عبدالهادي خلف
الحوار المتمدن-العدد: 993 - 2004 / 10 / 21 - 10:29
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
قبل ثلاث ســـنوات و بالتحديد في الخامس من شـــهر ســبتمبر عام 2001 كان الملك الســويدي يقوم بزيارة بروتوكولية لمدينة فاربرغ الســاحلية وفي أثناء تجواله في المدينة قام مجموعة من أربعة صبيان مراهقين بالهجوم على الملك بوابلٍ من الكيك (التورتة) .. لقد أصيبَ الملك إصابةً مباشــرة و نقلت الصحف والتلفزيون صور الملك وهو يمســح عن وجهه وملابســـه بقايا التورتة .
وتم في التوّ واللحظة إلقاء القبض على الفاعلين الذين لم يحاولوا الهربَ ولم ينكروا قيامهم بالهجوم على الملك. ثم قامت الشــرطة بالتحفظ على بقية التورتة التي ظلّت في حوزة المهاجمين.
ورغم إن غالبية الشـــعب الســويدي تعاطفت من الناحية الشـــخصية مع الملك الذي إتســـخت ثيابه وتلطخ وجهه بالقيمر والزبدة والكيك إلا إن ذلك لم يمنع إنقســـام الرأي العام الســـويدي بطبيعة الحال حول "خطورة" الهجوم أو عدم أهميته. حيث رأى البعض، وهم الأقلية، في ذلك الهجوم "إهانة|" للملك بينما رأت غالبية الناس ووســـائل الإعلام إن الأمر لا يٍســـتدعي التضخيم ولا إعطاء الهجوم أبعاداً أخرى أكثر مما يســـتحق. وقيل إن الملك الســـويدي نفســه كان من هذا الرأي.
إلا إن الإدعاء العام أصرّ، تحت ضغط بعض الصحف اليمينية، على تقديم المتهمين الأربعة إلى المحاكمة وخاصة إنه قد قُبِضَ عليهم بالجرم المشـــهود. تجدر الإشــارة إلى إن اياً من المتهمين الأربعة لم يقضِ حتى ســـاعةً واحدةَ في الحبس على ذمة التحقيق.
في الرابع من ديســـمبر عام 2001 قررت المحكمة الســويدية إدانة المراهقين الأربعة لقيامهم بالهجوم بالتورتة على الملك الســـويدي وتلطيخ وجهه وتوســيخ ملابســـه وصدر الحكم عليهم بغرامات مالية تراوحت بين ما يعادل خمســمائة دولار على المتهم الأول وأربعمائة دولار على كلٍ من المتهمين الثلاثة الآخرين.
أما في مملكة غير و غير عندنا، إن تجرأتَ فعليْك أن تقضي 45 يوماَ تحت التحقيق قبل أن يفكر الإدعاء العام بتوجيه تهمة تليق.
بمودة
#عبدالهادي_خلف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟