محمد الرديني
الحوار المتمدن-العدد: 3322 - 2011 / 3 / 31 - 10:21
المحور:
كتابات ساخرة
منذ زمن الخلفاء الامويين والعباسيين ونحن نعيش في امان هم يبنون القصور في المدائن وسامراء وبغداد وغيرها ونحن نأكل الحصرم.
وكرت السنوات واصبحنا لانفيق الا على بيان رقم واحد.. ضابط اهوج يحلم بالسلطة ويستلمها بين ليلة وضحاها. لم نكن نعلم ان شرارتك ستشعل الحريق في بيوتنا، فماذا فعلت بنا يالبوعزيزي؟.
شرطية صفعت بائع خضار تونسي متجول فاشعلت النار في ملايين الشوارع العربية، ولو علمت ان صفعتها ستكون تسونامي الذي عصف بالشمال والمشرق العربي لما اقدمت على ذلك، فهي في كل الاحوال شرطية في النظام وليس من مصلحتها ان يسقط نظامها.
ماذا فعلت يالبوعزيزي؟
كنا قبل ان تتجول لبيع الخضار لانريد سوى ان نحلم لاننا لانملك غيره، في الليل ننام على اغنية من اغاني فيروز وفي النهار نسرع الى عملنا خوفا من سطوة المدير ذي البدلة السوداء وربطة العنق الحمراء ومابين الليل والنهار نقعد المقاهي كل مع مجموعته ،فهذه مجموعة سارتر وتلك مجموعة كامو وهناك تجلس مجموعة نجيب محفوظ، والكل يدافع عن كاتبه وكأنه هو الذي صنعه.
فماذا فعلت يالبوعزيزي؟
كنّا في ايام الجمع نتسكع في الشوارع العامة نتفرج على الحسناوات او عناوين الافلام العربية فجئت انت وخربت علينا هذه المتعة، اقصد جئت باسماء ما انزل الله بها من سلطان.. فهذه جمعة الغضب وتلك جمعة الكرامة واخرى جمعة الفساد وكأنك اردت بذلك ان تقول لنا (هذه الجمعات ايها الناس ماهي الا طير ابابيل) وصدقت في ذلك.
من قال ان زمن المعجزات ولى؟ ان شرارتك كانت بيان رقم واحد لم نسمعه منذ آلاف السنين . فهنيئا لك حين اصدرت هذا البيان وهنيئا لكل شهدائنا وهنيئا للذين اشعلوا من ورائك شعلة الحرية التي لانعتقد انها ستنطفىء ابدا.
#محمد_الرديني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟