أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جعفر المظفر - حول الرسالة الكوميديةالأخيرة لعزت الدوري إلى القذافي














المزيد.....

حول الرسالة الكوميديةالأخيرة لعزت الدوري إلى القذافي


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3321 - 2011 / 3 / 30 - 20:02
المحور: كتابات ساخرة
    


الرسالة الأخيرة التي وجهها عزت الدوري إلى القذافي وهو يعده بعشرات الألوف من المقاتلين المنضوين تحت رايته سوف لن يصدق بها القذافي نفسه فكيف هي الحال إذا ما أراد منا عزت ان نصدقها.
ومن حين لآخر كانت التصريحات النارية الدورية تثير فينا الضحك, لكن ضحكا من النوع الذي أثارته الرسالة الأخيرة كان تسبب بالمغص لشدته, لذلك يأتي التعليق على أسبابه من باب محاولة التعامل مع ذلك المغص ولأجل تخفيف تداعياته لا من باب التعامل مع أسباب الضحك ذاتها, وهو ضحك أرى ضرورة استمراره لأنه يخفف عنا هول المصائب التي نعيشها, تماما كما كان يخفف "إبراهيم عرب" الشخصية البغدادية في بدايات القرن الماضي عن أهل بغداد, من رواد مقهاه المعروف باسمه, حينما كان يطير الأفيال بروايات عن شجاعته الأسطورية الكاذبة.
الحقيقة أن تصريحات على هذه الشاكلة تأتي لتفسر أسباب الكارثة التي حلت بشعبنا نتيجة عقلية المغالطات والكذب والدجل التي يتميز بها رجالات صدام وفي مقدمتهم عزت الدوري
والمبالغة هي جزء من عقلية وسلوك متأصل وتعبير عن خطاب تهويلي تميز به العقل الأيديولوجي الخطابي "الثوري" الذي عايشناه منذ منتصف القرن الماضي. والعوز الثقافي الذي تميز به الكثير من البعثيين الصداميين والدوريين يدفعهم إلى مزيد من هذا الالتزام التعويضي لكنه يأتي هنا أيضا ليعبر عن واقع الصراعات التي تعيشها الأجنحة المتعددة للبعث الراهن.
لا ينكر أن جناح عزت يعاني من اختناقات حقيقية سببها عجز خطابه السياسي عن ملاحقة تطورات الساحة العراقية بطريقة نقدية حاسمة وبمراجعات مفتوحة, يمنعه عن ذلك كون رجالاته هم مسئولين أكثر عن غيرهم عن الكارثة بشكل يعيق قدرتهم على نقد مسبباتها بدون أن يعني ذلك كشف دورهم الذاتي في الكارثة, والحل غالبا ما يكون على طريقة العزة بالإثم وبمزيد من التطرف والالتزام بفكر الكارثة, ودون ذلك فإن رجالا من هذا النوع سيجدون أنفسهم عاجزين عن تقديم تفسير حقيقي لما حدث وهذا يدفعهم بالمقابل للوقوف ضد أية محاولة لانتقاد طبيعة الفكر والمناهج والأدوار
من ناحية أخرى: الأنظمة الدكتاتورية, هي على مستوى الكثير من المبادئ والتفاصيل, نسخة طبق الأصل عن بعضها, أو على الأقل هي تقف في خندق واحد, لذلك لن يكون من صالحها أن ينهزم أي نظام منها ولما يمثله ذلك على صعيد مبدئي من هزيمة لمعسكر يتناغم أصحابه في الفكر والسلوك لصالح معسكر آخر يرفع رايات ديمقراطية متناغمة, فالعناوين العامة للتظاهرات والثورات العربية والتي تتناول في معظمها شعرات الديمقراطية وإصلاح مؤسسات الحكم قد جعلت الثورات الوطنية تتجاوز خصوصياتها المحلية نحو العام الأممي السياسي المتجانس, الذي يضم على جانب كل القوى الديمقراطية في العالم في مواجهة بقايا فكر الخمسينات الذي في مقدمة عيوبه أنه ظل فكرا للخمسينات ولم يتطور مطلقا.
في الفترة الأخيرة صار واضحا أن علاقات عزت وجناحه مع نظام القذافي تطورت بشكل سريع وأثارت خطوة القذافي لإقامة تمثال لصدام عواطف هذا الجناح الذي عثر أخيرا على من يقل له السلام عليكم, ثم إذا بالكوارث تدخل دفعة واحدة: نظام القذافي يواجه هزيمة كارثية والحليف اليمني المتقدم علي عبدالله صالح يواجه نفس الكارثة, وأيضا يواجه نظام الأسد احتجاجات ذات طبيعة متشابهة, وقبلها فإن الدكتاتورية كانت قد تهاوت في مصر وتونس, فإذا بالحالة باتت الآن تعبر عن انهيار منظومة وليس أشخاصا أو أنظمة متفرقة, ومن الطبيعي أن يشعر عزت ورجالاته بأن هذه الهزيمة هي الجزء الثاني وربما الأخير من هزيمتهم الذاتية, حيث الأمر لا يتعلق بالقذافي وحده, وإنما هو يعبر في حقيقته عن حالة بفكر ومعطيات ضد حالة نقيضة.
إن الموروث والمسئولية الذاتية عن الهزائم الكارثية في العراق لا بد وأن يجري تفنيدها بخطاب إسفافي تهويلي يتناسب مع حجم تلك الكوارث, لذلك لم يكن متوقعا أن يجري الدفاع عن عناصر ذلك الخطاب القديم الذي تسبب بتلك الكوارث إلا من خلال خطاب تهويلي يتفوق على الأول, وذلك من حيث قيمته أولا كمرافعة عن دور كارثي قديم, وثانيا في كونه دفاع عن وجود لتنظيم وعناصر باتت في مواجهة مستقبل صعب.
إن عزت الدوري, الميت الحي, ورجالاته الضيوف على هذه الأنظمة المتهالكة, باتوا الآن في مواجهة أخطار البحث عن دور ضيافة أخرى, لذلك فالمسالة وراء هذا الخطاب التهويلي, الذي يعبر في إحدى حالاته عن إدعاءات منفلتة, ولا سبيل لتفسيرها وفق أي منطق معقول, إنما تكمن في كون الخطاب يأتي أيضا تعبيرا عن حالة دفاع عن دار استضافة وليس فقط عن سقوط نظام شبيه.
نعم هناك شك بسلامة قوى القذافي العقلية ولكن ليس إلى الدرجة التي تجعله يصدق ما وعد به الدوري.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تتسبب السلطة البحرينية بالإضرار بعروبة البحرين
- هل سينجح العراقيون في امتحان البحرين
- كركوك هي كركوك وليست قدس الأقداس
- حظر الطيران والخوف من أمريكا
- وائل غنيم والماسونية وثورة مصر
- حاسة واحدة مع المالكي وأربعة حواس ضده
- وحدة فعل الاضطهاد تخلق وحدة رفضه
- نحو موقف أمريكي جديد من الشعب العراقي
- يا سياسي العهود الغابرة.. مكانكم الأرصفة
- وللميادين أرحام أيضا وليس النساء فقط
- أحلام العصافير أم إنه رالي الحرية
- حينما يكون للديمقراطية طغاتها أيضا
- وفي بغداد لدينا ساحة للتحرير أيضا
- التخويف بالبديل
- مبارك..بين البحر وبين النار
- مبارك.. الدخول إلى الحمّام ليس مثل الخروج منه
- الكلام ثلاث
- مشكلة شلش مع العراق أم أنها مشكلة العراق مع شلش
- شيطنة القاتل.. متابعة لمحطة العنف الأمريكي الأريزوني – القسم ...
- شيطنة القاتل.. متابعة لمحطة العنف الأمريكي الأريزوني


المزيد.....




- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جعفر المظفر - حول الرسالة الكوميديةالأخيرة لعزت الدوري إلى القذافي