا حياة فيه أو جريحاً أية حرمة. لقد أثبت نظام آل الأسد بكل وضوح أن أعداؤه ,ليسوا كما يدعي إسرائيل وأمريكا ,وبندر بن سلطان والحريري وغيرهم .لكنهم هم هؤلاء الذين يطالبون بالحرية والديمقراطية ومحاربة الفساد ,بصريح العبارة أعداؤه ,هم أغلبية الشعب السوري الذين رفعوا شعار .
متى استعبدتم الناس يا نظام آل الأسد ,وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
#زهير_قوطرش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟