أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - درويش محمى - حديث مندس














المزيد.....


حديث مندس


درويش محمى

الحوار المتمدن-العدد: 3323 - 2011 / 4 / 1 - 03:50
المحور: كتابات ساخرة
    


في ساعة متأخرة من ليلة البارحة، رن جرس هاتفي، وتوقعت ان يكون احد اصدقائي المندسين، وما اكثر المندسين هذه الايام، وبالفعل توقعي كان في محله، كان صديقاً مندساً مثلي تماماً، وربما اكثر اندساساً مني، قال لي وبنبرة حزينة كلها اكتئاب،"اسف على الازعاج بس انا عم باختنق يا اخي".
ـ "شو فيك يارجل، شو قصتك"، قلتها وانا مندس في فراشي منذ ساعات، والنعاس قد نال مني كما نال من الوطن السوري لمدة تتجاوز الاربعة عقود، بدء صاحبي يدس الكلام دون انقطاع وهو يعبر عن معاناته مع مجريات الحدث السوري، اشفقت عليه كما اشفقت على نفسي، هو لا يستطيع النوم بسبب اندساسه بالهم السوري، وانا كذلك مندس بالحديث معه غصباً عني احاول جاهداً التخفيف عنه، والصديق لوقت الضيق، كيف لا ونحن الاثنين مندسين وفي الهوى سوى، ونعرف بعضنا البعض من ايام زمان، وعلاقتنا قديمة وتعود لايام الشباب والاندساس المزمن.
ـ "يارجل، شفت الممثل وائل رمضان على الفضائية الرسمية السورية، شيئ لا يصدق، عم بيقول انا مع قانون الطوارئ وضد رفعه" نطقها صاحبي وهو يكاد ان يفقد اعصابه، حاولت ان اوضح له الامر، واخبرته ان وائل شخص غير مندس مثلي ومثله، والناس انواع واشكال، والبلد فيها المندس وغير المندس، ثم من قال ان وائل رمضان يمثل ضمير الامة، الرجل صحيح انه ممثل ومن المفترض ان يكون مندساً هو الاخر، الا انه في الاخر ممثل لا يمثل الا نفسه، وهذا كل مافي الامر، والتمثيل مهنة يا اخي، مثلها مثل غيرها من المهن، والناس اهواء ومصالح وفيهم الطالح والصالح.
ـ "شفت المظاهرات المؤيدة؟ لعمة، شلون هيك، ما بيجوز" قالها وهو يكاد ان يبكي هذه المرة، فصديقي رجل مندس بحب سورية حتى العظم، حاولت مجدداً ان اوضح له حقيقة ما يجري اليوم في البلد، وقلت له: "فعلا ما بتفهم يا أخي، واناني، وتريد كل الناس تكون مندسة، ما بتعرف انو الناس كلها مو مندسة مثلي ومثلك"، ولو كان الامر كذلك، والناس كلها مندسة، لكانت سورية اليوم بألف خير وجنة الله على الارض، ثم من قال لك ان كل تلك "الحشود الجماهيرية"، هي غير منظمة وغير مركبة وغير محبكة وغير مندسة وحقاً مؤيدة للنظام،"وكأنك من كوكب اخر، وما بتعرف البير وغطاه".
ـ " شفتو يارجل، شفتو شلون كان عم يضحك، وكأنو ما عامل شي" قالها هذه المرة وهو حانق وصوته يكاد ان يختفي، وهنا ضقت ذرعاً بصديقي وصاحبي المندس، فأنا مثله تماماً حانق وغاضب مما شاهدته في "مجلس الشعب"، واحتاج لمن يخفف عني، فرائحة دماء شهداء الحرية من الشباب السوري تملئ المكان، والفجر يكاد ان يبزغ علي وعلى الوطن السوري، قلت له وبدون تردد، "تصبح على خير"، واغلقت الهاتف على وجه السرعة لاندس في فراشي من جديد، وانا ادعو الله ان يحفظ كل المندسين في طول البلد السوري وعرضه، وتصبحوا جميعاً مندسين كنتم او شبه مندسين، على الخير والحرية والكثير من الكرامة.



#درويش_محمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا ياستي ما حذرتي
- كل نوروز وسورية بخير
- علاقتي مع بثينة شعبان
- الشعب السوري ما بينذل
- راجعين ياهوى راجعين
- ياريتك يابيك لو ما عملتها
- للحفاظ على ماء الوجه
- السويد لا تزال بخير
- السيد على حق هذه المرة
- محنة أردوغان
- العراق والمحاصصة القومية
- واحدة بواحدة والبادي اظلم
- ظاهرة هيثم المالح
- فخار يكسر بعضه
- النفاق والمكر الفارسي!
- اسيريسكا...سيريانسكا
- عشرة يورو فقط لا غير
- لحظة ضعف
- أردوغان.....مساعي حميدة
- الناطق الرسمي وتطبيق الدستور


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - درويش محمى - حديث مندس