أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلال عبدالله الخوري - الاسلام : جحا العصر














المزيد.....

الاسلام : جحا العصر


طلال عبدالله الخوري
(Talal Al-khoury)


الحوار المتمدن-العدد: 3324 - 2011 / 4 / 2 - 02:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


النوادر الشعبية تحوي الكثير من الحكم الحياتية والمعاشة, واحيانا, قصة فولوكلورية صغيرة فيها من العبر ما يوجز تاريخ يمتد لآلاف السنين, والذي تحتاج كتب التاريخ الى مجلدات لتوثيقه. من هذه النوادر الشعبية التي ارخت ل 1430 سنة من الحكم الاسلامي في البلدان العربية والاسلامية هي قصة اشهر بطل للنوادر الشعبية جحا مع القدور. تقول القصة بأن جحا استعار قدرا من احد جيرانه, وفي اليوم المحدد رد جحا القدر ومعه قدر صغير, وعندما سأله جاره عن سبب اعطاؤه هذه الزيادة, اجابه جحا بأن قدره قد انجب وولد قدرا صغيرا والآمانة تقتضي بان اعطيه لك , ففرح الجار البخيل وشكر جحا على امانته واحتفظ بالقدر الصغير. شاعت هذه القصة بين اهل القرية وأخذوا يهنئون الجار بالمولود الصغير. بعد أيام , علم أهل القرية أن جحا يريد أن يستلف قدرا كبيرة يطبخ فيها طعامه , فحمل كل منهم قدره , و ذهب إلى جحا , و هو يتمنى أن يقبلها جحا منهه . أخذ جحا كل القدور التى أحضرها أصحابها , و شكرهم لكرمهم , وقال لزوجته عندك الآن يا زوجتى قدورا كثيرة , تطبخين فيها كما تشائين. بعد يومين . سمع أهل القرية صوت بكاء و نحيب ينبعثان من بيت جحا , فذهبوا لكي يستطلعوا الأمر , فوجدوا جحا و امرأته يبكيان بمرارة, فقال الجار البخيل : لماذا تبكى هكذا يا جحا ؟ قال جحا : ألم تعلم بعد ؟ لقد ماتت كل القدور التى أحضرها أهل القرية لنا , فسبحان من له الدوام!! راح الجيران ينظرون بعضهم إلى بعض , وتسألوا : هل يعقل أن القدور تموت ؟ إنها حكاية لا تصدق, اخترعها جحا اللئيم! قال الجار البخيل : كيف هذا يا جحا، و قد احضرت اليك اكبر قدر عندي ، على امل ان تلد لي توأمين ؟ و قالت امرأة : وانا اشتريت هذه القدر خصيصا لتلد عندك . قال جحا : يا ناس ! كيف تصدقون أن القدر تلد ولا تموت ؟ ان كل من يلد ، لا بد ان ينتهى اجله ويموت.
وهذه قصتنا مع الاسلام في بلادنا, فعندما بدأ الاسلام بالغزوات والنصر بدأت تنهمر على الناس الغنائم والجزية والسبايا, والاكثر من هذا فاي انسان يموت بالغزو تنتظره الجنة هو ومن يختاره من اقاربه حيث الحوريات والغلمان المخلدون وما شابه من مغريات . اي من المستحيل ان يخسر الانسان الذي يدخل الاسلام ويحارب, فان بقي حيا سيستمتع بالغنائم والسبايا, ام اذا قتل فسيستمتع بالجنة. تذكر كتب التراث بان هذه المغريات جعلت الاب ينافس الابن على من يذهب للجهاد ومن يبقى بالمنزل لحماية النساء فكل منهما يريد الذهاب للغزو ويدريد الاخر البقاء بالمنزل. وهكذا اغرى الاسلام الكثيرين للدخول به, اما لكي يتجنبوا دفع الجزية او لكي يستفيدوا من الغنائم والسبايا او لكي ينعموا بالجنة. اما الآن, لم يبق اي غنائم او سبايا , واصبح الناس متنوروين لا تنطلي عليهم وعود الجنة, فبدأ المسلمون يطرحون الاسئلة المنطقية على الاسلام , وكأن بي رسول الاسلام يجيبهم : عندما كانت هناك غنائم وسبايا صدقتم اياتي وآمنتم برسالتي ايمان اعمى , واما الآن, حيث لم يعد غنائم وسبايا فاصبحتم اذكياء ولديكم عقول ومنطق وتريدون طرح الاسئلة بعد 1430 سنة؟؟ اين كان عقلكم وتفكيركم ومنطقكم طوال هذه المدة؟؟ فكيف تصدقون بان القدر تلد ولا تموت؟؟
الهدف من هذه المقالة هو الاجابة على السؤال الحيوي التالي هل يجب ان نصدق الاسلاميين؟؟
لنفرض جدلا بان الاسلاميين قالوا لنا : بأن الشريعة الاسلامية تؤمن بالتالي:
الاسلام حكم ديمقراطي بحت
الاسلام يؤمن كل حقوق الانسان المعترفة بها دوليا
بأن الاسلام هو حكم مدني
بان الاسلام يضمن حقوق المواطنة لغير المسلمين كاملة بما فيها القضاء والرئاسة والحكم
وبأن الاسلام يضمن حقوق المرأة كما هي منص عليها بالوثائق الدولية
ولنفرض جدلا ايضا بان الاسلاميون وصلوا للحكم وحكمونا عشرات السنين وحافظوا على كل وعودهم السابقة فهل يجب ان نثق بهم ونقبل بالحكم الاسلامي للاسلاميين؟؟؟ والذي هو بهذه الحالة الفرضية مجرد اسم لحكم اسلامي , لان كل ما سبق هو ضد الاسلام والشريعة الاسلامية؟؟ فهل نقبل بحكم الاسلاميين الاسلامي؟؟؟
الجواب لا والف لا!! لماذا؟؟ لانه عندما يعطيك الاسلام الحرية, وحقوق الانسان والديمقراطية على انها ضمن الشريعة اسلامية وتقبل بها , فأنت ضمنيا قبلت بحكم الشريعة الاسلامية عليك, لهذا فان الاسلاميون لهم الحق ان يأخذوا كل هذه الحقوق منك ايضا بواسطة الشريعة الاسلامية, بعد ان وافقت انت ضمنيا بحكمها!! وسيقولون لنا ما قاله جحا لاهل القرية: كيف تصدقون أن القدر تلد ولا تموت ؟ ان كل من يلد ، لا بد ان ينتهى اجله ويموت.
وانا اقول لشعوبنا ان من يصدق بان الاسلام يمكن يلد حرية وديمقراطية وحقوق للانسان, فعليه ان يقبل بان هذه الحقوق يمكن ان تموت عندما يريد الاسلاميون لان كل من يلد لا بد ان ينتهي ويموت.
من هنا نرى بانه يجب ان تكون مطالبنا واضحة , فنحن نريد الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان لاننا بشر وهذا حقنا الآدمي كبشر, ولا نريد هذه الحقوق ان يمنها علينا الاسلام , لاننا اذا قبلنا بها كجزء من الشريعة الاسلامية فهذا يعني ضمنيا باننا فبلنا بحكم الشريعة الاسلامية, فبعد ذلك يستطيع فقهاء الاسلام ان يأخذوا منا كل هذه الحقوق وقت يشاؤون.

تحياتي للجميع



#طلال_عبدالله_الخوري (هاشتاغ)       Talal_Al-khoury#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هو الحل 2 ( معضلة الدين الاسلامي)
- التقية والمعاريض بالسياسة العربية المعاصرة !
- لكي يتطور موقعنا الذي نحب


المزيد.....




- جدل حول اعتقال تونسي يهودي في جربة: هل شارك في حرب غزة؟
- عيد الفطر في مدن عربية وإسلامية
- العاهل المغربي يصدر عفوا عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة ق ...
- المرصد السوري يطالب بفتوى شرعية عاجلة لوقف جرائم الإبادة
- عبود حول تشكيلة الحكومة السورية الجديدة: غلبت التوقعات وكنت ...
- بقائي: يوم الجمهورية الإسلامية رمز لإرادة الإيرانيين التاريخ ...
- الخارجية الايرانية: يوم الجمهورية الإسلامية تجسيد لعزيمة الش ...
- الملك المغربي يعفو عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة قيادة ش ...
- بكين: إعادة التوحيد مع تايوان أمر لا يمكن إيقافه
- العالم الاسلامي.. تقاليد وعادات متوارثة في عيد الفطر المبارك ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلال عبدالله الخوري - الاسلام : جحا العصر