أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صالح اهضير - ماراثون الحكومة المغربية














المزيد.....

ماراثون الحكومة المغربية


صالح اهضير

الحوار المتمدن-العدد: 3323 - 2011 / 4 / 1 - 00:28
المحور: كتابات ساخرة
    


تمر الأيام والسنون وتأبى دار لقمان إلا أن تبقى على حالها،عدا ما يخص بعضا من حاجياتها الطفيفة..فكان لابد أن يتضايق الشعب ويمل الانتظار الذي طال أمده..وكل من جرب مرارة الانتظار لا أبا لك يسأم..لقد هب للمطالبة بحقه في العيش الكريم،تؤازره في ذلك الأقلام المستقلة الحرة من السلطة الرابعة وانتقادات المعارضة الحزبية الحقة ونداءات أعضاء مجلس الأمة الذين يمثلون منتخبيهم خير تمثيل..كلهم صوت واحد من أجل التغيير الحكومي أو على الأقل إعادة النظر في التركيبة الوزارية،التي أطلق أعضاؤها لحاهم البيضاء فوق صدورهم،وارتسمت على محياهم أسارير الشيخوخة والهرم،فكان أن بلغوا من العمر أرذله،غير عابئين بأن هذا الزمن المقيت يمر مر السحاب..متجاهلين أن التغيير حركة والحركة حياة،والجمود لا محالة موت وفناء محقق..
استنادا لكل هذه المعطيات والدوافع،لاح هنالك في الأفق بصيص من أمل،وتقرر في النهاية إجراء ماراثون حكومي لاختبار مدى قدرة السادة الوزراء البدنية -وإن صح العقلية أيضا-على الوصول حتى خط النهاية من أجل تحقيق الطموحات الشعبية..بالسير في هذه الدروب الشائكة..ومن المؤكد أن من سار على الدرب وصل شرط ألا يخل بمنظومة قوانين اللعب..
قال الناطق الرسمي باسم الحكومة:
"لقد تقرر إجراء مارثون لأعضاء الحكومة الموقرة بقصد التزكية أو التنحية..والمطلوب فقط هو الوصول إلى خط النهاية..وليس المقصود التمييز بين السابق واللاحق أو الفرز بين المتقدم والمتأخر..."
والحق أن الوصول لخط النهاية يحتاج إلى نفس،إلى دربة،إلى خبرة،إلى حنكة،إلى أبدان سليمة،إلى عزم وإصرار..لا إلى كروش مترهلة وعقول متحجرة..لأن الوصول لهذا الخط معناه الوصول إلى الهدف المنشود الذي هو المطلب الأول والأخير للجماهير العريضة التي ستحضر بكثافة لهذه التظاهرة غير المسبوقة..
أعلن عن انطلاقة المارثون..جمهور غفير على امتداد الطرقات وفي خط المنتهى يعبر بحماس منقطع النظير عن غبطته تشجيعا للفريق الوزاري..وما أن مرت لحظات قصيرة عن البداية،حتى اختنقت الأنفاس وشلت الحركات،وسمع من هنا وهناك شهيق وزفير وحشرجة،وامتلأ الجو سعالا وأنات ولهاث كما لوأ مارثون ن الجميع بداخل مشفى من مشافي الأمراض الصدرية..البعض من المشاركين امتدت في تراخ بطونهم المكتنزة المصابة بالتخمة فوق أحزمة بدلاتهم الرياضية،مما حال دون مواصلتهم للعدو،وتناسوا أن بطنة الغني انتقام لجوع فقير.أما البعض الآخر من أصحاب الكروش هذه،فقد ذهبت فطنتهم واستبدت بهم حيرة كبيرة،فوقفوا وقفة حمار الشيخ في العقبة،وما عادوا يدركون أي متجه سيسلكون،وتناسوا أن البطنة تذهب الفطنة..وكانت النتيجة أن الله عز وجل لم يقل عثرة أحد منهم،وتساقط السادة الوزراء تباعا وكبوا كبوة الفرس المهزوم....
انتهى السباق الماراثوني غير أن أحدا لم يصل إلى المنتهى إلا قلة قليلة كانت قاب قوسين أو ادنى منه..ولو انك سالت هؤلاء كيف أضاعوا هذه الفرصة التي لا تعوض بعدما كانوا على وشك الفوز،فسيردون عليك باطمئنان:" نحن مسيرون ولسنا بمخيرين،وبخاصة في عظائم الأمور..فلو أعيد هذا المارثون مرات ومرات ما انتهى أحد منا أبدا إلى خط الوصول".واغلب الظن أنهم صادقون فيما قالوا،لكنك حتما ستتساءل: لم قبلوا بالمشاركة ماداموا مخيرين بين القبول أو الرفض؟؟
أما بقية المتسابقين،وهم الأكثرون،فقد كانوا في ردهم"قدريين" بحيث برروا فشلهم الذريع تبريرات واهية وغامضة،غير مقنعة ولا تقوم على أساس من الحكمة والمنطق.فقد أجابوا:"هذا قدرنا..وما نشاء إلا أن يشاء الله..!!"
والطريف في هذا المارثون الفريد من نوعه،أن أحدا لم تتم تنحيته رغما عن أنف الناطق الرسمي وأنوف من سهروا على وضع قانون لهذا السباق..لقد تمت تزكية الجميع بلا استثناء..وكان هياج الجمهور وسخطه وتذمره عظيما في ذلك اليوم..
وهكذا تعود حليمة غير آسفة إلى عادتها القديمة،ليعض السادة الوزراء المبجلون على أرائكهم الوثيرة بالنواجذ،وليتشبثوا بمناصبهم تشبث سرطان البحر بفريسته إلى ما شاء الله..وإذا أنت سألت ثم سألت عن السبب،رد عليك ببساطة من كان لديه قدر ضئيل من اليقين:في بلدنا هذا،يستحيل أن يستقيل وزيرأويقال حتى وإن كان للعنزة جناحان !!!...



#صالح_اهضير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل -ناعمة- للنصب على المبحرين في الشبكة العنكبوتية
- مصحة التعاضدية المتعددة الاختصاص للتربية الوطنية بالبيضاء:مؤ ...
- مدونة السير المغربية وظاهرة الاستيراد
- اتصالات المغرب تقف عاجزة حيال عمليات قرصنة بطاقات جوال للتعب ...
- أسد في الحمام
- بقرتنا الباكية...!!!
- فضائيات عربية للنصب على المشاهدين!!
- الزيارة المفاجئة لمولانا الحاكم بأمر الله..
- الرقص على أجساد الموتى ليلة اختتام مهرجان-موازين-لدورته الثا ...
- اتصالات المغرب تزف بشرى إهداء جديد بحلول عام 2009
- السير في الطرقات بالمغرب
- نحن أمة هاربة...!!!
- موسوعة -غنيس- ومفاخر الأمّة!!!
- اللغة الدخيلة وإشكالية التواصل
- عندما تستحيل الحكمة إلى شعار للتمويه!!
- عنزة السيد -سوغان- وعنزة معالي الوزير!!
- حضارة المسدس لا تزال قائمة
- عندما يتحول الغناء العربي إلى ظاهرة استعراضية
- الوصاياالشيطانية
- !!!صلعة مولانا الإمبراطور


المزيد.....




- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صالح اهضير - ماراثون الحكومة المغربية