أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - أعداء الأردن















المزيد.....

أعداء الأردن


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3322 - 2011 / 3 / 31 - 10:21
المحور: حقوق الانسان
    


المواطن في إسرائيل يفعل كل شيء محروم منه المواطن العربي أو الأردني,ومع ذلك إسرائيل دولة عظمى, ونحن أـو الأردن دولة فقيرة ومتخلفة بل وعريقة بالتخلف منذ القِدم.

كل ما يصدر عن كل مثقف وعن كل ناشط حقوقي وعن كل سياسي أردني يُعتبر في بلادنا تهديدا لأمن وسلامة الوحدة الوطنية, وإذا انتسب مواطن أردني إلى منتدى ثقافي يصبح المواطن مصدر قلق وخوف ومُهددا لأمن وسلامة الملك ولأمن وسلامة الوحدة الوطنية ,وكل ما يصدر عن أي مثقف أردني أو أي ناشط حقوقي يعتبر تقليدا للغرب وفتنة طائفية وعميلا بالدرجة الأولى والأخيرة لإسرائيل.

في حين أن المواطن الإسرائيلي يفعل كل ما يحضره النظام الأردني على المواطن الأردني ولا يُعتبر المواطن الإسرائيلي المثقف عميلا للأردن, فالمواطن في إسرائيل يكتب بحرية ويمارس حياته العاطفية والوجدانية والسياسية والثقافية ولا يعتبر مصدر قلق للسلطات الإسرائيلية ولا مصدر خطر وتهديد لأمن وسلامة رئيس الحكومة وفوق كل ذلك تزداد إسرائيل قوة ويزداد الأردن ضعفا , وكذلك يزداد النظام الاجتماعي في إسرائيل استقرارا في حين يزداد الوضع في المجتمعات العربية سوءا.
و هنالك خطاب سياسي جديد يتهم الشعب بالخيانة وبالعمالة لإسرائيل كثورة مضادة ضد الثورة التي تطالب بالإصلاح وبالتغيير, ولو كنا فعلا عملاء لإسرائيل لتحسنت ظروفنا المعيشية والاقتصادية والسياسة,وهنالك مصطلحات قديمة عادت للظهور مجدداً تسمى (بالفتنة) فتصرفات السياسيين المطالبين بالوعي وبمزيد من التطور صارت (فتنة) بدل أن نضع محل الفتنة كلمة أخرى مثل المدنية والحرية والديمقراطية , ودائما الثورة المضادة في الوطن العربي تعمل بآلية أخرى ضد آلية التغيير حتى على الصعيد الاجتماعي الطبيعي العادي هنالك خوف من التغيير ورفض بسبب الخوف وأذكر بأن اعترض ذات يومٍ جاري على بعض التغييرات التي أجرتها البلدية أمام منزله ومنزلي وقال بأنه يفضل أن يبقى الوضع على ما هو عليه إلى الأبد أو كما قال إلى أبد الآبدين, وكان التغيير عبارة عن بناء بنكيت أمام البيت مما يزيد الشارع والبيت جمالا وأتيكيت وكان اعتراضه بسبب سيارته فهو يملك سيارة يصفها كل يوم في ساحة منزلي الواسعة ووجود البنكيت قد يعطل عليه إدخال سيارته وإخراجها, طبعا كنتُ أنا سعيدا بهذا التغيير ولم يؤثر عليّ بشكل مباشر لأنني لا أملك سيارة وكان وما زال يدعو ألله بأن لا أمتلك سيارة لأنني حين أمتلك سيارة سأجبره على تحريك سيارته من باحة منزلي وانتقد تصريحاتي الأخيرة واتهمني بأنني بعت تاريخ أبي وأجدادي والذين هم أجداده أيضا وقال بالحرف الواحد بأنني خاين وعميل حضاري وعميل ثقافي فقلت له: شو انسيت!! طول عمرك تحكي إنهم الملوك والحكام العرب هم الخونه وفجأة بين يوم وليلة أصبحتُ أنا العميل أو أصبح الشعب هو الخاين والعميل!!, وكذلك صاحب محل السوبر ماركت انتقدني بشدة حين طلبتُ منه تعديلا طفيفا على نظام الدوام الليلي والنهاري وقال لي بالحرف الواحد : أنت طول عمرك عميل لليهود وأنت طول عمرك عميل للاستعمار وربيب له أنت تريد تغيير حياتنا وولائنا لقائد المسيرة وباني الأردن الحديث أنت عميل حضاري أو جاسوس وسيأتي يوم تصبح فيه معتقلا سياسيا وسيقعدونك المخابرات على خازوق امبشم ,وأضاف قائلاً: سيبقى الوضع كما هو إلى أبد الآبدين وكاد أن يقول لي بأن هذا الأمر المتعلق بساعات الدوام لا يخصني بتاتا لا من قريب ولا من بعيد لأنني لست مكتب العمل ولا مدير مكتب العمل ولا وزير العمل , ورديت على خطابه المطول بكلمة من سطرين قصيرة جدا قلت فيها: أنت حين تعمل 8 ساعات في اليوم أولا تحافظ على رشاقة بدنك وجسمك وتحافظ على صحتك من الأمراض وثانيا توفر فرصة عمل لغيرك من الناس, وثالثا: تمارس حياتك السياسية والثقافية فتذهب إلى نادي ثقافي أو إلى منتدى ثقافي أو سياسي, وإذا لم تجد في البلد منتدى سياسي أو نادي ثقافي فحتما سوف تجمع حولك قدرا كبيرا من الشباب الذين يسعون لأن يكون في بلدتهم نوادي ومنتديات وجمعيات لذلك ستؤسس معهم ناديا ثقافيا أو رياضا أو سياسيا تمارس فيه نشاطك الذاتي . وأنهيت النقاش,فرجع للوراء وفتح فمه على عرض وجهه خوفا ورعبا وقال: أه أه ..قول هيك أنك بدك البلد يصير فيها أحزاب على شان يستعمرونا ..وانت بدك البلد ما يصيرش فيها أمن واستقرار, فقلت له: ألله يقطعك مكا أغباك !..ما هو أصلا الدول العظمى كلها أحزاب وكلها شعراء ومنتديات ثقافية ووضعها أحسن من وضعنا, ليش؟ فتوقف قليلا ثم قال: كلامك والله هذه المرة يوجد به وجهت نظر وكثير من الصحة, في حين اعتبرت أمي بأن تدخلي في موقع كولار الماء ليس منطقيا وقالت بأن مكانه في الزاوية الشرقية من المطبخ مناسب جدا وأكدت لي بأنها منذ كانت صغيرة وإلى اليوم وكولار الماء في الزاوية الشرقية أيام كان ولاء أبوها وجدها للأردن وقالت بأنني من اللازم أن أبقى صامتا خشية أن يعتقلوني المخابرات وأكدت لي بأن أفكاري أفكار مسيحية ويهودية لا تمت للإسلام ولا بأي صلة لا من القريب ولا من البعيد ,فقلت: شو فجأة أصبحت عميل وفجأة أصبحت مسيحي يهودي بروتستنتي متطرف؟ طول عمرك تحكي وتقولي بأن الخونة هم الحكام العرب ؟... وإضافة قائلة:وسيبقى الكولار إلى الأبد أو إلى أبد الآبدين في الزاوية الشرقية, في حين قلت لها بأن أيام زمان لم يكن في بيت جدي كولار ماء بل خابية ماء أو جرة ماء فقالت : سمها ما تسمها فسواء أكانت كولار ماء أو جرة ماء أو زير ماء فسيبقى وضعها في الزاوية الشرقية مهما جدا وإلى أبد الآبدين وسيبقى ولاءنا لقائد البلد وباني الأردن الحديث, فابتسمت وعدت لأقول: شو دخل قائد الوطن؟ أنا ما حكيت عن قائد الوطن, لماذا تقولوني ما لم أقله , ولماذا تضعون القائد في كل شيء ؟ أنا لم أتحدث عنه أنا أتحدث معكم عن أمور عادية تهمكم أنتم ولا تهم القائد أو الملك أو رئيس الجمهورية في شيء يعني إذا نحن قمنا بالتطوير فهل هذا معناه خيانة وأننا ضد الملك؟وإذا ذهبنا إلى منتدى ثقافي فهل هذا معناه أنني ضد الملك؟ منذ سنة 1992م والناس وأنت وأهلي جميعا يقولون لي: لا اتروحش على المنتديات الثقافية أنت أضعت نفسك وأضعت أهلك وإخوانك, لماذا تُعتبر ممارستنا لحقوقنا المدنية والشخصية تهديدا لأمن وسلامة الملك الشخصية؟فالمواطن في كل الدول المتقدمة يذهب إلى الأحزاب السياسية والمنتديات الثقافية ولا يعتبر عدوا للوطن أو متآمرا على الوطن بل بالعكس أو العكس هو الصحيح فأنا حين تحرمني الدولة الأردنية من ممارسة حقوقي ومن إلقاء أشعاري ونشر مؤلفاتي أصبح فعلا عدوا للوطن وعميلا لأنني سأتحرك بالاتجاه المعاكس والمغاير وإذا حاسبنا المفسدين هل هذا يعني أننا أعداء للوطن؟ وإذا طالبنا بالتغيير في هيكلة النظام السياسي والاجتماعي هل معناه أننا مخربون؟ وهل هذا يعني أنني عميل وخائن!! يا للعجب من عقل العرب.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ممن يتعلم الأطفال الكذب!
- المرأة تستعمل لسانها للحوار والرجل يستعمل يده للحوار
- الريموت كنترول
- مظاهرة تأييد في لواء الطيبه
- تأويل النص
- أمة عرصه ورب غفور
- كيف ينام الرؤساء والملوك العرب!
- يعيش النظام الأردني
- نهاية العرب في السياسة والأدب
- السلاح السري
- مش معقول الفساد في السعودية
- نقد الاسلام السياسي
- آخر ما توصل إليه العلم
- مطلوب طبالين
- جاسوس حارتنا
- مطلوب مرتزقة
- وأخيرا أصبحت خطيرا
- أنا أمام المرآة
- فطرني جبنه وزيتونه وعشيني بطاطه
- من فوق فوق فوق فوق


المزيد.....




- بيان مشترك بشأن حالة الأمن الغذائي وخطر المجاعة في السودان
- العنصرية سلاح خفي ينهش أرواح الأتراك والعرب
- اعتقال متهم سرق دراجة نارية بداخلها 9 آلاف دولار في بغداد
- أول عربي يشغل منصب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ...
- تداعيات حملة الاعتقالات الحوثية على العمل الإغاثي في اليمن
- -نائب ترامب- يدعو لطرد -الكثير- من المهاجرين غير الشرعيين
- بعد أحداث نهائي كوبا أمريكا.. اعتقال رئيس الاتحاد الكولومبي ...
- بيان مشترك بين الإمارات ودول أخرى حول خطر المجاعة في السودان ...
- اعتقال رئيس الاتحاد الكولومبي لكرة القدم وابنه بعد نهائي كوب ...
- شهادات مروعة عن تعذيب أسرى غزة في سجون إسرائيل


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - أعداء الأردن