مطلوب زبالين

خالد احمد العلاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3321 - 2011 / 3 / 30 - 15:49
المحور: كتابات ساخرة
    

جاء في حديث ابو احمد زبال باب الحاره ، بأن الزبال هو اكثر واحد في الحاره يعرف اسرار البيوت والناس ، وعنده القدره على التمييز بين الفقير والغني ، والمتعلم وغير المتعلم ، واللي بيوكل واللي ما بيوكل ، وكل هذا طبعا بعرفه من خلال نوعية الزباله التي يخرجها من البيوت ، فالفقير تكون زبالته قليله أو غير موجوده ، لانه ما في عنده اشي يرميه اصلا ، أما الغني فتكون زبالته كثيره وكبيره ، ويمكن ان يكون فيها أشياء جديده استغنى عنها ويريد تبديلها ، اما اللي بيوكل فمعروف من خلال وجود بقايا طعام او حتى وجبات كامله من مختلف الاطعمه في زبالته ، لكن اللي ما بيوكل فيمكن ما يكون فيه بزبالته اشي او حتى فتات الطعام .
هذا بعكس رجال المخابرات او الاجهزه الامنيه الذين يظهرون بملابسهم الانيقه ونظاراتهم السوداء وأجهزتهم اللاسلكيه بالاضافة الى تعمدهم في كثير من الاحيان اظهار كعوب مسدساتهم ليقولوا للناس بأنهم بصفة رسميه ، وهذا طبعا يدفع اهل الحاره او القريه الى عدم اخراج اية كلمه او الحديث بأي موضوع سياسي مثلاً أمام مثل هؤلاء الناس وذلك كإحتياط أمان ، وبالتالي يصبح كل شخص يظهر بهذه الصفه موضع شك من الناس ولا يسعى اهل الحي الى اقامة أي نوع من العلاقه معهم خوفا من تقاريرهم او الوشاية بهم وأحيانا قد لا يرغبون بأن يدخلوهم الى بيوتهم أو أن يطلعوهم على اسرارهم أو ان ينجروا في الاجابة على اسئلتهم الى المهالك ويسعون الى ان تكون اجاباتهم محدده ومقطوعه امام أصحاب البدلات والنظارات السوداء
من خلال هذا الكلام يمكن تطوير عمل الزبال الى ابعد من معرفة الوضع الاجتماعي لآصحاب البيوت ليكون من رجال المخابرات خاصة في الدول العربيه من خلال قيامه بمحاولات استراق السمع والنظر لمعرفة ما يدور في هذه البيوت وبالتالي التعرف على أفكار افراد الاسر واتجاهاتهم وأحاديثهم ونقاشاتهم ، ذلك ان الزبال لن يكون موضع شك فهو الرجل البسيط اللي داير على لقمة العيش وما بتهمه اي مواضيع اخرى ولا يتباهى بمكنسته مثلاً او بالطاقية التي يلبسها لتقيه حر الشمس وبالتالي هو حاصل على ثقة الناس وعطفهم نتيجة لوضعه الاجتماعي وحتى ملابسه قد لا توحي بأن لديه اي اهتمامات غير تنظيف البيوت ونقل الزباله وتكنيس الحاره وجمع القاذورات والذهاب بها بعيدا عن اعين الناس ، فيكون عمله المخابراتي سهلاً وبدون ان يشك به أحد فهو المسكين الفقير البائس ولا يمكن أن يصدق أحد ان له أية علاقه بأي جهة رسميه فيأمنون جانبه ويفتحون له بيوتهم وقلوبهم وقد يعتمدون عليه في نقل بعض الاخبار الهامه بينهم على أساس انه انسان لا يشك فيه من قبل أجهزة الدوله .
اذاً لماذا لا تعمل الانظمه العربيه على استخدام الزبالين في التجسس على الشعوب لمعرفة اتجاهاتهم السياسيه والفكريه والوصول الى معلومات أدق بكثير من معلومات رجال الدوله والاجهزه الامنيه ، فتكون بذلك قد حدت من البطاله بين الناس ، ونتغلغلت بين الشباب ودخلت اللبيوت من أوسع الابواب ، ولن تنفق كثيرا على هذه الوظائف ، راتب زبال ، مكنسه ، مجرود ، عربايه او طنبر لنقل الزباله ، وتكون ايضا قد حدت من الانفاق الباهض على البدلات والنظارات والمسدسات والسيارات والوجبات والمياومات والمكافآت ، ووفرت مبالغ كبيره للحيتان لابتلاعها ونهبها .

اذا أخذت الانظمه العربيه بهذه النصيحه فهل سنقرأ اعلانات في شوارعنا العربيه مكتوب عليها ( مطلوب زبالين )

#خالد_احمد_العلاونه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات