قراءة في عقلية دكتاتور- نوري المالكي نموذجا

نزار احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3321 - 2011 / 3 / 30 - 04:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لافرق اطلاقا ما بين عقلية الدكتاتورين, فجميعهم تربطهم خواص مشتركة يستدل عليها عن طريق متابعة خطبهم وآرائهم وسلوكهم حيث الجميع يشتركون بالخواص التالية:
1: دائما هم الاصح فالدكتاتور لا يخطأ بينما يخطأ كل من حوله.
2: آرائهم وتعليماتهم يجب ان تنفذ بحذافيرها.
3: يصدقون كذبهم.
4: يستغلون مصائب ومعاناة الشعب لتحقيق اهداف شخصية.
5: يؤمنون بنظرية المؤامرة المحاكة ضدهم.
6: لايثقون الا بانفسهم.
7: لديهم تفسيرات جاهزة لكل اخفاقاتهم وفشلهم والتي بقدرة قادر تتحول الى انجازات.
8: يصنعون مكاسب وانجازات وهمية.
9: يصبح خائنا كل من لايتفق معهم او يعارضهم او لايصفق لهم.
10: يعتقدون انفسهم عباقرة في جميع المجالات.
11: يتصورون الشعب جاهلا وبريئا وقصير الذاكرة.
12: ذاكرتهم قصيرة جدا فكلام الليل يمحيه النهار.

والآن دعونا نقف مع دردشة نوري المالكي خلال اجتماعه يوم الاحد المصادف السابع والعشرين من شهر آذار 2011 مع مجموعة من الأكاديميين المحللين السياسيين العراقيين لكي نرى مدى تطابق خواص الدكتاتور مع العقلية التي يفكر بها نوري المالكي.

1: أكد نوري المالكي خلال اجتماع جمعه مع مجموعة من الأكاديميين المحللين السياسيين العراقيين أنه بدأ يفكر جديا بطلب سحب الثقة من حكومته في حال استمر شركاؤه في العملية السياسية بمحاربته.
اولا: يعتقد المالكي بأن الجميع يحاربه وان هناك مؤامرة تنفذ ضده وهي اول واهم خواص وصفات الدكتاتور.
ثانيا: تناسى نوري المالكي بانه هو بنفسه من اختار شركاءه في العملية السياسية من اجل الاحتفاظ بكرسي الرئاسة.

2: اعتبر نوري المالكي أيضا أن العملية السياسية لا يمكن أن يكتب لها النجاح في ظل الدستور الحالي.
اولا: المالكي كان احد عناصر لجنة كتابة الدستور.
ثانيا: لم اجد المالكي معترضا على نقوصات وازدواجية وغموض ولاديمقراطية الدستور عندما مكنته هذه النقوصات من الاحتفاظ برئاسة الحكومة على الرغم من خسارته في الانتخابات البرلمانية.
ثالثا: ايضا لم اجد المالكي معترضا على نصوص الدستور التي سمحت له بالتستر على فساد وزراء حكومته السابقة.
رابعا: المالكي يترأس الكتلة البرلمانية الاكثر عددا في البرلمان وباستطاعته اكثر من غيره تغيير واصلاح الدستور.

3: اكد احد الذين حضروا الاجتماع إلى أن "المالكي أكد انه ينتظر انتهاء فترة المائة يوم التي وضعها للطلب من البرلمان حجم الثقة عن حكومته وتشكيل حكومة جديدة يختار وزرائها بحرية".
اولا: في نظر المالكي فشل حكومته لايعني اطلاقا فشله, ففي جميع دول العالم الديمقراطية فشل الحكومة يعني فشل رئيسها وفشل رئيسها يعني فشل الحكومة الا في عقلية المالكي فهو دائما يعتقد بانه الشخص الوحيد في العراق المؤهل لقيادة الحكومة والمعصوم عن الخطأ والتقصير والفشل وعندما تفشل حكومته فهذا الفشل دائما سببه الوزراء ولاعلاقه له بادارة رئيس الحكومة. الحكومة التي يتنصل رئيسها عنها هي حكومة فاشلة.
ثانيا: عندما امهل نوري المالكي وزارات حكومته مائة يوما لتحسين الاداء وتقديم الخدمات, كنت واثقا بان هذه المهلة عبارة عن طعم يستخدمه المالكي لاثبات فشل الوزراء وتغييرهم باناس مقربين له (استغلال معاناة الشعب لتحقيق اهداف ذاتية وفئوية).

4: ذكر المالكي للوفد انه تقصد تسمية صالح المطلك نائبا له لشؤون الخدمات والوزراء الصدريين كوزراء للخدمات بهدف إحراجهم بعد إثبات لهم أن ملفات الخدمات هي ملفات شائكة وتحتاج الكثير من الوقت.
اولا: تحدث المالكي في اول اللقاء عن المؤامرة المنفذة ضده من قبل شركائه وها هو يثبت بعظمة لسانه بانه لاشركائه من يخطط للمؤامرات والدسائس.
ثانيا: أليس اعتراف المالكي بأن ملف الخدمات يستحال تسحينه دليل على فشل المالكي وقناعته التامة باستحالة تسحينه ومع هذا فهو لايزال يغرق الشعب بوعود قرب تقديم الخدمات؟.

5: ايضا شدد المالكي وخلال اجتماعه مع عدد من أساتذة الجامعات والمحللين السياسيين على ضرورة العمل لتأسيس مركز دراسات سياسية يكون تابع لرئاسة الوزراء، مبينا أن المركز يعمل على تقديم خدمات استشارية وسياسية لرئاسة الوزراء.

اولا: اليس هذه هي مهمة فريق المستشارين الذين وصل عددهم الى الستين؟.
ثانيا: اليس هذا اعتراف صريح بفشل مستشاريه الذين اختارهم بنفسه لا لتقديم استشارة الاختصاص ولكن لغرض استخدامهم عونا في عملية فرض هيمنته وتسلطه؟.

#نزار_احمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات